ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

لحظة صدق مع الذات

سميرة المسالمة أنموذجا

زهير سالم*

 

لم تقم المواطنة السورية سميرة المسالمة بعمل بطولي نشيد بها على أساسه، كما أنها لم ترتكب بما قالته على قناة الجزيرة خطيئة أو إثما تستحق عليه أن يشملها ( مشروع الإصلاح ) العتيد بالعزل للتأديب. كل الذي فعلته مديرة التحرير في صحيفة تشرين أنها وفي غمرة اندفاعها لإقناع الآخرين بمشروع الإصلاح السوري قد وقعت في فخه فاقتنعت به فقالت على قناة إعلامية بضع كلمات مما يجول في خاطرها، تعبيرا عن رأيها، أو دفاعا عن أبناء مدينتها ووطنها. ولقد شفع شعورها بإنسانيتها وكرامتها وانتمائها عندها لتقول بعض الحقيقة في لحظة من لحظات الصدق مع الذات، فحولها هذا الصدق الآني والعفوي، والذي لم يأت مع سبق الإصرار والترصد إلى ( مندسة ) يجب تطهير بناء الدولة وأجهزتها الإعلامية منها، بعد أن ارتكبت خطيئة التطهر الذي ارتكبه لوط وآله من قبل وسط ( سدوم ) العامرة بالآثام. إن طرد المواطنة السورية سميرة مسالمة من عملها دليل أكيد على مصداقية مشروع الإصلاح المطروح وجديته على المستويات كافة. إنها الرسالة التي توازي في قتامتها قول القائل ليس هناك موقع وسط إما معنا تقول بما نقول أو ضدنا..

 

ومن الحديث عن المواطنة السورية موضع العبرة والعظة لأكثر من فريق؛موضع عبرة للذين يريدون أن يتعظوا فلا، وللذين يريدون أن يتعظوا أيضا ف ...

 

أشتقُّ رسالة الشفقة هذه التي طالما ترددت في قلبي وعقلي وأنا أتابع رجالا من بني وطني ينسلخون من إنسانيتهم التي كرمهم الله بها. ليرتدوا إلى أسفل سافلين في المراوغة والمداورة والدخول في متاهات المراء والدجل والإفك. يفعلون ذلك من حساب كرامتهم وآدميتهم التي يهدرونها على مذبح حرصهم وقديما قالوا ( أذل الحرص أعناق الرجال ). الحقَّ أقول إنني ما استمعت إلى واحد من هؤلاء ( الممسوخين ) في أخلاقهم – والمسخ النفسي في الأخلاق هو القول المعتمد في تفسير قوله تعالى ((وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ..)) أنهم كانوا في أخلاقهم على طباع القردة والخنازير في الخفة والرعونة والسفه والدناءة والدنس- ما استمعت إلى واحد من هؤلاء إلا رددت كما يردد الإنسان أمام مشهد أصحاب البلوى الجسدية : الحمد لله الذي عافنا مما ابتلى به كثيرا من خلقه. قيل لرجل من السلف مَن السِّفلة من الناس؟ قال الذي يبيع دينه بدنياه. قيل له فمن سفلة السفلة ؟ قال الذي يبيع دينه بدنيا غيره.

 

ويبقى الباب إلى التسامي مفتوحا، ومعراجه سهلا، وتبقى الفيئة إلى الحق خيرا من التمادي في الباطل. يعلم كل مواطن سوري أن هناك من ينتظر بيضة القبان كيف تميل، ولكن تلك الموازنة أبدا لم تكن من عادات الكرام من الرجال والنساء . وأن يظهر على الساحة السورية من المقاربين للمعادلة الوطنية رجلان من أهل درعا وواحدة من بناتها؛ النائب أبو رومية والنائب الحريري والصحفية المسالمة يعني أن الوطن قد أصابه على أيدي البغاة شر كبير؛ فمتى كان رجال الفيحاء أو رجال الشهباء أو رجال مدينة أبي الفداء لا يبالون بما ينزل بإخوانهم ليس في بقية مدن سورية بل في بقية أقطار العروبة والإسلام..؟!

 

وأعود إلى أحاديث ونداءات ومطالبات السادة العلماء الأجلاء في دمشق وحلب وحمص لأذكّر أن هذه الدماء التي تسفكها يد الإثم هي دماء الأبناء والبنات والأخوة والأخوات.. وإن الله سائلنا جميعا عنها يوم القيامة. وأن التعلل بأحاديث الفتن هو نوع من خداع النفس فأي فتنة أكبر من اغتيال المسلم وفتنته عن دينه في رزقه وأهله وماله ووطنه؟! أليس من الفتنة إخراج الناس من ديارهم بغير وجه حق؟! أوليس من الفتنة سجن الناس بغير وجه حق وتغيبب مصيرهم عن آبائهم وأمهاتهم؟!. إن حرصنا المشترك والمقدر على دماء الأبرياء لا يجوز أن يخرج مخرج التوهين والتخذيل عن أداء واجب البلاغ والشهادة على الناس والقوامة لله بالحق ( قال به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه فيّ ). وقال (وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت.)

 

لحظة الصدق مع الذات هي اللحظة التي يستعيد فيها الإنسان إحساسه بالكرامة وباحترام الذات..

 

نعود بالنداء إلى أعضاء مجلس الشعب السوري بمن فيهم النائبان أبو رومية والحريري، إن إعلان الاستقالة من هذا المجلس هو الأبقى عند الله والناس. ونقول لرجال الدولة وهم يرون أبناء وطنهم يقتلون بأيدي الزبانية من عصابات النظام أن انسحابهم من بنية هذا النظام هو الذي يمكن أن يكفر عن بعض ما جنت أيديهم في تلك السنين الطوال. نعلم أن رجالا في مواقع متقدمة في سلك النظام جدا فقدوا أقرباء مسيسين بهم قتلوا أو أجهز عليهم بعد أن سحبوا عن أسرّة المستشفيات !!

 

الصوت يمتد إلى سامعه في كل مواقع الدولة السورية أن ينحازوا إلى شعبهم وإلى شباب وطنهم، وإلى مشروع الإصلاح والبناء والتعمير. عليهم أن يفعلوا ذلك ليعود إلى سورية وجهها الجميل. ويمتد الصوت إلى الخشب المسنّدة على كراسي المسئولية الوهمية أن يغادروا المنسأة التي أكلتها دابة الأرض قبل أن تهوي بهم.

 

 في سبت أول أمس خرج ( ابن الخيمي !!) من مكتب السفارة السورية في لندن ليحيي المواطنين الذين جاؤوا ليصفقوا للرئيس بشار!! ولم يفعل ذلك إلا بعد أن انفض موكب المعارضين. لماذا لم يحيّ السفير الفريقين ما دام حق التظاهر والتعبير عن الرأي محفوظ ولا يفسده في الشام إلا المندسون؟!! فهاهنا في لندن مع الأسف لا يوجد مندسون..

 

قال سعادة السفير لمراسل البي بي سي: (ما بدي أصرح من غير شيء يقولون نحن جايبهن ) اطمئن يا سعادة السفير الكل يشهد لك أنك (لا بتودي ولا بتجيب ولا تستطيع أن تعطي تصريحا لقناة فضائية إذا لم يكتبه لك الماذون في سفارتك!!..

 

دعني أكمل لك يا سعادة السفير وبعد أن غادرنا الموقع وكانت السيارة التي جئت بها مركونة بجانب سفارة البحرين. هل تعلم يا سعادة (إلي ما بودي وما بجيب) أن واحدا من الذين قدمت لهم التحية هرول باتجاه سفارة البحرين ودس صورة بشار الأسد التي كان يحملها تحت بنطلونه من الخلف!! بطريقة أثارت غيرتي على الرئيس السوري!!. وطوى العلم السوري على عجل. ولما اقترب من الجمع المندس أمام سفارة البحرين هناك خطف علما بحرينيا من يد أحدهم وفجأة تغيرت نبرة الصوت التي كانت تنادي ( بشار وبس..) لأسمعه ينادي ( داون.. داون.. آل خليفة ). ( يسقط .. يسقط آل خليفة )!! تذكرت ابن سبأ ويوم الجمل..

 

 مرّ يزيد بن معاوية على أعرابية في خباء سقته شربة ماء على عطش فقال لغلامه أعطها ما معك. قال له الغلام فإنها لا تعرفك !! قال أنا أعرف نفسي .. أما آن لأبناء الشام وبناتها أن يعرفوا ويعرفن أنفسهم وأنفسهن..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الاثنين 11/4/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ