ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
مشروع
الإصلاح في سورية!!!! جمعة
الغضب عشرات
القتلى.. ومئات المعتقلين ..
ومواكب المهجّرين زهير سالم* لقد مر أسبوع آخر، ومشروع
الإصلاح المطروح يسير في اتجاه
معكوس. لقد مر الأسبوع الأخير من
شهر نيسان والنظام يحاصر مدينة
درعا الصابرة المجاهدة
ومناطقها. حصار إبادة وتجويع
وانتهاك، ويلاحق الناشطين في
شتى المحافظات والبلدات والمدن
السورية المتحركة منها
والساكنة فالاعتقال الاستباقي
والوقائي لا يوفر أحدا حتى رجلا
في مقام ومكانة (حسن عبد العظيم)
. لقد وجد النظام الثغرة
القانونية التي تساعده على
اعتقال السياسي السبعيني
المخضرم رغم إلغاء حالة الطوارئ!!.
ترى ما هو الاتهام الذي سيبرر به
النظام هذا الاعتقال: سلفي.. أو
إرهابي.. أو مندس؟ مئات
المعتقلين بل لعلنا نقول آلاف
المعتقلين كل ذلك يؤكد أن لا ظل
لأي مشروع إصلاح قادم.. لقد مر أسبوع آخر والمدن
والبلدات ما تزال محاصرة.. مدينة كاملة بلا ماء ولا كهرباء
ولا خبز ولا حليب ولا دواء ولا
مستشفيات ولا مواصلات ولا دخول
ولا خروج مع خوف وذعر ورصاص
وانتهاك واغتيال واعتقال هل
يذكرك هذا بالرصاص المصبوب؟! لا
شك تتساءل أين هي قوافل كسر
الحصار؟ لماذا لا ضمير يهتز
للدم السوري؟ ولا صوت يندد
بحصار درعا كما نددت الأصوات
بحصار غزة؟ الفرق بين الحالة
هنا والحالة هناك أن ظلم من
يفترض أنهم ذوو القربى أشد
مضاضة.. سيبقى حصار غزة مفهوما
أكثر لأن الذي ضربه على غزة هو
عدو صريح لأمتنا أجمع وليس فقط
لأهل غزة.. ومر أسبوع آخر.. ومع استمرار الحصار للمدن
والاعتقال للأفراد تم تصعيد
عملية القتل. القتلى في درعا
ومدنها حيث يتم التحفظ على
الأجساد الطاهرة في ثلاجات
الخضار. القتل المستهتر
اللامبالي على كل الأرض السورية
ليصل عدد الشهداء في جمعة الغضب
إلى ما يقرب من مائة شهيد،
ولتقرع قائمة الشهداء الألف
شهيد.. ومر أسبوع آخر.. ومع غياب الشفافية تتوارد
الأخبار حتى تستفيض عن انشقاق
في بنية الجيش السوري بين
الفرقتين الرابعة والخامسة مما
يؤدي إلى سقوط قتلى من منتسبي
الجيش تجعل منهم وسائل الإعلام
شاهدا وهميا على وجود المخربين
والمندسين والسلفيين. هذه هي
الحقيقة التي تفسر كل ما يقال عن
سقوط شهداء من قوات الجيش. نعم
إنهم الشهداء الذين تصفيهم
الجهات الآمرة بإطلاق الرصاص
على المدنيين الأبرياء فيرفضون
إباء وانتصارا للدم الوطني.. ومر أسبوع آخر.. وكان موضوع المهجّرين الجدد هو
العنصر الجديد الذي ينضم إلى
سياسات النظام. لقد كانت عودة
المهجَّرين القسريين إلى وطنهم
من بعض مطالب الإصلاح التي قدمت
إلى بشار الأسد. والمهجَّرون
القسريون السوريون، لمن لم يسمع
عنهم، هم أكثر من مائة ألف مواطن.
يتوزعون على ثلاثة أجيال: (
معارض أول وزوجته وأولاده
وأحفاده ) ولقد امتدت حلقة نزوح
هؤلاء على مدى ثلاثة عقود
ابتداء من 1980. وينضاف إليهم
تلقائيا آلاف من المهجرين الكرد
الذين أخرجهم الظلم من وطنهم
على خلفيات قضايا حرية الرأي
والتعبير والانتماء المتعددة. ويتوزع
هؤلاء المهجرون، على قارات
العالم الخمس، وتعيش مئات الأسر
ظروفا صعبة من الخوف والقلة. ولا
تني أجهزة الأمن وسفراء النظام
يضيقون عليهم، ويعملون جاهدين
لحرمان أولادهم وأحفادهم حتى من
مقعد جامعي يمكن أن تمنحهم إياه
جهة ما. ولقد كان من المتوقع أن يكون
إغلاق جميع الملفات الأمنية
المكتوبة بحبر الهواجس
المزوَِّر، وفتح بوابات العبور
إلى الوطن هو الخطوة العملية
الأولى على طريق الإصلاح
الموعود أو الموهوم. على مدى
ثلاثين عاما كان جواب قمة الهرم
من قيادة النظام لمن يراجعه في
شأن هؤلاء المواطنين: نحن
تخلصنا منهم لماذا نعيدهم؟ ! منذ ثلاثة أيام وتحت وطأة حرب
الإبادة التي يشنها النظام على
السوريين العزل بدأت مواكب
المهجّرين تتدفق رعبا نحو جبهات
الحدود التركية في الشمال،
واللبنانية في الغرب،
والأردنية في الجنوب.. يجهد رموز النظام في هذه الجولة
لمصادرة حركة الهجرة هذه
لإدراكهم أن هؤلاء المهاجرين
سيكونون شهودا على حالة الرعب
التي تنتجها السياسات العنيفة
التي تدفع هؤلاء المواطنين إلى
المغامرة في البحث عن طرق
التسلل للهروب من حمامات الدم
وسياسات القتل والانتهاك.. إن النظام الذي يضع المواطن
السوري بين الخضوع المهين على
نحو الصور القادمة من البيضا
وبين القتل هو الذي يجعل الهجرة
مرة أخرى هي المخرج والمنجا. إن وصول أفواج المهجّرين
السوريين إلى كل من تركية
والأردن ولبنان هو الشاهد
الناطق على أن مشروع الإصلاح
إنما هو عنوان بلا مضمون، بل إنه
يسير بطريق معكوس بتصاعد عملية
القتل والاعتقال والتهجير. وفي الوقت الذي لا تزال أجهزة
إعلام النظام تفتري المزيد من
الكذب، وتوزيع الاتهامات على
الأبرياء وعلى القوى الوطنية
الحريصة على سلامة الوطن وكرامة
المواطن؛ سيبقى الحديث عن مشروع
الإصلاح مجرد كلام لا حقيقة له. وماذا بعد إلى أين يسير النظام
بالبلد بعد كل هذا؟! سيسير النظام في طريق القمع أو
ما يسمى تجميلا ( الحل الأمني )
إلى نهايته. وهو واثق من
الانتصار لأن المعادلة الدولية
والإقليمية كلها معه. ، سيذهب
النظام بالحل الأمني حتى
النهاية. وعند أول منعطف ستبرز
قوى معارضة جديدة من طراز
الجبهة الوطنية التقدمية تليق
بالقرن الحادي والعشرين. لتصنع
الشراكة الوطنية الجديدة
وسيصفق لها الكثيرون. وبعد
النصر المؤزر على الإرهابيين
والمندسين والسلفيين سيكون من
السهل تقديم مشروع إصلاح يتغنى
به فرسان البيضا، ويستعيد
النظام تحت رايته جوقة المروجين
والمصفقين حتى نصف قرن جديد . بعد جمعة الغضب ومع ما يقرب من
مائة شهيد ومئات المعتقلين
وأفواج المهجرين، هل تنفع إدانة
أو استنكار؟ وهل يجدي الإصغاء
إلى حديث الإصلاح بأي لغة
يتحدثون؟! ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الأحد
1/5/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |