ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
أما
بعد.. فهذا
كلام المشفقين من الغد وعليه زهير
سالم* هذه
الكلمات تجديد وتأكيد للدعوة
إلى الإصلاح الذي أصبح في ظلال
المستجدات التي نعيش ضرورة
شرعية، ومطلبا وطنيا، ومخرجا من
أزمة. وبديل هذا الإصلاح ما نرى
وما نسمع جميعا من عدوان على
الحرمات وسفك للدماء ثم
الصيرورة إلى ( حيث ألقت رحلها
أم قشعم ) هذه
الكلمات تنبع من إرادة للخير
يعم الناس جميعا، وإشفاق من
الشر، قديما قالوا إن مبدأه
مستصغر الشرر. والعاقل من اتعظ
بغيره. والفيئة إلى الحق، ما
كانت ممكنة، خير من التمادي في
أخيه. وإن فاتنا من هذه الكلمات
ما نترجى من نتيجة فلن يفوتنا
حسن القصد وسلامة النية وإقامة
المعذرة إلى ربنا. لن
نبدئ ونعيد في شرح ما لا يغيب. بل
الإنسان على نفسه بصيرة. وليس من
غرض هذه الكلمة تنديد ولا تثريب.
وفي الواقع الذي تعيشه بلادنا
ما يغني عن الشرح والتفصيل. وفي
أطراف المعادلة الوطنية بعض
الخبء الذي يحجبه أصحاب المصالح.
وعلى الساحة الوطنية أيضا رجال
صدق في بذل النصيحة. صدق في
البحث عن المخرج الذي يعود
بخيره على الجميع. صدق في إرادة
درء المفاسد عن فضاء البلاد
وحياة العباد. ومن
هذه المنطلقات يمد هؤلاء الرجال
أيديهم لتسهيل القادم، الذي لا
بد منه؛ لاجتلاب خيره وتعميمه،
ودرء ما يمكن من ضرره وشره وما
يمكن أن يصاحبه أو يعلق به. وتقوم
هذه الورقة أصلا على أن لكل
إنسان قلب يحب به الحق والخير
والجمال والحرية والعدل، ويحب
به أيضا أخاه الإنسان. كما أن
لكل إنسان عقل يعرف به الخير من
الشر والصواب من الخطأ. والصلاح
من الفساد. وأن كل إنسان تصح في
نفسه العزيمة على الخير والرشد
يصبح موضعا لخطاب الناصحين،
ومحلا لثقة العقلاء المتعاونين.. إن
الانتقال بسورية الدولة بكل
مقوماتها وسلطاتها ومكوناتها
إلى مصاف مثيلاتها من دول
العالم في العقد الأول من القرن
الحادي والعشرين أصبح ضرورة
شرعية ومدنية، وعلى كل الذين
يحاولون التعويق إيثارا
لمصالحهم أن ينزاحوا.. الشعب
السوري يريد بناء سورية دولة
مدنية عصرية حديثة لجميع
أبنائها. إن شعبنا الحر الأبي
لقادر على التمييز بين ( خطأ في
البنيان ) وبين ( خطأ البنيان ).
وهو تمييز له استحقاقاته
ومقتضياته. نريد
– جميعا - أن نضع شعبنا على أول
طريق النهوض بعد أن سبقته
الشعوب. نريده أن تتاح له فرصة
التحدي الحضاري بكل أبعاده. إن
السباق لا يصح بين المتسابقين
إلا إذا توحدت شروط المضمار.
وحين تتوحد شروط المضمار نضمن
عن شعبنا أنه لن يغلب ولن يقهر
ولن يسبق ولن يتخلف. ولأن يكون
أحدنا فردا في شعب حر عزيز خير
من أن يكون رئيسا على شعب مهزوز
تتداعى الأمم عليه كل صباح
ومساء.. نحن
نقدر أن إحداث هذه النقلة
الإنسانية والحضارية والسياسية
والاقتصادية والاجتماعية ليست
بالأمر اليسير ولكنه يسير على
من يسره الله عليه. وستواجه
السالكين على الطريق إلى الهدف
الكثير من الاستحقاقات. ويجب
أن نوطن النفس على القيام بحق
الهدف النبيل بالحب والرضى وأن
نقبل بالتضحية فنخرج عن بعض
الأمر مشكورين خير من أن نسير في
طريق لا تؤمن غائلته ولا تضمن
نتيجته.. إن
إزالة المظالم وردها على
أصحابها. وإغلاق السبيل على أهل
الريب والفساد من الطامعين
والطامحين جسر لا بد من عبوره
للعالم الأرحب والأجمل.. وشعبنا
قادر على أن يبادل الحب بالحب
والثقة بالثقة. ولتكن هذه هي
نقطة البداية. لن نفيض في ذكر
المدخلات الأساسية لوضع الأسس
الصالحة لبنيان الدولة المدنية
الحديثة. ولكن حالة الطوارئ،
والمحاكم والقوانين
الاستثنائية، وامتدادات
الأجهزة الأمنية، والدستور
المؤسس للاستعلاء الحزبي،
والقوانين النابذة والمقيدة
للحريات العامة، وغياب قانون
الأحزاب والشفافية عن الحياة
العامة، والزنازين التي تحولت
مع الزمن إلى مطامير؛ كل هذا لا
يعطي انطباعا أن هناك حاكما يثق
بشعبه، وبالتالي ليس له أن
ينتظر ثقة من هذا الشعب..!! إن
النزول على الإرادة الوطنية
الحقيقية باستحقاقاتها
ومقتضياتها هي الخطوة الأولى
على طريق مشروع نهضة سورية
الوطن والإنسان.. نعيد
الكتابة في مثل هذا لتجنيب
سورية، التي هي لنا جميعا ويجب
أن نحبها جميعا بالقدر نفسه،
المزيد من الآلام والمزيد من
سفك الدماء.... رحم
الله شهداءنا في درعا الحبيبة.
وأدعو إلى عرض الأطفال من أبناء
العاشرة الذين تم اعتقالهم
وتعذيبهم على طبيبة نفسية
تقنعهم أن ما تعرضوا له كان حلما
سيئا في ليل شتوي طويل.. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الخميس
24/3/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |