سياسة
استراتيجية جديدة
للأوروبيين بالشرق الأوسط
– مقابلة صحافية -
هيثم
عياش
برلين/11/03/13
يشغل
السياسي الالماني اندرياس
راينيكيه مهمة مبعوث خاص
للاتحاد الاوروبي بالشرق
الاوسط فمنذ استلامه منصبه
عام 2011 اضافة الى انتفاضة
شعوب مصر وتونس وليبيا
والوضع في سوريا يتنقل من
بلد الى بلد بالمنطقة
المذكورة .
وعلى
هامش مؤتمر الحزب
الاشتراكي الحر /
الليبراليين / الذي عقد
يومي السبت والاحد
المنصرمين 9 و 10 آذار/مارس
الحالي بالعاصمة برلين رأى
راينيكه بمقابلة أجراها /
المحرر / معه ضرورة
الاوروبيين لسياستهم
بالمنطقة المذكورة ووضع
اسس جديدة لاستراتيجيتهم
مع حكومات تلك الدول
فالتحالفات القديمة بين
الاوروبيين والانظمة
السابقة لم تعد موجودة ولا
بد من خطط جديدة للاوروبيين
للتعامل مع الدماء الجديدة
بتلك المنطقة وكسب ثقتها
قبل فوات الاوان . فحكومات
مصر وتونس وليبيا الجديدة
لها تجاربها المريرة مع
الغرب وخاصة موقف الغرب من
القضية الفلسطينية ومسألة
احلال السلام بين
الفلسطينيين والصهاينة
وقيام دولة فلسطينية الى
جانب الكيان الصهيوني على
ارض فلسطين فالحديث عن هذه
الدولة اختفى الحماس له منذ
انتفاضة المصريين وبالتالي
الى سياسة التطرف التي
ينتهجها رئيس وزراء الكيان
الصيهوني بنيامين نتنياهو
التي تكمن بالتهويد
والاستيطان اضافة الى ان
استمرار الوضع الماساوي
للشعبين السوري والفلسطيني
الناجم عن عنف النظام
السوري الذي أدى الى تشريد
اكثر من ثلاثة مليون سوري
ومليون فلسطيني اضطروا
للجوء الى الاردن ولبنان
يحتم على الاوروبيين تغيير
سياستهم بتلك المنطقة
وتصحيح آراءهم التي كانوا
يعتقدونها بأن شعوب منطقة
الشرق الاوسط غنم لا حول
لهم ولا قوة فقد أثبتت تلك
الشعوب مقدرتها على
التغيير .
وأكد
راينيكيه ان نظام بشار اسد
في طريقه الى النهاية ودماء
جديدة ستحكم تلك الدولة
فاحتمال استلام الاسلاميين
او الليبراليين او قيام
حكومة بينهما بتلك الدولة
سيؤدي الى ازدياد الخطر على
الكيان الصهيوني بالرغم من
عدم وقوع اي حرب بين الكيان
الصهيوني ومصر وسوريا
ومعهما دول بمنطقة الخليج
العربي على المدى البعيد
فمصر مشغولة حاليا ببناء
بنى جديدة فيها ما بعد نظام
استمر لاكثر من ثلاثين عاما
وسوريا الحرة الجديدة
يتطلب بناء مؤسساتها
ومجتمعها سنوات طويلة
مؤكدا ان الفوضى السياسية
والامنية ببعض دول منطقة
الربيع العربي بحاجة ماسة
الى مساعدة الاوروبيين
لتنظيم الامور من جديد .
ورأى
راينيكين ان لمصر دور هام
باحلال السلام بين
الفلسطينيين والصهاينة فهي
قد ساهمت باطفاء الحرب التي
وقعت بين الفلسطينيين
والصهاينة في غزة مؤخرا
ولذلك فان على اوروبا ان لا
تخسر مصر وقوتها السياسية
بالرغم من مشاكل حكومتها
التي تكمن باستتباب الامن
وبناء الاقتصاد وما قامت به
القاهرة اثناء الحرب
الاخيرة في غزة دليل واضح
على مقدرة الاخوان
المسلمين بلعب دور رائد
بالسلام بالمنطقة .
ورأى
راينيكيه الى ضرورة مساهمة
الاوروبيين بالتقارب مع
الاخوان المسلمين وغيرهم
من الجماعات الاسلامية اذ
ان اوروبا ارتكبت اخطاء
سياسية بتعاملها مع
الجماعات الاسلامية في
الماضي فهي كانت قد مارست
العنصرية الدينية من حيث
اجتنابها التعاون مع
الاسلاميين في غزة الامر
الذي ساهم بانهيار حكومة
الوحدة الوطنية التي رعتها
المملكة العربية السعودية
عام 2006 ومقتل اكثر من 100 الف
نسمة في الجزائر جراء
ضغوطها على جيش تلك الدولة
بالانقلاب على حكومة جبهة
الخلاص الوطني عام 1991
والمشاكل السياسية في مصر
بين الاخوان والليبراليين
يعود الى دعايات يبثها
الغرب ضد الاخوان وغيرهم في
مصر وتونس وليبيا ايضا وعلى
اوروبا حوارها الجاد مع
الدماء الجديدة وقبولها
بالامر الواقع بتلك
المنطقة على حد قوله .
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|