ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 31/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

التقارب التركي السوري –

 هل تسحب أنقرة دمشق من طهران ؟

محمد هيثم عياش - ألمانيا

برلين /‏29‏/12‏/09

يعتقد خبير منطقة الشرق الاوسط وبالتالي خبير شئون سوريا في الحزب الديموقراطي الاشتراكي بيتر لاوتِرباخ ان التقارب بين  انقرة ودمشق  جاء جراء جهود حثيثة بذلها الغرب مع انقرة لسحب دمشق من محورها مع طهران هذا المحور الذي ينظر اليه الكثير من الساسة في الغرب دعما قويا لطهران في مواجهتها الغرب بسبب مشكلته مع العاصمة الايرانية الذي يكمن بملفها النووي وبالتالي عاملا قويا لدعم ما يطلق عليه  بمنظمات الارهاب الدولية  وخاصة الجماعات الاسلامية المعادية للكيان الصهيوني ورفضها لاي سلام يحل في المنطقة / على حسب روية الغرب / كما ان دعم سوريا لايران جعلها في قائمة محور الشر الذي يضم ايران وكوريا الشمالية وسوريا والعراق قبل وقوعه تحت الاحتلال الامريكي فايران وسوريا تعتبران داعما قويا لحزب الله وحماس ومنظمات اسلامية اخرى ، بينما تنظر السعودية  الى محور دمشق طهران بقلق شديد جراء دعم  النظام السوري لسياسة ايران التي تكمن بنشر مذهب التشيع بين بلاد  اهل السنة والجماعة  التي تعتبر سوريا معقلا من معاقلهم الرئيسية ودعم دمشق القوي لطهران في التربع على قمة  العالم الاسلامي مضاهية للسعودية التي تعتبر رائدة العالم الاسلامي بلا منازع وحامية لأهل السنة والجماعية . فالبرعم من الخلاف المذهبي بين الشيعة الذين  يحكمون ايران والنصيريين / العلويين / الذين يحكمون سوريا الا ان شيعة ايران ينظرون بعاطفة الى النصيرية في سوريا وتركيا لأنهما اقليتان في بلد اسلامي يعتبران  معقلا لاهل السنة . 

 

جاء ذلك من خلال ندوة دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراسات الدولية المتعاطفة مع حزب الخضر ببرلين يوم الثلاثاء من 29 ديسمبر .

 

ويؤكد لاوتبرباخ  بأن التحالف السوري الايراني لا يعتبر وليد الساعة فهو يمتد الى عهد الشاه بالرغم من انه كان هشا الا انه كسب قوة عند عودة روح الله خميني الى ايران بعد الاطاحة بالشاه ثم ازداد قوة لتأييد خميني النظام السوري ضد الاخوان المسلمين متهما الاخوان بأنهم عملاء لأمريكا . فالرئيس السوري الراحل حافظ أسد قاد بلاده الى عزلة سياسية دولية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق والانظمة الشيوعية الاخرى في اوروبا بالرغم من مواقفه السياسية تجاه تطورات السياسة الدولية التي طرأت على الشرق الاوسط منذ اوائل التسعينات فهو حالف التحالف الدولي ضد العراق عندما غزا صدام حسين الكويت  وبقيت العلاقات بين دمشق وبغداد متوترة استمرت الى زمن الاطاحة بصدام حسين وحتى وقتنا هذا لاتهام بغداد دمشق دعمها للمقاومة العراقية .

 

ويرى لاوترباخ ان التقارب بين انقرة ودمشق جاء جراء مساعي بشار اسد اخراج بلاده من العزلة الدولية التي نجمت عن مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري  كما ان زيارة عاهل السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الى دمشق مؤخرا كانت وراء تشجيع التقارب السوري التركي .

 

ويعتقد خبير شئون منطقة الشرق الاوسط بيتر فيليب ضرورة استغلال الغرب للتقارب بين أنقرة ودمشق اذا ما أراد الغرب بالفعل لعب دور هام باحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط فتركيا تعتبر جسرا هاما يصل الشرق الاسلامي بالغرب المسيحي وحنين الشعب السوري للاتراك قديم فتركيا قادت العالم الاسلامي لاكثر من اربعمائة عام وهي جارة طبيعية لسوريا وللاتراك صلة قرابة بالسوريين وتستطيع انقرة من خلال وساطتها بين دمشق وتل ابيب احراز نتائج ايجابية كبيرة باحلال السلام في المنطقة لا يستطيع الغرب تحقيقها وعلى اوروبا دعم هذا التقارب من خلال دعمها ايضا بحصول تركيا على عضوية الاتحاد الاوروبي كما ان الدول العربية وخاصة دول الخليج في مقدمتها السعودية تنظر الى التقارب بين انقرة ودمشق بارتياح كبير اذ تستطيع انقرة سحب دمشق من محورها مع طهران  .

 

ويرى خبير منطقة الشرق الاوسط وزير الدولة السابق في وزارة  الخارجية الالمانية كريستوف تسوبيل ان التقارب السوري التركي هام للغاية اذ سيؤدي الى تحقيق نتائج ايجابية بمحاربة الارهاب واحلال السلام . وأوضح تسوبيل ان الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يحاول تقوية علاقاته مع الاتحاد الاوروبي عبر الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي يمكن أن يؤدي التقارب السوري التركي الى طموحات دمشق بعودة علاقاتها مع واشنطن بشكل طبيعي عبر انقرة وباريس التي تعتبر صديقة لدمشق من بين الاوربيين اذ سيساهم التقارب التركي السوري والصداقة بين باريس ودمشق عودة السفير الامريكي الى العاصمة السورية الذي غادرها منذ عام 2005 .

 

الا أن قائد الجيش الالماني السابق وعضو رئاسة التخطيط العسكري في حلف شمال الاطلسي / الناتو / كلاوس  ناومان ينظر الى التقارب بين انقرة ودمشق بقلق شديد اذ يعتقد ان التقارب مقدمة لمحور عسكري جديد في المنطقة يضم الى جانب العاصمتين المذكورتين طهران واذا ما تكللت  المساعي بانضمام طهران فانه من المحتمل انضمام الرياض الى هذا المحور الذي يعني مجابهة اسلامية حقيقية لحلف شمال الاطلسي / الناتو /  ليشمل هذا المحور روسيا ودول اسلامية اخرى التي تنظر الى / الناتو / بريبة شديدة ، فتركيا تتطلع الى دور ريادي هام في العالم الاسلامي اذ ان حزب التنمية والعدالة التركي ذو الوجهة الاسلامية ينظر الى العالم الاسلامي وخاصة فلسطين نظرة اشفاق فهو يرى بأن ضياع فلسطين جاء نتيجة القضاء على الدولة العثمانية الاسلامية فبالرغم من العلاقات الممتازة بين انقرة وتل ابيب الا ان هذه العلاقات اصبحت فاترة منذ استلام رجب الطيب اردوجان رئاسة وزراء تلك الدولة واصبحت باردة للغاية منذ الحرب ضد غزة اضافة الى ان الاوروبيين الذين يضعون عوائق تحول دون انضمام انقرة الى عضوية بروكسل جعل من الاتراك يتجهون الى الدول الاسلامية وخاصة العربية منها بقوة لقيام مثل هذا المحور والتحالف مؤكدا ان انقرة لا تقل خطر على الامن العالمي من طهران ودمشق والرياض اذ تستطيع دعم الاسلاميين في كل مكان معربا عن أمله مراقبة الاوروبيين للتقارب بين انقرة ودمشق عن كثب على حد قولهم .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ