المانيا/ آراء حول تدهور الوضع بين تركيا وسوريا

هيثم عياش

برلين /‏25‏/06‏/12

من المقرر أن يناقش حلف شمال الاطلسي / الناتو / يوم غد الثلاثاء 26 حزيران/يونيو طلب مناقشة اسقاط جيش النظام السوري  لطائرة حربية تركية دخلت الاجواء السورية عن طريق الخطأ وتم اسقاطها بالاجواء الدولية .

ويأتي اجتماع / الناتو/ بطلب تركيا العضوة في الحلف لمناقشة كيفية الرد على الاعتداء السوري الذي يعتبر الثاني من نوعه ، فمن أسس الحلف دفاع / الناتو / عن دولة عضو فيه اذا ما تعرضت لعدوان خارجي ، فبالرغم من مناشدة الكثير من الدول الاعضاء بـ/ الناتو / انقرة بضبط النفس وتسوية مسألة سقوط الطائرة الذي جاء متزامنا مع وصول سفن حربية روسية الى سوريا محملة بطائرات مروحية لذلك النظام ، وهذا ما أكده وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه للصحافيين في العاصمة الهندية دلهي الجديدة قبل يوم أمس السبت ببذل جهوده لوضع حيلولة دون مواجهة عسكرية / اذ يخشى / الناتو / من مواجهة حقيقية مع روسيا  التي لا تزال تؤيد النظام السوري ضد شعبه بمنطقة الشرق الاوسط  الا ان هناك من يؤيد تركيا  بطلبها / الناتو / الدفاع عنها . اذ أشار قائد الجيش الالماني السابق كلاوس راينهاردت الذي يشغل حاليا عضوية رئاسة الخطط العسكرية لحلف شمال الاطلسي / الناتو / ان سوريا اقدمت على قصف الطائرة التركية باغراء من موسكو وعلى / الناتو/ وضع حد لاراقة دماء الشعب السوري على يدي النظام السوري الذي فقد الحياء تماما مشيرا ان أي تدخل عسكري مباشر للـ/ ناتو / في سوريا يجب ان يتم باتفاق تام مع الامم المتحدة والدول الاسلامية .

وعزت وزيرة العدل الالمانية السابقة هيلجا دويبلر جميلين  دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس نظام دمشق بشار اسد من اجل وضع حد للانتقادات الدولية بانتهاكات الحكومة الروسية لحقوق الانسان في روسيا التي ازدادت مؤخا جراء ازدياد نبرة مطالبة بوتين بالتنحي عن منصبه عدا عن ذلك فان موسكو تتطلع الى محور عسكري مع ايران والصين  لمواجهة حلف شمال الاطلسي / الناتو / وسوريا لن تكون الورقة الرابحة لموسكو بل الخاسرة لأن الدماء الجديدة التي تصب في شرايين شعوب منطقة الشرق  الاوسط على وعي تام بما يحاك ضدهم والشعب السوري الذي يعتبر كبش فداء موسكو بمواجهتها الغرب سيحقق طموحاته التي تكمن بنيل حريته مطالبة بتدخل عسكري لحلف شمال الاطلسي / الناتو / في سوريا بالرغم من مخاوف مواجهة محتملة مع موسكو .

واعتبرت صحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / النظام السوري بمسعر حرب في منطقة الشرق الاوسط فشرارة واحدة تكفي في الوقت الحالي لاشعال تلك المنطقة بنار حرب لن تخمد خلال ايام قليلة فالنظام السوري الذي يواجه بقوة السلاح والقتل والاغتصاب  انتفاضة شعبية سلمية عارمة يريد الخروج من مأزقه بحرب جديدة ولا سيما مع تركيا التي كانت مع دول منطقة الخليج العربي اول من ساند الشعب السوري معلنة ان دمشق لم تتجرأ على اغضاب انقرة الا بتحريض من موسكو من اجل بقاء روسيا قوية على الساحة الدولية واعتذار النظام السوري من الحكومة التركية ودفعه تعويضات لها لن ينتهي بمجرد الضحك على اللحى بل ستكون هناك اعتداءات كثيرة لاشعال الحرب بتلك المنطقة .