ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 22/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حلم الوحدة الإسلامية

إذ يتلجلج في شباك المصالح القطرية ..

زهير سالم*

 

سيكون من الظلم للربيع العربي أن نحمّله مسئولية الانكفاء القطري الذي واكبه أو تسلق على كتفيه . افتقد المتابعون للربيع العربي منذ الأيام الأولى البعد القومي والأممي الرسالي في هتافات الشباب الثائرين . قيل يومها إنه فن أو فقه ترتيب الأولويات . ولكن هذه الأولويات ما تزال متنحية في كل من تونس وليبية ومصر حيث انتصر الربيع العربي . بينما يهدد اليمن مطلب ارتدادي ليعود يمنين . وتحتج إيران الثورية بشدة على محاولة البحرين الاندفاع بخطوة على الطريق الوحدة الصحيح .

 

وظل أبناء التيار الإسلامي خلال عقود مضت يشنّعون على البعث العربي المنشعب في سورية والعراق أنهما بدلا من تحقيق الوحدة الهدف ذي الأولوية ، كرّسا حالة من العداء التي جعلت حكام دمشق البعثيين يسجلون على صفحة البلاد المسموح بزيارتها في جوازات السفر الممنوحة لمواطنيهم ( جميع دول العالم ماعدا إسرائيل والعراق . )

 

وفي الوقت نفسه غاب ظل ما يسمى ( القيادة القومية ) للحزبين عن الواقع . وإن كانت عصبة ما يسمى القوميين العرب ، وفي وقت لاحق انضمت إليهم عصائب من الإسلاميين ، تحج وتعتمر في بغداد ودمشق في إطار ما توافقوا على تسميته التصدي لمشروع الهيمنة ( الغربي – الصهيوني ) أو مشروع ( الاستكبار العالمي ) أو ما شئت من عناوين قومية زاهية بعد ...

ولكن الفرق بين زيارات هذه العصائب – عصائب طير تهتدي بعصائب – كما يصفها النابغة وبين ( القيادة القومية ) كمرجعية سياسية حزبية لا يخفى على لبيب ؛ فبينما يذهب هؤلاء للمكاء والتصدية وتقديم واجبات الملق للذي أطلق عليه أبو القاسم الشابي ( الظالم المستبد حبيب الفناء عدو الحياة ) يُنتظر من القيادة القومية المسماة أو المنتخبة على الصعد الحزبية أن تكون شريكة في الرأي والقرار والمتابعة والمحاسبة على نحو ما ..

 

لن ننسى في هذا السياق أن نوضح أن موقف المجتمع الدولي الممثل لقوى الهيمنة العالمية يعلن دائما رفضه لكل ما هو أممي قومي أو إسلامي . ويصر على ضرورة ترسيخ القناعة بالأفق القطري في كل دولة . فما تم رسمه بالحبر الدولي لا ينبغي أن يحلم أحد خارج إطاره .

 

وبينما كان البعث ونخبه والمتحلقون حوله والمتحالفون معه يتخبطون في شباك ثنائية ( الحلم – والعلم أو النوم - والصحو) كان التيار الإسلامي في أكثر من إطار حزبي يعيش حالة عاطفية ما تزال تتمسك بموقف وحدوي أممي رسالي بأبعاده الأكثر ألقا و حرارة .

كان بعض الإسلاميين يفكر دائما في أفق قول الله تعالى (( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )) . وآخرون ما زالوا يتمسكون بالخلافة الإسلامية ليس برمزيتها فقط وإنما بكل تاريخيتها وشكلياتها وإشكالياتها .

 

كثيرا ما يتابع المرء دراسات وتقارير ومتابعات وتصورات تتعلق بما يطلق عليه التنظيمات الإسلامية الأممية أو العالمية. وليس من شأن هذه المقاربة أن تخوض في شأن هذه التنظيمات وبنيتها ودورها وفاعليتها فهذا حق للمنخرطين بها والقائمين عليها . وإنما كل الذي يمكن أن نشير إليه أن توصيف الموصفين ومتابعات المتابعين وتقارير المحللين أبعد ما تكون عن واقع تحلم به قواعد هذه الأحزاب وقد يكون كاتب هذه السطور واحدا منهم .

 

لا أدري لماذا كان الخليفة العباسي في بغداد ينتشي عندما يقال له إن حاكما قطريا من بني حمدان أو من بني طولون أو من السلاجقة أو من الأغالبة يخطبون باسمه أو يدعون له على منبر الجمعة فيعتبر ذلك عنوان طاعة ودليل وحدة الجماعة ...!! قد لا تغيب رمزية الخليفة العباسي في العصر الذي نعيش فيه . والأهم في الأمر أن الخليفة العباسي لم يجرد أي حملة عملية للتصدي للصليبيين . , وأن الخلافة العباسية انتقلت بعد سقوط بغداد على يد المماليك إلى قاهرة المعز !!!

 

إن من يتتبع مفهوم ( الوحدة الإسلامية ) على المستوى الواقع الراهن وليس على مستوى الحلم المنشود سيخوض في موج من الضباب ، ولن يمسك بأكثر من لقاءات مجاملة يفضي فيها بعض الناس لبعض . وبالمقاربة الناقدة الفاضلة لن يخرج المتتبع لواقع الحلم الإسلامي بحصاد أفضل مما كان عليه الوضع عند القوميين . وعلى الرغم من الجرح الموّحد الذي يجمع الإسلاميين ؛ فإن الذين نشير إليهم كانوا يجدون في كثير من الأحيان المعاذير ليتخذوا المواقف التي لا تعبر عن وحدة رؤية أو وحدة همّ .

 

 كان العدوان على الكويت امتحانا صعبا . ووجد الإخوة الكويتيون بما أوتوا من عزم ورؤية السبيل ليلتحموا بدولتهم وينفصلوا عن مشروع تجاهل مصالحهم ولم يراع مشاعرهم .

 

 ثم كانت المحنة في العراق وشعر إخوة العراق بكثير من المرارة والسهام تطالهم من أقرب الناس إليهم . تحت عناوين وشعارات زئبقية لا تغني من الحق شيئا . ولعلهم إلى اليوم يدفعون أثمان سياسات لم يكونوا من جناتها ، وإنما قضي عليهم بها .

وفي جلسة لي خاصة مع أحد رموز التيار القومي العربي قال لي : إن بشار الأسد أرسل إليه ليرأس أحد المؤتمرات القومية في دمشق . فقال للرسول بلغ سيادة الرئيس تحياتي وأنني جاهز ولكن لا يمكنني أن أزور دمشق و فلان ( لأحد الناشطين العلمانيين السوريين ) معتقل . فهمت أن الرجل يقول لي كان هذا موقفي ، وقد كنت أحدثه عن سجل العشرين ألفا من المفقودين ، أما أنتم فبعضكم يتغدون ويتعشون على موائد الرئيس ويخطبون على منابره ويصفقون في محافله والقانون 49 / 1980 يقضي بإعدامكم وإعدامهم . وعشرون ألف كما تزعم من شبابكم مغيبون في أعماق السجون !!!!

 

كان هذا هو الحال والجرح يجمع أبناء الحركة الإسلامية كما يقول شوقي . ( قد قضى الله أن يؤلفنا الجرح وأن نلتقي على أشجانه ) فكيف سيكون الحال اليوم والحركات الإسلامية القطرية تتقدم لتتحمل في كل قطر من أقطارها مسئوليات عهد الرخاء وعهد القوة والتمكين ؟! من البدهي إذن أن تجد كل حركة في دارتها مصالح خاصة ترى من حقها أو من واجبها أن تدافع عنها وأن ترعاها .

 

وحين يجد أبناء الحركة في قطر من الأقطار أن من مصلحتهم الشرعية المعتبرة أن يتملصوا من بعض الوعود التي قطعوها لشعبهم بأنهم لن يكاثروا ، وأنهم لن يستأثروا , وأنهم سيكتفون بثلث أو نصف ,وأنهم لن يرشحوا لبلدهم رئيسا منهم ، ثم يعنّ ما يبيح لهم أن يتحللوا من وعودهم ، أو يعيدوا شرح ما أرادوه من تلك الوعود ، ولسنا في مقام الاعتراض عليهم ؛ فأي مصلحة للحركات الإسلامية في الأقطار الأخرى ان تدفع ثمن هذا الموقف فتجني به على مصداقيتها ، وقد يكون وضعها أكثر تشابكا ومأزقها أكثر ضيقا وحاجتها لتأكيد مصداقيتها أكثر ضرورة ؟! . وهي إن صمتت دفعت الثمن من دم الأبرياء وإن تكلمت عاب قوم عليها الكلام وحاجها آخرون بكلام الزمان الجميل عن الوحدة والحب والإيثار ..!!!

 

ثم كيف توفق الحركات الإسلامية القطرية مواقفها وبعضها يرى من منطلق ( شرعي معتبر عنده !! ) أن مصلحته مشتقة من مصلحة من يدعم ذابح أخيه في العراق أو في سورية أو في لبنان ؟!. فيستقبله ويبجله ويجعله قدوة وقبلة ثم يقرأ على أخيه المذبوح مواعظ المحبة والإخاء ...

 

لا نحب أن نكون من النواحين الذين يحملون ( الاستعمار ) و( الاستكبار ) و ( الامبريالية ) مسئولية ما يجدّ في إطار الربيع العربي وإرهاصاته من ( تعارض المصالح ) . لا يجوز أن نحمّل وزر هذا الواقع الجديد للاستعمار وإن كان مسئولا عن أصل البلاء . لا يجوز تفسير هذه المواقف التي تعبر عن مصالح مستجدة لفرقاء تختلف ظروفهم بسوء النية والاتهامات المتبادلة .

 

 يجب أن تنتقل الحركات ذات المصالح المتناقضة إلى حالة من التفهم والإعذار . وأن يضع كل قطر مصالحه الأولية في إطارها الذي تستحق . وإنه من غير الحكمة أن يدفع فريق مستضعف مهضوم محتاج لكسرة خبز ثمن قطعة الكيك التي يتشهاها أخوه على تخمة . ولاسيما حين يكون الثمن من دم الأبرياء ...

 

إن التزاما يعود على أصحابه بثمن باهظ الكلفة على الصعد الدولية والإقليمية والوطنية ، ويجر إلى بريء مستضعف مسئولية ما يقوله أو ما يفعله خلي مترف ؛ إن التزاما مثل هذا لهو القسمة الضيزي التي لا يقرها شرع ولا يؤيدها عقل !!

 

لقد باع الخديوي إسماعيل أسهم مصر من قناة السويس لإقامة حفلة بذخ على شرف ملكة بريطانيا . فهل من مقلد أو معتبر ..

 

ولقد سمعنا في يوم قريب من مصر صوتا هادرا يتعهد بعشرة آلاف مقاتل لنصرة حزب الله في لبنان ؛ ولم نسمع ولم نر عُشر هذا الحماس لما ينزل بشعب سورية من مكروه . الحب لا يشترى من عند العطار . نقول هذا والقوم في عهد مكنة وإمكان مع طول الزمن وفداحة الخطب وعمق الجراح ...

 

وإذا كان من مصلحة بعض الحركات الإسلامية أن توثق علاقاتها مع إيران وهذا حقها أو فهمها، فهل يجب على المذبوحين بسكين طهران باسم الأخوة والوحدة والإسلام أن يدفعوا مهر المتعة هذه مع ما بهم من خصاصة ؟!

 

وإذا كان من مصلحة بعض هذه الحركات أن يبسط لسانه بالسوء لمن يعيننا ويواسينا مع ما بنا من جراح فأي مصلحة لنا في احتمال إثم موقفه في الإساءة إلى من أحسن إلينا ...

 

عشنا الوحدة الإسلامية حلما نبويا ( مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ...)

 

هل هناك من يحس اليوم بجرح العراق والشام ولبنان واليمن وهل على هذا الإحساس من دليل ..؟! في شرعة الإسلام قاعدة لحل عقدة الميثاق الغليظ : إمساك بمعروف وللمعروف شروطه وقواعده أو تسريح بإحسان .

 

الثلاثاء 22/05/2012م

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

تعليقات القراء

   

رطب الله لسانك ،وعطر نفسك ، ولا جف قلمك

Darwish

===================

الاخوة الاسلامية لها مهر

ومن لم يدفع مهرها فليس بأخ

ومن وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام

فكيف من ناصر صاحب كفر على أخيه المسلم

يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم

وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق

اللحمة الاسلامية الاخوية هي الايثار الأخوي

يعني تقديم مصلحة الاخوة الاسلامية على المصلحة الفردية

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

فمن لم يكن مع الصادقين فهو مع الكذابين الدجالين

ولا حول ولا قوة إلا بالله

وحسبنا الله ونعم الوكيل

noor sowyed

===================

كلام جمييل

Mazen Helwani

===================

الله يجزيك الخير اخي ابو الطيب

لقد وضعت المرهم على الجرح كتبت فأبدعت وكلنا يتألم من هذه المواقف اللامسؤلة المشكلة انهم اخواننا ان صمتنا تألمنا  وان تكلمنا لامونا ولا حول ولا قوة إلا بالله واشكرك ولك مني كل الحب والاشتياق

ابو بسام

===================


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ