جاءنا هذا التعليق على خطاب
بشار الأسد من المفكر أحمد
الكاتب
لست
أدري لماذا فضل الرئيس
السوري ان يلقي خطابه أمام
مجلس النواب؟ وكنت أفضل ان
يلقيه كما عودنا المرحوم
والده أمام حشد جماهيري
كبير في ملعب
العباسيين الذي يسع
أكثر من مائة الف مشاهد،
ويمكن ان يضيف اليهم مائة
الف آخرين، فساحة الملعب
تسع أكثر من ذلك ، والمجيء
بحشود ضخمة ليس صعبا، ألم
يحشد في المظاهرات التي
جابت الشوارع يوم أمس
الملايين من الطلاب
والموظفين وأعضاء حزب
البعث والشرطة والأمن
والمخابرات والجيش. وما دام
الرئيس السوري يحب التصفيق
والهتاف باسمه واعلان
الاستعداد للموت والتضحية
من أجله.
لست
أدري لماذا فضل ان يلقي
خطابه أمام مجلس صغير لا
يتجاوز المائتين او
الثلاثمائة شخص (كم هو عدد
أعضاء البرلمان السوري؟
أرجو ان تصححوا لي معلوماتي)
لا يحلون ولا يربطون، ولا
يجيدون سوى التصفيق
والهتاف، حتى أنهم ضيعوا
علينا عدة دقائق ونحن نتابع
بلهفة بالغة خطاب الرئيس
المنتظر منذ عدة أيام، ولم
يتركونا نستمع اليه جيدا.
وفي الحقيقة أنا لم افهم
كثيرا من كثرة الهتافات
والتصفيق بين فقرة وأخرى،
ولم أجد اي مضمون جديد في
خطاب الرئيس، أو اي وعد
بالاصلاح والتغيير ، كنت
أنتظر أن اسمع منه اعلانا
صريحا بالغاء حالة
الطواري، واطلاق سراح
المعتقلين، ومنح الحرية
للشعب ليشكل أحزابه التي
يريد، وصحفه وقنواته
الاعلامية التي يعبر فيها
عما يشاء، وكنت أنتظر منه
أن يعلن حل مجلس الهتاف
والتصفيق الذي لا يمثل ولم
يمثل الشعب يوما ، وانما
يعبر عن إرادة الحاكم
والحاكم فقط، حتى ان أعضاءه
لا يعبرون عن مصالح أنفسهم
أو آرائهم هم، ولو كانوا
حقا يمثلون الشعب لسألوا
الرئيس في هذا اللقاء
التاريخي في هذه الفترة
العصيبة التاريخية التي
تمر فيها سوريا عددا من
الأسئلة عما حدث فعلا في
درعا واللاذقية ومن الذي
قمع وقتل واعتقل
المتظاهرين بما فيهم
الأطفال الذي أعلن رستم
غزالي فيما بعد اطلاق
سراحهم، ولسألوا الرئيس
العربي القادم من أعماق
التاريخ والذي لا يزال يعيش
في القرن التاسع عشر ويحمل
عقلية القرون الوسطى: ماذا
أعددت للمستقبل؟ ماذا
ستغير من أنظمة وقوانين؟ هل
ستغير الدستور السوري
وعلاقة الحاكم بالشعب؟
ولكن
مجلس الهتاف والتصفيق لم
يسأل الرئيس مع الأسف ولذلك
لم يجبه الرئيس، ولم ينصبه
أساسا لكي يسأل أو يناقش
وانما لكي يهتف ويصفق فقط
وقد أدى
مجلس الهتاف والتصفيق
مهمته افضل أداء.
ومن
هنا فاني اتوقع أن يواصل
الشعب السوري الهتاف بدون
تصفيق: الشعب يريد اسقاط
النظام. واذا الشعب يوما
أراد الحياة فلا بد أن
يستجيب الرئيس، ولو بعد حين.
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|