النيويورك
تايمز : في سورية الطرد
لدعاة السلام ..
الأب
باولو أنموذجا
2011/12/10
لندن ـ سوريون نت :
كتبت صحيفة النيويورك تايمز عن قصة طرد
النظام السوري للأب باولو
دير مار موسى تقول :” .منذ
سبع سنوات مضت ,, وقفت على
اطلال دير في الصحراء
السورية …محدقا في جدار من
اللوحات الجدارية العائدة
للقرن الثالث عشر …قريب من
ذلك كان ثمة رجل يقوم
بالشرح على لوحات لبعض
الزوار من قرية مجاورة ,
اشار الى احد اللوحات وقال :
هذه مريم عليها السلام , ثم
تحرك نحو صورة اخرى وقال :
هذا هو ابراهيم الخليل علية
السلام …….
اللوحات الجدارية التي كان يشير اليها
كانت تعود للديانة
المسيحية ,,,, لكن الرجل كان
يشرح الرموز والاشكال
مستخدما نفش الاسماء
العربية الواردة في القران
…
كانت لحظة رائعة …والرسالة التي يمكن
تمريرها كانت بسيطة ,, على
الرغم من خلافاتهم ,,,,فان
المسلمين والمسيحيين
يؤمنون باله واحد ….
الاسبوع الماضي اصدرت الحكومة السورية
قرارا بانه بعد ثلاثين عاما
قضاها في البلاد , سيطرد
الاب باولو…
أسس الاب باولو دير مار موسى عام 1982 في
ذروة
الحرب اللبنانية , وكان قد توجه للصحراء
بحثا عن اطلال دير بيزنطي
دمر ,, بعد ان قضى عشرة ايام
في الصلاة ,,, شعر بالهام له
لاعادة بناء الدير ,, وتأسيس
مجتمع للرهبان والراهبات
مكرس للصوم والصلاة ,, ويقع
الدير السوري بين العراق
ولبنان واسرائيل والضفة
الغربية… ويعتبر رمزا
للسلام ,,,ويرحب الدير بكل
زائر مسلم كضيف مقدس ,,
تماما كما حدث مع ابراهيم
عليه السلام …
زرت الدير في عامي 2005 و 2004
ورايت الاب يرحب بمئات الزوار المسلمين
الى الدير الذين تشاركوا
الطعام مع المسيحيين , كما
اقاموا صلواتهم في باحات
الدير , احضروا ابناءهم
واحفادهم ….كما يصوم الاب
في رمضان اسوة بالمسلمين
ويزور مشايخ وقادة مسلمين ..عندما
سألته عن علاقته بالاسلام
أجاب : عندما تحب شخصا , فانك
تحترم وتعجب بطريقته في
الجلوس والشرب .. وتأمل
بتحقق احلامه …..
منذ بداية الانتفاضة الحالية ,, لم يتحيز
الاب لاي جانب بل كان ينادي
منذ البداية لحل الامور
بطريقة سلمية ….
وفي مقابلة مع جريدة كاثوليكية في مطلع
اكتوبر الجاري , اقر ان جزءا
كبيرا من الشعب السوري لا
يستطيع احتمال العيش تحت
هذا الحكم الديكتاتوري
اكثر من ذلك …
في عظته السنوية في عيد الكريسماس قال : في
هذه الازمة , نعتقد ان دورنا
ان نتشارك في الحوار …ونتوسط
ونبني جسورا للتواصل نحو
الاتفاق …. لقد احتلنا
الخوف لاعوام طويلة … طبعا
لم يكن هذا الخطاب مقبولا
بالنسبة للاسد ونظامه .
اتخاذ القرار بطرد الاب باولو كان خطوة
جريئة من حكومة لطالما
فاخرت بحمايتها للاقليات …
بامكان المرء ان يعتقد فقط
ان الحكومة السورية كانت
واثقة من ان اغلبية
المسيحيين مع النظام , ويصل
تعداد المسيحيين في سوريا
الى 10% من اجمالي السكان ,,
والكثير منهم يخشون ان اي
تغير قي النظام سيتركهم
عرضة للتطرف الاسلامي ….
لا شك ان المصير المدمر الذي لقيه
المسيحيون في العراق كان
بمثابة تحذير للاب باولو ,,,
كما ان طرد الاب باولو لو تم
كما هو مقرر ,, سيرسل رسالة
واضحة للجميع,, ان دعم
النظام للمسيحيين ليس غير
مشروط ,, هؤلاء الذين يجرؤون
على معارضة الاسد ,, او
الذين يدعون الى حوار
لتغيير الدولة سيتم
اعتبارهم من المعارضة ..
وهذا سيضع المسيحيين الحاليين في مأزق ,
ان سعيهم للتغيير يعني
تعريضهم للخطر ,,,وبالتاكيد
التزام الصمت ازاء الظلم
الحاصل في سوريا يعني
اختصار المسيحية الى ديانة
وسيلغي اعتبارهم بانهم
مؤمنين ويسعون لتحقيق
رسالة الانجيل ….كما انها
ستتسبب بتوتر العلاقة بين
المسلمين والمسيحيين في
سوريا والتي امتدت لاكثر من
الف سنة …..
ويتعين على الزعماء الدينيين من جميع
الأديان ان ينتقدوا طرد
الاب باولو ,,, كما ان
الزعماء المسيحيين في
أماكن أخرى يجب ان تطمئن
المسيحيين السوريين أن
العالم ليس أعمى لمصيرهم.
الأهم من ذلك كله، ان الوضع
في سوريا يتجه نحو حرب
أهلية، يجب ألا نسمح
للحكومة ان تقوم باسكات
أولئك الذين يسعون الى حلول
لاعنفية.
المقاومة اللاعنفية هي المسرح الذي أصبح
ممكنا من قبل المشاهدين
الذين يعطون معنى للتضحيات
التي بذلت ,,, انهم يشكلون
الضمير الجماعي الذي يمكن
ان يتحدي إرادة أولئك الذين
يضطهدون. وفي غياب وسائل
الإعلام الحرة، في بلد
محظور الان إلى حد كبير على
الصحافيين الأجانب ، فان اي
احد في سوريا يجرؤ على
الوقوف والمخاطرة بحياته
يجب ان يتسلءل عما إذا كان
هناك من يراقب او يشعر
بتضحياته ؟؟؟؟
يجب ان نجد طرقا لنصل هناك ونشاهد …..
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|