ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ
مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ما
جرى في محلة الحريقة في دمشق مثل
لمن أراد العبرة زهير
سالم* وكما
أن صفعة على وجه (البوعزيزي)
ذهبت بابن علي
وحزبه؛ فإن زلة لسان من شرطي
في شارع من شوارع دمشق أشعلت
النار ونبهت الشعب السوري إلى
أنه (ذو نسب في الماجدين عريق)
وأن ( الشعب السوري ما بينذل ).
زلة لسان وقضي الأمر الذي فيه
تستفيان. زلة لسان فإذا الأرض
غير الأرض. وإذا القصر غير
القصر، وإذا الذين اتبَعوا
يتبرؤون من الذين اتُبعوا... ووعد
وزير الداخلية أنه سيجري
تحقيقا، وأنه سيحاسب ويعاقب؛
ولكن لم يعلم وزير الداخلية أن
زلة لسان شرطي لم تكن لتحدث ما
أحدثت كلمة ( امش يا حمار ). لو لا
أن المجتمع السوري يعيش في
الحالة ( دوين الحرجة ). وهي
الحالة التي ستجعل الحرائق
تتكرر حتى يحدث ذات لحظة الحريق
الكبير. يتساءل الناس أيّها
ستكون القشة التي ستقصم ظهر
البعير. والحماقة
التي خلعت الربقة، ربقة
القانون، وربقة الحياء؛ فلم تجد
أن تبرر جريمتها بشأن الطفلة طل
الملوحي إلا بعذر هو أقبح من
الذنب نفسه. هذه الحماقة لم تفكر
لحظة في وقع العذر المصنوع
الموضوع وارتداداته وانعكاساته
وأبعاده. وكان
مما حفظه الناس من كلام النبوة
الأولى – كما أخبرنا رسولنا
ومعلمنا ومؤدبنا محمد صلى الله
عليه وسلم – (إذا لم تستح فاصنع
ما شئت.) وكأن هذه الكلمة ما قيلت
إلا لهذا المقام. تخوفنا يوم
طوينا الحملة الإنسانية
للتضامن مع طل ومع الأستاذ هيثم
من الكثير، ولكن لم يخطر بالبال
أن الإثم قد يتمادى بأهله إلى
هذا الحد.. إن
أي عاقل يراجع الرواية المصنوعة
الموضوعة ببعديها الأخلاقي
والأمني يدرك جيدا أن مؤلفها
كان قد نام بعد أن تابع حلقة غير
مترجمة من حلقات جيمس بوند،
فرأى (بطله ) قد جندل ضابطين
وجردهما معا من بطاقتيهما
الشخصية!! الله أكبر وقوى الدفاع
الجوي السورية – وحاشاها –
تعجز عن حماية مبنى في عمق العمق
السوري، وتعجز الأجهزة الأمنية
في عمق دارها عن حماية الحاج
رضوان ( عماد مغنية )، وتعجز عن
حماية الضابط اللامع محمد
سلمان، بل تعجز عن حماية طل ابنة
الخمسة عشر عاما من ذئب
نمساوي صائل على أرضنا وفي
ديارنا، بل تعجز عن حماية أسرار
دولتنا المهيبة من اختراق طفلة
مراهقة تمد عينيها فتخترق أعمق
الأسرار. بعد كل هذا العجز أليس
من حق دافع الضرائب السوري أن
يسأل: لماذا ندفع؟ ولمن ندفع؟
ومن كان المسئول عن حماية
الطفلة طل التي يزعم التقرير
المريب أنها جندت في لقاء عابر
على أرض الجولان، وأن السفارة
الأمريكية احتاجت إلى جهود
الطفلة السورية وخبرتها في
قاهرة المعز، لتخترق بواسطتها
القلعة الحصينة ( السفارة
السورية ) هناك. إن
أي عاقل يعيد مراجعة الرواية
المصنوعة الموضوعة ببعديها
الأخلاقي والأمني يدرك أن البعد
الأخلاقي لا يقدم أي دلالة
برهانية إضافية على الرواية
الأمنية. وأن الرجل الغبي أو
المرأة الغبية اللذين اقترحا
إضافتها إلى الرواية الأمنية
إنما أرادا توظيف نفور شعبنا من
الفاحشة ومرتكبها في استدرار
الغضب والإدانة ضد ( طل )، وغفل
هؤلاء الأغبياء، أن شعبنا مع
نفوره من الفاحشة هو أشد نفورا
ممن يشيعها، أو ممن يرمي بها
المحصنات الغافلات.. وربما
تكون ( طل ) و ( أمها ) و(أبوها ) و(أسرتها)
و(عائلتها ) وكل أبناء سورية
اليوم لها عائلة، لعنة على
الذين جاؤوا بالإفك، وحاكوا
حكاية الإثم.. ومرة
أخرى ضرب مثل فاستمعوا له.. ورب
دعوة صادقة من معلمة نفاها
الظلم لحجابها عن مملكتها، ولم
تكن غرفة الصف بالنسبة للصادقين
والصادقات من المعلمين
والمعلمات إلا عرش مملكة
حقيقيا، فأزلقت رئيسا عن كرسي
رئاسته، ودمرت قصرا على رؤوس
أصحابه؛ وعندها لن يغني من الحق
شيئا أن يشهد لهم شاهد أمريكي
أنهم علمانيون صادقون في
علمانيتهم، وأنهم على كره
يتحالفون مع المقاومين..!! كان
الصالحون من سلاطين هذه الأمة
يحرصون أن يكون في بطانتهم من
يشتد عليهم. ومن يقول لهم: لا .
ومن يقول لهم ليس ما ترون بالرأي.
كانوا يقولون عن هؤلاء: إنهم
الأمان من الغرر والغرور، وهم
مفاتيح النصيحة، ومصابيح
الرأي، وكانوا إذا انتهر أهل
الصدق هؤلاء واحد من حاشية
الملق قال له السلطان
ما أنت من طبقته اسكت وإلا
فعلت بك.. وما
بين طرفة عين واغتماضتها.. وكلمة
تخرج من بين شفتي شرطي ( امش يا
حمار.. ) وإذا
طل الملوحي تقرأ على العالم
كتاب براءتها. ((فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ )). ((
وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن
لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ
)). ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الاثنين
21/2/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |