ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
كتب مدافعا عن الاستبداد : لا ديمقراطية بلا
وطن ... فأجبته : لا وطن بلا ديمقراطية ... ينوح
اليوم كهنة الاستبداد في حضن
الربيع العربي بكاء على الأوطان
، كما ناح بالأمس كهنة الشرك
بكاء على ( اللات والعزى ) . يوم
وقّع رسول الله صلى الله عليه
وسلم عهده مع ثقيف ، بادر بعض
الكهنة العرب يتساءل : واللات
والعزى ؟! أجابه أحد الصحابة
الكرام يومها بالعربي الفصيح ( ت
خ ... عليها ). اليوم
وشعوبنا تهز عروش الاستبداد
بدمائها وآلامها وتضحياتها ما
زال كهنة الاستبداد ينفثون
ويبخرون ويخلطون أصفر وأحمر
بعزائم ودمدمات لا تكاد تنقطع.
يمزج هؤلاء الكهنة ،عن غير
غباء ، الوطن بالمستبد ،
ويقرنون سيادة الوطن بذلة
أبنائه ، ومجده بضياعهم ،
وبقاءه باستباحتهم . ومازالوا
مذ كانوا
نقرؤهم ونسمعهم فنعرفهم بلحن
القول ، ما زالوا يرون في عبادة
الفرد تحررا ، وفي الطواف حول
شخصه تقدما ، وفي التسبيح بحمده
إنجازا وإنتاجا وريا وشبعا . كهنة
الاستبداد هؤلاء يؤمنون بنظرية
( الوطن الوثن ) الذي يتقمص شخصا
فيجمع في أقنوم واحد الناسوت
واللاهوت والماضي والحاضر
والمستقبل ، والأول والآخر
والظاهر والباطن . ويبلغ الجزع
والفزع بكهنة الاستبداد العربي
مبلغه وهم يرون بَدهم الأعظم (
البَد : الصنم العظيم بلغة أهل
الهند ) الجاثم على صدر الشعب
السوري ، الذي طالما تلذذوا في
وطأ رؤوس أبنائه في حلقات الزار
العربي ؛ يهتز بعنف فيكادون
يخسرون عاصمهم الأخير ، في حاضر
أمة شاركوا في سومها سوء العذاب
على مدى ستة عقود وما يزالون . ستة
عقود من الاستبداد الثوري
العربي استبيح فيها الإنسان ،
وهتكت الحرمات ، وصنعت الهزائم
والنكبات؛ وسكارى حفلات الإثم
هؤلاء لا همّ لهم إلا المكاء
والتصدية تحت أقدام الخوارين
الجبارين وفوق جراح الشعوب
المسلوبة الإرادة بقوة الحديد
والنار .. ستة
عقود مرت وهؤلاء المتسلطون على
شعوبنا بعنواين وشعارات شتى
يشاركون في سلخ جماجم أبناء
أمتنا في أقبية سادتهم . وكان
الأبشع من سلخ الجماجم حشوها
بالمقولات الفاسدة عن الوطن
وحقيقته وسيادته ومجده وعظمته ،
وخلط كل ذلك بخبث وبيء بالفرد
الذي لم يحمل يوما ( طهر الوثن )
كما هتف به منذ نصف قرن عمر أبو
ريشة : وطني كم وثن مجدتـه
لم يكن يحمل طهر
الوثن والمطلوب
أولا في حضن الربيع العربي
تدمير الهيكل على رؤوس كهنته .
وطردهم إلى الأبد بوجوههم الصفر
الممتقعة لؤما وخسة وانحطاطا
إلى حيث يليق بهم من هوامش
التاريخ . وفي
حضن الربيع العربي
المطلوب ثانيا نسف كل
مقدمات منطق الاستبداد . وإسقاط
كل وسائل استنباطه واستدلاله
وحجاجه ، ومعايير صدقه وكذبه
وقبحه وجماله ... كتب
سيد قطب رحمه الله يوما : كان
الإنسان الجاهلي إذا دخل
الإسلام خلع عنه كل أسمال
جاهليته . والمطلوب
اليوم ونحن نعيش ربيع أمة تريد
أن تخرج من عصر الاستبداد أن
ننقض كل المقدمات
التي خدمت المستبد ، وسهّلت
له سبيل السيطرة على العقول
والقلوب، وعلى الدماء والأعراض
والأموال ... وأولى
هذه المقدمات التي يجب نقضها
إجراء المفاضلة بين القتلة على
أساس هويتهم وانتمائهم . بل
المطلوب في معايير الربيع
العربي أن تكون الإدانة للقاتل
القريب أشد وأبلغ ، وأن يكون
إعلان البراءة منه أصرح وأوضح . منذ
عام واحد فقط لم أكن أقبل أن
أقول ، أو لم أكن أقبل من أحد أن
يقول : إنّ ما فعله بشار الأسد
بنا في حمص وفي بابا عمرو وفي
كرم الزيتون وفي كفر عويد وفي
سراقب وفي تفتناز
لم يفعله بنا غورو يوم جاس
بقدمه الهمجية
أرضنا .... منذ
عام فقط لم أكن أقبل أن أقول أو
أن يقال :إن الطريقة التي تعامل
بها بشار
الأسد مع أطفالنا في درعا وفي
حمص وفي دوما
وفي كل الأرض السورية، قد
ترفع عنه الجزار شارون ومن قبله
زعماء عصابات الإثم من بني
صهيون. ولكنني اليوم أقول هذه هي
الحقائق القائمة الناطقة على
الأرض . وهي التي يجب أن تقال ،
وفي الإمساك عنها كتم للشهادة .
وكل ما يقال خلاف ذلك هو من
تعاويذ كهنة المستبدين ، أو بعض
عبث سحرة فرعون الذين ((
سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ
وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا
بِسِحْرٍ عَظِيمٍ. )) نعم في
أحضان الربيع العربي يجب أن
يسقط السحر والساحر . جسد
الطفل الحبيب حمزة الخطيب وثامر
الشرعي وكل الصور التي وصلت من
كفر عويد وبابا عمرو وكرم
الزيتون تحتم علينا أن نقول ذلك
. و أن نصنف كل الذين لا يقولونه
في عداد كهنة الاستبداد وأتباع
المستبدين إلى
المسكين الذي كتب إلي ناصحا : لا
ديمقراطية بلا وطن فأطنب وأطال
واهتز وارتج ، وإلى دواسي
الظلمة الذين اجتمعوا ينفثون
وينفخون في عمان أقول : بل ... لا
وطن بلا ديمقراطية .. بل فرد
تعودتم على عبادته ، فـ (( أُفٍّ
لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ
مِن دُونِ اللَّهِ )) ... ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 السبت
7/4/2012م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |