ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 03/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تجنيد العملاء..

حرب الأدمغة مستمرة بين الاحتلال والمقاومة

القسام ـ وكالات :

مع تنامي محاولات مخابرات الاحتلال الصهيوني تجنيد عملاء من الصيادين الفلسطينيين، تتكشف جوانبُ من حرب الأدمغة الخفية بينها وبين فصائل المقاومة الفلسطينية وأجهزة الأمن العاملة في قطاع غزة.

فبعد أن ضربت أجهزةُ الأمن الفلسطينية التابعةُ لوزارة الداخلية الفلسطينية غالبيةَ شبكات العملاء التي جنَّدتها مخابرات الاحتلال على مدار سنوات، وأضعفت قدرتها على جمع المعلومات- وهو ما ظهر جليًّا في الضعف الاستخباري الذي غلَّف عمليات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة- سعت المخابرات الصهيونية إلى محاولة إعادة بناء صفوف عملائها، غير أنها في كل مرة كانت تجد أجهزة الأمن حاضرةً لكشف أساليبها وملاحقتها.

 

ملاحقة خطط الاحتلال

وأكدت مصادرُ أمنيةٌ فلسطينيةٌ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وبالتعاون مع فصائل المقاومة، وضعت على أولوياتها إفشال محاولات الاحتلال تجنيد العملاء وكشف من يتم تجنيدهم بما يقود في النهاية إلى شل قدرة الاحتلال على العمل الاستخباري كما كان سابقًا في قطاع غزة.

 

ضربة قوية

و أكدت المصادر أن القدرة الاستخبارية للاحتلال أصيبت بضربةٍ قويةٍ عندما سقطت الأجهزة الأمنية السابقة إبَّان الحسم العسكري، بعد أن كانت تستُغل بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ كأكبر مزوِّدٍ ومُسهِّل لتدفق المعلومات إلى الاحتلال.

ولم تتوقَّف بعد ذلك محاولات الاحتلال الاستفادة من الشبكات القائمة أو محاولة تجنيد شبكاتٍ جديدةٍ وبوسائلَ مبتكرةٍ، مستفيدًا من إمكانية الالتقاء بالشبكات التي يجندها خلال التوغلات أو التنقل عبر المعابر، خاصة التجاريةً إلى جانب معبر بيت حانون.

وقالت المصادر الأمنية إن الأجهزة وضعت آلياتٍ وخططًا محكمةً لإفشال كل هذه المخطَّطات، ونجحت بالفعل في الحد من قدرة الاحتلال على تجنيد عملاءَ جددٍ، وهو ما دفع الاحتلال إلى اللجوء إلى فكرة الاتصالات العشوائية بالمواطنين وأبناء الفصائل واستغلال حالة الانقسام والخلافات بين الفصائل.

وتؤكد المصادر أن هذا الخيار فشل أيضًا بسبب يقظة أجهزة الأمن الفلسطينية وعمليات التوعية التي قامت بها، إلى جانب تعاون فصائل المقاومة وثقتها في الحالة الأمنية الموجودة في قطاع غزة.

 

حرب "الفرقان".. المواجهة المحتدمة

ويقدِّر المراقبون أن حرب "الفرقان" شهدت- إلى جانب الحرب المدمِّرة التي صبَّت فيها قوات الاحتلال آلاف أطنان المتفجرات والقذائف- حربًا أخرى لا تقل ضراوةً بين مخابرات الاحتلال وأجهزة الأمن وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وأكدت المصادر الأمنية أن الاحتلال فشل بشكلٍ ذريعٍ استخباريًّا، وأن محاولته تحقيقَ إنجازاتٍ دفعته إلى الضغط على عملائه للتحرُّك، وهو ما جعل غالبية هؤلاء يسقطون في دائرة المتابعة من أجهزة الأمن والفصائل التي قامت بتصفية عددٍ منهم، مشددًا على أن عنوان نجاح أجهزة الأمن والمقاومة هو فشل الاحتلال في ضرب الأهداف الخفية للمقاومة وقادتها بصورةٍ كبيرةٍ، إلى جانب سقوط هذا العدد الكبير من العملاء.

وكان نحو 20 عميلاً قُتلوا خلال حرب "الفرقان"، سواءٌ كانوا معتقلين ومحكومًا عليهم بالإعدام، أو آخرين تم ضبطهم في حالات تلبس من قِبل فصائل المقاومة.

ولم يتوقَّف النجاح عند هذا الحد؛ فقد نجحت وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية، وفق ما أعلن الناطق باسمها إيهاب الغصين، في تصريحاتٍ سابقةٍ، في كشف العديد من شبكات العملاء خلال الحرب وبعدها، وتم اعتقال مجموعات خطيرة منهم.

وأكدت المصادر الأمنية لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن جهاز الأمن الداخلي يحارب ظاهرة العملاء بمهنيةٍ أمنيةٍ وسريةٍ عاليةٍ جدًّا، مشددة على نجاحه في توجيه ضرباتٍ موجعةٍ إلى مخابرات الاحتلال باعتقاله عددًا كبيرًا من أنشط العملاء في قطاع غزة في الآونة الأخيرة؛ بما فيها مجموعاتٌ كانت مكلفةً وتكلَّف بتنفيذ مهماتٍ عسكريةٍ وأمنيةٍ خاصةٍ.

 

الصيادون في دائرة الاستهداف

ويرى المراقبون والمختصون بالأمن أن هذه الهشاشة في البنية الاستخبارية للاحتلال دفعته إلى التركيز على محاولة تجنيد العملاء من الصيادين؛ لتغطية العجز في العملاء ومحاولة الكشف عما يعتقده من عمليات تهريبٍ للسلاح عبر البحر، وكان المفاجئ قدرة الأجهزة الأمنية على ضرب هذا المخطط في بدايته وفضحه.

وأكد إسلام شهوان الناطق باسم شرطة غزة  أن العدو الصهيوني لم يَأْلُ أي جهد لتجنيد عملاء لخدمته ولم يترك وسيلةً تساعده في ذلك إلا واستخدمها، مبينًا أن هذه الظاهرة (العملاء) ظاهرةٌ قديمةٌ حديثةٌ.

وقال: "نتابع جيدًا هذه القضايا، ونقوم بالتحقيقات اللازمة؛ لعلمنا الجيد أن الاحتلال الصهيوني لديه الكثير من العملاء، ويسعى جاهدًا إلى تجنيد عددٍ أكبر منهم"، مبينًا أن الظاهرة الجديدة والتي يستخدمها العدو الصهيوني لتجنيد العملاء هي اختطاف الصيادين وابتزازهم.

وأكد أنه، وأثناء التحقيق مع هؤلاء الصيادين، يُعرض عليهم التعاون الأمني والاستخباري مع الكيان الصهيوني؛ ما يشكل خطورةً لإمكانية ابتزازهم من خلال الترغيب والترهيب، خاصةً أن معظمهم من الطبقة غير المتعلمة.

 

الصراع على الجبهة الأخرى

غير أن البارز أن صراع الأدمغة بين أجهزة الأمن والمقاومة في غزة من جهة ومخابرات الاحتلال من جهة أخرى، لم يتوقف عند ضرب بنية العمل الاستخباري الصهيوني وكشف شبكات العملاء وتقليص قدرتها على العمل، بل تعدَّاه إلى تجنيد بعض هؤلاء العملاء للعمل بشكلٍ مزدوجٍ.

فقد كشف أحد القادة الميدانيين أن المقاومة استطاعت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة تجنيد عددٍ من العملاء للعمل لصالح المقاومة بعد أن كانوا وقعوا في شباك العدو وأردوا التكفير عن ذنوبهم وخطئهم، فلجئوا إلى المقاومة للاعتراف بذلك، فجنَّدتهم ليعملوا عملاء "مزدوجين" لاختراق مخابرات العدو الصهيوني، مؤكدًا أن المقاومة أنجزت في ذلك نجاحًا كبيرًا.

وأكد القائد العسكري الفلسطيني في تصريحاتٍ نشرها موقع "المجد" الأمني مؤخرًا أن المقاومة نجحت في تجنيد عددٍ من العملاء لصالح المقاومة، وقد أخذوا الأمان، وهم الآن في بيوتهم.

وقالت مصادرُ مطلعةٌ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن حركة "حماس" وكتائبها القسامية، التي لها تاريخٌ حافلٌ في صراع الأدمغة والتجنيد العكسي، نجحت بالفعل في تحقيق نجاحاتٍ باهرةٍ في هذا المجال.

وتبقى حرب الأدمغة أحد أبرز أشكال الصراع الخفي بين المقاومة والاحتلال الصهيوني، وعليها تترتب نجاحات أو فشل الحروب المباشرة.

2009-04-15

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ