ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

لا... لاستقبال الوكالة الدولية للطاقة الذرية

في وطننا

زهير سالم*

 

تلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالة من الحكومة السورية بتاريخ  9 / 2 / 2011 أبلغت فيها سورية الوكالة موافقتها على طلب الوكالة الوصول إلى حمص لزيارة محطة لتنقية الأحماض هناك..!!

 

وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد زارت موقعا سوريا دمرته الطائرات الإسرائيلية في دير الزور، ثم خرجت بنتائج تقول إنها تشتبه ببناء مفاعل نووي وبخبرة كورية هناك. أي أنها كانت تكرر المزاعم الإسرائيلية حول الموقع ، موضع العدوان. وقد طالبت الوكالة مرارا بالعودة إلى نفس الموقع للفحص والتنقيب ولكن السلطات السورية أعلنت دائما أن سورية لن تكون مفتوحة أمام الوكالة الدولية، بعد تلك الزيارة المريبة، وأن على هذه الوكالة أن تفتح أعينها على ما يجري في إسرائيل..

 

الخطوة المفاجئة للحكومة السورية بالسماح للوكالة الدولية بزيارة المنشآت السورية جاء متزامنا مع الأحداث العربية الكبرى رجاء أن يضيع صداه تحت هدير صوت الثورة العربية ( الشعب يريد.. )

 

وأكدت الرسالة السورية موضع التنويه أن رئيس وكالة الطاقة الذرية السورية سيعمل مع الوكالة الدولية على كل القضايا الفنية المعلقة ( !! ) وفقا لالتزامات البلاد ( !! )

 

وذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذه الخطوة تشكل خطوة إلى الأمام . وفي الوقت نفسه قال بول برانان إن الموافقة على زيارة موقع حمص لا تمثل تعاونا جوهريا..

 

وفي الوقت الذي يمتلك الكيان الصهيوني مئات القذائف والرؤوس النووية، وحيث صرح بذلك جهرة رؤوس هذا الكيان فإن وكالات المخابرات الغربية – حسب رويتر – تشتبه بأن سورية تبني مفاعلا سريا له صلة بالأنشطة النووية قرب دمشق، وربما يكون مرتبطا بموقع دير الزور..

 

وقبل أن نفيض في التعليق على الخبر بأبعاده وتداعياته لا بد للمواطن السوري أن يعود بالذاكرة إلى عام 2007 حيث قام الطيران الصهيوني بقصف العمق السوري في منطقة دير الزور. قيل لنا يومها إن الحكومة السورية تحتفظ بحق الرد !! وها نحن ننتظر منذ أربع سنوات هذا الحق المضيع المهدور. بل إننا وجدنا أنفسنا بفضل ما يسمى السياسة الخارجية المتفوقة ( نأكل القتل وندفع الخراج ) فبدلا من أن يدين العالم العدوان الصهيوني الغاشم على بلد ذي سيادة يتمسك بحزم ( بخيار السلام الاستراتيجي )، تحول الطالب إلى مطلوب، وتحولت سورية لتكون مفتوحة أمام ما يسمى بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تكن إلا عينا للتجسس لمصالح وكالات المخابرات الغربية التي تحط جميعا رحالها عند الموساد الإسرائيلي.

 

وللننعش الذاكرة العربية بدور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الترويج للكذبة الأمريكية الكبرى حول أسلحة الدمار العراقية . حتى بعد أن فتح صدام حسين غرف نومه لفرق الوكالة المذكورة كانت التفارير التي يوقعها مع الأسف ( محمد البرادعي ) تتراوح بين التشجيع ( خطوة إلى الأمام ) أو المطالبة بالمزيد (خطوة غير كافية) و( تعاون غير جوهري ). لم يقل محمد البرادعي، وهو لا يعنينا في هذا المقام في شيء، في أي لحظة الكلمة التي ستحاسبه عليها كل قطرة دم أهرقت على أرض العراق وكان شريكا فيها: كفى كذبا ودجلا ..

 

ربما نحتاج أن لنسعف الذاكرة أكثر أن نستحضر الحديث عن ( هانز بليكس ) الألماني الذي ألقى الألواح في وجه الرئيس الأمريكي بوش وتابعه بلير  فاستقال من منصبه في الوكالة لأنه رفض أن يكون معبرا لقرارات مريضة مدمرة أريد للوكالة أن تتحمل إثمها..

 

ولأن ذاكرتنا القومية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيئة جدا، ولأنها واحدة من وكالات التجسس العالمية لحساب الدول الكبرى والكيان الصهيوني بشكل خاص فإن من حق كل مواطن سوري أن يرفع صوته (بلا) كبيرة ضد أي علاقة مع مؤسسة من هذا النوع، وضد أي التزامات تُكبل بها سورية على هذا الصعيد..

 

إن رفض مجتمعاتنا المسالمة لكل أشكال أسلحة الدمار الشامل يقتضي أن يتوجه إلى هذه الوكالة بضرورة أن تكون البداية من هناك من ( ديمونة ) حيث تنتصب المفاعلات، وتتسرب الإشعاعات، وتتكدس القذائف..

 

ولو كان في سورية مجلس شعب حقيقي يتحمل مسئوليته التاريخية أمام المواطن الذي زعم أنه يمثله لما كان له أن يوافق على أي التزامات تنتهك السيادة الوطنية، ونفتح أبواب سورية أمام وكالة مريبة مثل هذه الوكالة، ولم يوافق على أن توقع سورية على اتفاقيات مذلة من هذا النوع. في أفق ثورات الشعوب العربية اليوم نقول لأعضاء مجلس الشعب الذين مردوا على ( هز الرؤوس ) أن مواقفهم هذه ستتحول إلى سجل لعنات تحيط بأسمائهم على مر التاريخ ( قدار ) والرهط التسعة الذين عقروا الناقة فحاقت يهم اللعنة إلى يوم الدين. وإلا فأي التزامات هذه التي وافق عليها مجلس الشعب والتي تجعل سورية أرضا مستباحة أمام وكالة من الجواسيس؟! وكيف يمكن أن توقع دولة عربية على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية قبل أن يوقع عليها الكيان الغاصب المريب!!

 

حين نرفض اليوم الخطوة نحو حمص التي وصفت بأنها خطوة أولى إلى الأمام.. فذلك لأننا نرفض نتيجة المسار في غرف نوم القادة والرؤساء..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الخميس 3/3/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ