عذراً
أطفال الحولة
عذراً يا
أطفال ونساء وشيوخ الحولة...
نعتذر لكم عن
تخاذلنا الفاضح..
لن نجرؤ على أن
نقول لكم سامحونا فهذا ليس
من حقنا، ومن حقكم ألا
تسامحونا فنحن شركاء في
قتلكم..
عذراً ياضحايا
الحولة فقد قدمتم البرهان
بأن عصر الحضارة والتقدم
وبلوغ ذروة العلم
والتكنولوجيا يحتمل كل هذا
القدر من الوحشية
والبربرية التي تفوق فيها
إنسان الحضارة على إنسان
الكهوف وأننا نعيش حضارةً
زائفةً ظاهرها الرحمة
وباطنها العذاب والشقاء..
عذراً يا
أطفال الحولة فإن قاتليكم
كثر، ودماؤكم تفرقت بين
قبائل الأرض..
ليس النظام
وحده هو من اقترف هذه
البشاعة بل شاركه في ذلك كل
قوى الكفر والاستكبار
والإفساد والنفاق العالمية..
لقد تواطأ
عليكم مع النظام أنظمة
الصمت العربية وروسيا
والصين وإيران وحزب اللات
وطائفة من شعبكم لم تتحرر
بعد من عبودية نصف قرن لهذا
النظام الظالم..
لقد شارك في
قتلكم أمريكا وأوروبا وكل
أدعياء الحرية
والديمقراطية الذين يظهرون
على شاشات الفضائيات وهم
يذرفون دموع التماسيح
عليكم بينما هم يباركون
قتلكم بإحجامهم عن ممارسة
أي ضغط حقيقي على العصابة
المجرمة لأن الأقدار شاءت
ألا يكون في بلدكم نفط أو
غاز يدفعهم للقدوم بخيلهم
ورجلهم للتدخل العسكري،
ولأن العصابة التي تقتلكم
هي الخيار الأفضل لدولة
الاحتلال المسخ..
نحن أيضاً
شركاء في قتلكم بصمتنا
وتنازعنا الذي أفشلنا
وأذهب ريحنا فصرنا عالةً
أينما نوجه لا نأت بخير فلم
نفلح لا في شئوننا المحلية
ولا العربية ولا العالمية..
كنا نظن أن
إسرائيل هي مشكلتنا
الجوهرية وأنها رمز
الوحشية التي لا تضاهى لكن
بشار وشركاءه من فارس وحزب
اللات قدموا الدليل بأن هذه
الوحشية ليست حصراً على
إسرائيل وحدها وأنه يمكن
المزاودة عليها، فإذا كان
في تاريخ إسرائيل دير ياسين
وصبرا وشاتيلا ففي تاريخهم
حماة وحمص والحولة.
تثبت هذه
المذابح المروعة أن
مشكلتنا أعمق من إسرائيل
بكثير وأن في أنفسنا من
المشكلات الداخلية ما
تستحق أن نضعها على سلم
الأولويات وأن نسعى
لمعالجتها بدل أن نظل نبحث
عن شماعات لتبرير فشلنا
وعجزنا وأخطائنا..وأن
قضيتنا الأساسية هي قضية
تحرير الإنسان العربي قبل
أن تكون تحرير فلسطين..
عذراً ياأطفال
الحولة وهل نملك إلا أن
نعتذر قبل أن يأتي يوم لا
ينفع فيه الاعتذار...
بأي ذنب قتلوا!!!
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|