ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

جدلية السيد حسن نصر الله...

حيث تلكأ واعتبرنا مسلمين

زهير سالم*

 

ربما الظرف السياسي الذي يعيشه شعبنا في سورية لا يسمح بتتبع كثير لمتاهات المواقف والأقوال.

 

نتمسك بوحدة الأمة المسلمة، وندعو إلى حالة من وعي الذات أولا والتنوير العقلي ثانيا لتجاوز ما خلفه القرينان: التعصب والجهل في حياة الأمة من فرقة وانقسام.

 

نعتقد أن التنوير العقلي في إطاره المفتوح على العلم ومناهجه يمكن أن يكون الجسر الأفضل لتلاقي أبناء الأمة على يفاع المعرفة. دائما تبقى الحقيقة المعرفية قمة يلتقي عليها الواصلون، وإن اختلفت معارجهم.

 

ولم يكن مطلب التنوير العقلي والمعرفي أبدا معنيا به فريق من المسلمين دون فريق. ولا فرقة منهم دون فرقة. وفي كل يوم يكتشف فيه المرء زيف معلومة كان يظنها حقيقة تعني أنه تحرر من وهم أو من قيد كان يكتم على صدره بضلال..

 

ضرورة هذه المقدمة لكي لأنفي عن حديثي اليوم عن السيد حسن نصر الله بعد حديثي منذ أيام عن خطبة السيد خمنئي على أنه استجابة لواقع طائفي يكاد يغلق على الأمة الآفاق..

 

ودون أن يغيب عن أفق القراءة السياسية معنى أن يقوم السيد حسن نصر الله بتوجيه الخطاب نفسه، وإلى الجهة نفسها، بعد أربعة أيام من خطاب السيد خمنئي.

 

تستطيع أن تطلق على خطاب حسن نصر الله بوضوح إنه مرافعة دفاع يدافع من مقدمته إلى نهايته عن ( الموقف الإيراني - الحزبللي ) في مواجهة ما بدأ يطوف ضدهم على السطح الإسلامي العام.

 

سيكون جميلا لو تفهم السيد حسن نصر الله ومن حوله أن هذه الأمة يمكن أن تكون ( حاضنا ) كما كانت في حرب 2006 على أرض لبنان. لا بد أن السيد حسن يدرك الفرق بين شعبيته وحزبه اليوم وبين ما كانت عليه في تلك الأيام..

 

لقد كان خطاب السيد حسن نصر الله في ذكرى المولد مرافعة دفاع من محام درس الجدل وبرع فيه. ولم تكن المرافعة إلا محاولة لإصلاح العطب الذي لحق بصورة إيران وحزب الله نتيجة الانحياز المريب إلى مشروع ذبح الأطفال في سورية. وتأييد بشار الأسد في مشروعه القمعي، وشعورهم أن هذا الانحياز رغم محاولتهم فذلكته وتمويهه قد أضر بهم كثيرا..

 

التشكيك بما يجري على الأرض السورية، وإعادة صياغة الموقف المذهبي بطريقة تخفف من حدة النفور التي ولدتها المواقف المنغلقة والمتعصبة والتي اضطرتهم إليها الضرورات. في واقع التغيرات العربية الكبرى كانت هي جوهر الخطاب.

 

كان الخطاب محاولة لإنجاح إحداث الاختراق باتجاه الشعوب العربية المنتصرة للالتفاف عليها من جديد، ومرة أخرى باستحضار التحديات والصعوبات التي تواجه قيادات هذه الثورات، وليؤكد السيد حسن نصر الله استعداد إيران لتقديم المساعدات بدون أي ( إملاءات )، وتعليل ذلك باعتقاد الإيرانيين أن تقديم هذه المساعدات هو واجب شرعي لا يتفضلون به على أبناء الأمة الذين يستحقونه . أعيد إرسال هذه الرسالة بدوري تحذيرا للمقصودين، وتنبيها للذين لم يفهموا بعد اضطرار إسماعيل هنية أن يحتفل في طهران..

 

لا أريد أن أناقش السيد حسن نصر الله في هذا الكلام السياسي، لأن الكلام السياسي حق لمرسله ولمستقبله أيضا يقلبه كيفما يشاء...

 

الذي أريد أن أنبه إليه في هذا السياق هو براعة السيد نصر الله الجدلية، براعة يتعلمها الأتقياء ليقلبوا على أهل الباطل باطلهم، ويتعلمها الآخرون ليتلاعبوا بعقول البسطاء من الناس (( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ))...

 

يريد السيد حسن نصر الله أن يؤكد في عقول وقلوب مستمعيه أولا أن كل ما يقال عما يجري في سورية هو مجرد تهويل. في ترداد لا يليق لما يزعمه بعض التالفين من رجال النظام، الذين بلغ بهم الخيال الفاسد أن يقولوا إن هذه الصور التي تبث على الجزيرة إنما هي صور مأخوذة من صور لأحياء افتراضية تشبه الأحياء السورية تم بناؤها في قطر!!! ضحك الناس طويلا من كلام معلق أخرق، ولكننا لا نرى من اللائق للسيد حسن نصر الله أن يرضى لنفسه المكانة نفسها..

 

يفعل السيد كل ذلك لإنكار آلاف الصور والأخبار، والحقائق التي تتحدث عن آلاف الشهداء بمن فيهم مئات الأطفال. يفعل كل ذلك ليجحد الحقائق اليقينية، فلقد أصبحت الراوية عن الحدث السوري في جوهره الكلي من المتواتر الذي يورث العلم اليقيني ( نظام يقتل شعبا أعزل ويختبئ وراء شعار المؤامرة )؛ ولإنكار هذه الحقيقة بشواهدها المتواترة يستدل السيد -الجدل الخصم- بخبر دسه ربما بعض الأعوان إلى بعض وسائل الإعلام ليضرب بالخبر الشاذ العابر كل الروايات الصادقة الثابتة. إنه يقول بلغة أخرى: اسمعوا إلى هذا الحديث الموضوع ثم يروي من موضوعات الحديث أغربها ليقول وهكذا تتبينوا أيها السادة أن لا صحة لما جاء في الكتب الستة ولا في البخاري ومسلم!!

 

 ومرة أخرى تتابع السيد حسن نصر الله في طريقته في نفي مشروع التبشير المذهبي الذي تشرف عليه في طهران، والذي تديره هيئة مركزية ، فيها شعبة متخصصة بكل قطر فيه قليل أو كثير من المسلمين. مرة أخرى يستخدم السيد براعته الجدلية في نفي حقيقة التبشير المذهبي في وقت المسلمون فيه أحوج إلى الوحدة. يراهن الذين يتحركون على هذا المشروع على كسب مائة إنسان ولو من كل متردية ونطيحة، في مدينة بحجم القاهرة، لعلمهم أن ذلك يشكل موطئ قدم، ونقطة ارتكاز، ومسمارا من لحم في النسيج السكاني المتضام. في عصر عجيب يتسامح أصحاب القرار فيه بذبح التسعين حذرا من خوف متوقع على العشرة تحت عنوان حماية الأقليات..

 

ولمصادرة هذه الحقيقة التي يلمس المسلمون شواهدها في أقطارهم ومدنهم وقراهم، حيث تتحول المشاهد والمزارات إلى مستعمرات، وتعلى القباب على ( اللاأحد ) بادعاءات ليس لها سند من العلم والتاريخ، وتساق إليها جماهير المستضعفين من الشيعة البسطاء تحت عنوان الحج المزيف، وحيث توزع المطبوعات والمنشورات المليئة بالزيف العلمي والتاريخي، وحيث تحيى المناسبات والاحتفالات تحت ملاءة مظلومية أهل البيت، وحيث تقدم المنح الدراسية إلى قم وطهران وباقي الحوزات، وحيث يتم شراء ذمم بعض الطامحين برسالة ماجستير أو دكتوراة ولو بالسوربون – إياك أعني - شرط أن يكون الموضوع يخصنا، أو يتم الوعد بمنصب المفتي في دولة لم يبق لأبنائها منها شيء – من رئيس الجمهورية إلى منصب الإفتاء – ويكون ثمنه أن يعترف صاحبه أنه المفتي العام وليس مفتيا للشافعية ولا للأحناف – راجع تصريحات السيد حسون – ولا ينسى السيد حسن أخيرا فرض الرواتب، وجعل الجعالات والأعطيات، في مجتمع ضربه الفقر، وعمته الحاجة، وربما نستحيي أن نذكر السيد حسن أخيرا بتسهيل ضروب الشهوات، ولاسيما بعد أن سمعته يقول بأننا متفقون في أصول الأحكام..

 

نعلم أيها السيد أنكم لم تكسبوا الكثير، ولن تكسبوا الكثير، ولكنكم توقدون نار الفتنة ونذكركم أن معظم النار من مستصغر الشرر..

 

ولكن كل هذه الحقائق هل يستطيع السيد أن يصادرها فيروي رواية زعموا أن عدد المتشيعيين من أهل السنة بلغ خمسين مليون سني ليجعل السامع يستخف بالقول وقائله على السواء. ويسقط الملف من أصله من الحساب..

 

ومرة ثالثة ورابعة أسأل السيد حسن هل قوله أن المطلوب في سورية هو رأس المقاومة والممانعة ،هذا الكلام المكرور غير المبرور، يعني اتهام الشعب السوري بالعمالة، ويعني أن السيد حسن نصر لا يعتقد أن الحرية والكرامة قيمتان تستحقان أن يثور من أجلهما الناس. وأن الغضب من أجلهما حكر على أهل البحرين وأهل إيران!!!!

 

والذي رابني في حديث السيد نصر الله أكثر أنه وهو يتحدث عن عقيدته في المسلمين قال "أقول لكم اليوم في ذكرى ولادة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نحن مسلمون شيعة لعلي بن أبي طالب، أتباع مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام نحن نؤمن بأنّ أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى كلها هم مسلمون لنا ما لهم وعلينا ما عليهم) رابني قوله في السياق ( نحن.. وهم ) وأخافني أنه عندما وصل إلى قوله نؤمن بأن أتباع المذاهب الإسلامية... تلكأ وتأتا كما كنت أتابعه على الهواء في خطابه الصوتي، الذي تمت تسويته فيما بعد إليك الرابط فاستمع إلى المقطع بهدوء.. أو اضغط هنا للتحميل

 

تأمل لتدرك ماذا قال السيد ولماذا تم تغيير النص في المطبوع؟ ومن غير؟!

 

أتساءل : أي خلفية ذهنية أو نفسية أو أي حسابات عقيدية أو كلامية هي التي جعلت السيد حسن نصر الله يتردد ويتلكأ في شهادته هذه؟! ومن الذي حسم الأمر بعد فتمت تسوية المطب الكلامي الذي نم على ما لا مصلحة في الكشف عن أسراره وأبعاده ومراميه..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

الاثنين 13/2/2012م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ