ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم الإسلام
وأوروبا وحقوق الإنسان –
نزاع حول المئذنة – ألمانيا
– محمد هيثم عياش برلين
/08/12/09/ احتدم النزاع
خلال ندوة دعا اليها مركز
الثقافات الدولي التابع لوزارة
الدولة للشئون الثقافية مساء
يوم الاثنين من 7 كانون اول /
ديسمبر حول
الاستفتاء الذي جرى في سويسرا
مؤخرا حول بناء المآذن ما بين
المؤيد والمعارض وما اذا كان
بناء المآذن حق من حقوق الانسان
. فالصحافي
السويسري عضو الحزب
السويسري الاشتراكي
أدولف موشغ رأى ان
الاستفتاء كان صائبا وذلك حتى
يعلم الشعب السويسري والاوروبي
ان الدعوات للقومية الاوروبية
والتعصب المسيحي قد اصبحت ظاهرة
خطيرة في اوروبا وان ما جرى في
سويسرا من استفتاء حق مشروع من
حقوق كل قرية او مدينة لابداء
سكانها رأيهم
حول بناء مسجد بمأذنة او غيرها
فالظاهرة الاسلامية اصبحت
سائدة في اوروبا ويجب مناقشتها
مناقشة علمية واقعية . وانتقد
موشغ الحملات التي تشنها بعض
الصحافة على سويسرا مشيرا انه
بالرغم من تأييد 57 في المائة من
السويسريين لمنع بناء المآذن
الا ان 43 في المائة اعلنت
تأييدها لبناءها الأمر الذي
يعني ان هذه النسبة وان كانت
قليلة بالنسبة للاكثرية دليل
واضح على ان الكثير من
السويسريين متسامحين ويؤيدون
الحرية الدينية .
رئيس
البرلمان الالماني نوربرت
لاميرت اعرب عن امتعاضه لنتائج
الاستفتاء مشيرا بأنه لم يكن
يتوقع ان يصدر عن الشعب
السويسري المعروف بتسامحه
وشغفه للحريات العامة وحمايته
لها ودعوته العالم على احترام
حقوق الانسان رفضه لبناء المآذن
التي تعتبر دليلا دامغا
للمساعدة على الاندماج الثقافي
والديني في سويسرا وربوع اوروبا
. وأكد لاميرت ان الحوار مع
الاسلام يجب ان يستند على حوار
مع علماء الاسلام الذين يتابعون
تطورات السياسة الاوروبية وعلى
اطلاع تام لم يدور بخلد
الاروبيين تجاه الاسلام
وشعورهم بالقلق حتى يستطيع
هؤلاء العلماء وخاصة اولئك
الذين يجيدون لغة البلد التي
يعيشون فيها وعادة شعبها دحض
الشبهات عن الدين الاسلامي
وبالتالي يجب استبعاد المسلمين
الذين ينظرون من افق ضيق الى
عادات وشعوب اوروبا . وأعلن
لاميرت أن الدستور الالماني
يبيح الحريات العامة ويحمي
المعتقدات وانه لا يوجد في
الدستور المذكور اي مادة تمنع
بناء المآذن والمساجد في هذا
البلد كما لا يوجد فيه اي مادة
تمنع المرأة من ارتداء الحجاب
او خروجها عارية وان طلبات بعض
المسلمين ببناء مساجد بمآذن يجب
ان يحظى باحترام والعودة الى
مواد الدستور الالماني مضيفا ان
النزاع حول بناء المسجد الكبير
بمدينة كولونيا كانت العناصر
اليمينية المتطرفة وراء احتدام
معارضة بناء ذلك المسجد
الا ان محافظ مدينة كولونيا
استطاع وضع حد لارتفاع نبرة
المعارضة . استاذ
مادة التاريخ الحديث في الجامعة
العسكرية بمدينة ميونيخ
ميشائيل فولفسون / يهودي / رأى
بأن منع المآذن في سويسرا ليس
بالشيء الجديد
في التاريخ الاوروبي فعندما
استولى الكاثوليك على اسبانيا
من المسلمين قاموا بتشكيل محاكم
تفتيش واستباحوا حرمة المسلمين
واليهود وكل من هو غير كاثوليكي
وما جرى في سويسرا دليل دامغ على
خطر ازدياد التعصب للقومية
الاوروبية وبالتالي مقدمة
لاحتمال استغلال القومية
الاوربية للنعرات التي تسيء الى
الاسلام تكون بمثابة حجة اخراج
هؤلاء من اوروبا كما فعل
النازيون باليهود قبيل واثناء
الحرب العالمية الثانية اذ
اتهمت الاعلام القومي الاوربي
اليهود باحتكارهم للمال واذلال
الالمان وغيرهم ماليا . وعزا
فولفسون ازدياد المعاداة
للاسلام واليهودية في اوروبا
الى المسلمين انفسهم والتطرف
الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد
الفلسطينيين ودعايات
الفلسطينيين والعرب ضد اليهود
هذه الظاهرة كانت وراء ما جرى في
سويسرا . وطالب فولفسون الحكومة
الالمانية والاوربيين مناقشة
صريحة مع الاسلام والحوار الجاد
مع زعماء المراكز الاسلامية
وانه لا يكفي للمحاور المسلم
اجادة اللغة الالمانية او
الانجليزية والفرنسية انما يجب
على هذا المسلم ان يكون عالما
بالتاريخ الاوربي محيطا
بتطورات السياسة الدولية
وغيرها . الالماني
الايراني نفيد كرماني رأى
معارضة السويسريين لبناء
المآذن منافيا لميثاق حقوق
الانسان وان السويسريين برفضهم
تلك المآذن نفوا بشكل واضح تلك
المقولة التي تقول بأن الشعب
السويسري متسامح . وأكد
كرماني الذي يعتبر خبيرا لشئون
الاسلام لدى بعض المعاهد
السياسية والاجتماعية في هذا
البلد وبالتالي عضو في مجلس
الحوار الاسلامي الذي تنظمه
وزارة الداخلية بين كل فترة
وفترة ممثلا عن مجلس المرتين عن
الاسلام ، ان
للسويسريين وغيرهم الحق بابداء
مخاوفهم من الظاهرة الاسلامية
فازدياد ارتداء الحجاب واطلاق
اللحى في اوروبا يجب ان يوضع حد
لها ، وان تبديد المخاوف من
انتشار الاسلام في اوروبا عاتق
على العلماء المسلمين من خلال
حوار ايجابي واقعي وعلمي يدعو
اليها الاتحاد الاوروبي على حد
اقوالهم . وحول
رأي الاسلام بهدم كنائس وبناء
مساجد مكانها التي كانت ضمن
نزاع ندوة مساء يوم أمس فقد ضرب
احد الصحافيين المسلمين بعض
الامثلة حول بناء الكنائس اذ ان
الاسلام اعطى لمعتنقي
الديانتين المسيحية واليهودية
حقوقهم الكاملة
ولم يذكر التاريخ الانساني
بأن المسلمين امتنعوا عن بنائس
كنائس فالخليفة العباسي ابو
جعفر المنصور بنى كنسيتين
ببغداد وفي أحد احياء دمشق يوجد
كنيسة بجوار مسجد ولا يستطيع
احد التمييز بين برج الكنيسة
ومأذنة المسجد . ويذكر السياسي
الالماني الاشتراكي هانس
يورجين فيجنيفسكي في كتابه عن
النزاع في الشرق الاوسط
والاسلام انه كان يريد دخول
الكنيسة المذكورة التي تقع قرب
المسجد فبدل ان يدخل الكنيسة
دخل المسجد
لأن بابي المسجد والكنيسة
ملتصقين . ولما
دخل الصحابة دمشق اتفقوا مع
نصارى تلك المدينة ان يأخذوا
نصف كنيسة مريحنا ويجعلوه مسجدا
ويعطونهم الكنائس الاخرى فكان
المسلمون يدخلون المسجد
والنصارى الكنيسة من باب واحد .
ولما اراد الخليفة الاموي
الوليد بن عبد الملك توسعة
المسجد رفض النصارى اعطاءه
النصف المتبقي من الكنيسة ولم
يستطع الخليفة المذكور توسعة
المسجد المعروف بمسجد بني امية
الا من خلال عودته لوثائق
الصحابة الذين فتحوا المدينة اذ
تبين له وللنصارى من الكنيسة
كلها كانت ضمن المنطقة التي
دخلها خالد بن الوليد قسرا لن
دمشق افتتحت عنوة وصلحا فقد دخل
خالد بن الوليد دمشق عنوة من
منطقة باب شرق ودخلها أبو عبيد
بن الجراح من باب الجابية صلحا
والتقى المسلمون بالقرب من باب
الفراديس واذا بالكنيسة كلها
كانت ضمن المنطقة التي دخلها
عنوة بالرغم من أن الصحابة رضي
الله عنهم امضوا فتح دمشق صلحا
فوافق النصارى
اعطاء المسلمين البقية
المتبقية من الكنيسة التي كانت
تضم ايضا قبر
راس يحيى عليه السلام . لم يقم
المسلمون في تاريخهم بهدم كنيسة
او صومعة راهب او كنيس مثل ما
فعله الاوروبيون في الاندلس
وصقلية عندما حاولوا طمس جميع
معالم الاسلام فيهما
اذ ان وثائق حقوق الانسان
مضمونة في تعاليم الاسلام
السمحة وذلك على حد قول احد
الصحافيين الذين شاركوا في ندوة
يوم أمس . ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |