في توقعات إحداثيات حركة الإعصار..

زهير سالم*

في الوقت الذي لاذ فيه العديد من الحكام العرب بالهتافين والمشعوذين واشتروا الخرزات الزرق، واستخرجوا من أوعية جداتهم ( طاسات الرعبة )، وعملوا جادين على ترقيع المزق بالخرق اتقاء لشر قد اقترب من بلاد العرب؛ في هذا الوقت بالذات بدأ العقل الإنساني الموضوعي والعلمي في تتبع حركة الإعصار وفق معطيات علمية تحدد النقاط الرخوة في جنبات المجتمعات التي تؤشر سهام حركة الإعصار إليها..

في تحليل علمي افتراضي لإحداثيات حركة الإعصار وضعت معاييره مجلة ( الإيكومينيست ) البريطانية رشحت المؤشرات دولا عربية حيث يمكن أن تحل أولا بركات الإعصار. نقول (بركات الإعصار) ليس على سبيل السخرية، وإنما على سبيل جمع الأضداد على نحو قول أبي الطيب:

نثرتهـم فـوق الأحيدب كلهـم.... كما نثرت فوق العروس الدراهم

 (بركات الإعصار) هو التعبير الأكثر خصوصية حيث يدفع البلاء بالبلاء إلا أن يكون في القوم بعض العقلاء.

تقول دراسة المجلة البريطانية عن إحداثيات حركة الإعصار أن الدول المرشحة أولا حسب الترتيب هي: ليبية واليمن وسورية.

وقد اعتمدت المجلة البريطانية معايير قياس علمية دقيقة. ومع ذلك فإن الميل إلى تسمية النتائج بالتوقعات هو الأولى؛ حيث ثمة بعد في الخصوصية الإنسانية يبقى غير قابل للقياس. ولقد وضعت المجلة المعايير التالية مع تقدير ثقل خاص لكل معيار لتتبع إحداثيات حركة الإعصار..

المعيار الأول نسبة عدد الشباب تحت سن 25 سنة إلى بقية أبناء المجتمع.

ومعلوم أن نسبة الشباب تربو على نصف أبناء المجتمع السوري.  وقد اعتبر ثقل هذا المعيار 35 من مئة..

وكان المعيار الثاني طول عمر رئيس النظام ولا بد أن المجلة قد اعتمدت أن العقيد القذافي هو عميد الحكام العرب، وأن الرئيس صالح يحكم منذ 1978، وحسبت المجلة عمر النظام السوري منذ 2001. وغفلت عن الحقيقة أن عمر النظام في سورية ممتد مع إعلان حالة الطوارئ منذ 1963. وقد أعطي هذا المعيار 15 من مائة..

وكان المعيار الثالث هو حجم الفساد المنتشر في الدولة والمجتمع. وأعطي معيار الفساد هذا أيضا 15 درجة من مائة..

وكان المعيار الرابع غياب الديمقراطية، وحجم المشاركة الشعبية في القرار الوطني معيار يستحق حسب المجلة البريطانية: 15 درجة من المائة.

أما المعيار الخامس فهو نصيب الفرد من الناتج المحلي. معيار يجسد العدالة الاجتماعية وقد اقترحت له المجلة 10 درجات..

والمعيار السادس هو معيار الشفافية والرقابة الإعلامية وقد اقترحت له المجلة 5 من مائة..

وأخيرا أشارت المجلة إلى جملة عدد السكان فوق سن الثلاثين الزيادة تتناسب طردا مع عدد السكان. واقترحت لهذا العامل 5 درجات أيضا..

أظنك ستقول معي لقد نسيت المجلة أشياء كثيرة مهمة لم تدر بخلد القائمين عليها: اتساع دائرة المظالم العامة وعمقها وتعفن جراحها وغياب العدل المدني والاجتماعي وأشياء كثيرة لا نريد أن نسترسل في تعدادها..

إن الذي نريد أن المنهجية العلمية في مواجهة الإعصار إنما تبدأ بإغلاق ملفات الظلم الفردي والجماعي ثم بتفكيك معادلة الإحداثيات واحدة بعد الأخرى. الشباب القوة المبدعة المقتدرة يمكن أن تكون إعصارا مع استمرار الإغلاق..

والصراخ في وجه الريح لا يجدي. وسيدنا الرسول الكريم صلى الله وسلم عليه قال: احثوا في وجوه المداحين التراب. صدق رسول الله.

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الخميس 17/2/2011م