ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأمم
المتحدة: المهاجرون
يعطون أكثر مما يأخذون بقلم
سوزان هوكسيما وكالة
انتر بريس سيرفس الأمم
المتحدة , أكتوبر (آي بي إس) أكدت
الأمم المتحدة أن المهاجرين
العاملين هم مصدر فائدة ومكاسب
للدول التي يقصدونها وتلك التي
يفدون منها، وأن الإنطباع
الشائع بأنهم يمثلون أعباء
سلبية علي المجتمعات التي
تستقبلهم، مبالغ فيه وغالبا ما
لا أساس له من الصحة. جاء هذا
في آخر تقرير التنمية البشرية
لعام 2009 الذي أصدره برنامج
الأمم المتحدة الإنمائي، والذي
يشير أساسا إلي أن التنمية
البشرية من شأنها أن تحقق
مكاسبا كبيرة من خلال رفع
الحواجز المفروضة علي حركة تنقل
المهاجرين العاملين. ويقدر
التقرير عدد المهاجرين داخل
أراضي بلادهم بنحو 740 مليونا، ما
يكاد يعادل أربعة أضعاف
المهاجرين إلي الخارج. كذلك أن
ثلث المهاجرين خارج بلادهم
ينتقلون من دول نامية إلي دول
متقدمة، ويكاد يكون نصفهم من
النساء. كما
يشدد التقرير الأممي علي أن
العديد من الأفراد في البلدان
النامية لا يجدون أمامهم خيارات
كثيرة لتحسين أحوالهم سوي
الهجرة، وأن الهجرة يمكن أن
يكون فعالة جدا في النهوض
بمستويات الدخل والصحة
والتعليم. هذا
ولقد أعرب جان بول شوزي، مدير
الأعلام بمنظمة الهجرة الدولية
التي شاركت في إعداد التقرير،
عن الترحيب بهذه "الرسالة
البالغة الأهمية والملائمة
زمنيا، علي ضوء تداعيات الركود
الراهن الذي حمل العديد من
الدول علي إقامة المزيد من
الحواجز في وجه تنقل (المهاجرين
العاملين) بدلا عن رفعها". لكنه
علي الرغم من تركيز الإهتمام
علي المهاجرين من دول جنوب
العالم إلي دول شماله، فإن
الواقع هو أن الأغلبية العظمي
منهم يهاجرون داخل حدود بلادهم. فقد
بدأت تظهر في الجنوب دول مقصد
جديدة -أو مراكز عمرانية داخل كل
بلد- كما يتبين من هجرة أهالي
أمريكا الوسطي لجمهورية كوستا
ريكا، ومن دول جنوب شرق آسيا إلي
تايلاند، علي سبيل المثال. ومن
ناحية أخري، يبين التقرير
الأممي أن الفقراء هم الأكثر
إستفادة من حركة الهجرة، لكنهم
الأقل تنقلا، إذ يقتصر عدد
الأفارقة الذين هاجروا إلي
أوروبا علي مجرد واحد في المائة.
كذلك
فقد أمكن التحقق من العلاقة
الوثيقة بين التنمية والهجرة.
فذكرت جيني كلوغمان المديرة
المسئولة عن التقرير، أن الحدود
بين الولايات المتحدة والمكسيك
لا تفصل بين دولتين فحسب، وإنما
تدلل علي الفارق الشاسع بينهما
في مجال مؤشرات التنمية البشرية
أيضا. ويذكر
أن مؤشرات التنمية البشرية تقيس
معدل الإنجاز في كل دولة
بالإستعانة بثلاث مؤشرات، هي
طيلة العمر، نسبة التعليم بين
البالغين ومعدل المواظبة علي
المدارس، ونصيب الفرد من الناتج
الإجمالي القومي. هذا ولم
تشهد مؤشرات التنمية البشرية في
183 دولة هذا العام، تغييرات
كبيرة بالمقارنة بالسنة
الماضية، فتتزعم النرويج
وأستراليا وأيسلاند قائمة
الدول ذات المؤشرات الأعلي،
فيما ترد سييراليون وأفغانستان
والنيجر في ذيل القائمة. وأخيرا،
يقترح التقرير الأممي
"حزمة" من الإصلاحات
الهادفة إلي تحويل حركة تنقل
المهاجرين إلي جزء لا يتجزأ من
إستراتيجيات التنمية الوطنية،
بما يشمل تحرير وتبسيط القنوات
القانونية الخاصة الهجرة
المحلية والدولية، ويتيح
للمهاجرين ذوي الكفاءات الأدني
البحث عن العمل في أماكن أفضل. كما شدد
علي ضرورة أن تعجل الحكومات
والمجتمع المدني والنقابات،
بمعالجة ممارسات إنتهاك حقوق
المهاجرين الإنسانية،
كالإفتقار إلي خدمات الرعاية
الصحية والتفرقة والتمييز
المتفشيين، التي ترتكب ضد
المهاجرين. كما
أشار تقرير الأمم المتحدة عن
التنمية البشرية، إلي سلسلة
المشاكل الأخري التي يعاني منها
المهاجرون، ومنها تشجيعهم علي
الهجرة لتغطية العجز في الأيدي
العاملة، ثم الإستغناء عنهم في
فترات الركود كما يحدث الآن في
الولايات المتحدة وروسيا
وألمانيا علي سبيل المثال. ويساهم
المهاجرون إيجابيا في
إقصتاديات دول المقصد، فيما
يتحولون بالتوازي إلي مستثمرين
هامين في دول المنشأ، وهو ما
يحدث ذلك حتي أثناء الأزمات
المالية، وبالتالي فهم يشكلون
طوقا إنمائيا حاميا
للإقتصاديات القومية، وفقا
لمديرة التقرير كلوغمان. (آي بي
إس / 2009) ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |