ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 08/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

خمنئي للحركات الإسلامية في البرلمانات والحكومات العربية :

 احذروا العرب.. ونحن في خدمتكم

زهير سالم

الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

خطبة الجمعة في جمعة ( عذرا حماة سامحينا ) في سورية الموافق 3 / شباط ( فبراير ) والتي ألقاها آية الله خمنئي شريك بشار الأسد اليوم في مشروع ذبح أطفال سورية؛ كانت من الخطورة بالنسبة للعالم العربي وللثورات العربية بجماهيرها وقياداتها بحيث أنها لا ينبغي لها أن تمر بدون جواب..

 

كمدخل لجواب الخطبة الرسالة نسأل حليفي بشار الأسد خمنئي وحسن نصر الله وقد أكثرا من تكرار أنهما مع مشروع الإصلاح في سورية ، لماذا لم نسمع منهما أي إعلان عن هذه ( المعيّة ) قبل حراك أطفال درعا؟! لماذا لم نسمع منهما احتجاجا على قلع أظافر أطفال لمجرد أنهم شخبطوا على الجدران؟! لماذا لم يتعاطفوا عبر ثلاثين عاما مع عشرين ألف أم، وعشرين ألف أب، وعشرين ألف زوجة ...كانوا يتنسمون فقط ريح قميص يوسف الذي سجن في سياق امتداد مشروعهم الذي يزعمون أنه ( إسلامي ورشيد..) مع تصاقب الدار وقرب المزار، علما أنه من قواعد الفقهاء أن الصمت في معرض البيان بيان!!!!!!

 

جاءت خطبة السيد خمنئي، أو بعبارة أدق، رسالته التحريضية إلى الشعوب العربية الثائرة، وقيادات الحركات الإسلامية في مصر وتونس وليبية واليمن والأردن والبحرين في ثلاثة آلاف كلمة، رسالة طويلة بلا شك، لتصل إلى أصحابها على الهواء مباشرة، وفيها الكثير من التحليل والتحريض والتزييف أيضا. ومع أن الرسالة تمحو الشعب السوري وثورته عن خارطة الخطاب تقريبا، وتتجاهل دمه المسفوك، إلا أنه كان المقصود الأول بها. كانت الرسالة في جوهرها محاولة لضرب إسفين بين الثورات العربية وبين محيطها. والمؤسف والمثير للعجب والاستغراب أن أصحاب فضيحة ( إيران غيت ) والذين صرحوا مرارا أنهم لولا دعمهم لما احتلت أمريكا أفغانستان ولا العراق يدقون هذا الإسفين باسم الولاء للقدس وباسم مقاومة المشروع الصهيوني – الأمريكي..

 

الخطبة الرسالة خطوط عريضة :

كان السطر الأول في الرسالة، التهنئة والتبريك للثورات العربية المنتصرة وللحركات الإسلامية الفائزة أو التي في طريقها إلى الفوز، وربط هذه الثورات مباشرة بالثورة ( الإسلامية في إيران ) واعتبارها امتدادا لها..

 

وكان السطر الثاني في الخطبة الرسالة توصيف السيد خامنئي على طريقته في وضع خصائص الأنظمة العربية التي تعرضت لغضب شعوبها. ويفصل في ذلك ليعكسه على أنظمة ويحسره عن أخرى بطريقة تحكمية واضحة..

 

وكان السطر الثالث هو تحديد الأطراف المختلفة الحاضرة في ساحة الثورات حيث يحددها صاحب الرسالة في:

أولا - أمريكا والناتو والنظام الصهيوني ومن لف لفهم وانخرط معهم من الأنظمة العربية...

ثانيا- الجماهير عامة وجيل الشباب

ثالثا- الأحزاب والناشطون السياسيون والإسلاميون..

 

ويفيض السيد خمنئي في التوصيف والشرح والتحليل وتوزيع الأدوار لكل فريق من هؤلاء، وتقديم النصائح وعرض العروض وبذل المغريات...

 

قبل أن أبدأ بمناقشة بعض المعطيات

أقتبس جملة اقتباسات ذات دلالة وردت في رسالة السيد خمنئي أتركها لتأمل المتأملين..

 

 ( أيها الأخوة والأخوات حافظوا على هذه الأمانة الكبرى: الغرور والسذاجة آفتان كبيرتان لمرحلة ما بعد الانتصار الأول..)

 

وليتأمل القارئ كيف يحذر السيد خمنئي الحركات الإسلامية من حاضنهم العربي بعد أن يتهم دول هذا الحاضن بالعمالة للغرب: ( احذروا ألاعيب الدولارات النفطية لعملاء الغرب وحلفائه من العرب ..)

 

ولنستمع كيف يقرر...

( الأنظمة العربية إلا واحدا – هو سورية – باعوا فلسطين واتجهوا إلى مصالحة الصهيونية..)!!!!!!

 

وكيف يجامل:

( إن المفكرين والمناضلين الإسلاميين في شمال أفريقيا من مصر وتونس وحتى الجزائر والمغرب وخاصة من مصر كانوا يحتلون مكانة الأبوة الفكرية للصحوة الإسلامية ولدعاة وحدة الأمة وعزتها ثم لتحرير القدس )

 

أو أن يقول لهؤلاء المتقدمين بعد طول معاناة...( أنتم اليوم ترثون دماء آلاف الشهداء وعشرات الآلاف ممن عانوا...)

 

وكيف يزعم..

( الثورة الإسلامية الإيرانية هي التجربة الإسلامية الأكثر نجاحا في العصر الحديث ...)!!!!!!

 

وكيف يماري..

(إنهم يتحدثون عن التمدد الإيراني الشيعي بينما لم نعتبر الثورة الإسلامية إطلاقا شيعية صرفة، أو قومية إيرانية، ولن نعتبرها كذلك أبدا - !!!!! –)

 

وكيف ينصب الفخ الأخير...

( وأما الكلام الأخير – الكلام موجه للحركات الإسلامية الفائزة في الانتخابات – فهو إعلان استعداد الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني الكبير لخدمتكم والتعاون معكم..)

 

أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم ملخص سريع لمحاور الخطبة الرسالة قبل أن أبدأ بإثارة بعض التساؤلات، محذرا أنا أيضا من السذاجة والغرور.

 

وعلى الرغم أن الرسالة لم توجه أصلا لشعبنا السوري المحكوم أصلا بقانون الإعدام رقم / 49/ 1980 بالدعم الإيراني المفتوح على بياض منذ ثلاثة وثلاثين عاما لآل الأسد وما يصنعون. ولعل في إسقاط الشعب السوري وحركته الإسلامية من خارطة الخطاب نوعا من التزام الحد و احترام قانون الأسد الحليف.

 

سيتقبل مني السيد خمنئي أن أقوم بإسقاط حديثه على واقع حليفه وشريكه بشار ونظامه، امتحانا لجدية ومصداقية الخطاب معتبرا قوله تعالى ((كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ. )) معيذا إخوتي في الحركات الإسلامية وقومي من أبناء الشعوب العربية من السذاجة والغرور..

 

ولتكن البداية من حيث بدأ السيد خمنئي حين حاول على طريقة الاستلحاق المرفوض أن يربط ثورات الشعوب العربية المتطلعة إلى الحرية والعدل والكرامة والعقلانية أيضا بثورة الشعب الإيراني التي يصفها بأنها ثورة إسلامية!!! مشبها الحكام العرب المغضوب عليهم من شعوبهم بشاه إيران المخلوع واصفا إياه بأنه ( أكبر دكتاتور علماني عميل في المنطقة )..

 

ولكن هل حقا أن ثورة الشعوب العربية من تونس إلى القاهرة إلى دمشق . وأضيف دمشق من عندي هي امتداد لثورة أهل النقمة على التاريخ والحقد على الناس كما نسمعها على ألسنة الرواديد التي تغذيها أنفاس الولي الفقيه. ثورة الشعوب العربية هي ثورة سيدنا الحسين المنتصرة للعدل الرافضة للظلم. ولم تكن ثورة سيدنا الحسين على يزيد، وثورة آل البيت على بني أمية، لم تكن ثورتهم تلك لأن بني أمية لم يكونوا مقاومين أوممانعين بل كان الأمويون سادة الفتح الإسلامي بل هم وحدهم من قادوا خيل الفتح من الصين إلى الأندلس، ومع ذلك فقد ثار أهل البيت لرفع الجور والانتصار للعدل. العدل الذي يدوسه اليوم خمنئي وحسن نصر الله تحت دعوى الممانعة المزعومة. أكثر من ثلاثين سنة والظلم الأسود يحكم سورية ويذبح أبناءها والولي الفقيه يصفق للجور تحت حجاب الممانعة الصفيق..

 

والملاحظة الثانية الحديث عن الشاه بوصفه أكبر دكتاتور علماني عميل ، فأين يقع بشار الأسد من هذه الأوصاف الثلاث ؟! وما هي الفروق الحقيقية بين الشاه وبين حافظ وبشار؟! وما الفارق بين الأجهزة الأمنية وبين السافاك...؟!

 

هل في العالم كله من يجادل في دكتاتورية بشار ومن قبله أبوه اللذين وقع لهما السيد خمنئي وسلفه وثورتهما صك الحلف الرديء والمستغلق على بياض..؟! أليس بشار الأسد الحليف الذي غفر له الولي المعصوم ما تقدم من ذنبه وذنب أبيه وما تأخر يفاخر بعلمانيته تحت العمامة السوداء؟! هل سمع العالم يوما من الولي الفقيه كلمة لم؟ أو لو! أو ليتك !! أو لعلك تقال للمستبد العلماني الغارق أو التالف في علمانيته التي ثار من ضدها آيات الله في إيران..

 

... أما الحديث عن العمالة فما أسرع ما تخلت أمريكا وإسرائيل عن الشاه وعن مبارك وعن ابن علي عملاء الظاهر هؤلاء... ولكنهم مازالوا متمسكين بعد عام كامل من سفك الدم السوري ببشار عميل الباطن. المتمكن الأمكن كما يقول النحويون...

 

في سياق تسويغه لثورة الشعوب العربية الحرة يحلل السيد خمنئي سر الثورات العربية فيقول ( الشعوب العربية لم تعد تحتمل الحاكم الدكتاتور وسيطرة العملاء والطواغيت، لقد ضاقت ذرعا بما تعانيه من فقر وتخلف وتحقير وعمالة وجربت العلمانية في ظل الاشتراكية والليبرالية والقومية ورأت أنها جميعا وصلت إلى طريق مسدود..)

 

أي كلام في هذا السياق لا ينطبق على واقع الشعب السوري؟ وإذا كان للكلام أي سياق عقلاني أو جاد أو ذي مصداقية فأي شعب من الشعوب العربية أولى بهذه الثورة من الشعب السوري الذي يحالف السيد خمنئي جلاده ويعقد معه شراكة تاريخية لم يستطع أحد حتى اليوم أن يقنعنا بخلفية جادة لها ؟!

 

وفي المحور الثاني يذهب السيد خمنئي في رصف خصائص الأنظمة العربية التي تعرضت لغضب شعوبها فيورد علينا الخصائص التالية التي سنمعن في قياس انعكاسها على حاكم دمشق الحليف : فيراها أولا في

معارضة الحكام المغضوب عليهم للتوجه الديني..

ولكن أين يقع حليف السيد خمنئي القائم في دمشق من هذه المعارضة للتوجه الديني التي تحولت في سورية إلى عداوة حقيقية لا يشفي أوراها إلا الدم. هناك أنظمة عربية عديدة حاربت التوجه الديني، وحاربت الحركات الإسلامية ولكنّ نظاما واحدا منها فقط أصدر قانونا يجرمها، ويشرعن قتلها على مجرد الانتماء، دون الفعل وهذا هو حليف السيد خمنئي الذي يتبناه ويدافع عنه..

 

وعديدة هي الأنظمة العربية التي قتلت وسجنت وطاردت ونقمت على الإيمان بالعزيز الحميد، ولكن نظاما عربيا واحدا لم يقتل من مواطنيه هؤلاء ما قتل حافظ وبشار الأسد من قبل ومن بعد ولم يبالغ أحد منهم في التشفي والانتقام والانتهاك ما بالغا ...

 

حكام علمانيون كثر عادوا التوجه الإسلامي ولكن أي حزب علماني عربي منهم لم يدع الربوبية كما ادعاها الحزب الذي يتحالف معه السيد خمنئي في دمشق ولينتبه السيد فنحن لم نضع على ألسنتهم: آمنت بالبعث ربا لا شريك له..

 

لم نسمع من السيد خمنئي كلمة استنكار واحدة عن ادعاء أزلام بشار الأسد الألوهية له وإكراه الشعب السوري على الإقرار بها له، والسجود لصورته!!!!

 

لم نسمع من السيد وهو يُكره بنات طهران على الحجاب كلمة استنكار لقوانين وإجراءات مطاردة المحجبات من بنات دمشق وحلب وحماة..

 

أسئلة حقيقية ترتسم أمام مصداقية السيد خمنئي في حديثه عن الإسلام والدعوة والمشروع والتجربة الناجحة وإن لم يكن التساؤل تساؤل مصداقية فهو تساؤل جدية تجعلنا نتذكر نصيحة السيد بالحذر من السذاجة والغرور.. حقائق ناطقة نضعها أمام الجماهير المسلمة في تونس والقاهرة وطرابلس ودمشق وطهران أيضا...

 

وكانت الخصيصة الثانية حسب السيد خمنئي:

الخضوع والاستسلام والعمالة للغرب أي أمريكا وبريطانيا ونظائرها

فقط كان المنتظر من السيد خمنئي أن يتابع البرامج الإعلامية والثقافية لحليفه الحميم. أن ينحي الشعارات والعناوين ويتبصر في السياسات والمضامين. حديث ذو شجون لا ينفع فيه زعموا.. فقد قالت العرب من قبل : زعموا مطية الكذب...

 

وقال الخصيصة الثالثة:

التعاون مع الصهاينة وخيانة القضية الفاسطينية....!!!!

وعلى الخصيصة الباقعة وقعت أطلب من أصدقاء السيد أن يتحفوه بنسخة من كتاب سقوط الجولان، لعلمي أنه يجيد العربية. اطلب منه ان يتابع رقما واحدا في تاريخ القضية، أن يبحث بجد عن أطول قائمة في شهداء القضية ومن هو صاحبها من العرب وغير العرب أيضا . والطرح ليس للهرج ولكن للتحدي...!! التحدي لكل الذين يزعمون من فلسطينيين وعرب وإيرانيين...

 

أتساءل أمام السيد خمنئي عن سر الجولان الذي بقي محتلا منذ نصف قرن!!! قليل من العقلانية والجدية والمصداقية ينفع ..

 

وعندما يقول السيد إن كل الأنظمة العربية باعت فلسطين إلا واحدا، وأنها جميعا سعت للمصالحة مع الصهيونية إلا هذا الواحد نسأله بكل احترام عن ذهاب هذا الواحد إلى مدريد، وعن سر شعار السلام الاستراتيجي الوحيد، وعن سر المصافحة الشهيرة في جنازة البابا يوحنا بولس السادس، وعن الوساطة التركية والزيارات طالع على نازل في استنبول أوصت العرب بعض الناس فقالت إذا كنت.... فكن ذكورا

 

وقال رابعا..

التسلط الدكتاتوري الأسري الوراثي وفقر العباد وتخلف البلاد...

وأين حليفكم في دمشق من كل هذا؟! تستوقفني حقا كلمة وراثي وعلى مستويين...

الأول على مستوى الأمة يوم وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين فأجمع المسلمون أن أمرهم شورى بينهم بنص كتاب ربهم. واخترعت لنا مدرسة السيد خمنئي متأخرة البدعة الكسروية لولاية نص، أو نص ولاية وراثية ما أنزل الله بها من سلطان، وبكل تداعيات هذه النظرية الكارثية ليس على المستوى السياسي فقط، بل وعلى المستوى العقلي أيضا وتأمل. في نظرية الغائب الذي ما زال جمهور غفير من المسلمين يدعون له كل يوم عجل الله فرجه وسهل مخرجه...

 

والمستوى الثاني للعجب الذي لا ينقضي فهو ألا يبلع السيد ريقه ولا يخفي وجهه بطرف كمه، وهو يتحدث عن بلاء الأنظمة الوراثية وينسى الوريث الوحيد في العالم العربي في نظام جمهوري أيضا . رئيس وريث يحالفه السيد ويشاركه المجزرة في ذبح أطفال سورية وقد عدل الدستور السوري على مقاسه في دقائق معدودات، فلا يرى في ذلك بأسا، ولا حرجا، ولا كراهة..

 

أما الحديث عن إفقار العباد وتخلف البلاد ....فنتركه للعمالة السورية المشردة تحت كل نجم المدفوعة هنا وهناك بالأبواب..

 

يتابع السيد حديثه في توصيف الأنظمة المغضوب عليها من شعوبها (.. إلى جانب الثروات الطائلة للعوائل الحاكمة والتمييز، وانعدام العدالة وفقدان الحرية القانونية والمساواة القانونية كل هذا من الخصائص المشتركة لهذه الأنظمة حتى التظاهر بالإسلام والجمهورية في بعض المواضع لم يستطع أن يخدع الجماهير..)

 

والسؤال أي من هذه الصفات لا تتجسد في حليف السيد خمنئي هل يعلم السيد خمنئي حجم الثروة المجموع من دم أبناء سورية يتوزعه آل الأسد وآل شاليش وآل مخلوف. أم هي مرة أخرى السذاجة أو الغرور أو محاولة خداع الجماهير..

 

أراني لو تابعت الحديث سأطيل على القارئ في نص يحتاج كل سطر فيه إلى أن أقلبه صدرا إلى ظهر، وظاهرا إلى باطن. في خلاصة نهائية تقول الرسالة الخمنئية للحركات الإسلامية..

 

ثورتكم ( إسلامية ) مثل ثورتنا . وثديها في طهران ونحن جاهزون واحذروا كل من عدانا. أنتم في أول الطريق. والعقبات كثيرة. والتحديات جسام. وبدلا من أن تحتاجوا للآخرين فيذلوكم أو يستغلوكم عليكم أن تعلموا أن أيدينا مبسوطة وخزائننا مفتوحة. والكلام موجه بالدرجة الرئيسية لمصر لأهمية مصر، وتونس لمكانة تونس..

 

يقول السيد...:

(ثورتنا ليست شيعية صرفة).. والنص الذي في دستورنا مجرد كلام، و(دولتنا ليست قومية) وإصرارنا على عنوان (الخليج الفارسي ) مجرد إعلام، وسعينا إلى تهديد دول الخليج العربية واحتلال الجزر الإماراتية مجرد لعب عيال..

 

يؤكد السيد : (نحن لا نملك مشروعا للتمدد المذهبي ) وما تشاهدونه من كتب توزع بين ظهرانيكم وفي عقر داركم تحت رداء محبة أهل البيت تارة، وشعار الثأر لهم أخرى فهو مجرد خداع بصر غير معقول . ويقول السيد في رسالته الودية أما ما تسمعونه على الفضائيات المغرضة التي – تسب أمكم – وتلعن أصحاب نبيكم، وتتهدد بالثأر من تيم وعدي ( بطنا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في قريش ) . فهو بعض ضرورات البقاء..

 

يقول السيد في كلام غير مكتوب وهو يحاول أن يتسور المحراب على أهل تونس ومصر والجزائر بأن مصدر الفكر الإسلامي كان من هناك، وينسى أن الشيخ الغنوشي المقصود بالكلام كان بالأمس ممنوعا من دخول إيران. كما ينسى السيد الرفيق الشفيق أن حليفه الأثير في دمشق كان بالأمس يطلق على إخوان مصر الذين راوغ السيد حولهم طويلا: لقب ( إخوان الشياطين )...

 

كلام كثير وخطير، ومناورة مرعبة. والكلام الذي يقال في العلن يجب أن يجاب عليه في العلن....

وثورتنا العربية ليست ثورتكم ولا هي امتدادا لها، ولا مشتقة منها. هذه حقيقة نعلنها للداني والقاصي ومشروع ثورتنا على كل الأرض العربية مشروع عدل وحرية وإخاء وتسامح مشروع حب لا يربي على الحقد ولا يزرع الكراهية. وأبشع الحقد الحقد على التاريخ، أبشع ما في الحقد ماكان ثمرة رؤية تاريخية مشوهة تشحن أجيال بتشوهات خيال مريض عنه وتحاسب أجيالا أخرى لا يد لها في صنعه مسئولية ما كان فيه، حقا كان أو باطلا، خطأ كان أو صوابا.مشروعنا بروحه الإسلامي لا يتعبد الله باللعن ولا بالنبذ ولا بالقطيعة. ومشروع ثورتنا مشروع عقل لا يهيم بين الأضرحة والقبور ولا يشق الجيوب ولا يلطم الخدود،

 

مشروعنا مشروع الأمة الواحدة التي تدرك أن العدل وحده هو القيمة العليا في حياة الناس فتنبذ كل مستبد ظالم فاسد ولو فتح السند والهند مثل الحجاج. العدل هو القبمة العليا لأن ربنا تبارك وتعالى قال (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ..))

القيام بين الناس بالقسط هو علة إرسال الرسل وإنزال الكتاب والميزان..

 

 ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ..))

              

الأربعاء 8/2/2012م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ