ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف.. زهير
سالم* -
على طريق مشروعنا الوطني الطويل... -
حول مؤتمر الحوار الوطني غدا في
دمشق: هونا ما.. -
وما أوردته الصنداي البريطانية
عن معارضة إسلامية مسلحة... أولا
على طريق مشروعنا الوطني الطويل.. تلفتك
بشدة طريقة تعليق فريق معارض
على قرار أو موقف فريق وطني آخر
اختلف معه في تقدير موقف. تسوؤك
عبارات التشكيك والتهوين
والتخذيل. ندرك أننا في الطريق
إلى مشروعنا الوطني البعيد
سنتعرض إلى جملة من التحديات،
وسنمر بالعديد من مفترقات
الطرق، وسنتفاوت قليلا أو كثيرا
في أبعاد الرؤية وفي زواياها،
سنفترق ولكن دائما يجب أن نتذكر
أننا يمكن أن نلتقي من جديد.
فالذين يصعدون في الجبل لا بد أن
يلتقوا على قمته مهما اختلفت
معارجهم. في
القضايا الوطنية التقديرية ليس
هناك صواب مطلق أوخطأ مطلق،
هناك دائما فرصة لتقدير الموقف
وللاجتهاد فيه. أخالفك من حقي،
وتخالفني من حقك ولكن لنتعلم
كيف نحتفظ بفرصة للقاء من جديد.
الآراء الحديدة التي تصادر حق
الآخرين لا تخدم المشروع الوطني
بل تفتته وتحقق غايات المخذلين. وعلى
هذا الطريق يتحمل كل فريق
مسئوليات خياره، وحين يترك لكل
فريق أن يتحقق من نتائج خياراته
ويختبر مخرجاتها ترده تجربته
إلى المسار الذي فارقه، وفي
الوقت نفسه سيكون لمخرجات
اجتهاده الإيجابية إن كانت
انعكاسها على المصلحة الوطنية
العامة.. أعتقد
خطابنا الوطني على كل المحاور
ينبغي أن يكون أطيب في مطالعه
وألين في مفاصله، وأحسن في
مضامينه. قال العربي يخاطب بنيه: بَنيّ إن البر شيء هين ... المنطق الطيب
والطعيم إن
أربعين عاما مرت على شعبنا في ظل
الاستبداد قد انعكست على الجميع
بلا شك توترا وقلقا وشكا ونبذا.
ليس وراء
كل كلمة نختلف عليها الكفر، ولا
وراء كل مصلحة أو مفسدة نختلف في
تقديرها الخيانة أو الجريمة أو
الانحراف. يدعونا أمير المؤمنين
علي رضي الله عنه أن نحب إذا
أحببنا هونا ما.. ونكره إذا
كرهنا هونا ما...؛. أعلم تماما أن
رأيك هو الصواب، ولكن أرجوك أن
تقر أنه يحتمل الخطأ، وهذا
الاحتمال هو القدر من الصواب
الذي يجب أن تعترف به لرأي
مخالفك فهونا عليه هونا حول
مؤتمر الحوار الوطني غدا في
دمشق: هونا ما.. يشكل
الحوار الأفق والهدف لأي حراك
يسعى لتحقيق أهدافه من أيسر
الطرق وأقربها. فالحوار هو
الجسر الذي يعبر عليه المختلفون
إلى غاياتهم، وفي رحابه تلتقي
المجتمعات المتحضرة لتسوية
خلافاتها وبناء حاضرها
والتأسيس لمستقبلها... ونعتقد
أن الحوار لكي أن يكون مثمرا
وبناء ينبغي أن تتوفر له الشروط
التي تتيح للمتحاورين حرية
التفكير والتعبير، ويكونون
فيها قادرين على القبول والرفض
والاستدراك والاستثناء
والاشتراط... فليس حوارا ما يدور
بين الأسير وآسره. ولقد نص فقهاء
المسلمين على أن الأسير لا
يفاوض ولو كان خليفة أو ملكا.. ونؤكد
مرة أخرى أن الحوار لا يكون تحت
الحراب، وذلك ليس لقدرة المتسلح
بالسلطة على الإكراه فقط، وإنما
لقدرته أيضا معتمدا على سلطته
المادية على الانقلاب على
توافقات الحوار عندما يشاء.. ثم
إن من ضرورات نجاح أي حوار أن
يتم في مناخ مساعد عليه بحيث
يستشعر المخالفون أو
المستهدفون بالحوار أنهم شركاء
مكرمون وفعالون فيما يخوضون
فيه، وليسوا مكرهين بفعل القتل
والقمع والتنكيل. إن ما يجري
اليوم على الأرض السورية من قتل
وترويع ستظهر كل من يستجيب لأي
حوار، في مثل الظرف الذي يعيشه
الشباب المناضل كالمنقلب على
طريق الثورة، والمراهن على دماء
الشهداء، المستهتر بآلام
الآباء والأمهات، وإن حسنت
النوايا واختلفت التقديرات.
ويكفي أحيانا لرفض خطوة المصلحة
فيها مقدرة أن يكون لها
انعكاسها السلبي في تمزيق الصف
الوطني وهو بعض ما يراهن عليه
المراهنون .. كما
يعتقد البعض – وهم محقون إلى حد
كبير – أن دعوة النظام السوري
إلى الحوار في الوقت الذي تخترق
فيه الدبابات المدن والبلدات
وتطارد الأبرياء هي محاولة لشق
صف المعارضة السورية بين قابل
للحوار ورافض له مشكك
بالمشاركين فيه لهؤلاء وأولئك
نقول هونا ما. ولتفويت
مثل هذه المقاربة على أصحابها
من المفيد أن يكون واضحا أن
المشاركة في أي حوار وطني مع أي
جهة هي مسألة اجتهادية تقديرية،
يتحمل مسئوليتها أي شخص أو فريق
ينخرط فيها. وخياره هذا لا يجوز
أن يكون مدخلا للتشكيك أو
التهوين أو التخوين، وتظل نتائج
أي جهد هي المعطى الأساسي للحكم
عليه. من
المفيد دائما أن نتذكر أنه ليس
من حق أي فريق
أن يفرض الوصاية على الآخر
الوطني بالتقويم الذي يرفع
ويخفض. من حقنا جميعا أن نناقش
المواقف وأن نسددها وأن نشير
إلى ما فيها من ضعف أو قصور وما
لها وعليها من سلبيات
وإيجابيات؛ ولكن ليس من حق أي
فريق أن
يعتقد أنه الأولى بالمادة
الثامنة من الدستور فيمنح شهادة
حسن سلوك هنا وينزعها هناك. حديث
عام يستغرق الكثير من الوقائع
التي ربما نستقبلها في قابل
الأيام.. وبينما
يسارع البعض إلى التشكيك في
نوايا ومواقف وأهداف الذين
سيجتمعون في دمشق غدا؛ يؤكد
هؤلاء أن مؤتمرهم هو محاولة
حوارية وتنسيقية بين بعض
الشخصيات الوطنية
المعارضة نفسها. وفي هذا
الإطار المحدد، إن تم الالتزام
به ، تكون المبادرة المشار
إليها خطوة على الطريق طال
انتظارها. فكما كان لمعارضة
الخارج لقاءاتها ومبادراتها من
المفيد جدا أن تباشر معارضة
الداخل جهدها على الطريق
نفسه. ليس من الحكمة أن يبادر
البعض إلى احتكار الساحة
الوطنية لذاته أو جهده أو
رؤيته، ومن سوء التقدير للموقف
أن يسارع المرء إلى حجب الثقة عن
كل من يختلف معه في تقدير أو
تدبير فبنيّات الطريق كثيرة، و(
إعجاب كل ذي رأي برأيه ) من فواصم
العمل الجماعي كما أخبر رسول
الله صلى الله عليه وسلم.. إنه
من الضروري أن نعترف أن أي لقاء
تشاوري لمعارضة سورية تتم على
الأرض السورية هي أرجح في تقدير
الأوزان من أي جهد، مع مباركة كل
جهد، يتم بعيدا عن الميدان. في
الإطار المحدد للحراك المعارض
من المفيد أن تتبع مؤتمر الغد
مؤتمرات. وأن يكون من أهداف
حراكنا الوطني جعل هذه
المؤتمرات الوطنية المتحررة من
سيطرة النظام وتوظيفه فعلا
يوميا وحقا ديمقراطيا يمارسه
أبناء الوطن عندما يقررون، وليس
عندما يُقرر لهم. ونتمنى
دائما أن يكون بقدرة المتحد
السياسي الوطني أن يصنع
توافقاته وأن يحافظ على وحدته.
وأن تضع كافة القوى والأحزاب
السياسية طاقتها في دعم المشروع
الوطني الذي يصنعه الشباب
المناضل بدمه وجهده. وما
أوردته الصنداي البريطانية عن
معارضة إسلامية مسلحة... يبدو
أن ما توثقه عدسات التصوير من
خروج عشرات الألوف من
المتظاهرين السلميين في شوارع
درعا ودمشق ودوما وحمص وتلبيسة
وبانياس وحماة وجسر الشغور لم
تقنع محرر تقرير الصنداي
البريطانية أن هذه التظاهرات
التي يتحدى شبابها الموت بصدور
عارية هي وطنية في بعدها الأول
بمعنى أنها ليست وقفا على فريق
وطني دون فريق، وليست وقفا على
قوم دون قوم، ولا على أتباع دين
دون دين، أو أتباع مذهب دون مذهب.
وهي
سلمية في بعدها الثاني يخرج
المتظاهرون إلى الساحات العامة
والشوارع والأحياء لا يحملون
سلاحا ولا عصا ولا حجرا يتقدمون
بصدورهم ولا يرفعون غير أصواتهم
تعلي من شأن وطنيتهم وتؤكد
سلمية نضالهم تنادي بالحرية
والوطنية وتندد بالفتنة
الطائفية.. مئات
الألوف من الرجال المسالمين مع
مئات من الصور التوثيقية تبثها
كل يوم وسائل الإعلام لم تكن
كافية لدحض كذبة تمسك نظام
القمع منذ اليوم الأول بتكرارها
في روايات وأساليب متعددة
وأحيانا متناقضة، فينسب
أعمال العنف المزعوم مرة
إلى فلسطينيين وأخرى إلى
أردنيين وثالثة إلى لبنانيين
ورابعة إلى مجرمين خارجين على
القانون كما في خطاب بشار الأسد
الأخير وخامسة إلى سلفيين
وتكفيريين!!! لماذا
أعجبت هذه النسبة الأخيرة مراسل
الصنداي البريطانية لسنا ندري؟!
لماذا تتجاهل صحيفة رصينة آلاف
الشواهد على وطنية الثورة
وسلميتها وبراءة شبابها لتنحاز
إلى تأكيد حديث
النظام عن ( إسلاميين مسلحين ) في
تقرير نتساءل عن مصدره ومخرجه؟!
لماذا لم تقنع شهادات العشرات
من رجال الجيش العربي السوري
المنشقين عن وحداتهم العسكرية
الباحثين عن الحقيقة براويتهم
لها؟! ولنفترض جدلا أن بعض
الأفراد المفجوعين
في أبنائهم والمهددين بأسرهم قد
رفعوا سلاحا فرديا للدفاع عن
أنفسهم فهل هذا يشفع لتدبيج
تقرير كالذي دبجته الصنداي
البريطانية
أم نعود فتقول إن
وراء الأكمة ما وراءها؟! ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الاثنين
27/6/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |