أولاً قائمة مناطق
حلب التي كانت مُشتعلة
اليوم (بالمجمل 16 موقعاً):
سيف الدولة - صلاح الدين -
حيّ المشارقة - حيّ الشعار -
ساحة الجامعة - الإذاعة -
باب النيرب - باب الحديد -
باب النصر - باب الفرج - دوار
السبع بحرات - ساحة المرجة -
حيّ الهلك - حيّ الجميلية -
حيّ السليمانية - حيّ
الميريديان.
وقد أرفقت هذه
المرَّة خريطة بسيطة
للمناطق السَّاخنة اليوم،
علمتها فيها باللون
الأصفر، أما النقطة
الحمراء فتمثل "ساحة سعد
الله الجابريّ" التي كان
يُفترض أن تكون نقطة التجمع.
أخذت الصورة من منظور بعيد
لكي تظهر المدينة بكاملها،
لذا فأسماء العديد من
الأحياء والمَناطق غير
ظاهرة، لكن يُمكنكم
استخدام موقع خرائط غوغل -
الذي أخذت منه الصورة -
لاستكشاف جغرافيَّة
المدينة ومناطقها بدقة
أكبر.
موجز الأحداث:
بداية لم يَكن
للمدينة الجامعيَّة في حلب
دورها المُعتاد في قيادة
المُظاهرات هذه المرَّة،
وذلك لأن الأمن قام قبل بدء
الأحداث بيوم (في الأربعاء)
بإغلاقها وطرد جميع الطلاب
تحسباً للانفجار، لكن
بالرُّغم من ذلك فقد استعاض
عنها الطلاب بساحة
الجامعة، التي كانت وَاحدة
من أكثر المواقع سخونة
اليوم.
ولفهم تسلسل الأحداث
فمن المُهم ذكر الخطة
الأوليَّة للبركان، وهيَ
بدء الزحف من جَميع المناطق
في حلب وريفها في الساعة 2:30
ظهراً نحوَ ساحة كبيرة في
وسط المدينة تسمى "ساحة
سعد الله الجابري"، وقد
كافحَ المُتظاهرون للوُصول
إليها اليوم، لكن هذا الجزء
من الخطة لم يَنجح كثيراً
لأن الأمن دافعَ عنها
بشراسة.
بشكل عام تركزت
الأحداث والاضطرابات اليوم
في أربع مسارات ومَناطق في
حلب، هيَ مع مواقعها
بالنسبة للساحة: 1- ساحة
الجامعة (غرب). 2- طريق
الإذاعة فسيف الدولة نحوَ
الساحة (غرب). 3- طريق دوار
باب الحديد فشارع باب النصر
نحوَ الساحة (شرق). 4- طريق
حيّ المشارقة فالقصر
العدليّ نحو الساحة (جنوب).
وقد كانت المنطقة
الرَّابعة هيَ أوَّل
المناطق اشتعالاً، فقد
خرجت فيها مُظاهرات ضخمة
بمُشاركة نسائيَّة في
الموعد المُحدد للبركان
وانضمَّت إليها مُظاهرات
أخرى لمحامين أمام القصر
العدلي، وحاولَ الأمن
قمعها بوحشيَّة مُستخدماً
السكاكين والسواطير، لكنها
نجحت في بلوغ أطراف ساحة
سعد الله الجابري من عدة
جهات، على الرُّغم من عدم
تمكنها من دخول الساحة بحد
ذاتها.
وكانت أيضاً منطقة
سيف الدَّولة من أولى
المناطق التي خرجت معَ
البركان، فسارت شمالاً
نحوَ السَّاحة والتحقت بها
مُظاهرة أخرى من حي
الإذاعة، وكانت آخر أخبار
هذه المَسيرة عبورها بجانب
"مستشفى الحياة"
واقترابها من الساحة، لكن
الأنباء انقطعت عنها بعدَ
ذلك، وعلى الأرجح أن الأمن
تمكن من فضها على أطراف
الساحة كما حدث مع مُعظم
المسيرات.
أما مظاهرة ساحة
الجامعة فقد كانت مُختلفة
قليلاً، إذ أنها لم تتمكن
أساساً من السَّير نحو ساحة
سعد الله الجابري، بل
حاصرها الأمن ما إن خرجت
وهاجمها بوحشيَّة، فدخل
معه المُتظاهرون باشتباك
أوقع إصابات بين الطرفين،
لكن يَبدو أن الأمن تمكن في
النهاية من السَّيطرة على
الوضع وفض المُظاهرة في
حوالي الساعة الرابعة بعدَ
تفتيش جوالات الطلاب
وهويَّاتهم، ومعَ ذلك عادت
المظاهرة وتجمعت مُجدداً
في السادسة، ولم يَرد شيءٌ
حتى الآن عمَّا حل بها.
وأخيراً تأتي منطقة
بابي الحديد والنصر على رأس
المناطق المُشتعلة اليوم،
فالضغط الأكبر كان عليها من
بين جَميع المُظاهرات،
ومعَ ذلك كانت آخر من صمدت
قبل فضها. بدأت المُظاهرة
بالتجمع في دوَّار باب
الحديد الواقع شرق ساحة
الجابري، وهوَ دوار رئيسي
يَتصل من جهة الغرب بشارع
باب النصر، الذي يُؤدي
بدوره إلى تقاطع باب النصر (وهوَ
بالمناسبة يَتصل من جهة
الغرب بدوره بشارع جادة
الخندق، الذي يَربط بينه
وبين باب الفرج، وهو نقطة
أخرى شهدت مُظاهرات مع
البركان)، ولذا فقد تقدمت
المسيرة عبرَ الشارع نحو
باب النصر وانضمَّت إلى
مُظاهرته ثمَّ أخذت بالسير
غرباً إلى الساحة، لكن
المئات من رجال الأمن
والشبيحة هاجموهم قبل أن
يَتحركوا بكل شراسة،
وتمكنت المُظاهرة من
الصمود منذ ذلك الوقت عند
الرَّابعة حتى السادسة
مساءً بالرغم من هجمات
الأمن.
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه