ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 14/06/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مواقف ... في تقدير الموقف

سورية ... 14/6/2011

زهير سالم*

 

أولا - المتحد الوطني وخارطة الطريق

يتعالى نداء جديد على ألسنة بعض المعلقين السياسيين السوريين يقولون: دعونا نتوقف عن الحديث عن سورية كموالاة ومعارضة، ولنتحدث كسوريين يبحثون لوطنهم عن مخرج. كلام – رغم تأخره – له مقتضياته ودلالاته واستحقاقاته. والملاحظة الأولى على هذا الكلام أنه لا يصدر عن أصحاب قرار يمتلكون القدرة على تغطية الدعوة التي يوجهونها باستحقاقاتها. وكونهم يتحدثون عبر وسائل إعلام رسمية أو حرة لا يعطي دعوتهم أي قيمة إضافية أكثر من قولنا: مواطن يعبر عن وجهة نظر.

 

وكان الملاحظ منذ الأيام الأولى للحراك الوطني السوري اختفاء جميع المسئولين السوريين الذين تناط بهم ، حسب الدستور السوري ، مسئولية التعامل مع الواقع، والتفاعل معه، والإخبار عنه. ولو تتبعنا أوصاف المتحدثين على قنوات الإعلام العام باسم النظام سنصادف ( الأستاذ الجامعي ) و( الإعلامي ) و( الكاتب والمحلل السياسي ) وفي أحسن الأحوال (رئيس تحرير صحيفة رسمية ) إضافة إلى مواطن يتدخل على وسيلة إعلامية بصفته الشخصية فيمنع ويمنح كأنه رئيس الجمهورية!!

 

لا يخلو الحديث عن ( المتحد الوطني )، الذي ينتظر منه أن يعالج المشكلة الوطنية، من براعة جدلية تخلط الجد بالهزل، في مقام لا يحسن فيه الهزل، وقد ضاق الزمان عليه. ومع ذلك نعتقد أن من أبجديات الحديث عن هذا (المتحد الوطني ) أن تكون دائرته مفتوحة، ومائدته مستديرة، وأن يكون سقف حواره مرتفعا متسعا لكل المطالب الوطنية بأبعادها الشعبية والسياسية. ولن يصح الحديث عن (متحد وطني) في الوقت الذي ينثر فيه البعض لاءات اشتراطية على الحوار: و أنه ( لا حوار مع... ) و ( لا حوار مع..) لأن حديثا مثل هذا سيكون جوابه المباشر ( لا حوار مع ..).

 

 على المائدة الوطنية المفتوحة بلا إقصاء، المستديرة بلا تمييز، المتسعة لكل طلبات الشباب السوري يمكن أن يجد ( المتحد الوطني ) خارطة طريق وطنية يتحرك عليها ليخرج الوطن من أزمته التاريخية، لا ليخرج النظام من أزمته الراهنة..

 

ثانيا - ومقتضى الإصلاح الإقرار بمفهوم مخالفه..

يذكر المواطن السوري أنه بعد وفاة الأسد الأب بدأ بعض المواطنين ومنهم بعض رجال النظام يرددون أحاديث الإصلاح كمدخل للعهد الجديد. ولم يلبث أن تنبه بعض أصحاب الحصافة إلى أن الحديث عن الإصلاح يعني الإقرار بوجود نقيضه ( الخطأ )، فلم تمض إلا أيام قليلة حتى اخترعوا لنا مصطلحا آخر دفعا للحرج عن ماضيهم فطرحوا على الشعب الشعار الترويجي الذي لا يمس الماضي ( التطوير والتحديث )!!

 نستقبل اليوم أحاديث الرغبة في (الإصلاح )، نؤكد على مدلول كلمة الرغبة التي لم يلمس لها أحد ظلا ، ونؤكد أيضا أن من مقتضيات الصدق في التعبير عن هذه (الرغبة) أن يصحبها حديث عن طبيعة السياسات التي نريد إصلاحها. لأن هذا الحديث هو الذي يعطي الحراك الوطني شرعيته وضرورته. وضع اليد على موطن الخطأ بتجسداته النظرية والعملية والبشرية أيضا يؤكد الرغبة في تجاوزه وإصلاحه وعدم العودة إليه. بينما تبقى التعميمات الفراغية ليست بذات قيمة. وتبقى أحاديث الإصلاح المعومة في الوقت نفسه سمادير نعسان تتراقص أمام عينيه.

 

ثالثا ... ولتعرفنهم في لحن القول

وللخطاب الإعلامي للوعد الإصلاحي وَسْمُه ورسمُه. قال تعالى عن المنافقين: ((وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)). حين يعلن نظام عن عزمه وتصميمه على الانتقال بالوطن من حال إلى حال ، ثم نجده مصرا على التمسك بخطابه التخويني والإقصائي والتشكيكي، ومصمما على الدفاع عن كل ما كان منه ، وتسويغ كل ما يصدر عنه، وعلى رد كل ما يقترح عليه؛ تكون الرسالة الواضحة الناطقة: لن يتغير شيء ولا حتى على صعيد الكلام. لأن أبسط أشكال التغيير هو تغيير الخطاب فإذا عجزتم عنه أو رفضتموه فانتم عن تغيير الواقع بأبعاده أعجز وأبعد.

إن الإصرار على سياسة التضليل الإعلامي واختلاق الإفك بحق المخالفين تسحب المصداقية من دعوى الإصلاح.

 

إن الإصرار على الاستئثار بإعلام الدولة وتحويله إلى إعلام حزب وإعلام نظام او حتى إعلام مجموعة حاكمة يلغي كل مفاعيل أحاديث الإصلاح..

 

 إن السماح لجوقة الشر والإثم بالتصدر على الفضائيات لإرسال قذائف السب والشتم والطعن والتخوين والتهديد والوعيد حتى بما يعد في شكله اللفظي جريمة ضد الإنسانية لا يبشر أبدا بخير.

 

تسمعهم فتسد أنفك وليس فقط أذنيك وكثيرا ما يصدر عن بعض هؤلاء ما هو غث وفج وتحريضي واستفزازي. وكثيرا ما يصدر عنهم ما هو متضارب متناقض فيه اختلاف كبير.

 

كيف نتحدث عن إصلاح والنظرة إلى ( الأخر ) الوطني بكل تجلياته ما تزال هي هي أو على الأصح ما تزال هي إياها. الآخر الخائن العميل المتآمر المندس..

 

هذا الموقف الإعلامي بأبعاده يجعل من الخطاب الذي يطلقه هؤلاء الأفراد مرتبطا بأبعاده السلبية على المستويين الأخلاقي ( كأن يقول احد المعلقين عن شركائه في الوطن : كلاب لا بد من إبادتهم ) أو أن يقول آخر ( إن قتلهم فريضة وواجب ..) وهو كلام له بعده القانوني وبعده السياسي والأخلاقي أيضا. ألا تنبي هذه العبارات والعناوين عن مخزون من الكراهية يكمن في أعماق الذين يطلقونها، وتسهم في رسم أفق مظلم للعلاقة الوطنية. وفي الوقت نفسه تفقد هذه العبارات كل مدلولاتها الإيجابية إن وجدت لكونها وعد ممن لا يملك القدرة على الوفاء.

 

رابعا - حوار .. ولكن من يحاور من؟!

و مع غياب الفاعل السياسي الرسمي عن الساحة السورية، ومع بقاء المسئولية عما يجري مناطة بمتعلقاتها الدستورية والقانونية، تبقى أجهزة القمع بأدواتها وأساليبها ومخرجات أفعالها هي وحدها المسيطرة على الساحة والمتفردة بها، مخرجات فعل هذه الأجهزة تتجسد في صور الأطفال حمزة وثامر وصور ( الشبيحة ) يطأوون رؤوس الأبرياء. تأتي هذه الصور مضرجة بدماء الأبرياء الذين يسقطون بالرصاص الحي في مظاهرات المدن والبلدات.

أين الرصاص المطاطي...؟! وأين المعلومة الرسمية الحقيقية؟!

 

أليس عجيبا أن نفتقد الرصاص المطاطي في أدوات قمع المتظاهرين في سورية؟! أليس عجيبا أن تغييب خراطيم المياه، ولو كانت تضخ المياه العادمة على المتظاهرين المعاندين؟!

حين نفكر في الشأن الوطني من حيث نحن سنجد أنفسنا محاصرين بسيل من الأدلة الناطقة، وبطريقة في النكران والتفسير يصعب على العقول تصديقها. وبأولئك الذين يعتبرون أنفسهم خصما وشاهدا وحكما يصرون على حجب المعلومة أو نكرانها أو تفسيرها على طريقتهم فقط.

 

إن الشعب السوري بكل فئاته وأبنائه يستحق أن يستمع إلى خطاب رسمي مسئول من مصادر ذات صفة دستورية وقانونية معتبرة. يعتقد البعض أنه من الازدراء للشعب السوري والاستهانة به ألا يسمع شرحا وتفسيرا من أي مسئول دستوري حقيقي. وفي الوقت الذي يغيب فيه رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس وزرائه في أصعب الظروف؛ يطل على المواطنين وزيرا الداخلية والإعلام لمرة واحدة فقط ليلقيا في وجوههم عبارات التهديد والوعيد..

 

إن فظيعة القتل المرعب للطفلين حمزة و ثامر يجب ألا تكون موضع جدل. وإن التستر على المجرمين هو أكبر من الجريمة الفظيعة نفسها، وإن العجز عن الوصول إليهم من خلال لجان تحقيق نزيهة وشفافة هو حالة من العجز لا تترك لأحد بأي شكل من أشكال الثقة في القائمين على أمر الناس.

 

وحين يتحدث البعض عن دعوة إلى حوار وطني في هذه الأجواء فإن هذه الدعوة تعني الدعوة إلى توقيع عقد إذعان وخضوع يقر فيه المجتمع المدني بأحقية قتلة الطفلين حمزة وثامر، وأحقية الذين داسوا وجوه المواطنين السوريين في البيضة وتلبيسة ودرعا، وأحقية الذين انتهكوا وأحرقوا وقتلوا في جسر الشغور في فعل كل ما فعلوا...

 

إن كل ما يجري على الساحة السورية اليوم هو من مخرجات السياسات التي ينتهجها الفريق الرسمي المسيطر بالقدرة على الإكراه على هذه الساحة. والشعب السوري شعب مسالم يطالب بحق ولا يستطيع أحد أن يوجه إليه أي لوم. والشعب السوري لا يمكن أن يكون أداة لأي مؤامرة خارجية كما يزعم الزاعمون، ولا يمكن أن يكون إلا مقاوما للمؤامرات وهذه حقيقة أخرى. إن الحق في الكرامة والحق في الحرية والحق في الشراكة الوطنية ليست موضوعات للحوار الوطني.. وهذا ما يعتقده أيضا المحاورون على طريقة فرسان (البيضة وأخواتها)، يصرون على أن يبقى المواطن السوري منزوع الكرامة يعيش العبودية على الطريقة التي يقدرونها و بالشروط التي يقررونها.

 

ويتساءل الكثيرون عن المعارضة القابلة للحوار، والقادرة عليه، والممثلة لهذا الحراك الوطني المتعاظم؛ يتساءلون مفتقدين أو مشككين!! ونتساءل بدورنا عن المحاور الرسمي الصالح على الساحة الوطنية؟! هل لجنة الحوار الوطني المشكلة تملك من أمر الساحة السورية شيئا؟ هل هذه اللجنة صاحبة سلطة حقيقية على أولئك الذين يقتلون وينتهكون ويحرقون.. إن ما نعلمه وما نتحسسه عن الكثيرين من أعضاء لجنة الحوار وعنهم أنهم مثلهم مثل الكثير من المواطنين السوريين لا حول ولا طول ولا رأي ولا تدبير...

 

خامسا - عسكرة الانتفاضة وتفتيت الجيش العربي السوري

نحن اليوم على الساحة الداخلية في وطن يستباح أبناؤه، ويقتل فيه الأطفال والنساء وتنتهك الحرمات. من قبل وفي ظل حزب البعث نصبت الخيام لبعض أهلنا في عملية نزوح داخلي فاستقبلت دمشق أفواج (النازحين) من أبناء الجولان الكرام بعد حرب 1967. ثم استقبلت أفواج ( الوافدين) بعد حرب التحرير!! سنة 1973. لا يمكن أن تكون سوريّا ولا يكسر قلبك أن ترى أبناء وطنك في مخيمات دول الجوار، وغسيلهم منشور على الحبال أمام أعين الناس أجمعين!!! هذه المرة لم يخرجهم من وطنهم معتد خارجي وإنما الذي أخرجهم، كما أخرجنا من قبل، من أناط به الدستور حمايتهم ورعايتهم.

 

آخر معطيات الموقف في سورية اليوم:

إن الخوف يخرج الناس بالآلاف من ديارهم إلى الأردن ولبنان وتركية ليكونوا شهودا على رعب لا يمكن مداراته أو الصبر عليه..

 

وأن في سورية فرقا للموت تُحرق الأرض والقمح ورغيف عشاء المواطن إمعانا بالنقمة وإصرارا على الإذلال والإفقار.

 

وأنهم يمارسون بحق المواطنين الأبرياء العزل ممارسات يندى لها الجبين. ممارسات أجبرت وتجبر بعض شرفاء الجيش العربي السوري على التمرد. فتزيد الوضع الوطني مزيدا من التمزيق والتعقيد. كما تدفع بعض المواطنين إلى المبادرة لحمل ما يصل إلي أيديهم ليدفعوا عن أعراضهم وأولا دهم..

 

لا نملك إلا أن نتساءل، وبلسان المتحد الوطني ، لمصلحة من يتم محاصرة المواطنين مدنيين وعسكريين في هذا الخيار الضيق والوحيد..؟! وهل يقدّر هؤلاء الذين يدفعون الوطن في هذا الطريق عواقب ما يفعلون وأبعاده إذا ما امتد الحريق في كل اتجاه.

 

لقد انطلق هذا الحراك سلميا ، شأنه شأن تجربة شعب تونس وشعب مصر ، ولكن هناك من وجد في ( عسكرة هذا الحراك ) فرصة لإبادته كما طالب أحد المعلقين وعلى الفضاء العالمي. ولكن عاقلا لم يتساءل: بين (العسكرة والإبادة) ماذا يمكن أن يكون، وبعد الإبادة كيف يمكن أن يستمر المتحد الوطني وهو يحمل مزيدا من الجراح بين جنبيه؟!

 

إن الإصرار على سلمية الحراك الوطني والتمسك به يجب أن يبقى عاصما مشتركا يحرص عليه الجميع. وإن الخروج على هذا العاصم والانحراف عنه بأي سبب كان يجب أن يظل هما مقلقا لكل الذين يتحدثون عن (المتحد الوطني) الذي يبحث عن المخرج الوطني.

 

ليس هناك سوري واحد يرى في انشقاق ( الجيش العربي السوري ) المؤسسة الوطنية التي يجب أن تبقى حصنا للوطن وفيئا للمواطنين جميعا فعلا إيجابيا يُشاد به أو يُشجع عليه؛ ولكن ماذا يفعل المواطنون الأبرياء والمتمسكون بميثاق العيش المشترك من المدنيين والعسكريين حين يصر البعض ليجعلوا من هذا الانشقاق أو التمرد المخرج المشرف الوحيد. لقد صودرت كل خيارات الجندي السوري ووضع في خيار: تَقتل أو تُقتل، تنتهك وتسكت على الانتهاك أو تُقتل !! إن الذين صاغوا هذه المعادلة هم المسئولون أولا وآخرا عن كل مخرجاتها وتداعياتها على المدى القريب والمدى البعيد.

 

إن تحييد مؤسسة الجيش فيما يجري من ( حراك ) على الأرض السورية وتحميل وحدات الأمن الداخلي في كل محافظة ومن أبنائها مسئولية حفظ الأمن فيها هو الإجراء الأكثر استعجالا وإلحاحا. إن ثلاثة أشهر مرت على الحراك الوطني كانت كفيلة بتأهيل جهاز الأمن الداخلي وإسقاط ذريعة أن هذا الجهاز غير مؤهل للتعامل مع الحالة الوطنية الجديدة. كما نؤكد في الوقت نفسه أن هذا الجهاز هو أكثر تأهيلا من (جهاز الشبيحة) و ( فرق الموت ) التي أساءت إلى مؤسسيها وقادتها أكثر من إساءتها للمواطنين.

 

إن سحب الحرب الأهلية تتجمع في الأفق الوطني. سحب تثيرها في أقطار الوطن الأربع تصرفات قوى الشر وفرق الموت التي تقودها شخصيات نافذة في قمة هرم النظام. من يظن أن هذه الحرب ستكون لمصلحته فهو مخطئ ومغرور. و لا يفكر في هدم الوطن على رؤوس جميع أبنائه إلا الطغاة والمجرمون. وتبقى حقائق التاريخ لتقول: نيرون مات ولم تمت روما. المطلوب من كل السوريين أن يتمسكوا بوحدتهم. والمطلوب من الممسكين بالسلطة والقرار أن يبادروا إلى الأخذ على أيدي المفسدين.

 

لنظل نؤكد من موقع الحرص على سلامة الوطن والمواطنين على سلمية الحراك ولنظل نرفض كل الذرائع التي يتستر بها من يريدون إدارة طواحين الدماء..

فتعرككم عرك الرحى بثفالها     وتنتج كشافا ثم ترضع فتفطم

سادسا – الاستعانة بالقوى الخارجية مرفوض بما فيها إيران وحزب الله:

أكد الشعب السوري دائما على ( وطنية حراكه ) هو حراك وطني يشارك فيه كل أبناء الوطن ويعمل لمصلحة كل أبناء الوطن. وطني بمعنى أن المواطنة وحدها في وطن الغد هي مناط الحقوق والواجبات. وهو حراك وطني بمعنى أنه يعتمد الإرادة الوطنية والجهد الوطني.

 

صراعنا الوطني من أجل الحرية والكرامة ليس له أفق مذهبي أو طائفي. إن إصرار إيران وحزب الله على التدخل في الشأن السوري الداخلي أمر يفتح أبوابا للشر ، ويوسع دائرة الصراع ويغير اتجاهاته على نحو لم نكن نتمنى أن تكون.

 

إن تدخل إيران وحزب الله في قضية وطنية سورية لم يعد قابلا للإنكار. إن إيران التي استعمرت لبنان من قبل بواسطة حزب الله، تمد يدها اليوم إلى سورية فتتدخل في شأننا الوطني سياسيا وفنيا وعسكريا لتشترك في معركة كسر إرادة الشعب السوري.

حين يكرر الشعب السوري في كل مقام إننا نرفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي فإن هذه القاعدة يجب أن تبقى محترمة من الجميع.

 

سابعا من يدفع في اتجاه تدويل الأزمة...

كل ما أشرنا إليه من قتل وانتهاك وتهجير جعل الشأن السوري موضوعا حاضرا على الأجندتين الدولية والإقليمية.

 

إن الذين لم يدركوا الفرق بين معطيات 1980 وبين 2011 هم الذين يتحملون المسئولية عما يجري.

 

ليس بوسع الضمير الإنساني أن يصمت أمام صور مثل صورة الطفل ( حمزة الخطيب ) و( ثامر الشرعي ) وصور الانتهاك في ( البيضة ). ولو صمت لانتقلت الثورة الشعبية الإنسانية من سورية إلى الكثير من أقطار الأرض.

 

لا أحد ينكر أن بعض الدموع ستنهمر نفاقا. وأن بعض الذين سيتباكون على الشعب السوري لهم في دموعهم مآرب أخرى.

 

ولكن من يملك الجرأة ليقول لمن يحاول إنقاذ الطفل حمزة الخطيب من أيدي معذبيه، إن حمزة مواطن سوري وتعذيبه شأن سيادي سوري ليس من حقك أن تتدخل فيه!!!!

 

منذ اليوم الأول سمعنا قادة النظام يتحدثون عن مؤامرة دولية. لم يكن الناس قد تابعوا حينها أكثر من مظاهرات محدودة. كانت الفزعة إلى المؤامرة الخارجية والفتنة الداخلية أمرا مقررا ومدروسا ومخططا له منذ البداية.

 

ما زال الشعب السوري يتساءل عن السر الذي يجعل دول العالم تصبر على الرئيس السوري أكثر مما صبرت على ابن علي ومبارك وصالح والقذافي؟!

 

يتحدثون بصراحة ووضوح عن ثقل سورية في الاستقرار الإقليمي يقصدون استقرار إسرائيل.

 

المشروع الوطني لشباب سورية هو مشروع حرية وعدل وكرامة. هو مشروع وطني بكل أبعاده. وهو ليس مشتبكا مع أي مشروع خارجي. لا على المستوى الدولي ولا على المستوى الإقليمي أيضا. ولكن الشعب السوري في الوقت نفسه لن يقايض على حريته.. إذا كان النظام يريد المقايضة على الوطن بأسره.

 

العبارة التي وردت على لسان رامي مخلوف كانت بالغة الدلالة. استقرار باستقرار وانتهى الجدال.

 

نحن ندين كل السياسات والمواقف التي تدفع إلى تدويل الحالة الوطنية.

 

ونؤكد أن النظام وحده هو الذي يرتكب من الفظاعات ما يدفع العالم للتحرك أو التدخل. نداء الحرية لا يستدعي الآخرين إنما يستدعيهم ساطور الجزار. أوقفوا القتل، واحقنوا الدماء، وانزلوا على إرادة الشعب واقطعوا الطريق على المتدخلين، وأحبطوا مؤامرة المتآمرين.

 ويوما بعد يوم تتعالى الأصوات وتضيق الحلقات، ورغم اشتباك محور ( تل أبيب – طهران – حزب الله ) في المعركة بشكل مباشر ومثير للكثير من الاستغراب. ( نستحضر انغماس القناة الثانية الإسرائيلية في مشروع تشويه رموز المعارضة السورية ومنهم الأستاذ علي صدر الدين البيانوني في لقاء مفبرك مزعوم )؛ رغم ذلك فإن الصبر الدولي على ما يبدو يزحف وئيدا على طريق النفاد..

 

سيتحمل النظام وحده مسئولية تدويل الحالة السورية. أمام التاريخ وأمام الأجيال..

والخلاصة..

 

نصر على سلمية حراكنا وعلى وطنيته نتمسك بوحدتنا الوطنية، ونريد الحرية والعدل والكرامة ندعو أبناء جيشنا العربي السوري إلى الانحياز إلى أهليهم

 

((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ.. ))

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 14/6/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

أضف تعليقك

: الإسم

: التعليق

 

 



 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ