ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

تحليل سياسي ... 

أو حديث رغبات ومخاوف ...

زهير سالم*

 

يلقي بعض المعارضين بوجهك القول بدون عودة إلى تحليل أو تقرير : أنا أخاف على مبادرة كوفي عنان . أو  يقول قاصدا المعارضة السورية : الذين يُطلقون النار على مبادرة عنان لا يحسنون تقدير البدائل أو العواقب . حديث يشبه كثيرا في منطلقاته وآفاقه قول أحدهم للطبيب الذي يتابع معطيات المختبرات : قولك إن حالة والدي السريرية خطيرة  مخيف جدا . وستكون له تداعياته الكارثية ، وأنت لا تعلم حجم انعكاس مثل هذه الكارثة ، على أسرتنا الصغيرة والكبيرة وعلى حينا وعشيرتنا ...!!!

 

بعض الناس في المجتمعات المتخلفة يطلقون على الطبيب الذي يحمل إليهم خبرا عن مريضهم لا يعجبهم . وهكذا يفعل معنا اليوم بعض الساسة أو بعض المعارضين – ومع الأسف اختلط الأمر علينا – حين نشير إلى حالة الاحتضار التي اقترنت بمبادرة عنان منذ ولادتها ، والتي نرفض حتى الآن أن نبادر إلى نعيها مع علمنا أنها نفقت ، ليس بسببنا وإنما بسبب موقف النظام منها ، وممارسة السيد كوفي عنان نفسه في التجاوز على بنودها .

 

حين تعلن المعارضة السورية أو بعض فصائلها أن على كوفي عنان أن ينعى مبادرته ، فهي تفعل ذلك بلغة الطبيب الذي لا يملك أن يغير ما تقوله نبضات القلب وضغط الدم وتحاليل المختبرات . نعم قد يشترك الكثير من السوريين في الرغبات . فنحن كنا نريد لمبادرة عنان أن تنجح . وفكرنا طويلا في انعكاساتها الإيجابية على أبناء شعبنا فيما لو أتيح لها الجد والصدق في الالتزام والتنفيذ . ونحن أيضا تخوفنا أكثر من بدائلها السيئة التي لا تغيب كما يزعم البعض عنا . ولكننا من موقع المسئولية الوطنية نستطيع أن نميز جيدا بين ما نحب ونرغب ونفضل ونتمنى وبين ما هو أمر واقع قائم على الأرض شئناه أو أبيناه . نعلم أن علينا ألا نتعلق بأمانينا ،  وأن لا نبقى أسرى مخاوفنا . ونؤمن أن إكرام ميتنا في دفنه مهما كان عزيزا علينا ، أو كانت مكانته كبيرة فينا ،  أو كان في فقده كبير التأثير على حياتنا ...

 

لم يقبل النظام مبادرة كوفي عنان إلا لفظيا . وهذا ما لا يمارينا فيه أحد .  واسترسل معه مجلس الأمن والسيد بان كيمون وكوفي عنان في ذلك لأسباب  تخصهم ، بعضها دولي ، وبعضها ظرفي . وأرادوا لشعبنا أن يدفعوا ثمن لعبتهم السمجة من دماء أبنائه ، و مستقبل ثورته ، وأريد للمعارضة السورية أن تكون شاهد الزور على كل ذلك ؛ وهذا الذي نرفضه ونأباه ...

 

رضي السيد كوفي عنان أن يجعل مخرجات مبادرته كبديلها . من حقنا مع عشرات القتلى الذين يسقطون يوميا ، ومن حقنا مع تخلي السيد كوفي عنان عن بقية بنود مبادرته أن يكون خوفنا الواقع من هذه المبادرة وتداعياتها أكبر من تخوفنا المتوقع من بدائلها . بل نحن أقدر على التحكم ببدائلها والسيطرة عليها أكثر من قدرتنا على التحكم بمبادرة قرارها قسمة ضيزى بين بشار وعنان . ومن المهم جدا كمعارضة سورية أن نفكر ببدائل أكثر أمنا وأكثر جدوى على مستقبل ثورتنا . وبدلا من أن يلح علينا البعض على ضرورة التمسك بالخيار السيء خوفا من البديل الأسواء !!! من السهل جدا أن نتصور مبادرة عنان وكأنها لم تكن . كان وما يزال فيتو من أي طرف دولي قادرا على إسقاط ( الأمل ) الذي يحاصر خيال البعض السياسي فكأنه القدر الذي لا مفر منه .

 

منذ أشهر تشكلت مجموعة أصدقاء الشعب السوري للتفكير خارج إطار مجلس الأمن . ولكن القوى الدولية المتهربة من تحمل مسئولياتها الإنسانية جعلت سقف تفكيرها في هذه المجموعة أوطأ من سقف مجلس الأمن . إنه منهج التيئيس نفسه الذي تحاصر به قوى دولية ومحللون سياسيون ومعارضون سوريون الشعب السوري ليستسلم بالنهاية للمخطط المرسوم ( العودة إلى بيت الطاعة والعيش بكرامة تحت سقف البسطار !!! ) كل حدث دولي أو إقليمي أو داخلي يمكن أن يفت في عضد الثوار ، أو يخلخل موقف المعارضة تتابع من يبدئ فيه ويعيد فتلا بالذروة والغارب لا يخفي أصحابها وهم يتلذذون بشرحه وتفسيره بسماتهم العراض .

 

بعض المعارضين السوريين لم أسمعهم يوما مبشرين !!! لم أتابعهم مرة ميسرين !!! هم دائما منفرين معترضين معارضين لكل ما يقوم به الشعب الثائر أو ما تجتهد به المعارضة السورية الداعمة !!!! . دائما يغلقون أبواب الأمل . ويسدون منافذه ويفعلون ذلك بالتأكيد باسم الموضوعية والواقعية والرؤية السياسية .

 

وفي كل مرة تسمع دائما أحاديث الخوف و التخوف والتخويف وكأن القوم قد خلقوا حقا من الخوف نفسه . الخوف على .. والخوف من ... والخوف لئلا .. ثم يردفون هذه التخوفات بالحديث عن إسرائيل التي ستكون بزعمهم المستفيد الوحيد من ثورة الربيع العربي وتداعياته ؛ أرجوكم إلا هذه يكفي كفى كفاية وكفكفكفان ؛ فقد أترعت إسرائيل وأمرعت في ظل النظام الذي ترون في غيابه نصرا لها . لقد دفعت أجيال من شعوبنا أعمارها وكرامتها خوفا من الغول الذي ما زلتم تعتقدون أن مجرد ذكره يكفي لقلب كل معادلة على أصحابها إنه حديث المستبدين نفسه وإنها لغتهم عينها ...

 

الثلاثاء 8/5/2012م

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ