ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
واو
( عمرو ) كلام
في الهوان على الذات زهير
سالم* يقول علماء الخط أن واو (عمرو)،
لا أصل لها ولا فصل، وإنما هي
زيادة ألحقت باسم (عمرو)
تمييزا له عن اسم عمر. بعد أن
دخلت لغة العرب عصر الكتابة بعد
الإسلام. والأدباء إذا أرادوا
ان يتندروا بالملحق الذي لا وزن
ولا قيمة له شبهوه بواو (عمرو)
التي تبقى على ما يقولون في وزن
الهباءة. والهباءة ذرة الغبار
ترى في خيط الشمس المقتحم وسط
الظلة في فضاء مغلق تتابع ما
يتراقص فيه أعين الصغار والكبار. والإلحاق والاستلحاق هو خير ما
يميز ما يقال عن واو عمر، حيث
يرى البعض أنه قد بلغ من دهاء
سيدنا عمرو رضي الله عنه ورزقنا
بعضا من كياسته وحنكته أنه قد
اختطف الواو من اسم نبي الله (
داود ) الذي كان يستحق واوا أخرى
ولكن عمرا الكيّس الفطن لاحظ
الشدة على ياء الكيس وأن الحرف
الأول من الفطن هو الفاء وليس
القاف، قد اختطف هذه الواو من
اسم داود، وبعضهم يقول: كما ألحقت واو بعمرو زيادة ... وضويق باسم
الله في ألف الوصل.. وكما كان لعلماء الخط واوهم
التي يعبرون بها عن جسوم بلا
رسوم. يرتضي أصحابها أن
يُستلحقوا فيلحَقوا، فإن
لعلماء اللغة مثلهم في التمثيل
بالزيادة التي تدل على الانمحاق
والصغار في النفوس التي ترضى أن
تكون بمنزلة نون الضيف فتحوله
إلى الضيفن. والضيفن كما يقولون
هو الطفيلي الذي يلحق بالضيف،
فيدخل من غير أن يدعى، ويجلس في
دبر المجلس، ويعجبه أن يهز رأسه
هزة بلقمة. قالوا ونون الضيف هذه
هي إلحاق لا أصل له ولا فصل
وإنما هي مجرد إلحاق لتمييز
الضيف من الضيفن في
المقال والمقام.. أما الفقهاء فهم يعبرون عن
الحالة التي نتداولها بمثل
يكثرون تكراره لذكر ما يجب أن
يُستر ويبعد عن الأعين، وأن
يُخفى فلا
يظهر حياء ومعرّة واستقذارا
فيقولون وهذا يجب أن يُخفى كما
تخفي المرأة... ولا نستطيع أن
نكمل إلا أننا نرى أن مثل أهل
الفقه أكثر تعبيرا عن حالة (الانمساخ)
التي تعتور بعض النفوس فتتقمص
كما مثل علماء الخط
واو عمر، أو علماء اللغة نون
الضيفن. أو ... وحين يستطيع بعض الناس ان
يقنعوا آخرين أنهم في مقام ما
مرّ ذكره فيقتنعون، ثم يقبلون
التصرف على هذا الأساس فإن جميع
معاهد الطب النفسي لا يمكن أن
تعيد إلى هؤلاء إحساسهم بوجودهم
وكرامتهم ولو كانوا من بني أنف
الناقة، فماذا يجدي بني أنف
الناقة مقامهم إذا تلبسهم حال
ذنبها: قوم هم الرأس والأذناب دونهم
ومن يسوي بأنف الناقة
الذنبا يبدو لا أحد يجرؤ على أن يسوي
ببني أنف الناقة الذنب، إلا بنو
أنف الناقة أنفسهم إذا أعجب
بعضهم يوما أن يكون مذبة عن عجز.. يروى أن رجلا تلبسه يوما اعتقاد
أنه حبة قمح، فكان يخاف من دجاج
القرية ويرتعد إذا سمع صياح
ديكتها، فيظل مختبئا في البيت
يرتجف من الخوف لا يكاد يخرج منه.
حتى أعيا أهله، وغُلبوا على
أمرهم فيه فجاؤوه بطبيب نفسي
جلس إليه ساعات حتى أقنعه أنه
ليس حبة قمح، ثم أمسك بيده وخرج
به إلى ساحة القرية ليسيرا معا.
وما أن وقعت عينا الرجل على
الديك حتى اصفر وارتعد وتوجه
إلى الطبيب يسأله: هل أقنعت ذلك
الديك أيضاً أنني لست حبة قمح: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ.. إذا جاء موسى وألقيت العصا....
فقد بطل السحر والساحر.. ومن دعا النـاس إلى ذمه
ذموه بالحـق وبالباطل ونفسك أكرمها فإنها إن تهن
عليك فلن تلقى لها الدهر
مكرما من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجـرح بميت إيـلام وزعموا أن غلاما ورث عن أبيه
لؤلؤة ثمينة كانت كروية براقة
ملساء تخطف البصر ببريقها. في
يوم خرج الغلام إلى الزقاق فوجد
غلمانا يلعبون بالدحل ( الكلول )
وجدها كروية براقة ملساء فارتد
إلى البيت ملهوفا يطالب أمه أن
تعطيه لؤلؤة أبيه ليلعب بها مع
دحل الآخرين ، نادت عليه أمه
احذر إنها لؤلؤة إنها لؤلؤة
أيها الأ... لماذا أكتب كل هذا ..؟! لا أدري
أعود فأتذكر قول الشيرازي في
روضة الورد: إنما يباع الفحم عند
الفحام، إنما يباع الزيت عند
الزيات، إنما يباع الجوهر عند
الجواهري.. وحين مرّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم في أحد أزقة المدينة
على جدي أسك ميت سأل من حوله: أمن
هوان هذا على أهله قد رموه؟!
يبدو أن هوان الجوهرة على أهلها
هو ما يصير بها إلى حيث يُعبث
بها.. ويُطمع فيها.. ويُساء إليها
ولا أحد يبالي..!!! وعهدي بمن أسس وغرس وتعهد وبنى
ينادي: ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا وإن
نحـن أومأنا إلى الناس وقّفوا ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الأحد
29/5/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |