ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 26/03/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

محطات في تاريخ العلاقة الروسية – العربية والإسلامية

السياسي الروسي الكريه

1 من 2

زهير سالم*

 

بعد قرن من الضبابية الانفعالية نرجو أن نعيد قراء تاريخنا الحديث بعين الوعي وليس بعين العاطفة. وأرجو من إخواننا في اليسار العربي ألا يعتبروا عناوين هذه المحطات موجهة ضدهم، فنحن وهم في الحرب على الاستبداد اليوم في مركب واحد . يجب أن نتوحد دائما في الحرب على الاستبداد بمرتكزاته ومناصريه ، تحت كل العناوين الثورية أو المدنية أو الدينية. وأحب أن أوضح في هذه المقدمة أن الإخوان المسلمين في سورية لم يكونوا يوما في عصر الحرب الباردة في سلة أحد القطبين ، كما يحلو لبعض العجلين أن يقرروا ، أو أن يوظفوا ذلك في تفسير أيلولتهم الشعبية .

 

لقد زار الدكتور مصطفى السباعي الاتحاد السوفييتي، وكتب اشتراكية الإسلام، وحذر من الوقوع في شباك المؤتمرات الأمريكية تحت شعار الحرب على الإلحاد في مقال له (احذروا هذه المؤتمرات ) – نعيد توزيعه مع هذا المقال توضيحا للحقيقة.

 

سيمر هذا المقال على عناوين المحطات الأساسية في تاريخ العلاقة الروسية – العربية والإسلامية ، لنكشف حقيقة الموقف الروسي التاريخي من قضايانا الكبرى ، على ضوء تأييدهم اليوم لذبح أطفال سورية و .. ولنقول للساسة الروس أن كل ورق السولفان الذي تحاولون به تغليف مواقفكم الغارقة في التوحش لن تجديكم نفعا . هادفين أيضا إلى إدراك حقائق تعيننا على فرز القوى وتحديد الموقف . وليس من هدف هذا المقال أن يسوق طرفا دوليا على حساب طرف . بل نحن نعتقد أن العالم الذي لم يخف غبطته بذبحنا يوم ذبحنا 1980 ما زال هو هو . وأنه اليوم وجد في الفيتو الروسي جدارا يختبئ وراءه .

 

ومن أهداف هذا المقال أن نكف جميعا عن للمراهنة على الدور الروسي كسبا للوقت وانصرافا إلى التفكير في البدائل . فالحل خارج مجلس الأمن سيكون صعبا ولكنه قدرنا كما هو قدر لإخواننا في فلسطين . وطبيعة محنتنا من طبيعة محنتهم . وعدونا وعدوهم واحد بل لعل ما عانيناه وما نعانيه أشد وأنكى . لسنا في عصر الحرب الباردة، ولسنا كرجال معارضة وثورة دولة ولا شبه دولة علينا أن نقدم وعودا وتطمينات وتنازلات لدول تتجرد من قيمها الأخلاقية للحصول على التأييد. نحن مشروع ثورة وطنية في أفق حقوق إنسانية عالمية ومطالب مدنية عادلة لا يختلف عليها بشر . ولسنا في مقام من يستجدي أو يتنازل عن حقوقه في الكرامة الإنسانية. والدمج بين الإنساني والسياسي في حالتنا هو التفاف خبيث ومرفوض على آدميتنا وإنسانيتنا ومحاولة لإبقائنا أرباع بشر، ربما من يريد أن يفاوضنا على ذلك سواء كان ميدفيدف أو كوفي عنان يتصور أن يكفينا أن نكون أنصاف بشر في مشروع الإصلاح العتيد..

 

إصرار البعض على التفكير في إطار مجلس الأمن أو من خلاله لانتظار تغير في الموقف الروسي هو أشبه بمهزلة انتظار ( غودو )، الذي لن يجيء ، و يعني هذا الالتزام تقديم المزيد من التنازلات عن حقوقنا الآدمية – وأنا هنا أعتبر الحقوق الآدمية مرحلة على طريق تطور منظومة حقوق الإنسان – وأقول لكل من يدعونا إلى المساومة لا تراهنوا على مستقبلكم فشعبنا لن يساوم. ويجب ألا نقبل من الحكومة الروسية مقاربة حتى تعتذر عن مواقفها من بدء ثورتنا المباركة. لقد كان الحكام الروس منذ اليوم الأول شركاء في اتهامنا، وشركاء في دمنا، وشركاء في ذبح أطفالنا، وإصرارهم على دعم النظام بالسلاح في حربه على شعبنا، وعلى دعم النظام سياسيا ودبلوماسيا يكرسهم أعداء لحقوق شعبنا في الكرامة الآدمية والإنسانية...

 

ليفاجأنا بعد ذلك لافروف بتصريحه الطائفي الكريه الذي يعلن من خلاله التعصب والتحيز على أسس طائفية ضد الشعب السورية بل ضد دول العالم العربي أجمع لمصلحة إيران وبشار ومشروعهما الطائفي المقيت .

 

ثم مرة ثالثة حين يراوغ السياسي الروسي المقيت بأنه يقدم طائرة من المساعدات الإنسانية لسورية ثن يقدمها للنظام القاتل في سورية فلا يخفى على منابع أريب أن هذه المساعدات ستصب في خانة نفس الأسلحة التي يذبح بها أطفال سورية .

 

ربما طالت هذه المقدمة قليلا لنؤكد أن ما سنقدمه في هذا الاستعراض ليس أكثر من محطات عجلى ستعتمد على الذاكرة أكثر من اعتمادها على الاستقصاء، وستبقى المتابعة مطلبا ملحا لنضع بين يدي شعوبنا بموضوعية السجل الأسود للعلاقة الروسية – العربية - والإسلامية والدور الروسي الذي لم يقلّ أبدا عن الدور الغربي في تفتيتنا واستعمارنا وإضعافنا وتضليلنا على مذهب من قال: ( يذبحك وهو يبتسم ) ...

*   *   *

محطات في تاريخ العلاقة الروسية – العربية والإسلامية

2 من 2

العلاقات الروسية الإسلامية و العربية نافذة على التاريخ

روسية القيصرية قرون من الحروب والدماء

زهير سالم*

 

في صراع مرير فرضه القياصرة الروس على بلاد المسلمين استمر الصراع الروسي – الإسلامي ثلاثة قرون. وعشرة حروب شنها القياصرة على بلاد المسلمين امتدت من القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر. وكانت الحرب الحادية عشرة ( الحرب العالمية الأولى ) مع مطلع القرن العشرين.

 

كانت تلك الحروب واحدة من أطول الحروب في تاريخ أوربة. وكانت تتمحور حول السيطرة على شبه جزيرة القرم والبحر الأسود ومنطقة البلقان. وكان الروس لا يتوقفون عن تحريض الشعوب في إطار الامبراطورية العثمانية على الانتفاض : الأرمن – والصرب – والبلغار – واليونان..

 

هذا التاريخ الطويل من العدوان كرس في نفسية الإنسان الروسي كراهية للمسلمين الحضارة والثقافة والإنسان. كراهية حاول التمرد عليها شعراء وأدباء روس عظام. كان التعبير عن الولاء لثقافة المسلمين في شعر بوشكين بشكل خاص نوع من التمرد على المواضعات التي كرستها الكنيسة والسياسة معا...

 

أهلنا اللاجئون من الشركس والشيشان

نستحضر محنتنا في فلسطين فنلتفت إلى الغرب وإلى البريطانيين والفرنسيين كلما ذكرنا كلمة مخيم ولا جئين . ولكننا ننسى معنى الجرح، معنى الإخراج من الديار وما صاحبه من قتل وقمع وانتهاك وإكراه على العقيدة والدين. تنسى شعوبنا اليوم ونحن نتحدث عن أهلنا الشركس والشيشان المنتشرين في كل ربوع الشام ( سورية والأردن وفلسطين ) بشكل خاص أن الذي شرد هؤلاء الأهل من ديارهم هو قمع وحشي روسي في عهد القياصر في أواسط القرن التاسع عشر. هولكست روسي تم على أرض القفقاس لا يقل بشاعة عن هولكست النازي ، هولكست روسي لم يكن لنا في يوم أن ننساه أو نتناساه. وكيف ننسى الجرح وموضع فأسهم في رأسنا ما يزال واضحا..

 

ثم في هولكست بلشفي آخر دفع إلى موجة أخرى من الهجرة أو من اللاجئين والمشردين حقا إنهم نزلوا بين ظهراني أهل ووطن ولكنهم شاهد آخر على وحشية البلشفي ووحشية الماوي أيضا. اللذان يجتمعان اليوم على تأييد ذبح أطفال سورية وسحق مشروع حريتها. وإذا كان المقام لا يتسع للحديث عن حجم بشاعة الهولكست البلشفي والماوي وطلبا للاختصار أحيل جيل الشباب بشكل خاص إلى رواية ( ليالي تركستان ) للروائي نجيب الكيلاني. فقد أرخت هذه الرواية بحق لوحشية هؤلاء الذين قُدموا لنا كأصدقاء ثوريين وتقدميين وهم في حقيقتهم طراز من الوحوش البشرية. وأتمنى على من يملك نسخة الكترونية من رواية ليالي تركستان أن يعيد توزيعها على شباب الثورة ليعلم السوريون جميعا عن أي صديق أو عدو يتحدثون...

 

في سياق حديثنا عن الاتحاد السوفياتي علينا ألا ننسى أن هذه الدولة أو هذا القطب العالمي كان في سياساته الداخلية النظام الأقسى عالميا ضد الأديان بشكل عام ، وضد الإسلام بشكل خاص . إن البشاعات التي اقترفها البلاشفة وأتباعهم تجعل الذاكرة التاريخية الإنسانية تجد لطفا وإنسانية في قضاة محاكم التفتيش ، وبين ظهراني المحققين النازيين والفاشيين . القتل والتعذيب من أجل أداء صلاة . والتخفي برسم الموت من أجل تعلم آيتين من القرآن . والنفي إلى سيبريا ، أو إلى ما وراء الشمس كل ذلك في حرب مفتوحة ما تزال تمارس حتى اليوم في الاتحاد الروسي تحت شعار الحرب الإرهاب ..!! ألم يرسل بوتين منذ سنوات فاغتال الزعيم الشيشاني ( سليم خان باندربييف ) في قطر كما يغتال الموساد الإسرائيلي حذوك النعل بالنعل ؟!

 

ألم يعالج حالة عصيان في مسرح موسكو بمداهمة المحاصرين في المسرح بالغاز ..؟! من كان في هذه القسوة كيف تنتظرون منه أن يستنكر في سورية ذبح أبناء المسلمين وهو يذبحهم صباح مساء في غرزوني وفي الشيشان ..

 

وحين نقترب من جريمة العصر التي وقعت على أرضنا وأهلنا في فلسطين يجب أن نذكر أن القيادة السوفيتية كانت الأسرع تاريخيا إلى الاعتراف بهذا الكيان وإلى التماس رضاه . ولكن الرهان الصهيوني كان في ظاهره منحازا إلى الغرب مؤثرا له . موقف امتد مع الأسف إلى كثير من الأحزاب الشيوعية العربية ولفترة طويلة تحت شعار المواقف الأممية المناهضة للامبريالية ..

 

ظن بعض الساسة العرب في خمسينات القرن الماضي ولم يكن جمال عبد الناصر أولهم أن من حقهم أن يلعبوا على حبال الحرب الباردة ، وأن يستفيدوا من تناقضاتها فتوجهوا إلى الاتحاد السوفياتي وامتد التوجه السياسي ليتحول إلى حالة من القبول أو الولاء الشعبي ، إذ ساعدت القوى اليسارية على تقديم هذا القطب العالمي كنصير موازن للرأسمالي الغربي المنحاز جهارا ومطلقا للمشروع الصهيوني . حملت هذه الرؤية بالتدقيق في الموقف إلى شعوبنا الكثير من الغرر ومن الغرور أيضا ..

 

لقد تمركزت سياسات الروس الذين كانوا محتلين للعديد من المجتمعات المسلمة في إبقاء الصراع العربي الإسرائيلي تحت سيطرتها ..

 

وجعلت من كل من سورية ومصر مكب نفايات لأسلحتها المنسّقة التي تريد أن تتخلص منها فكانت تتخلص منها وتقبض من عرق شعوبنا عصارة جهدنا على يد سماسرة في وزارات الدفاع الفاسدة وهؤلاء هم الذين يدافع الروس عنهم اليوم . لأن روسيا مازالت تفعل ذلك مع سورية إلى اليوم بعد أن تحررت منها مصر بقرار من الرئيس السادات .

 

كل السلاح الذي قدمته روسيا للدول العربية كان تحت سقف تمكين هذه الدول من شيء من الدفاع عن النفس ، في ظل واقع مختل وليس أبدا المساعدة على تحرير الأرض . وشملت هذه الاستراتيجية الموقف السياسي كما الموقف العسكري .

 

على مستوى آخر كان اليهود الروس الذين يصلون إلى فلسطين الأكثر تطرفا في المواقف والممارسات اللاإنسانية ضد أهلنا في فلسطين ، ولاسيما بعد أن انفلت هؤلاء بعد سقوط الاتحاد السوفياتي . ولعل وزير الخارجية المتطرف ليس إلا صورة لأمثلهم طريقة ..

 

في حديثنا عن هذه المحطات في هذا السياق لابد أن نذكر حديث التطمين الذي نقله قادتهم للرئيس عبد الناصر قبيل حرب الخامس من حزيران والتي كان لها أثرها في استرخاء الجيش المصري ووقوع كارثة السابعة والستين التي أحدثت تغيرا استراتيجيا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي..

 

ولا بد أن نذكر السياسات المراوغة فيما بعد على المستويات الاستراتيجية والسياسية في استعادة القدرات القتالية للجيشين السوري والمصري ..

لا يمكن أن يفوت الذاكرة العجلة احتلال الروس لأفغانستان ذلك البلد المسلم وارتكاب الفظائع في عهدين عهد الجنرالات الشيوعيين الذين أذاقوا الشعب الأفغاني سوء العذاب وعهد الاحتلال المباشر وما كان فيه من فظائع ومن قتل وقتال على يد نور محمد تراقي وبابراك كرمل...

في متابعة ملفات الاتحاد السوفياتي في تاريخه القريب لن ينسى المرء عمليات التغرير بالعراق ثم التخلي عنه عندما جد الجد حتى وقع تحت براثن الاحتلال ..

 

نعلم أن روسيا سوف تلهث يوما لتحتفظ يدا عند هذا الشعب السوري المنتصر بإذن الله ونكتب هذا ليكون كل أبناء شعبنا على بصيرة . ((هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ..)).

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

الاثنين 26/3/2012م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

تعليقات القراء

   

لقد غطى الظلم والطغيان على تفكير  الحكام الروس وعلى عقولهم ونسوا وتناسوا أن مصلحتهم مع الشعب وليس مع النظام فالنظام زائل بعون الله أما الشعب السوري فلن ينس من وقف معه ومن وقف في وجه نيله لحقوقه وسيكون له موقف مع كل هؤلاء وعندها لن يغفر لهم وسيعرف كيف ينتقم من كل منهم والله غالب على أمره

عائشة شعبان

========================

سننتصر ايها الاخوة ان شعبا دفع بفلذات اكباده الى ميادين العز والكرامة سينتصر ان اما ودعت ابنها البطل ليذود عن حياض الوطن لهي اجدى ان تنتصر وسيذهب الدب الروسي واذنابه الى جحيم الشام وما ادراك ما نشامى الشام

يحيى

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ