أسباب
عدم مشاركة النصارى
بانتفاضة بعض الشعوب
العربية
هيثم
عياش
برلين
/04/05/12
تعتبر
ظاهرة عدم مشاركة النصارى
بشكل فعال في انتفاضة بعض
الشعوب العربية
وخاصة مصر وسوريا موضع
قلق لدى السياسة والشخصيات
الدينية في المانيا ،
فالنصارى في مصر لم يشاركوا
المسلمين بشكل فعال في
انتفاضة الشعب المصري ضد
نظام حسني مبارك فقد أعلن
الكثير من نصارى تلك الدولة
وقوفهم الى جانب مبارك
مطالبين العالم بتأييده
لانه رجل سلام على حد رأي
بعض زعماءهم ، فنصارى مصر
ليسوا باقلية وتعتبر
كنيستهم زعيمة كنائس
القارة الافريقية . وبسبب
عدم مشاركتهم بشكل فعال في
انتفاضة المصريين
والسوريين تعرضوا
لانتقادات من بعض زعماء
الكنيسة الالمانية .
فيرى
اسقف العاصمة برلين عن
طائفة البروتستانت
فولفجانغ
هوبر
الذي كان يشغل زعامة
مجلس كنائس
البروتستانت
في المانيا من خلال
ندوة حول دور النصارى
بانتفاضة الشعوب العربية
دعا اليها مبرة فريدريش
ايبرت للدراسات والمساعدات
الدولية بالعاصمة برلين
مساء يوم امس الخميس 3 أيار/مايو
بنصارى مصر وسوريا بانهم
جبناء لا يريدون المساهمة
بتغيير لنظام بلادهم
واحلال الديموقراطية
والحريات العامة بدل
الديكتاتورية وسياسة كم
الافواه وانتهاك حقوق
الانسان في
بلادهم ولم يثبتوا بشكل
فعال معاضدتهم للمسلمين
الذين حملوا راية الحرية في
بلادهم معربا عن اسفه لعدم
وجود اي شعور بالتضامن مع
المسلمين في مصر وسوريا ،
فالمساجد في سوريا اصبحت
منطلقا للمظاهرات بينما
تكتفي الكنائس بالصمت
والخوف الذي ينتابهم من
مستقبلهم في بلادهم يعتبر
جنونا .
وعزا
زعيم الاقباط المصريين في
المانيا الانبا داميان عدم
مشاركة نصارى مصر بانتفاضة
الشعب المصري على حسني
مبارك الى تهديدات خطيرة
تستهدف وجودهم فاحداث
كنيسة الاسكندرية التي
وقعت ليلة اليوم الاول من
عام 2011 تثبت مدى عداء
المسلمين لنصارى بلادهم
مؤكدا انه منذ الاطاحة
بمبارك ونجاح الاسلاميين
بالبرلمان المصري ازدادت
المعاداة للنصارى ، فمصر
كانت قبل الفتح الاسلامي
بلدا نصرانيا واصبحوا الان
اقلية ومستقبل الاقباط
بمصر في ظل سيطرة
الاسلاميين اصبح
قاتما للغاية داعيا
الحكومة الالمانية حماية
المسيحيين في مصر الذي يصل
عددهم حاليا الى حوالي 6
مليون نسمة بعد ان كانوا
سادة تلك الدولة وانه منذ
الاطاحة بمبارك غادر مصر
حوالي 100 الف قبطي هربا
بدينهم مؤكدا انه منذ
الاطاحة بالرئيس المصري
السابق اصبح المرأة
النصرانية لا تستطيع
الخروج من منزلها بلا غطاء .
وأعرب
استاذ علم اللاهوت
في جامعة مدينة
جوتينغين / وسط / احدى مدن
ولاية سكسونيا السفلى
مارتين تامكيه عن اسفه
لتراجع عدد
نصارى البلاد العربية
فلبنان التي كان النصارى
فيها يعتبرون الاكثرية
اصبحوا ومنذ الحرب الاهلية
التي جرت في تلك الدولة
اقلية تصل نسبتهم الان الى
ما بين 25 و 30 في المائة بعد
ان كنت نسبتهم قبل الحرب
تجاوز الـ 45 في المائة ، اما
في فلسطين التي تعتبر موطن
النصرانية فقد وصل عدد
المسيحيين فيها الى حوالي 49
الف شخص لا يشكلون نسبة الـ
1،2 في المائة وبالرغم من ان
مدينة بيت
لحم مولد المسيح ابن مريم
لا يوجد فيها سوى 6500 مسيحي
وذلك منذ قيام دولة
للصهاينة على ارض فلسطين
معربا في الوقت نفسه عن
اسفه للاعتداءات التي
تستهدف النصارى في العراق
مشيرا ان هذه الظاهرة لا
علاقة للمسلمين فيها الا ان
فقدان العدالة الاجتماعية
تعتبر الاسس الرئيسية
لهجرة النصارى بلادهم .
وينفي
صحافي له خبرة لا بأس بها
بشئون العالم الاسلامي
وقوف المسلمين وراء
هجرة النصارى لبلادهم ،
فالنصارى كانوا ومنذ الفتح
الاسلامي رعايا الدولة
الاسلامية
لهم حقوقهم ويتمتعون
بالمساواة مع المسلمين
امام القضاء
والمجتمع كما حافظ
المسلمون على كنائس
النصارى وبيعهم فهذا
الخليفة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه رفض الصلاة بكنيسة
القيامة عندما فتح بيت
المقدس خوفا من ان تتحول
الكنيسة الى مسجد وشارك
النصارى بانتفاضات الشعوب
اعربية ضد الاحتلال
الاجنبي وهم يشاركون ايضا
في انتفاضة الشعب السوري
والنصارى الاعضاء بما يطلق
عليه بمجلس الوطني السوري
يعتبر عددهم مساو للمسلمين
معتبرا تلك الافتراءات
التي تثار بان المسلمين
بالبلاد العربية يضطهدون
المسيحيين انما هي احد
العوامل الرئيسية لزعزعة
التعايش السلمي بين
المسلمين والنصارى بالبلاد
العربية والاساءة للمسلمين
في الغرب على حد أقوالهم .
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|