ـ

ـ

ـ

الاثنين 03/08/2009

تقرير : التعليم الفلسطيني مكبل بالاحتلال والانقسام الوطني

غزة-ماهر إبراهيم

التعليم الفلسطيني مكبل بأزمات عديدة، مما يزيد التحديات التي يواجهها نظرا لخصوصية الحالة، فالعدوان الأخير على قطاع غزة وسياسة الاحتلال الإسرائيلي تحاول وأد التعليم والثقافة الفلسطينية بكل جوانبها، وأيضا الوضع السياسي الراهن له تداعياته الفظة وآثاره المدمرة، فالانقسام الفلسطيني دمر العملية التعليمية خاصة بعد تعطلها واضطرابها منذ العام الماضي في كل المراحل بسبب إجراءات المناكفة بين حكومتي رام الله وغزة وإضرابات المعلمين و/أو استنكافهم عن العمل وعدم انتظام العملية التربوية مما أدى إلى ظهور العنف في المدارس والتسرب المدرسي وتدني مستوى الطلاب التعليمي بشكل ملحوظ جدا... ووفقا لدراسة وطنية صدرت مؤخرا فإن 43% من الأسر الفلسطينية غير راضين عن مستوى التعليم حاليا كما بينت أن 57% يرون أن المدارس لا تؤدي دورها اللازم في التعليم مقابل 43% يرون أنها تؤدي دورها اللازم على أكمل وجه. من جهته فصل مركز الميزان لحقوق الإنسان ومقرة قطاع غزة أثار الحرب الأخيرة على العملية التعليمية، فأوضح في تقرير له قيام قوات الاحتلال باستهداف المؤسسات التعليمية شمل المدارس ورياض الأطفال والجامعات ومباني وزارة التربية والتعليم، إلى قتل التلاميذ، مرورا بتوقف العملية التعليمية نتيجة الاستهداف الشامل لقطاع غزة. حيث قصفت قوات الاحتلال مبنى وزارة التربية والتعليم، واستهدفت 226 مدرسة من المدارس التابعة للحكومة ووكالة الغوث والمدارس الخاصة، وأوقعت دمارا كليا في 8 مدارس منها، وكذلك استهدفت 69 روضة أطفال، وأربع جامعات. وخلال الحرب استشهد 220 تلميذا فلسطينيا. وكشف التقرير عن الآثار النفسية والاجتماعية على التلاميذ، لاسيما هدم المنازل والمدارس، ووجود عدد من الشهداء التلاميذ، وتأثيره على زملائهم، ونقل عدد من تلاميذ المدارس التي دمرت إلى مدارس أخرى، حيث لم يتمكن بعضهم من الالتحاق بالمدارس الجديدة لبعدها الجغرافي عن منازلهم. كما أدى تدمير بعض منازل التلاميذ إلى فقدانهم أدواتهم وكتبهم المدرسية. كما أن اضطرار الأهالي إلى الاعتماد على أبنائهم التلاميذ في الأعمال المنزلية والمساعدة في القيام بإصلاح منازلهم المتضررة خاصة في المناطق المنكوبة أدى إلى تعطل التحاق بعض التلاميذ بمقاعد الدراسة. كما أدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى إلغاء الخطط التعليمية والتطويرية التي كان مقرر تنفيذها في المدارس.

وأوصى التقرير بضرورة العمل على تأهيل التلاميذ نفسيا عبر أطقم مختصة  لتمكينهم من الخروج من الحالة النفسية التي عاشوها خلال الحرب. وتقديم المساعدات العينية للتلاميذ لاسيما من تضررت منازلهم وفقدوا أدواتهم المدرسية. والعمل بسرعة من أجل إعادة التلاميذ إلى مدارسهم الأصلية فور تهيئتها لاستيعابهم، وذلك نظرا للآثار السلبية التي تنعكس على التلاميذ الذين ينقلون إلى مدارس بديلة. والقيام بالأنشطة الترفيهية للتلاميذ، وذلك في إطار السعي إلى خفض مستويات معدل اضطرابات الضغط النفسي لما بعد الصدمة لدى الأطفال في المدارس. وإعادة بناء المدارس التي هدمت كليا أو تضررت جزئيا.

فيما كشفت جمعية أصدقاء الطالب الفلسطيني في تقرير خاص انه قد بلغت نسبة الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 73%، أما الباقي فموزعون على مدارس الوكالة التابعة للأمم المتحدة بنسبة 24% والمدارس الخاصة بنسبة 6%.. وتعرض الشعب الفلسطيني لسياسات تجهيل متعمدة منذ بداية الاحتلال عام 1967م لتشمل الضفة والقطاع، ومازال الاحتلال يحرم طلبة الجامعات من الالتحاق بجامعاتهم في الخارج ونفاذ القرطاسية والحواسيب وملحقاتها مما اثر سلبا على أكثر من نصف مليون طالب في غزة، ووفقا لمصادر وزارة الشؤون المدنية فإن نحو 2732 طالباً وطالبة من مختلف مراحل التعليم قد علقوا في القطاع. وهم الآن غير قادرين علي الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية في الخارج ويعانون من صعوبة الاتصال بجامعاتهم من اجل توفير أجواء بديلة لتساعدهم في ضمان لضمان التحاقهم بهذه الجامعات، و من بين هؤلاء نحو 722 طالبة وطالبا في مراحل التعليم العالي المختلفة (بكالوريوس وماجستير ودكتوراه)، ممن يتعلمون في جامعات في الخارج، أو التحقوا بها مؤخرا. كما كان بينهم نحو 2040 طالبة وطالبا في مراحل التعليم الأساسي والثانوي، ممن يتعلمون في مدارس دول عدة. وأظهرت الدراسة المشار إليها أن 78% من الفلسطينيين لديهم معرفة بالمنهاج، مقابل 22% لا يعرفون عنه أي شيء. ويقيّم 55% المنهاج بأنه جيد و25% متوسط، و20% سيئ، ولكن يفضل 67% المنهاج الفلسطيني الجديد على المنهاج الأردني أو المصري السابق، ويعتقد ما نسبته 66%، أن المعلومات التي يحتويها المنهاج الفلسطيني نمطية وتقليدية مقابل 34% يعتقدون أنها شاملة وموضوعية وتخلق نوع من الحراك الذهني لدى الطالب. كما أظهرت النتائج أن 79% من المستطلعين يعتقدون أن رواتب المعلمين تؤثر سلبا على مستوى التعليم، مقابل 21% يعتقدون أنها تؤثر ايجابيا على مستواه،. ومع تلك الظروف بات العنف في المدارس «ظاهرة» وتتوارد باستمرار صور العنف في مختلف المراحل التعليمية وباستمرار تعلو مطالبات بإجراءات رقابية على المدارس لأن العنف ساد بين مدارس قطاع غزة والضفة الغربية.

وتقول تقارير إن ظاهرة العنف بين الطلبة ليست وليدة اللحظة ويحاول الطلبة نقلها إلى داخل المدارس مثل الشجارات العائلية وحالات الثأر المنتشرة في المجتمع الفلسطيني بشكل عام». ويضيف نايف أبو راضي من مديرية التعليم بمحافظة الخليل أن ظاهرة العنف بدأت باقتحام المدارس بشكل تدريجي».ويوضح أن هناك العديد من المظاهر منها استخدام السلاح الناري أو الأبيض والآلات الحادة والبعض الآخر يستخدم العنف في العراك أيضا».

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ