ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 05/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الممثل كين والإعلامي العربي

الإعلامي العربي يريد ( إسقاط الازدواج )

زهير سالم*

 

في خمسينات القرن العشرين وضع جان بول سارتر مسرحيته الممثل ( كين ). وعرض من خلالها جانبا من مأساة الحرية التي يفقد فيها الممثل ( الإنسان ) القدرة على التمييز بين دوره على خشبة المسرح ودوره في واقع الحياة. أين ينتهي الممثل وأين يبدأ الإنسان؟! كانت تلك بعض محنة الممثل كين الذي تعود أن يقدم شخصيات الملوك والكبراء..

 

الإعلامي على الفضائيات العربية، التي تزعم أنها تمثل الرأي والرأي الآخر، والتي تزعم أنها ترصد الأخبار وليست تصنعها، والتي تؤكد أنها ترفض أي شكل من أشكال ازدواجية المعايير، الإعلامي العربي هذا حين يرى تُفرض لعبة لا أرى لا أسمع لا أتكلم حيث تتغير شروط الفيزياء للسمع وللرؤية وللكلام؛ فإنه يعيش أزمة مثل أزمة الممثل كين التي تنتهي نهاية الفتي البوعزيزي، أو هي تقود إلى ثورة عارمة ( للإنسان ) الذي كثيرا ما ردد على لسان بطل سارتر مستنكرا على نفسه: ( أنا لا أمثل كي أكسب القوت ) وإنما ( لكي أكذب) فيشعر أن الكذب قد أحاط به فصنع مأساته ( كل ما أقوله كل ما أفعله هو كذب ) ( إن مهمتي الوحيدة هي أن أكذب ) ( متى أتوقف عن الكذب؟! )

 

وبعض قنوات الإعلام العربي مع الأسف تمارس تطهيرا عرقيا لفظيا يحرم في قانونها الأشد صرامة من قانون ابن علي والسيد حسني أن تذكر أو تذكّر ببعض الدول العربية ولو في متوالية التكرار.

 

منذ أشهر قدم أحد معدي البرامج الحوارية برنامجا (معمقا) عن ظاهرة التوريث في العالم العربي. وتحدث وضيفه أو ضيوفه يومها عن احتمالات الظاهرة وأبعادها في مصر وفي اليمن وفي الجزائر واستطاعوا جميعا ببراعة أن يتجنبوا بلدا عربيا أصبح التوريث فيه حقيقة واقعة وتجربة قائمة مستوفية الشروط للتقويم والتحليل واقتناص العبر والعظات..!!

 

في برنامج آخر وأنا هنا مجرد أضرب أمثلة كان الحديث عن الطائفية في العالم العربي ومشاكل ما يسمونه الأكثريات والأقليات فاستحضر فريق الحوار دول المغرب العربي وذكر اليمن والبحرين وشرقي الجزيرة في الدمام وأفاض المحللون في الحديث عن العراق وانزلقوا على جسر معلق إلى لبنان حيث نظّروا وأجادوا وأفادوا..وظنوا أنهم قد قدموا تحليلا لا خرق فيه ولا رتق..وتجاهلوا ما فُرض عليهم أن يتجاهلوه..!!

 

والأحداث تتتابع تترى في القطر العربي المتفق على تغييبه حتى بين الشركاء العرب المتشاكسين: أعلن لأول مرة عن يوم غضب وصف أنه فاشل، واعتقل مناضل عربي في ذلك البلد، وأعلن المعتقل إضرابا مفتوحا عن الطعام، كاد يصل به إلى حد الموت في أجواء حالة البوعزيزي الملتهبة، ولطمت حرة عربية على وجهها، ممن وصف نفسه أنه بلطجي..، لأنها خرجت متعاطفة مع شباب مصر، ولأول مرة في تاريخ القطر المغيب منذ عقود تنشب حريقة في منطقة الحريقة وتوثق بالصوت والصورة، ولأول مرة في تاريخ القضاء السوري المبجل يقرأ على الإعلام بيان اتهام مضمخ بالإثم والفجور والسفه بحق فتاة لم تبلغ العشرين. وفي ذلك البلد الذي لا يزال شعبه متمسكا بانتمائه العربي و المظلل بسحب الصمت المريب، يقضي رجل تجاوز الثمانين سنوات بالسجن لأنه قال في اتصال مع فضائية عربية ( نتمنى في وطننا حرية أكثر وفسادا أقل )..

 

ولقد أثار فيّ هذه المواجع تقرير عربي عن مجزرة ( بوسليم )، تذكرت الأروع ( الأكثر إثارة للروع ) والأبشع، نادت عليّ صورة الأم الليبية تقول ( الله يصبرهم وينسيهم ..) وأما الصبر فنعم وأما النسيان فهيهات هيهات..

 

قادني حديث هذه الأم إلى شجون القول والموقف، أنظر في الوجوه الصٍٍّّباح للإعلاميين العرب يهزون الرؤوس ويدافعون عن مظلوم هنا ويسكتون عن آخر هناك، ينفخون جذوة الحق في موقد ويهيلون عليها الرماد في آخر..!!

 

أيقظني صوت الإنسان ( محمد كريشان ) ينادي ( لا يا...) وينطق الكلمة التي قيل له إنها الكلمة الإدُّ الحرام أعلم أنه يحفظ ((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ..))

 

أيقظني صوت (محمد كريشان ) يقول في ورقة شخصية ( لا يا سورية.. ) فيذكر الشيخ هيثم المالح والكهل الستيني علي العبد الله والطفلة طل الملوحي في تعاقب الظلم على الأجيال..

 

شكرا للإنسان محمد كريشان..

شكرا لكل إعلامي عربي يتحرك ضميره مع الشيخ ابن الثمانين تسجنه الكلمة الحرة في عصر الإعلام الحر والإعلاميين الأحرار ثم لا يجد فيهم وليا ولا نصيرا..

 

شكرا لكل النشميات من الإعلاميات العربيات اللواتي استمعن إلى دليل الإدانة تتلوه الناطقة الإعلامية باسم الخارجية السورية بحق الطفلة طل الملوحي ثم لم يعن لهن ذلك الاتهام شيئا..

 

شكرا لهم، شكرا لهن..

لقد قارب ليل الاستبداد من الرحيل؛ وإن المستبد في حياتنا ليس هو ذلك الرجل الذي يقبع في القصر ( الملكي أو الأميري أو الجمهوري ) فقط ؛ بل هو أحيانا الزوج، أو الزوجة، والأب، والأخ الرحمي، أو الأخ بالعقد، والأم، والمعلم، والمدرس، وآمر القسم، والمسئول في شعبة الحزب، ومدير الدائرة الصغيرة، ورئيس تحرير الصحيفة، ومدير القناة القضائية الذي يعيد صياغة قوانين الفيزياء على مزاجه أو مصالحه للسمع والبصر والكلام..لا بد لكل مستبد من أحرار يثورون عليه. يقولون له نحن لا نعمل لنكسب بل لنعطي أيضا.. ولأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان..

 

الإعلامي العربي، الذي أسجل له الشكر، أصبح اليوم شريكا بنيويا في الثورة على الاستبداد، وفي ترديد الهتاف (الشعب يريد...)، وهي الصرخة التي ستواجه كل المستبدين أو المتحكمين بقوانين الضوء والصوت والهواء والنار والتراب.

 

والرسالة التي صدرت اليوم من الإعلامي العربي دفاعا عن هيثم المالح وعلي العبد الله وطل الملوحي لا أعتقد أنه أرادها رسالة مباشرة للمخاطبين بها لأنه يعلم كم ضاع من قبل أمثالها..

 

ولا هو أرادها رسالة مواساة ( وجبر خاطر) للشعب السوري فقد تكسرت على ظهر هذا الشعب النصال على النصال. وللنصل على الظهر ألمان: معنوي خانق ومادي جارح..

 

إنها تعبير عن ضيق وتململ وجودي موجهة إلى الذين يظنون أنهم يصنعون قوانين الضوء والصوت والهواء والنار والتراب..

 

الإعلامي العربي يريد توحيد المكاييل والموازيين وإضاءة العتمات..وهذا هو زمن الثورة يا صاح.

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

السبت 5/3/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

أخي الكريم و أستاذنا الفاضل

لقد آن للأحرار سواء الشعوب و على وجه الخصوص الاعلاميون المتميزون الذين يظهرون على فضائيات هذا العالم الرحب ان ينطقوا بالحق و بصرخة شامخة رجولية لا لا لا لكل ظالم لكل من يفتري و يظن بنفسه انه لن ينسحب البساط من تحته لأسباب واهية يظن انه قد اتمها و زبانيته.

فليعقل اصحاب العقول منهم ( القادة) ان بقي عندهم منه ( شيئا) من خلال مايرونه من تساقطات امام اعينهم فتفقدهم رجاحة قد افتقدناه نحن شعوبهم منذ فترة بعيدة.

اشكرك استاذنا و اشكر ابداعاتك المتميزة على الدوام.

د محمد دامس كيلاني

======================


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ