نداء
من الأستاذ عصام العطار إلى
السوريين
أنا
أشعرُ هذه الأيام – وأنا
أسيرُ المرضِ والفراش –
أنني أُصْرَعُ مع كلِّ
شهيد، وأَنْزِفُ مع كلِّ
جريح، وأحترقُ مع كلِّ
ثَكْلى، وأشعرُ أيضاً –
وهذا آلَمُ شعور، وأخْزَى
شعور – أنني شريكُ القتلةِ
المجرمين في المسؤولية عن
كلِّ هذه الجرائم والمآسي
والآلام؛ فلو أنني
تحرَّكتُ بكلِّ طاقاتي
وإمكاناتي، وتحرَّكَ كلُّ
سوريٍّ مُقَصِّرٍ مثلي
داخلَ سورية وخارجها بكلِّ
ما يَمْلِكُ من طاقات
وإمكانات لَما كانت هذه
الجرائم والمآسي، ولما
استمرَّتْ هذه الجرائم
والمآسي، ولانتقلْنا
بأنفسنا وبلادنا – يقيناً
– إلى شاطئ الحريةِ
والكرامةِ والسلامةِ
والأمان؛ فمتى نواجه –
أيها الإخوةُ السوريون في
كلِّ مكان – أنفسنا بكلِّ
أمانةٍ وشجاعةٍ وصدقٍ
وإخلاص؟! متى نرتفع إلى
مستوى واجبنا، وتحديات
واقعنا، وبطولات شعبنا،
وتضحيات شعبنا، وآلام
شعبنا التي لا تعرف الحدود؟!
إنَّ علينا جميعاً
جميعاً أن نستشعر
مسؤوليتنا الوطنية
الإنسانية الكبيرة
الخطيرة، وأن نتحرَّك
ونُحَرِّك قوانا كلّها
فوراً دون تأجيل ولا تأخير،
وأن نَسْتفرغَ جهودنا
كلّها في العمل والكفاح من
أجل النصر والتغيير
والتشييد؛ فمستقبل بلادنا
يرتبط إلى حدٍّ بعيد بما
يجري في بلادنا الآن، وبما
نقدمه لبلادنا الآن على
كلِّ صعيد
------------------------
جميع
المنشور في هذا الباب يعبر
عن رأي كاتبيه
|