ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
الجمهورية
الإيرانية بعد خمس مائة شهيد .. لا داعي للقلق على الشعب
السوري..!! زهير
سالم* بدلا من أن يعلن آية الله خمنئي
مرشد الثورة الإيرانية، أو رئيس
جمهوريته، أو وزير خارجيته
قلقهم على ما يجري في سورية من
سفك للدماء وقهر للناس،
واحتجاجهم على المذابح
المتتابعة التي نفذت وما تزال
تنفذ في درعا ودوما وحمص
واللاذقية وبانياس والبيضا..
فاجأنا وزير الخارجية الإيراني
بالأمس بقوله: لا داعي للقلق على
ما يجري في سورية!! واستنكر موقف
الدول التي أعلنت قلقها من
التصدي للصدور العارية بالرصاص
الحي، ومن عدد الضحايا الأبرياء
الذين سقطوا برصاص البغي
والاستهتار .. ولفت وزير الخارجية الإيراني
أنظار الرأي العام إلى ما يجري
في البحرين حيث يُستخدم حسب
رأيه العنف الحقيقي ضد
المتظاهرين المسالمين. في
البحرين وحدها تختل معادلة (
الأكثرية والأقلية !!). حسب وزير
الخارجية الإيراني. وكان سياسيون إيرانيون رفيعو
المستوى في مناسبات عديدة قد
وصفوا ما يجري في سورية على أنه (
فتنة ) و( مؤامرة ) و (فوضى ) وناتج
تدخل خارجي؛ بدون أي اعتبار
لحقوق الشعب السوري، وإرادته
وحريته المغصوبة!! إن هذا الموقف
في حقيقته ما هو إلا نوع من
ازدواجية المعايير التي طالما
شكا منها الإيرانيون وحملوا
مسئوليتها لدول الاستكبار
العالمي. يمثل هذا الموقف المستهتر
والمنحاز جزء من حلقات الفتنة
التي ما يزال الإيرانيون
يصدّعون الآذان بالحديث عنها.
وإننا إذ نعلن استنكارنا ورفضنا
للموقف الإيراني المستهتر
بدماء أبناء شعبنا في سورية،
وبحقوقه العادلة في الحرية
والكرامة الوطنية، نستنكر في
الوقت نفسه التدخل الإيراني
السافر في قضايانا الداخلية.
ولقد آذانا أن تتحول القنوات
الإيرانية عشية المسيَّرات
المؤيدة للنظام السوري إلى ما
يشبه الفضائيات السورية
المنحازة تماما إلى الموقف
الرسمي المتجاهلة لمحنة أبناء
شعبنا ومعاناتهم. . إن التدخل
الإيراني في الشأن الداخلي
السوري مرفوض ومستنكر ومدان.
ويمارس هذا التدخل مع الأسف من
قمة الهرم الإيراني السيد
خامنئي ورئيس جمهوريته ووزير
خارجيته وسفير إيران في دمشق.
كما نرفض أن تعتبر سورية حلقة في
امبراطورية الولي الفقيه. إنه
حين يتحدث أحمدي نجاد عن مؤامرة
أمريكية صهيونية لإثارة الشقاق
بين السنة والشيعة. عليه أن يذكر
أن إيران هي الدولة الوحيدة في
المنطقة التي تثبت مذهبها
الاثني عشري في دستورها. وعليه
أن يذكر أيضا أن وحدة الأمة لا
تقوم على سياسات البغي والعدوان
والختل والإكراه. ووحدة الأمة
لا تقوم على الانحياز
للمستكبرين ضد المستضعفين مهما
تكن هوية المستضعف أو انتماؤه:
الإنسان أخوك في الدين أو نظيرك
في الخلق كما قال الإمام علي رضي
الله عنه. نحب أن نؤكد أننا نرفض أن تزج
قضية شعبنا في سورية ومظلوميته
بأبعادها في أي شكل من أشكال
الصراع الإقليمي أو الطائفي أو
المذهبي. لنؤكد على أن جوهر
الانتفاضة في سورية أنها
انتفاضة وطنية تسعى إلى الحرية
والكرامة ونيل الحقوق. إن
شبابنا الوطني يعرف بوصلته جيدا.
الانتفاضة الوطنية في سورية
ليست محسوبة على غير أبناء
سورية. وهي حريصة على ألا تشتري
عداوة أحد ، وهي تستهدف بُنى
الاستبداد والفساد على الأرض
السورية.. نذكّر بأننا في سورية مع كل
أبناء شعبنا نتمسك دائما
بموقفنا المتسامي على كل
العنعنات الضيقة، وسنظل
منحازين أبدا إلى قضايا أمتنا
ومصالحها العليا. ولكن هذا لا
يعني أن نغمض أعيننا عن سياسات
البغي التي يحاول البعض أن
يروجها بالعناوين البراقة. إن
الشعوب المقهورة المسلوبة لا
تقاوم ولا تمانع. إن الجادين في
الحديث عن المقاومة هم الذين
يعطون الإنسان المقاوم
استحقاقه من الحرية ومن الإحساس
بالكرامة. كما
نذكر بأن شعبنا الذي فتح صدره من
قبل لإخوانه من أبناء لبنان
أيام العدوان الإسرائيلي
المقيت عليهم، وبذل من دعمه
وتأييده بلا حدود يستحق في
أزمته الحاضرة بعض الوفاء.
ونذكّر أن العلاقة مع الشعوب هي
الأبقى، وأن الأشخاص كما يجيئون
يذهبون.. ((
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ )). ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الخميس
14/4/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |