هذه
هي سوريا
صديقنا لا ديني الفكر، مسيحي الولادة،
سوري الجنسية، أممي الروح.
يخرج من "القصاع" إلى
مسجد "دوما" يوم
الجمعة العظيمة ليشارك في
المظاهرة مع أصدقائه.قبل
يوم كانوا يسخرون من حوار
أدونيس وموقفه من الجامع،
ويتبادلون مقالة "من سرق
الجامع" لصادق النيهوم.قلدوا
المصلين بكل احترام وخرجوا
بالمظاهرة يهتفون: "إسلام
ومسيحية بدنا بدنا الحرية".
"لا اخوان ولا سلفية...وحدة
وحدة وطنية"...ثلاثة رجال
يمسكون به ظنهم من الأمن
وأكتشف بعد لحظات إنه أصيب
بكتفه برصاصة لم يشعر فيها
إلا بعد ثوان.الرجال حملوه .
واحد منهم ملتح بلا شوارب.
سلفي الخلقة.. يدعوه طوال
الوقت: "إتشهد، إتشهد، يا
اخي اتشهد".حملوه إلى "
زنقة " جانبية. شعر، كما
وصف لنا بدوران وأنه سيفقد
الوعي. وبدأ يعتقد إنه
سيموت. فهمس للملتحي بأنه
"مسيحي"، فإذ بالصدمة
تبلكم الرجل. وفجأة ينقض
عليه ضما وتقبيلا وهو يقول:
"الله يرحم المسيح يالي
جابك. الله يرحم المسيح .. يا
اخي".وحملوه إلى منزل.
وجلبوا له طبيا. قال صديقنا.
على الهاتف: "لو أن هذا
الشعور الذي انتابني،
وفرحي بإخوتي الملتحين هو
اخر ما حدث لي. لكان يكفيني.
إنها سوريا التي نتعرف عليه
من جديد."
حصل يوم الجمعة العظيمة 22-4-2011
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|