ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 12/04/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الإمام محمد بن عبد الوهاب

مشروع تنوير من القرن الثامن عشر

زهير سالم*

 

الإمام محمد بن عبد الوهاب تنويري مجدد يطل بقامته السامقة من وراء ثلاثة قرون ليتحدى الحداثيين التقدميين الذين حولوا بلاد المسلمين إلى ساحة للقبور والأضرحة والمشاهد، وجرجروا البسطاء من عباد الله من ديارهم ليركعوا ويتمسحوا بما جاء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليحرر البشرية منه ، وانتهض الإمام محمد بن عبد الوهاب ليؤكد ويجدد وينور على طريقه ..

 

أكتب هذا المقال وفاء واعتذارا للإمام التنويري بحق ، الذي عدا عليه أحد كهنة الأضرحة التقدميين على إحدى الفضائيات وحال بيني وبينه ضيق الوقت أن أذب عن عرض إمام مسلم له في أعناق أبناء أمته حق النصرة وحق الولاء ...

 

وقد كان التشويه وما زال هو عمدة هؤلاء الأدعياء من عبدة البشر أحياء وأمواتا قي الحرب على العقائد والأفكار والرجال . التشويه والتزييف – كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى – يستدعينا في سياق هذه الثورة السورية المباركة أن نجري مقارنة تنويرية بين ما قدمه محمد بن عبد الوهاب ابن القرن الثامن عشر لأمته وبين ما قدمه حزب البعث وحلفاؤه ومستنسخاته في قم وطهران والنجف والضاحية الجنوبية من تضليل وإضلال واستخفاف بقيمة الإنسان دمه وعقله وعرضه ....

 

وحين أذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب المسلم العربي في سياق القرن الثامن عشر لا بد أن أذكر أن  هذا القرن كان قرن التنوير في الشرق والغرب على السواء . وأنه بينما كان أبناء الغرب يتحفزون للوثبة الكبرى في دورة للحضارة جديدة كان أبناء المجتمع المسلم والتنويريون منهم بشكل خاص يحاولون أن ينهضوا من عثار أو أن يعيدوا توازنهم على قمة بدؤوا يدركون أن شمسهم بدأت تغيب عنها .

 

في معاييرنا الحضارية لتقويم الأفكار والرجال أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه . وهذه الحقيقة هي إحدى الحقائق التنويرية التي سعى رجال التنوير العقلي والعلمي في تاريخ الحضارة الإسلامية إلى تأكيدها مع الاحتفاظ بالعصمة لصاحبها صلى الله عليه وسلم ..

 

فلا يمكن لأحد يريد أن يعطي التنوير حقه أن يحسب نفسه على مذهب من مذاهب العصور. والذي يقبل أن يدعي الانتماء إلى مذهب تاريخي بشري كمن يستحضر زيا من قرن خلا فيلبسه ليخرج به على الناس . ماذا بقي لنا من القدرية والجبرية والمرجئة والأشعرية والماتريدية والظاهرية بعد كل هذه القرون ..؟! سؤال في الإجابة عليه مصلحة للذين لا يزالون يدورون في فضاءات هذه المذاهب ، ومصلحة للذين يحاولون محاصرة الآخرين في أفقها .

 

أعود لأدفع بالإمام محمد بن عبد الوهاب في وجه هؤلاء الذين يبسطون ألسنتهم إليه بالسوء وإلى دعوته وهم ما زالوا في القرن الحادي والعشرين يتمرغون في وحل السخافات والترهات والخرافات التي انتهض الإمام محمد بن عبد الوهاب لتحرير العقل المسلم منها بعد أن أرهقتنا شباك هذه العناكب طويلا، ويبدو أنها ما تزال تجدّ في غزلها في طهران وبغداد ودمشق وبيروت في القرن الحادي والعشرين ....!!!

 

إذا أردت أن ألخص مشروع محمد بن عبد الوهاب التجديدي أو التنويري بكلمات أقول إنه كان مشروع تنوير تحت سقف النص الشرعي الصحيح يتمحور حوله بالتزام الوجه المباشر للدلالة إلى حد كبير . كان مشروع محمد بن عبد الوهاب ثورة على التقليد ودعوة إلى البحث والتفكير . وكان ثورة على أنماط السلوك من العادات المتوارثة على غير هدى ورشاد وثورة على إلباس المجتمعي المتغير ثوب الديني المقدس . وثورة أخيرا على المستثمرين في الأضرحة والمشاهد والقبور .

 

يكفي أن تزور القبر المزعوم للسيدة زينب في دمشق اليوم وما أنشئ حوله وما يمارس في رحابه برعاية مباشرة من ( الملا بشار الأسد ) حتى ترفع رأسك وتقول : رحم الله محمد بن عبد الوهاب ، وتسف في أفواه الذين يحاولون النيل منه التراب .

 

مشروع  (التطوير والتحديث ) للملا بشار ينجح في إعادة تسمية عبادة الأضرحة والقبور والتخييم على المشاهد  ( سياحة دينية ) ، تسمية حداثية بلا شك ، ولن ينسى أن يذكرك السادة الحداثيون أن هذه السياحة أحد روافد دعم الاقتصاد الوطني بغض النظر عما فيها من استخفاف بعقول الناس!! 

 

لا أحد في قم ولا في النجف ولا في حوزة الأسد العلمانية الحداثية يفكر بإنسانية هؤلاء المضللين الذين ينخرطون في مشروع الطواف بالأضرحة والمشاهد والمزارات فيفنون أعمارهم وينفقون أموالهم ويتعبون في باطل خيولهم ..

 

حين يتاح لك أن تقف حول ضريح من هذه الأضرحة في دمشق أو في النجف أو في ... ستقر معي  أن الإمام محمد بن عبد الوهاب كان تنويريا بحق... كان تنويريا أعلى مكانة الإنسان فأغلق على هؤلاء المستثمرين في إضلاله واستعباده وإذلاله سبلهم وصادر أدواتهم ، وقطع أوتار عزيفهم ...

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

الخميس 12/4/2012م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ