ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

برق الشرق

 

الإخوان المسلمون السوريون في الصحافة 

السورية والعربية

29-5-2012م

عضو مجلس وطني مستقيل: الإخوان يضعون واجهات علمانية ويبتزون الشارع في الظل

قال عضو المجلس الوطني المستقيل جوان اليوسف إن سيطرة الإخوان المسلمين على المجلس هو المشكلة الأساسية التي يعاني منها سيما، أن الإخوان يستخدمون واجهات عقلانية وليبرالية لتنفيذ سياساتهم ولتحميلها مسؤولية الفشل كما حدث لبرهان غليون، مضيفاً أنهم يرفضون أي مبدأ ديمقراطي، وأن القسمة تجري على مقاس العلاقات الشخصية ولا ترتقي حتى إلى مستوى المحاصصة، مستطرداً أن الإخوان يمارسون هذا الدور بشكل هادف لإظهار عجز التيارات العلمانية ولعقلانية بينما هم يعملون في الظل من أجل ابتزاز الشارع عن طريق سيطرتهم على الاغاثة وجزء كبير من المساعدات وإرغامه على الوقوف في صفهم، مشيراً أن المساعدة التي تبرع بها المجلس الانتقالي الليبي لم تصرف لأن الإخوان رفضوا أن تصل إلى تيارات في الثورة السورية غير موالية لهم، كالهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق، لأن الليبيين اشترطوا لصرف المبلغ أن يذهب كله للداخل، وأن معونة أخرى وصلت للمجلس بقيمة 15 مليون دولار من دول الخليج صرف منها نحو مليوني دولار على الاغاثة، ومليون دولار على الاجتماعات والمؤتمرات، متسائلاً ماذا يفعل المجلس بالمبلغ المتبقي في حوزته ؟!!

وأكد اليوسف أن المكتب التنفيذي ورئيس المجلس يسيطرون على كل شيء وأنه لا دور لأعضاء المجلس، مضيفاً أن النكتة هي أنهم لا يعرفون أسماء الأعضاء والدليل أنهم بعد تقديمي استقالتي على الاعلام بشهر اتصلوا بي ليسجلوا اسمي وعنواني من أجل ابلاغي عن اجتماعات مزمعة للمجلس.

واختتم اليوسف أن بنية المجلس السوري ومنطقه لا يختلف بشيء عن منطق النظام السوري، وأن القائمين عليه لا علاقة لهم بروح الثورة السورية ولا الشعب السوري، مع أنهم يسوقون أنفسهم على أنهم من قاموا بالثورة، في حين أنهم عبارة عن مجموعة انتهازيين ركبوا موجتها.

كلنا شركاء

=================

غليون أو صبرا...لا يهم

الامر برمته غير مهم ولا يستحق المتابعة, ولا فرق ان جاء صبرا او بقي غليون, وحتى لو حصل وتم التغيير لن يكون له أثر يذكر, لا على مسار الثورة السورية ولا على مصداقية المجلس الوطني السوري, فالجميع يعلم حقيقة المجلس المذكور ومن يتحكم فيه, طبيعته, تكوينه, طريقة عمله, المتنفذين فيه, والدور الرئيسي لجماعة "الاخوان" باعتبارهم القوة المنظمة الاكثر تحكما بالمجلس, الجماعة التي كانت تستجدي الاسد ونظامه الصفح والعفو والمغفرة قبل انطلاق الثورة السورية بقليل, بحجة دعم المقاومة والممانعة, اما الحضور والدور الكردي فلا يتجاوز الا اسمه وهو مجرد حضور للحضور, والشخصيات والقوى الاخرى المعارضة من ليبرالية ويسارية وديمقراطية وغيرها, الكل منشغل وعلى مدار الساعة بتوزيع الحصص والمناصب والكراسي, وحدث ولا حرج.    

عندما كان البعض يحزم حقائبه بغية التوجه الى اسطنبول, للمشاركة في تأسيس المجلس الوطني السوري المبجل, وحرصا منا على وضع الامور في نصابها, وحرصا على سلامة ونجاح الثورة السورية, نصحنا بعضهم ولوجه الله, بالحاق كلمة "الموقت" على المجلس المذكور, وقلنا لهم : يا جماعة الداخل هو الاصل والخارج مجرد فصل, ومن دون الداخل لا معنى ولا وجود للخارج, لكن قد اسمعت لو ناديت حياً ولا حياة لمن تنادي, وظهر المجلس الوطني السوري على العلن في الخارج ولم يتفاعل مع الداخل, وبعد ان كان في بداياته "يمثلني", اصبح اليوم "لا يمثلني".

السيد غليون وصحبه من المقربين المتنفذين في المجلس الوطني السوري, طالما اعلنوا في تصريحات تلفزيونية موثقة, عن انشغالهم بالتحضير لفترة ما بعد السقوط, لكن في اجتماع تونس وفي صلب احدى وثائقه, يظهر هذا الانشغال والشغف بالسلطة لدى رئيس المجلس وصحبه بوضوح اكبر, فقد اتفق اهل المجلس على حكم سورية لفترة انتقالية لمدة عامين بالتمام والكمال, من دون سرد او توضيح للاسباب والمبررات المستوجبة لطول هذه الفترة الانتقالية.

المشكلة لا تكمن في بقاء السيد غليون او رحيله, ولا في من يقود المجلس او يسيطر عليه, لانه مجلس موقت بطبيعته, سواء رغب اهله والقائمين عليه او لم يرغبوا, المشكلة الحقيقية تكمن في العقلية الاقصائية الاستئثارية التي يدار بها المجلس الوطني السوري الموقر, واعتباره مجلساً ابدياً دائماً, والطامة الكبرى هو ما يجري في اروقة هذا المجلس من عملية تدجين طموحة ومدبرة, لصناعة رجال دولة من رئيس ووزير وسفير, ليحكموا في سورية المستقبل.

عدم قدرة المجلس الوطني السوري على محاكاة الحراك الثوري في الداخل, وتأخره الدائم في اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب, وطريقة عمله ودوره لا من يقوده او يترأسه, هي المعضلة الحقيقة التي يجب معالجتها وتداركها, والمسألة اكبر بكثير من مجرد اسماء اشخاص, وقطعاً لا يهم ان جاء صبرا او بقي غليون.

*كاتب سوري

درويش محمى

السياسة

=================

صحيفة يورت التركية .." القاعدة والإخوان المسلمون في سوريا لا يتورعون عن ارتكاب المجزرة المروعة"

 تركيا | سياسة - أفادت صحيفة يورت التركية في في صفحتها الرئيسية ، مقالة عن مجزرة الحولة تحت عنوان (مجزرة الجيش السوري الحر) تضمنت المقالة " أن التعاون بين نظامي حزب العدالة و التنمية و الولايات المتحدة الأميركية يحول المنطقة إلى بحيرة من الدماء عبر ما يسمى (الربيع العربي )" ، و أضافت إن القاعدة و الإخوان المسلمون في سوريا لا يتورعون عن ارتكاب مجزرة مروعة قتل فيها الأطفال بأبشع الطرق الوحشية.(هـ.م)

=================

التايمز تعري قطر والسعودية.. و«الإخوان» يستجدون الفصل السابع      

سورية مور

أكدت صحيفة «التايمز» البريطانية تصعيد الدول الخليجية، وخاصة السعودية وقطر في دعمهما للإرهابيين في سورية، بغطاء أميركي عبر تزويدهم بكميات كبيرة من الأموال تتجاوز كثيراً تعهدات الدولتين العلنية في مؤتمر ما يسمى «أصدقاء سورية» في اسطنبول الشهر الماضي.

وقالت الصحيفة في تقرير لها أمس نشرته وكالة الأنباء «سانا»: إن الإرهابيين حصلوا على تعزيزات جديدة مع استلامهم لأموال مهربة من دول الخليج وبدء تدفق المجموعات المتشددة دينيا، ناقلة عمن وصفته منسق «الجيش الحر» في الخليج قوله إن «الرواتب التي تدفع لهم تضاعفت تقريباً هذا الشهر مع عبور كميات كبيرة من الأموال عبر الحدود حاليا»، مشيراً إلى أن هناك طرقاً عديدة لإيصال المال إلى البلاد يتم استغلالها جميعها الآن.

وأكدت «التايمز» حصول المسلحين على أسلحة أحدث وأفضل ومن ضمنها قذائف مضادة للدبابات. من جهتها، سارعت جماعة الإخوان المسلمين في سورية إلى المتاجرة بدم السوريين الذين راحوا ضحية المجزرة التي نفذتها عصابات إرهابية في منطقة الحولة ليل الجمعة السبت الماضي، مستجدية التدخل الأجنبي العسكري.

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، طالبت الجماعة مجلس الأمن بالتعامل مع الأزمة السورية عبر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يُجيز للمجتمع الدولي استخدام القوة العسكرية ضد دولة معينة.

أما ما يسمى «المجلس الوطني السوري» الذي تأسس في اسطنبول أواخر العام الماضي فقد طالب بصوت مرتفع أكثر من ذي قبل بتسليح الجماعات الإرهابية المسلحة.

=================

نداء هام إلى شرفاء المجلس والإخوان

هذا نداء لجماعة الإخوان في المجلس والشرفاء فيه

كان يفترض بكم كلابسي عباءة الساسة أن تتوقعوا حصول كل هذه المخاطر والمحاذر وكان حقيق عليكم أن تعدوا كل صغيرة لحماية كل كبيرة من نفس وعرض فإن وظيفة السياسي الأولى حماية أمته من ذينك المخافتين…والقائد في المعركة يعظِّم حجم عدوه ثم يعد له اللقاء حتى إذا ما التقاه على أكمل إعداد لم يفلته حتى يصميه. فإذا حان اللقاء بعد تتام الإعداد وكماله حقَّر شأن العدو وأَمْره وحضَّ على الصبر وقرَّب النصر وتوعد وزمجر .كل ذلك ليرفع من معنويات جنده بعد كمال العدَّه.  أما أنتم في المجلس فعلى العكس تماما وإني لن أعيد حكاية كشيش بسمة ولا فحيح غليون.[الكشيش صوت شرنقة الحية إذا ألقتها والشرنقة سلخ الحية وجلدها وقد وصف غليون بأن المجلس والمعارضة حية يتوجب عليها الخروج من شرنقتها! فهي ما زالت تخرج أم لربما انسلت فيه أخرى إذ لم تجد ما تستر عورتها إلا به ]حتى متى ستلعبون بأمتكم ؟إن كل مجموعة من البشر عند اجتماعها على هدف تتفق على أسس عمل ورؤية.أليس كان الهدف من المجلس نصرة الثورة وليس التحزب السياسي ؟ فهو لا يزيد عن كونه للثورة منبرا. فهل سألتم أنفسكم ما هي وظيفتكم وماذا تنتظر منكم الثورة؟إنها لا تريد منكم سوى مطلبين ومعونة أما المطلبين فتأمين الضربات الجوية الكفيلة بقطع نظام الجيش ثم تسليح جيش الثورة وأما المعونة فالعمل على الجانب الإنساني

إن المهمة الأولى للمجلس ملغاة والمجلس يتحاصّ على المناصب ودراسة الاقتصاد لما بعد سقوط النظام وكيفية إدارة البلاد !!!فيا سبحان الله إن كل فئة من الناس اجتمعت على أصل لا تغفل الأصل وتعمل على الفرع إن جبريل عضو المجلس الإنتقالي الليبي عندما التقى كلينتون ورأى أنها تريد الدفع نحو الحل السياسي بادر الخروج من الإجتماع وسط دهشة كلينتون والحضور وتوعدها بأنه خارج إلى الصحفيين ليخبرهم أن أمريكا والغرب قرروا السماح للقذافي بقتل الشعب الليبي عندئذ ردته كلينتون واعتذرت له وتعللت بأنه لم يفهم قصدها ومن ثم جاء الناتو هكذا يتعامل الغرب مع الرجال .أما أنصاف الرجال بل قل أعشارها والذين يدخلون على زعماء الغرب يمشون على أربع وبعضهم على بطنه فعلى قدر ارتفاع الأعناق عن التراب تأتي المعونة والتقدير أوالخذل والتحقير…مطالبنا ونرجو التعميم على كافة التنسيقيات للضغط على هؤلاء الذين للتو أبصروا الأفق بعد أن لهثوا وراء السراب

أولا:تبني المجلس علنا وخطيا لطلبي الثورة السعي خلف التدخل والتسليح .والإعلان أن ذلك هو العمل الأساسي للمجلس وليس العمل السياسي .بمعنى أن لا اعتبارات للعرف السياسي واللباقة السياسية (الأتيكيت)في تحصيل هذا بل من يقوم على ذلك يتصرف تصرف ثائر مشخوبة أوداجه لأنه وكيل من هذا وصفه وحاله.لقد طالبت قبل اجتماع دول أصدقاء سوريا في استانبول بانسحاب أعضاء المجلس من اللقاء في حال ما إذا فرضت عليهم مبادرة عنان .والتوجه إلى الإعلام

ثانيا:العمل الجدي على ذلك بتحديد السبل الموصلة إليه وذلك من خلال العمل على كسب ولاء حكومة المغرب وتونس وليبيا ودولا في الخليج وذلك بإرسال الوفود إليهم وشرح الأمر وحقيقته إليهم ومن ثم الدعوة إلى اجتماع عربي للدول المساندة للثورة السورية على غرار الدول الصديقة وتجشم المغرب العضو في مجلس الأمن مهمة الوصول إلى حل العقدة وتجاوز العقبة .وكل رد من هذه الدول سلبي يعلن عنه للأمة العربية والإسلامية في حينه من غير اعتبار لأماني وهواجس نفسية تقيم اعتبارا لما بعد سقوط بشار من علاقات سياسية بين هذا الحالم بمنصب ونظيره !وهذا على الصعيد العربي .أما الغربي فعلى المجلس العمل الدؤوب للتواصل مع الإعلام الغربي واستغلال كل مناسبة لنقل الصورة فعلى سبيل المثال عقب كل لقاء رياضي ككرة قدم حيث تجتمع الألوف ينبغي إعداد النشرات وتوزيعها وكذلك الحفلات .وينبغي توظيف محامين ونصب خيم أمام مجلس الأمن وأمام سكن رؤساء الغرب ووزراء خارجيته …الخ.وقد أسهبت هذا في رسائل ومن أنه لا بد من إحراج قادة الغرب والعرب بالرأي العام هذا هو سلاح المجلس الأول لبلوغ الهدف والنوال

ثالثا:الدعوة إلى مظاهرت عارمة والعمل على إنجاحها  بالإعداد المحكم لها عبر التواصل مع علماء العالم الإسلامي ومن ثم أئمة المساجد جميعا في العالمين العربي والغربي . وليس كما فعل غليون من قبل بعد تكراري للدعوة إليها إذ عمد بكل خفة تخالطها ريبة إلى الدعوة إلى التظاهر ودعى وهو العلماني الملحد الأمة الإسلامية !!!وكأنه يستحثهم على ترك الخروج نكاية به

رابعا :تحذير الغرب قادة وأمما من مخاطر امتناعهم عن القيام بواجبهم وما آلوه على أنفسهم من أن ذلك سيعزز من مشاعر الكراهية للغرب والدعوات للانتقام منه حتى كتب أحدهم على السكايب يدعو إلى إلقاء القنابل الذرية على أمريكا وروسيا ناهيك عن دعوات التطرف المتكررة ومعاملة اسرائيل بنقيض ما تعمل عليه من حماية النظام لحماية نفسها وذلك من خلال العودة إلى العمليات الانتحارية …الخ والتلويح بذلك في نشرات خاصة توزع على الشعوب والمواقعالإلكترونية والتي ينبغي العمل على استئجار مساحات إعلامية تظهر أوتوماتيكيا حال فتح الصفحات على غوغل وغيره على نحو يتفق عليه غوغل ولا يمتنع منه

خامسا:كل ما دعوت إليه يبقى من عداد الأماني ما لم تظهر قيادة مخلصة متحرقة لنصرة الثورة وتلبية طلباتها .وإني أقسم بالله العلي العظيم أني اتصلت بأحد أعضاء المجلس ودعوته إلى التواصل مع قادة المجلس إذ ليس يصح في العقول أن يجتمع مجلس الأمن من قبل نفسه ولا يوجد ممثلا واحدا من المجلس يلقي أمام المجلس كلمة أو يقف مع الصحفيين في الخارج إذ منعوه ويوضح الحقائق والدقائق.وهذا ما يفضح كذب ورياء غليون ودعوته لانعقاد مجلس الأمن .ثم إني استدركت أنه في حال استجابة المجلس لطلبي رياء فإنهم سيذهبون ليفسدوا ويطالبوا بدعم المراقبين والحل السلمي فقلت له دع عنك ما طلبته منك !!.فهذا والله حالنا مع معارضتنا !!!مما يميت القلب ويشحن الصدر ولكم هو مؤلم أن ترى الخير ولا تقدر على الأمر به خشية الشر.بناء على أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح .ولا حول ولا قوة إلا بالله

أختم كلامي بكلمة أوجهها إلى غليون: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت .وقل .أفلا يستحي هذا المرء أن يتوجه إلى الشعب السوري بقوله أنه يهيب به أن يستعد لخوض معركة التحرير ويستحث الجيش الحر لذلك .والله لو كان بك يا برهان أدنى أصغر ذرة من حياء ما قلت هذا .فيا صفيق الوجه ألست أنت من رفضت التدخل مرارا وجعلت نواله حجرا محجورا ؟ ألست أنت من عاديت الجيش الحر وواليت المؤسسة الوطنية المتمثلة بالقوة الأسدية ؟أليس أنت من خاطبت الشعب السوري إذ رغبت في خطتك الخبيثة والحوار فقلت لسنا دعاة قتل وانتحار ؟فكيف تطالبنا اليوم أن نكون ثوار قتل وانتحار ؟فانظر ما تقول فإنك لا تخاطب غبينا خرفا بل عاقلا ثقفا.إنك لن تكفر أنت ومن حولك عن بعض ما اقترفتم إلا بالعمل وقد مللنا مقالك وتأتآتك ولم نألوك نصحا فلو وعيته حماطة جلجلانك وأريتناه من خلال ديدبانك…حماطه=حبة القلب ووسطه .جُلجُلان=القلب ديدبانك=الدأب والعمل تكراره وملازمته

كتبه عبد الرحمن معاذ الشامي

سورية المستقبل

=================

المالح لـ«الحياة»:خروج الإخوان المسلمين في سورية في الثمانينات وملاحقتهم، ضعُف موقفهم في الداخل، ولديهم ضعف في الفكر الاستراتيجي والسياسي

الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢

كشف رئيس جبهة العمل الوطني السورية هيثم المالح لـ«الحياة» عكوف الجبهة على إعداد دراسات عسكرية لتحرير مناطق كبيرة من الأراضي السورية، لحسم المعركة مع النظام من دون الإفصاح عن فحواها أو آليتها، مؤكداً أن 70 في المئة منها بات منجزاً، وفي طريقها إلى التنفيذ قريباً.

واتهم المالح الذي يزور جدة حالياً للقاء مسؤولين سعوديين، معارضة الخارج بتأخير إنجاز الثورة بسبب ضعفها وتشرذمها وكثرة الخلافات بينها، مطالباً بإصلاح هيكلي لنظام المجلس الوطني، وإعادة انتخاب أعضاء مكتبه التنفيذي.

ورأى المالح الذي هاجم أعضاء المجلس أكثر من مرة في الحوار، أن برهان غليون وجورج صبرا لا يصلحان للقيادة، مشيراً إلى أن المجلس لم يتمكن من جمع أموال كبيرة لدعم الثورة، مبيناً أنه لا يوجد في حساب المجلس سوى 10 ملايين دولار.

وأشار رئيس جبهة العمل الوطني السورية إلى وجود جهود لتوحيد الجيش الحر تحت قيادة سياسية، مؤكداً أنه لا نية لأن تكون له سلطة على البلاد حال نجاح الثورة وإسقاط النظام.

وفي ثنايا الحوار، تحدث الحقوقي والمعارض للنظام منذ 50 عاماً، عن الأوضاع الإنسانية الصعبة للاجئين السوريين في لبنان وتركيا والأردن، وطرق الدعم المالي للثورة وللجيش الحر. فإلى تفاصيل الحوار:

 

> ما هدف زيارتكم للسعودية؟ وما هو شكل الدعم الذي تقدمه السعودية للثورة السورية؟

- للسعودية لدى السوريين مكانة مميزة، فهي عمق لهم، وهم أيضاً عمق لها، ومعروف منذ زمن التعاون الثلاثي بين السعودية وسورية ومصر كقطب كبير في الأمة العربية، وقد قلت سابقاً إن موقف السعودية الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في أكثر من مرة كان مميزاً في دعم الثورة السورية، وجئت إلى السعودية للقاء المسؤولين بها، ولأطلب منهم مساعدة الجالية السورية في السعودية، وتسهيل أمر لقاءاتهم وجمع الأموال لدعم الثورة.

ونحن نريد من السعودية ضغطاً على سائر دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربي التي لم تسحب سفراءها لدى النظام السوري، وطرد سفراء النظام من بلدانهم.

ونحن نقدر للسعودية عدم اعتراضها على السوريين المقيمين بها، والذين يجمعون التبرعات لمصلحة الثورة، وقد أخذت المملكة على عاتقها الدعم الإنساني في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وأماكن أخرى.

> كيف وضع اللاجئين السوريين في الحدود؟ وما مدى تعاون الدول المجاورة معهم؟

- أعداد السوريين المصابين في الخارج كبيرة جداً، وأنا زرت اللاجئين في المخيمات بإنطاكية في تركيا، وفي الأردن، الواقع في الأردن بائس وسيئ جداً، وأماكن إقامة الناس غير نظيفة، والأردن لا تتعاون معنا كمعارضة كما يجب وإن كنا زرنا عمان والتقينا خمسة مسؤولين ووعدونا خيراً، نحن طلبنا منهم مد شبكة الاتصالات إلى منطقة «الكسوة» داخل سورية، وإذا تم ذلك فسنوفر كثيراً من الكلفة على المواطنين الذين يستخدمون هواتف «الثريا» والهواتف الأخرى ذات القيمة الكبيرة، وطالبنا تركيا بالطلب نفسه إلى منطقة حمص، وهذا يصعّب من مراقبة النظام لهم. استمعنا إلى وعود كثيرة، ولكننا لم نلمس أية استجابة.

> ما الفارق الذي أحدثته الجبهة في دعم الجيش الحر؟

- كان لي أصدقاء جاءوا إلى مؤتمر أصدقاء في تونس واقترحوا الجبهة ووافقت على أن تكون ضمن تكتّل المجلس الوطني، واتفقنا على ذلك، لكنهم رأوا في وقت لاحق أن المجلس لا يتجاوب معهم، وأصدروا بيانات لا أرى أنها مناسبة، فأنا إثر ذلك اضطررت إلى تجميد كل شيء حتى ينتهي مشروع هيكلة المجلس الوطني، ونستطيع بعدها بحث الأمور الأخرى.

من جهتي أعمل على دعم تسليح الجيش الحر، ونعكف على دراسات كبيرة ومجدية لتحرير مناطق كبيرة من الأراضي السورية من قبضة النظام تكون منطلقاً لإنهائه، وفي تصوري سننجزها في القريب العاجل.

وضمن عملي في الجبهة زرت مخيمات اللاجئين في تركيا، ووزعت فيها 225 ألف دولار مبالغ التبرعات، ومع الأسف قبل زيارتي لم يزرها أحد من المجلس الوطني، والناس كانوا عاتبين ومنزعجين جداً من ذلك وهذا من حقهم.

ومن خلال الجبهة أرسلت مبالغ لشراء سلاح، واستطعنا تمريره إلى الداخل من طريق لبنان، وإلى جنوب سورية في منطقة ريف دمشق، وبالنسبة إليّ سأبقى على هذه الحال حتى تظهر نتائج إعادة هيكلة المجلس الوطني.

> أنتم إذاً في الجبهة منعزلون عن المجلس؟

- الجبهة مجمّدة من المجلس ولا علاقة لها به، وليد البني وفواز تللو وكمال اللبواني يسيرون في خط آخر، وهو إيجاد صيغة أخرى للمعارضة في القاهرة، وكان من المفترض أن يُعقد اجتماع للمعارضة في القاهرة في أوائل هذا الشهر، ولكن المجلس الوطني لم يلبِّ الدعوة ولا الهيئة العامة للثورة السورية.

هناك توجه لهؤلاء لإيجاد كيان آخر غير المجلس الوطني. ولكنني حتى الساعة أقول إن المجلس شيء والمكتب التنفيذي شيء آخر، والعيب في إدارة المجلس وليس فيه ككيان.

الحل في اعتقادي أن يكون هناك اجتماع للهيئة العامة، ويجري انتخاب للأمانة العامة ومكتب تنفيذي جديد، لأن المجموعة الحالية في المكتب التنفيذي لا تريد العمل.

لا تتصور أن حزباً أو جماعة تعمل وكل عضو فيها يسكن في بلد آخر، اقترحت أن يكون مقر المجلس في القاهرة ومعه مكتب إعلامي ومكتب العلاقات العامة، إذ إن أكبر مدينة إعلامية عربية في القاهرة، ثم إن الشعب المصري وأحزابه معنا، وهناك أحزاب مصرية التقيت بها وتعهدت بتمويل فتح مكاتب للمجلس من حسابها، وقلت لبرهان غليون اتركوا أعمالكم وتعالوا إلى القاهرة، ونظام المجلس ينصّ على أن يكون أعضاء المكتب متفرغين، لكن هؤلاء لا يريدون أن يتركوا إسطنبول وباريس وهما أجمل من القاهرة، واقترحت عليهم خطة متكاملة للعمل التنظيمي والإعلامي للمجلس، لكنهم لم يقبلوا، قالوا نعم كلام صحيح مثلهم في ذلك مثل الحكومة، لكن في الواقع لا شيء.

طريقة المكتب التنفيذي معوّقة للعمل وتمنع عمل المجلس، ولا تدعو الأمانة ولا الهيئة العامة للاجتماع، وفي النظام الداخلي يجب على الهيئة العامة أن تجتمع أربع مرات في السنة، والأمانة العامة في كل شهر، والمكتب التنفيذي كحد أدنى كل أسبوع، وهذا لا يمكن أن يتم وأعضاؤه مبعثرون بين عواصم العالم.

 

مشروع جديد للمجلس الوطني

> هل شكّل الاعتراف الدولي الكبير بالمجلس عبئاً على الثورة؟

- الاعتراف الدولي بالمجلس جيد إن أُحسن استغلاله، وحتى الآن لم يحسن استغلاله، وقبل مؤتمر أصدقاء سورية في إسطنبول التقينا بأوغلو أكثر من أربع ساعات ونصف الساعة، وقلت له أتمنى أن تكون تركيا رأس الحربة في مسألة الاعتراف، حتى يكون المجلس جاذباً للانضمام من قطاعات الشعب كافة، وتكون له صلاحية لمخاطبة الدول ومجلس الأمن.

لكن جماعة المكتب التنفيذي يقومون بعمل حزبي، وليست لديهم شفافية أو وحدة في العمل، عدا التكتلات الكثيرة، وأنا علا صوتي عليهم ذات مرة، وقلت أنتم لستم أحزاباً أنتم من ستؤسسون الدولة الجديدة، لكنهم لا يريدون سماع الانتقادات، وبعضهم يعتقد في نفسه «الجهبذة».

> كيف ترى حال المجلس بعد الخلافات الكبيرة واستقالة غليون من رئاسته؟

- نحن الآن ندفع بإعادة اجتماع الهيئة العامة، ووقّعنا مع مجموعة أشخاص على مشروع جديد به مقترحات لذلك، وهناك مشروع لتشكيل هيئة لأمناء الثورة خارجة عن المجلس، ولكنها ليست مناقضة له، وهي مُشكّلة من مجموعة شخصيات تنال قبول الشارع السوري وطلبوا مني ترؤسها، وهي مكونة من 15 إلى 20 شخصاً للتواصل مع المجلس، وفي المجلس ينصّ النظام الأساسي على وجود هيئة للحكماء، وبعض الشخصيات من خارج المجلس رأوا إنشاء هيئة أمناء الثورة، ونأمل بأن نتواصل مع المجلس لحل المشكلات، إما بالتشكيل الجديد، أو بإعادة انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي في المجلس.

 

الوقت ليس في مصلحتنا

> الجيش الحر يقوم بعمل متقدم أكثر منكم فهل تعتقد أن الوقت سيسعفكم لإنشاء تكتلات جديدة؟

- الوقت ليس في مصلحتنا لكن ليست لدينا خيارات، ما يحدث هو نتيجة مرور 50 سنة من القمع والقتل والتنكيل على الشعب السوري، فقدنا في الثمانينات70 ألف قتيل، وبعد ما جاء النظام في 1963 غادرت القيادات سورية، ومعظمهم في السعودية.

المملكة استقطبت معظم القيادات وشخصيات كبيرة مثل علي الطنطاوي ومعروف الدواليبي ففرغت الساحة، والشعب يحتاج إلى قيادة، والقيادة غير موجودة، إما قتلوا أو غادروا أو ماتوا، فأصبنا بتصحّر، الدولة سيطرت على كل شيء وأخيراً سيطرت على النقابات، في السبعينات قمنا بأهم حركة مجتمع مدني في سورية هي حركة النقابات سنة 1978، وكانت النتيجة أن أصدر حافظ الأسد في أوائل الثمانينات قراراً بجواز حل النقابات، فحلّها ووضعونا في السجون، واستبدل القوانين، فألحق النقابات بحزب البعث، وشُلت الحركة الاجتماعية والسياسية نهائياً، قبل أن أخرج من السجن كان هناك خمسة آلاف معتقل.

فكيف يحدث إنضاج؟ ذلك يحتاج إلى عمل تراكمي مع السنين والخبرة، وهو ما لم يحصل بسبب الانقطاع بين الماضي والحاضر، وإعادة الناس إلى هذا العمل ليست سهلة، وهي بحاجة إلى وقت وصبر، وهناك أناس ركضوا ليحصدوا الأضواء لأنفسهم وليس بالعمل من أجل إنجاح الثورة، نيتهم ليست سيئة بلا شك، ولكنهم وضعوا مصلحتهم الشخصية قبل مصلحة الثورة، والمكتب التنفيذي للمجلس الوطني يعمل بـ «فضلة» وقته، وليس أمامنا إلا أن نقنعهم بتغيير المنهج، أو ننتظر حدوث انتخابات لمكتب تنفيذي جديد وأمانة عامة جديدة لإصلاح الأمور.

لا أريد أن أدين الناس، ولكن معارضة الخارج تتحمل مسؤولية كبيرة في تأخر إنجاز الثورة.

> أنت تختلف مع برهان غليون وهاهو الآن يستقيل.. هل تعتقد أن ذلك سيقلل من الخلافات في المجلس؟

- أنا لا أرى أنه رجل المرحلة ولا أرى أنه رجل سياسة، لكنني دعمته في الحقيقة، وفي مؤتمر أصدقاء سورية في تونس وقفت معه، وفي إسطنبول أسهمت في التجديد له مدة شهر، وبعد ذلك في الدوحة، مع أنني اختلف معه جذرياً في الفكر السياسي والعقدي، لكنني فعلت ذلك تغليباً للمصلحة العامة، وفي الدوحة قلت له سأبقى معك حتى يسقط النظام.

لا أعتقد أن استقالته ستقلل من الخلافات في المجلس، ولا أرى أن جورج صبرا سينجح في رئاسة المجلس، ليس لديّ اعتراض على أسماء بعينها، ولكن ما أريده هو أشخاص يصرفون للثورة كل جهدهم ووقتهم.

إذا كان هناك اجتماع للهيئة العامة للمجلس، فلابد من إنجاز نظام أساسي له، لأن النظام الحالي غير صالح، وإذا حدثت انتخابات لأمانة عامة جديدة ومكتب تنفيذي جديد فمن الممكن أن يتغيّر الأداء نحو الأفضل.

نحتاج إلى بليون دولار

> هناك شكوك حول الأموال التي تصرف للمجلس فما تعليقك؟

- نحن بحاجة إلى بليون دولار كمساعدات إنسانية وطبية وغذائية للناس، وعندما كنا في تونس فهمت من اللجنة المالية أنهم لم يستطيعوا تحريك الحسابات لصرف الأموال، وقبل أيام قريبة اتصلت بنائب رئيس المجلس فاروق طيفور، وتحدثت معه عن احتجاجات الناس على قلة المعونات، وأجابني بأنهم لم يتسلموا سوى عشرة ملايين دولار من الحساب حتى تاريخه، وأنت تعلم أن الحاجة أكبر بكثير من هذا المبلغ، أنا لست في اللجنة المالية لا في السابق ولا الآن، وبإمكانك سؤالهم، لكنني أعتقد أنهم لم يتلقوا أموالاً كبيرة.

> ما هو تقويمك للنتائج التي خرج بها اجتماع أصدقاء سورية الأخير في أبوظبي، الذي ركز على المسائل الاقتصادية حال سقوط النظام؟

- هذه بداية، ولكنها ليست بالمستوى المطلوب، بعد سقوط النظام لدينا حاجات كبيرة ولدينا أولويات، يجب أن تكون هناك مشاريع بناء لكي يعمل الناس.

ولدينا مشروع تطوير سياحي في منطقة جبال الساحل والمشاريع جاهزة تقريباً، وهي ستُشغل كل أبناء المنطقة، ولدينا مشروع آخر لأغنى منطقة في سورية وهي منطقة الجزيرة، وهي غنية بالنفط والماء والقطن والقمح القاسي، ونخطط لمشروع ربط عواصم المحافظات بشبكات طرق سريعة، ثم ربط المنطقة بحلب وحمص ودمشق، ومن ذلك أن يحل نصف المشكلة، إضافةً إلى الإعفاءات الضريبية لمن يقوم بعمل صناعي في المنطقة لمدة 15 عاماً أو أكثر، ولدينا مشاريع مصفاة نفط وصناعات بتروكيماوية هناك، وتطوير صناعة القمح القاسي وهو الأفضل عالمياً، وصناعة القطن ومعاصر زيوت.

هذه المشاريع ستشغل أبناء المنطقة، وسيذهب أهالي حلب ودمشق من الصناعيين إلى الجزيرة لتأسيس صناعات بها، وبالتالي ستستقر تلك المنطقة، وتقل الاحتجاجات المعيشية بها.

وقبل ذلك، لا بد من النظر في العمل السياسي وتأسيس القضاء، لأن نظام حافظ الأسد دمّر مؤسسة التعليم عن طريق صرف عدد كبير من الكوادر ذات الإمكانات الجيدة واستبدالها بكوادر الحزب والطائفة، ثم دمر مؤسسة القضاء وأصبح التعيين فيها يمر من بوابة الحزب، هناك فساد كبير في القضاء، وعندما أفكر في الحل لا أجد سوى أن نتعاقد مع قضاة من خارج سورية لأنه ليس لدينا كوادر كافية، ثم مؤسسة الجيش التي يجب أن تصرف أعداد كبيرة منها بعد نجاح الثورة إلى العمل، وبناء جيش آخر على قواعد عسكرية صحيحة، وطبعاً نحن متجهون إلى مبدأ فصل السلطات الثلاث وتداول السلطة وإطلاق الحريات.

 

مجزرة «الحولة »نقطة تحول

> دعنا نتحدث عن مجزرة «الحولة»، هل تعتقد أنها ستكون نقطة تحول في مسار الثورة وبأي اتجاه؟

- بالتأكيد ستكون نقطة تحول، ومن المعلوم أن كل الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب تصنف على أنها جرائم ضد الإنسانية، وهذه مسؤولية الأمم المتحدة للمحاسبة عليها، وليس مجلس الأمن في إطار البند السابع تتيح استعمال القوة ضد النظام، ووقفه عن الاستمرار في الانتهاكات، وإحالة ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية.

أنا تحدثت مع أعضاء محكمة العدل في لاهاي، وهم متوقفون على صدور قرار من الأمم المتحدة، وأعتقد أن هذا القرار ضروري جداً، واستصدار مذكرات توقيف لأركان النظام، سيسهم في دعم الثورة السورية وحسم الصراع مع السلطة.

النظام ارتكب جرائم لا توصف، ونتائج جرائمه الآن هي أكثر من 20 ألف قتيل سوري، والتسبب في فقدان 60 ألف سوري، و250 ألف معتقل في السجون، وهو حوّل المدارس إلى سجون، عدا الانتهاكات والأعمال الدنيئة التي لا توصف، من اغتصاب للفتيات المتظاهرات في الشوارع ومن بيوتهم، واستهدافه للفتيات المحجبات، وأنا اطلعت على أحوال 40 فتاة سورية في لبنان أعمارهن تتراوح بين الـ13 والـ15 وكلهن حملن اغتصاباً من الجنود والشبّيحة المجرمين، وجنوده وأزلامه من الشبّيحة عذبوا الرجال أمام نسائهم في «بنياس»، واغتصبوا الأطفال، فأي منطق يقبل القبول بإمهاله المرة تلو الأخرى.

> هل ترى أن الخيار العسكري بات قريباً؟

- أعتقد أنه سيكون هناك حل عسكري بصيغة ما، ليس كما جرى في ليبيا، ربما سيكون عملاً عسكرياً من جانب تركيا، أو على الأقل حظر الطيران.

> بعد مجزرة «الحولة» هل سيكون الجيش الحر ملزماً ببنود خطة أنان؟

- خطة أنان انتهت منذ زمن، وقلت إنها ليست صالحة للحل وستفشل، والجيش الحر في حل من الالتزام بها، لأن النظام لم يلتزم بسحب جيشه إلى الثكنات ووقف إطلاق النار، وهو نظام مراوغ وكاذب يجيد التهرب والتملص.

ليس لدينا خيارات سوى الدفاع عن أنفسنا، ومؤتمر أصدقاء سورية أكد أن من حق الشعب أن يدافع عن نفسه، وفي القانون الدولي عمل الجيش الحر عمل مشروع وليس مداناً، العمل مدان هو عمل جيش النظام الذي يقتل ويرتكب جرائم ضد الإنسانية.

 

لا مخاوف من الفتنة

> ثمة مخاوف من اشتعال فتنة طائفية بعد مجزرة «الحولة»؟

- ليست لدينا مخاوف من حرب أهلية، الحرب ستكون بين الجيش الحر وجيش النظام، أي بين طرفي العسكر فقط، والشعب لديه الوعي الكافي بألا يقع في هذه الحفرة.

نحن في سورية 80 في المئة مسلمون سنة، و20 في المئة من ديانات وطوائف مختلفة، ولسنا كلبنان أو العراق، وكتلة المسلمين السنة الكبيرة كانت هدفاً لإيران للدخول إلى سورية، ونصب حوزات علمية لتهشيم هذه الكتلة، ثم خلق بؤر استيطانية في سورية تتبع للمرجعية الشيعية في قم.

> تسري توقعات بأنه حال سقوط النظام سيكون الجيش الحر هو الحكومة المقبلة أو المجلس الانتقالي الذي سيسلم السلطة للمدنيين.

- إطلاقاً لا يوجد شيء من هذا القبيل، نحن الآن نقوم بتوحيد قطعات الجيش المنتشرة في أرجاء سورية تحت قيادة واحدة، وانتهينا من 70 في المئة من التشكيلات، وستكون القيادة سياسية وليست عسكرية، ومسألة الحكم العسكري مستبعدة تماماً.

> هناك مخاوف من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة لاحقاً وهم الآن مسيطرون على المجلس وأنت تعلم قوتهم في الشارع.

- ليس لذلك مبرر، فبعد خروج الإخوان المسلمين في سورية في الثمانينات وملاحقتهم، ضعُف موقفهم في الداخل، ولديهم ضعف في الفكر الاستراتيجي والسياسي، في مرحلة سابقة وضعوا يدهم بيد عبدالحليم خدام، وهذه خطوة كانت قاصمة للظهر في وقتها، ولو أدركوا معناها ما فعلوها، وهم الآن يركضون لحصد نتائج لم يحن أوانها وهذا مطب كبير.

إخوان سورية مختلفون عن إخوان مصر، وهم خرجوا في الثمانينات وأجروا وساطات للعودة، ولم ينجحوا في عملهم لا في الداخل ولا الخارج ووقعوا في أخطاء كبيرة، وقوتهم الآن ليست كالسابق، بل هم أضعف بسبب تخبطهم.

 

=================

المجلس الوطني يطالب بالتسلح والإخوان المسلمون بالفصل السابع

دعا المجلس الوطني أمس، "كل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري" لتزويده "حالا بوسائل مجدية للدفاع عن النفس"، بعد فشل المجتمع الدولي في حماية السوريين . وقال في بيان "يوجه المجلس الوطني نداء للعالم أجمع للتحرك العاجل بالفعل لا القول لوقف الجرائم في سوريا، كما يوجه نداء لكل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري لتزويده حالا وقبل أن يفوت الأوان بوسائل مجدية للدفاع عن النفس ووقف تدمير أسس المجتمع السوري" .

وانتقد البيان موقف مجلس الأمن بعد مجزرة الحولة في حمص، وقال "إن إصدار مجلس الأمن بيانا غير ملزم في وقت يذبح أطفال على مرأى ومسمع العالم وتمارس جرائم إبادة ويهدد كيان دولة مؤسسة للأمم المتحدة، هو تهاون مخز وتخاذل من المجلس في القيام بواجبه الرئيسي والعاجل" . واعتبر أن موقف مجلس الأمن "يفتح الباب واسعا أمام جميع المخاطر لسوريا والمنطقة، وأولها مخاطر العنف والتطرف" .

وحمل البيان مجلس الأمن والدول الداعمة للنظام "مسؤولية النتائج الخطيرة التي ستنجم عن عدم ردع هذا النظام ودعا "الدول العربية والصديقة لتنفيذ وعدهم بمساعدة الشعب السوري على الدفاع عن نفسه في حال لم تنجح الخطط الأممية في حمايته"، مضيفاً "ها هو قائد المراقبين الدوليين يعترف بأن جنوده غير قادرين على حماية المدنيين السوريين الذين يتعرضون للقصف بالمدافع الثقيلة" .

اما جماعة الإخوان المسلمين في سورية التي تشكل العمود الفقري لهذا المجلس، فطالبت مجلس الأمن بالتعامل مع الأزمة السورية عبر الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يُجيز للمجتمع الدولي استخدام القوة العسكرية ضد دولة معينة.

شام برس ، وكالات

=================

إنهم «يُجهزون» على.. مهمة أنان!

محمد خروب

الرأي الاردنية

استثمر مجلس اسطنبول وكل الحلفاء والممولين الذين يحتضنونه, مجزرة الحولة, الى اقصى حدود الاستثمار السياسي والتحريض الاعلامي, رغم الملابسات والغموض الذي يحيط بالمذبحة والجهة المسؤولة فعلياً عنها, بعد أن بدت معلومات المراقبين الدوليين غير كافية للاضاءة على الحدث المروّع, الذي يرقى الى جريمة ضد الانسانية, وراح المجلس وعواصم اقليمية ودولية يُشيعون أن الوقت قد حان لدفن مهمة انان وخطته السداسية وتبنّي خيار آخر, يروّج هؤلاء أنه بات منحصر في خيار كوسوفو (وما ادراك تبعات هذا الخيار المدمر) أم في استمالة موسكو وبيجين والعمل على استصدار قرار من مجلس الامن, يمنح شرعية لأي تدخل عسكري تحت أي بند (سادس أم سابع لا فرق) ثم يتم «تطويره» لاحقاً لينتهي الى ما انتهى اليه القراران 1970 و1973 الخاصان بليبيا, بل هناك, في الوقت ذاته, من بدأ يسرّب ان الوقت قد حان لبعث الحياة في الاقتراح البائس, الذي حاولت جامعة الدول العربية طرحه عندما بدت وكأن الحياة عادت الى جثتها المحنّطة, الا وهو تطبيق السيناريو اليمني في الازمة السورية وتقدم فاروق الشرع للعب الدور الذي أنيط بعبد ربه منصور هادي..

فهل ماتت مهمة أنان؟

من السذاجة الاعتقاد أن مَنْ يقرر انهاء مهمة أنان هو مجلس اسطنبول او بعض الدول العربية (دع عنك حكاية الجامعة), أو حتى الدول الغربية التي تجد صعوبة مزدوجة في أخذ الازمة السورية الى مربع التدخل العسكري, الذي تحرّض عليه عواصم غربية معروفة, ويتحمس له «إخوان سوريا» الذين يهيمنون على مجلس اسطنبول بل ان «البروفسور» الذي فقد هالته ونقصد برهان غليون, وأُخرج من المولد بلا حمص, لبس لبوس الثائرين ودعا في آخر مشواره الثوري المزيّف قبل ان تنحسر الاضواء عنه نهائياً, الى حرب تحرير يخوضها الشعب السوري بقواه الذاتية(!!).

تركيا اردوغان تبدو هي الاخرى في وضع لا تحسد عليه بعد ان فقدت ثقة الاقربين قبل الابعدين, وراح الجميع يتندر على ارتباكها المتواصل الذي تمثل في اندفاعة لافتة لم تلبث ان انكمشت وتواضعت ولم تغادر مربع الكلام المتناقض والتصريحات التي لا تقول شيئا وبدا للجميع ان الامور سائرة نحو حوار بين النظام وتشكيلات المعارضة الداخلية منها والخارجية, وخصوصا بعد ان قال انان وفريق المراقبين: ان وتيرة العنف قد تراجعت ولو في شكل نسبي وإن ليس في المستوى المطلوب الذي يسمح بانضاج ظروف تفضي الى استكمال تنفيذ باقي بنود الخطة السداسية العتيدة التي طرحها انان والذي حظيت بقبول النظام والمعارضة وعواصم عربية ودولية بعضها اراد عدم الخروج على السياق العام المتفائل بامكانية التوصل الى حل سياسي للازمة فيما لم يتردد في التشكيك بفرص نجاح هذه الخطة وهناك من تنبأ (..) بان نسبة نجاحها لا تتجاوز الـ(3%) وعمل بلا تردد او اخفاء، كي يجهض المبادرة ويرميها في مكب النفايات السياسية التي تتكاثر في المنطقة العربية.

ما علينا...

ليس ما يتهدد مهمة انان مجزرة الحولة على بشاعتها ودمويتها وانعدام انسانية مرتكبيها، بل هناك من اصدر حكما مسبقا بافشالها، وما اعتبار المجزرة نقطة تحول في مسارات الازمة ومآلاتها, سوى ذريعة لاخفاء السيناريوهات الموضوعة في الادراج والتي جهدت اطراف عديدة وخصوصا عربية لتجد لها طريقا للتنفيذ, وجاءت خطة انان لتؤجلها فقط وليس لتلغيها, لانهم صمموا على «إلغاء» انان وخطته وقاموا بتوظيف ما استطاعوا الوصول اليه او توفيره اعلاميا وتعبويا وتمويلا وتسليحاً, وصل بهم الغرور والصلف الى الاعلان عن «برامجهم تلك» في ظن منهم انهم قد شارفوا على انهاء المهمة واستكمال «الثورة».

قد يكون من المبكر التكهن بان امين عام الامم المتحدة السابق كوفي انان سيطوي اوراقه ويعلن فشل مهمته, فالرجل الذي يقال عنه انه صبور وقادر على الصمود امام الضغوط واستخدام خبرته الدبلوماسية في تذليل الصعوبات ونزع الالغام السياسية التي تزرعها اطراف الازمة او تلك التي تلعب خلف الستارة، لن يختتم مشواره الدبلوماسي الطويل وراءه ويغامر بحمل صفة الفاشل, إضافة الى ان لديه من المعلومات والوقائع المختلفة عما يُنشر ويروّج له، ما يسمح له بمواصلة هذه المهمة، قبل ان يستنفد كل ما في جعبته ويرفع يديه يائسا.

الايام المقبلة هي التي ستقرر - الى حد كبير - مصير مهمة انان, ويبدو ان تهديدات قادة الجيش السوري الحر بتصعيد المواجهات واستهداف قادة النظام ستكون ذريعة - اكثر مما هي ناجعة ميدانيا - لممارسة المزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية على كل من موسكو وبيجين - وايضا لتبرير عمليات التسليح والتمويل المكثف الذي تقوم به عواصم واحزاب عربية معروفة - بهدف الدفع بالسيناريو اليمني الى المواجهة, الذي تتحمس له ادارة اوباما هذه الايام.

اين من هنا؟

لن يكتب لسيناريو كهذا, النجاح في الازمة السورية, لاسباب لا يجهلها الذين يروجون لهذا الخيار ولان الظروف التي كان يمكن لسيناريو كهذا ان يُناقش قد ولّت ونحسب ان الخيار الوحيد الصالح للتطبيق هو البند الثالث في خطة انان وهو الجلوس الى طاولة الحوار وبغير ذلك فان الجميع سيكون في وضع الخاسر وستذهب سوريا وشعبها الى الفوضى والمجهول.

kharroub@jpf.com.jo

=================

عمر كوش :الحركات الإسلامية ومسار حركة التغيير

تحذر أصوات كثيرة، في أيامنا هذه، من استبدال استبداد العسكر وديكتاتورياتهم باستبداد إسلامي وديكتاتورية أصولية، حيث تتردد هذه التحذيرات في مختلف بلداننا العربية وفي معظم البلدان الغربية، ووجدت صداها مؤخراً في روسيا.

وتستند في ذلك إلى التحولات التي أفضت إليها الثورات العربية، وحملت فوز حركة النهضة في الانتخابات التونسية وفوز الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر، وإلى التوقع بصعود حركة الإخوان المسلمين في سوريا ما بعد نجاح الثورة.

وتجد هذه الأصوات حجتها في ماضي حركات الإسلام السياسي، وما عرف عنها من عدم احترامها وإقرارها للديمقراطية، ومواقفها من حقوق المجموعات لدينيّة والطائفيّة وحقوق المرأة، لكنها تخلط ما بين الماضي في ظل الديكتاتوريات وبين حاضر الثورات العربية، إلى جانب خلطها بين خصوصيات وظروف كل بلد من بلدان الثورات العربية وسواها، نظراً لتعميمها الشديد الذي يساوي بين إخوان مصر وإخوان سوريا وحركة النهضة التونسية وسواها من حركات الإسلام السياسي، بالرغم من أن واقع الحال يكشف اختلافات عديدة بينهم، في الرؤى والتوجهات والتنظيمات.

ففي تونس احترمت حركة النهضة صندوق الانتخاب، وأقامت تحالفات مع قوى علمانية، حيث ساهمت في إيصال المنصف المرزوقي العلماني إلى الرئاسة المؤقتة لتونس، وتقاسمت السلطة من حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» و«التكتل من أجل العمل والحريات». وفي مصر، أبرزت التطورات تكييف جماعة الإخوان المسلمين سلوكهم وخطابهم مع الظروف والتغيرات الجديدة، حيث تعاونت وتحالفت مع بعض القوى والتيّارات السياسية الأخرى، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية الواضحة بينها وبين أطروحات وتوجهات تلك التيارات. وتحاول منذ تنحي حسني مبارك إلى اليوم الظهور بمظهر القوة السياسية الوسطية، المستجيبة لمتطلبات التحول الديمقراطي.

أما في سوريا فقد أصدر قادة الإخوان المسلمون مؤخرًا وثيقة وعهد وميثاق وطني، أكدوا فيها على تطلعهم إلى دولة مدنية تعددية، والتزامهم بإشادة دولة مواطنة يتساوى فيها الجميع بالحقوق والأهلية، وبما يضمن حق أي مواطن، امرأة كانت أم رجلاً، ومسيحياً كان أم مسلماً، بالوصول إلى رئاسة الجمهورية. وهو أمر يعطي الكثير عن مدى اقتراب هذه الجماعة من أي حزب ليبرالي، وامتلاك قياداتها أفقاً ديمقراطيّاً، مدنياً ومتسامحاً.

ولعل الأهم هو أن الحركات والأحزاب والقوى الإسلامية قبل الثورات ليست نفسها بعدها، إذ طالها كثير من التغيّر والتحول في الأفكار والأطروحات والممارسة، فالثورة غيّرت مختلف القوى السياسية والاجتماعية، وفجّرت مختلف التكوينات السياسية، وأدخلت المنتمين للتيارات الإسلامية إلى المجال السياسي العام، الذي كان مغلقاً ومصادراً إبان عهود الاستبداد. وطاولت التغيرات الخطاب السياسي والايديولوجي للقوى الإسلامية، بحيث أصبحت الديمقراطية المرجعية الناظمة للخطاب في الممارسة وفي إدارة الصراعات والاختلافات، مما يعني رفض العنف والقبول بمخارج العملية الديمقراطية وقواعدها. وبات منطلق الخطاب والممارسة هو التعددية السياسية وقبول الآخر المختلف، ونبذ الإقصاء، والابتعاد عن الشعارات الايديولوجية الفاقعة، والاحتكام إلى البرامج والسياسات الواقعية، بغية كسب ثقة الرأي العام. ولعل من بين أسباب نجاح الأحزاب الإسلامية هو استغلالها الجيد لمناخ الانفتاح السياسي، واستخدامه لتوسيع نفوذها وتأثيرها في الفضاء العام، من خلال التركيز على الهوية، وزيادة التحشيد والتنظيم، بالنظر إلى الدور الواسع للدين الإسلامي في مختلف الأوساط الاجتماعية في بلداننا العربية.

وليس جديداً القول إن حضور الدين قوي، ويحتل مكاناً مميزاً في منظومة الأفكار السائدة في مجتمعاتنا العربية، وله تأثير ثقافي واضح فيها، الأمر الذي استغلته الأحزاب الإسلامية. وعليه، فإن الحركات والأحزاب الإسلامية لم تنشأ من فراغ، بل من الأوساط الاجتماعية، لكنها عمدت إلى توظيف الدين في خدمة السياسة، بالرغم من الجدل الواسع بخصوص علاقة الديني بالسياسي. إضافة إلى أسباب موضوعية، سياسية واجتماعية واقتصادية، استغلتها الأحزاب الإسلامية في صراعها على السلطة، واستثمارها سنوات الصراع مع عهود الاستبداد.

ومن المبكر الحكم على مسار حركة التغيير التي أحدثتها الثورات العربية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسواها، ذلك أن مرحلة جديدة من التاريخ بدأت في التشكل، وتحتاج إلى سنوات عديدة للحكم على مسارها، وتحديد مواضع النجاح والإخفاق، لكن ذلك لا يمنع من تبيان ما أنجزته الثورات بعد أكثر من عام على إسقاطها الأنظمة الاستبدادية الحاكمة، وما لم تتمكن من استكماله وتحقيقه، إذ مازالت تحديات وصعوبات كثيرة تعترض طريقها، ولن يكون من السهل الخلاص تماماً التخلص من إرث وتبعات الاستبداد ومواطنه ومركباته.

ويتحكم بممكنات النجاح مدى قدرة حركة التغيير، والقوى الفاعلة فيها، على السير في طريق تحقيق أهداف الثورات، المتمحورة في الوصول إلى دولة مدنية حديثة، ديمقراطية وتعددية، تنهض على التداول السلمي للسلطة، وتسعى إلى تشييد دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، وإلى تحقيق تنمية إنسانية، متوازنة ومستدامة، وينتفي فيها الإقصاء والتهميش ورفض الآخر.

ولعل ثورتي تونس ومصر قطعتا شوطاً مهماً في طريق الانتقال الديمقراطي وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مع أن الأشهر الأولى عرفت تجاذبات قوية ما بين القوى الجديدة الصاعدة وبين قوى النظام القديم.

ولا شك في أنه حين تنجح الثورات الشعبية في إسقاط النظم الديكتاتورية الحاكمة، فإن فترة الانتقال المفاجئ، من حالة القمع ومصادرة الحرّيات السياسيّة والاجتماعية والثقافيّة إلى حالة الحرّيات والانفتاح، تنتج حالة من الفوضى العامة، تعصف بمختلف أركان النظام والدولة، وتطاول حياة المواطنين، ويبرز الانفلات الأمني كسمة واضحة للفوضى، التي يعمل على إشاعتها وتسعيرها أركان النظام القديم. وقد نجحت كل من مصر وتونس في تجاوز هذه الحالة إلى حدّ كبير، فيما ما تزال مؤثرة في ليبيا.

ولأول مرة في التاريخ العربي الحديث صار العالم يتابع الانتخابات في أكثر من دولة عربية، وينظر في نقاشاتها وحواراتها، وينتظر المهتمون نتائجها. وقد برهنت انتخابات المجلس التأسيسي في تونس، وانتخابات مجلس الشعب في مصر، على سلاسة في عملية الانتقال الديمقراطي، كونها اتسمت باتساع المشاركة الشعبية، وسط مناخ من الحرية والشفافية. وعبّرت نتائجها عن الخيار الشعبي، الذي يستحق كل الاحترام والتقدير، لكن فوز أحزاب معينة فيها لا يعني أن الشعب قد منح تفويضًا مطلقًا لقيادتها، ولا يمت فوزها بصلة إلى وجود سياقات أو قناعات ايديولوجية أو دينية مسبقة كانت تحرك الناخبين في كلا البلدين، بل أن ما حركهم للمشاركة بكثافة فيها هو سعيهم لتحقيق إرادتهم، ومساهمتهم في التغيير، ورسم ملامح المرحلة المقبلة.

غير أن نجاح مسار التحول أو التغيير يشير إلى أن قوى الثورة لم تتوقف عن الضغط على القوى الحاكمة في المرحلة الانتقالية، حيث أجبر الرفض الشعبي في تونس على تغيير الحكومة الانتقالية حتى تشكلت الحكومة المنتخبة. ومازالت مصر تعيش على وقع التجاذبات بين قوى الثورة والمجلس العسكري، وللمرة الأولى في تاريخ مصر والبلاد العربية جرت مناظرة تلفزيونية ما بين أقوى المرشحين للرئاسة المصرية، بما يعني تشكل ثقافة سياسية جديدة، تقطع من نهج الاستبداد والانفراد بالسلطة

=================

اخوان سورية ينتقدون بيان مجلس الامن الدولي حول الحولة ويعتبرونه 'رسالة قاتلة'

2012-05-28

القدس العربي

بيروت ـ ا ف ب: انتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سورية الاثنين بيان مجلس الامن الدولي حول مجزرة الحولة في محاظة حمص، معتبرة انها 'رسالة قاتلة' تساهم في استمرار المجازر.

وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان 'ان اكتفاء مجلس الامن الدولي باصدار بيان +بلا معنى+ حول مجزرة قتل فيها أكثر من مئة شهيد (...) في بلدة (الحولة)، بدلا من اصدار قرار تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الامم المتحدة)، وبدلا من تحديد موقف يتحمل فيها المجلس مسؤولياته حيال حماية المدنيين السوريين، فانه يرسل عددا من الرسائل ليس الخاطئة فقط، بل القاتلة والمدمرة'. واضاف البيان 'لن تكون مجزرة الحولة ولا مجزرة حماة التي تبعتها يوم أمس المجازر الأولى ولن تكون الأخيرة'، واصفا موقف مجلس الامن ب'العجز'، والموقف الروسي ب'الانكار السلبي'، متهما روسيا ب'تفريغ بيان مجلس الامن من معناه'.

واعتبرت الجماعة 'كل الداعمين لعصابات القتل الاسدية في سورية والمدافعين عنها والمتسترين على جرائمها والصامتين عنها.. شركاء في ما ترتكبه هذه العصابات من مجازر ضد المدنيين الأبرياء'.

ورأى بيان الاخوان ان 'تخلي مجلس الامن الدولي عن مسؤولياته (...) يعني ان القانون الدولي قد سقط'.

واشار الى ان من ارتكب مجزرة الحولة سيبحث عن 'ضحايا جدد' بعد قراءة بيان مجلس الامن.

وتوجه البيان الى السوريين بالقول 'طريقكم مسدود، ولا أمل لديكم. عليكم أن تجدوا الطريقة العملية للدفاع عن أعناق أطفالكم، وتحققوا أهداف ثورتكم في العيش الحر الكريم'.

وتبلغ مجلس الامن الاحد من المراقبين الدوليين في سورية ان عدد ضحايا مجزرة الحولة الذين قتلوا بالقصف او باطلاق الرصاص من مسافة قريبة بلغ 108، وعدد الجرحى 300.

وقال مجلس الامن ان الهجمات 'تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني'، وان 'هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية'.

وطلب المجلس من الحكومة السورية 'الكف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة' في المدن السورية و'سحب قواتها واسلحتها الثقيلة فورا' واعادتها الى الثكنات تطبيقا لخطة عنان.

واكد ان 'كل اشكال العنف الممارسة من الاطراف كافة يجب ان تتوقف'، وان 'المسؤولين عن اعمال العنف يجب ان يعاقبوا'.

 

=================

أميركا تدرس «الخيار العسكري» ضد سوريا وروسيا تحمل الجيش والمعارضة مسؤولية مجزرة الحولة

عواصم - وكالات الانباء

يدرس الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس الأركان الأمريكي، لأول مرة الخيار العسكري ضد سوريا. وقال ديمبسي في مقابلة مع محطة «سي.بي.إس» الأمريكية «إننا مستعدون للتفكير في خيارات (عسكرية)» لإنهاء العنف الدائر في سوريا إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية المتصاعدة في وقف القتال. وقال ديمبسي «اعتقد أنه يتعين دائما أن تأتي الضغوط الدبلوماسية أولا قبل أي مناقشات بشأن الخيارات العسكرية، ومهمتي على أية حال هي الخيارات وليس السياسة، وبالتالي سوف نكون مستعدين لتوفير خيارات (عسكرية) إذا طلب منا ذلك».

وكان الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان قد عبر لدى وصوله الى دمشق امس عن «صدمته» ازاء المجزرة «المروعة» التي حصلت في الحولة. وقال انان للصحافيين فور وصوله الى احد فنادق دمشق «اشعر بالصدمة ازاء الاحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين في الحولة». واضاف ان مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة «مواصلة التحقيق حول الاعتداءات التي حدثت في الحولة»، مشددا على ضرورة «محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة».

واوضح انان انه يعتزم اجراء «مناقشات جادة وصريحة» مع الرئيس السوري بشار الأسد بالاضافة الى «أشخاص آخرين» أثناء وجوده في البلاد. وحث انان الحكومة السورية «على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على انها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا». ومن المقرر ان يلتقي انان وزير الخارجية السوري وليد المعلم وسيجتمع اليوم مع الرئيس السوري بشار الاسد. كما سيلتقي ايضا خلال زيارته «ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني».

ووصفت ايران مجزرة الحولة بـ»المشبوهة»، مستبعدة في الوقت نفسه تورط نظام دمشق في هذا العمل، فيما طالبت الصين بـ «فتح تحقيق فوري حول المجزرة، دون ان تحمل الحكومة السورية المسؤولية. بدورها، اعتبرت روسيا ان «الطرفين» الجيش السوري والمعارضة ضالعان في المجزرة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ «نحن في وضع يبدو ان الطرفين شاركا فيه» مشيرا الى وجود اثار اطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث الى جانب الاصابات بالقصف المدفعي. من جانب اخر قال لافروف ان روسيا لا تدعم حكومة الاسد وانما خطة انان وتدعو القوى الغربية الى» وقف جهود اسقاط النظام». وصرح لافروف بعد المحادثات «روسيا لا يهمها من يحكم سوريا.. إنما يهمها انتهاء العنف ووقف تدمير الحياة».

من جهته، دعا هيج روسيا الى «ممارسة مزيد من الضغط على نظام الأسد لوقف العنف وإراقة الدماء»، مشيرا الى أن «المسؤولية الاساسية تقع على عاتق قوات النظام في مجزرة الحولة حتى على فرض تدخل جماعة مسلحة في المجزرة». وأصر الوزيران على أن خطة انان هي الأسلوب الوحيد للمضي قدما، وشدد هيغ على ان البديل عن خطة أنان هو «الحرب الاهلية». وكشف لافروف أن روسيا تبذل «بصورة يومية» ضغوطا على سوريا، ولكنه ألمح إلى أن بعض الدول لا تلتزم بصورة كاملة بخطة انان.

عربيا، حذرت جامعة الدول العربية من تداعيات التصعيد الامني والموقف الخطير في سوريا وتداعياته على الاستقرار في المنطقة، داعية مجلس الامنالى الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا التصعيد. وناشد الامين العام للجامعة نبيل العربي في بيان مجلس الامن زيادة عدد المراقبين الدوليين ومنحهم الصلاحيات الضرورية لوضع حد للانتهاكات الجسيمة والجرائم التى ترتكب فى سوريا.

ودعت السعودية بدورها المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لوقف نزيف الدماء المستمر في سوريا بشكل يومي ووقف استخدام القوة ضد المدنيين العزل». بدورها، دانت تونس بشدة «المجزرة الرهيبة»، معتبرة أن «الصمت على جرائم النظام السوري يشجعه على ارتكاب المزيد منها». كما دعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر العرب وقوى عالمية أخرى الى التدخل لوقف المذابح في سوريا «خصوصا بعد عجز قوات المراقبة الدولية عن ايقافها» مطالبة السوريين الى تنحية خلافاتهم جانبا والتوحيد من اجل «اسقاط النظام وانجاح الثورة وتحرير الشعب السوري». اما «اخوان سوريا» فقد اعتبروا بيان مجلس الامن حول مجزرة الحولة «رسالة قاتلة» تساهم في استمرار المجازر «بدلا من اصدار قرار تحت الفصل السابع».

وفي الوقت الذي تواترت فيه التنديدات بمجزرة الحولة كانت قوات النظام تشن هجوما عنيفا على مدينة حماة. وقالت جماعة معارضة امس ان قصف الجيش للمدينة أسفر عن مقتل 41 شخصا على الاقل منهم ثمانية أطفال في هجوم بالمدفعية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

وقالت مصادر في المعارضة السورية ان دبابات سورية وعربات سلاح المشاة فتحت النار على عدد من احياء حماة الاحد بعد سلسلة هجمات شنها مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض على نقاط تفتيش على الطرق ومواقع أخرى تحرسها قوات الرئيس بشار الاسد. وأصدرت الهيئة العامة للثورة السورية - مجلس قيادة الثورة في حماة بيانا جاء فيه أن بين القتلى خمس نساء وثمانية أطفال. وقال البيان «نتيجة القصف العنيف والعشوائي تهدمت بعض البيوت فوق رؤوس ساكنيها وسقط عشرات من الشهداء وأعداد كبيرة من الجرحى معظمهم حالتهم خطيرة». وذكر المجلس الوطني السوري في بيان ليلا ان «القصف تسبب بموجة نزوح كبيرة»، مشيرا الى ان اعداد الجرحى كبيرة جدا، وان «هناك نداء استغاثة للتبرع بالدم ونقصا كبيرا في الخدمات الطبية الضرورية».وقال ناشط لم يذكر اسمه «نحن خائفون جدا الآن، لان قوات النظام تحيط بالمناطق التي تحصل فيها اشتباكات، ونخشى حصول هجوم جديد» واضاف «ان حماه مدينة اشباح اليوم. لا نعرف ماذا سيحصل».

وقتل أمس 18 شخصا في اعمال عنف في سوريا معظمهم من القوات النظامية التي تتواجه مع مجموعات منشقة في اكثر من منطقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد السوري ان «اشتباكات عنيفة تدور في مدينة يبرود في ريف دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المعارضة المقاتلة اسفرت عن مقتل مقاتلين اثنين واكثر من ثمانية عناصر من القوات النظامية». كما تدور منذ الصباح، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة في مناطق في درعا بين المجموعات المنشقة والقوات النظامية «التي تقوم بقصف قرى وبلدات عدة مثل كفر ناسج وطفس وانخل وعتمان وداعل»، مشيرا الى تدمير ثلاثة منازل في داعل، ومقتل شخص في طفس. وقتل عنصر منشق اثر اطلاق رصاص عليه من مسلح موالي للنظام في بلدة سراقب في ادلب (شمال غرب) «ولاحقا عثر على جثمان الشبيح على الطريق الدولي قرب سراقب»، بحسب المرصد.وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل «ما لا يقل عن ثلاثة ضباط واصابة 19 عسكريا بجروح اثر تفجير عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم على طريق مطار حلب». واصيب اربعة من عناصر الامن بجروح «بعضهم في حالة خطرة» اثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق. كما قتل طفل يبلغ من العمر 14 عاما اثر اصابته برصاص قناص في حي الفارية في مدينة حماة، ومدني في اطلاق رصاص في حي الخالدية في مدينة حمص.

وذكر المرصد ان تظاهرات حاشدة خرجت امس في بلدات وقرى عدة في محافظة ادلب احتجاجا على «المجازر التي يرتكبها النظام في حق ابناء الشعب السوري في كل من حمص وحماة».

التاريخ : 29-05-2012

------------------------

جميع المنشور في هذا الباب يعبر عن رأي كاتبيه

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ