ألمانيا / مهام جديدة لمجلس الأمن الدولي تجاه سوريا

هيثم عياش

برلين /‏19‏/06‏/12

رأى السفير الالماني في منظمة الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي بيتر فيتيغ ان اي عمل عسكري يتخذه مجلس الامن الدولي ضد نظام بشار اسد لانهاء معاناة ومأساة الشعب السوري من حكم ذلك النظام يجب التعاون بشكل مثمر مع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وخاصة مع المملكة العربية السعودية وقطر اضافة الى تركيا وغيرها من الدول الاسلامية .

جاء ذلك بمحاضرة القاها فيتيغ صباح هذا اليوم الثلاثاء 19 حزيران/يونيو الحالي بمبنى الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالعاصمة برلين .

وأعرب فيتيغ عن اسفه وضع روسيا والصين العقبات دون خروج مجلس الامن الدولي بقرارات لمعاقبة نظام بشار اسد وادانته جراء تلك المجازر الوحشية التي يرتكبها ضد شعبه  وان موسكو وبكين تقفان دائما الى جانب الباطل والضرورة اصبحت ملحة اعطاء الدول المؤيدة للشعب السوري ضمانا لموسكو اضافة الى كسب ثقتها من اجل التعاون مع المجتمع الدولي والاكثرية من اعضاء منظمة الامم المتحدة الذين يرفضون اعمال عنف النظام السوري ضد شعبه ويطالبون بشار اسد الاستجابة لمطالب الشعب السوري الذي يطالبه بالرحيل عن السلطة . واشار فيتيتغ انه لا يزال هناك مجال لانهاء العنف في سوريا سلميا عبر الجهود السياسية والدبلوماسية وخطط كوفي عنان وجهوده لم تصل الى طريق مسدود بشكل نهائي  جراء دعم جميع اعضاء مجلس الامن الدولي لها .

وأكد فيتيغ ان التدخل العسكري في سوريا الذي ارتفعت نبرته بشكل جلي يمكن ان يُشعل منطقة الشرق الاوسط برمتها بحرب طائفية فهناك صراع ظاهر وخفي  بين القوى الاسلامية الكبيرة المتمثلة بأهل السنة والجماعة والشيعة ، فايران ترى ان تغيير النظام السوري ضربة موجعة لنشر المذهب الشيعي في سوريا ، فقد حققت ايران بعض النجاح بنشر مذهبها في سوريا الا ان من خلال جهود وقوة اهل السنة وضعوا حدا لطموحات طهران بالرغم من وجود عاطفة قوية تجاهها ، كما ان روسيا مصالح لها في سوريا وتخشى من صعود شخصيات جديدة على حكم ذلك البلد ربما ستواجه موسكو بمثابة الند للند جراء دعمها لنظام بشار اسد كما ان لتدخل العسكري في سوريا صعب للغاية جراء موقعها الاستراتيجي في منطقة موجودة على كف عفريت والتدخل العسكري يتطلب اجماعا من الشعب السوري وخاصة من المجلس الوطني السوري الذي يسوده الاختصام جراء الرفض والقبول  بالتدخل العسكري ممتنعا عن في الوقت نفسه عن الاجابة ما اذا كان سيدلي بصوت المانيا بالموافقة  على عمل عسكري  ضد بشار اسد ونظامه او سيحتفظ بصوت المانيا  على غرار احتفاظ برلين بصوتها اثناء تصويت مجلس الامن الدولي على منع تحليق الطائرات  فوق ليبيا في وقت سابق من عام 2011 الماضي ، فقد اكد فيتيغ ارتكاب برلين خطأ سياسيا فادحا  جراء امتناعها عن التصويت .

وتطرق فيتيغ الى تطورات الاوضاع السياسية والامنية في ليبيا ومصر وتونس مشيرا ان مجلس الامن الدولي يراقب عن كثب تطورات الوضع السياسي في مصر التي استطاع الاسلاميون احتلال البرلمان واحتمال انتخاب مرشحهم محمد مرسي رئيسا لمصر معربا عن خشيته غدر العسكر بالشعب المصري  اذا ما تقاعس عن تسليم السلطة للمدنيين حال انتخاب الرئيس المصري الجديد معربا عن ارتياحه للتطورات السياسية في تونس التي تسير نحو الاستقرار السياسي معربا في الوقت نفسه عن قلقه ازاء عدم استقرار الوضع الامني والسياسي في ليبيا جراء وجود قلاقل تقع بين الحين والاخر الا انه بأن الاستقرار السياسي بشكل نهائي يتطلب وقتا فقد ترك معمر القذافي بلاده بدون قواعدأساسية للدولة معلنا ان تطورات الوضع في شمال افريقيا يعتبر احد هموم مجلس الامن الدولي الكبيرة  على حد قوله .