ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 27/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

رؤية أمريكية للدور التركي في الشرق الأوسط

(1-2)

أحمد زكريا الباسوسي

شهدت الساحة الدولية في الآونة الأخيرة نشاطًا ملحوظًا للدبلوماسية التركية في مناطق مختلفة من العالم لاسيما الشرق الأوسط، البحر الأسود، بحر قزوين ، ووسط آسيا. الأمر الذي وجه عناية مختلف الأوساط الأكاديمية والسياسية إلى ضرورة إعادة النظر في السياسة الخارجية الأمريكية حيال تركيا. وفى هذا السياق نُشر كتاب بعنوان "ديناميكيات التطور التركي: خيارات استراتيجية للعلاقات الأمريكية ـ التركية" Turkey’s evolving dynamics: strategic choices for U.S-Turkey Relations عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية Center for strategic & international studies لمجموعة من الخبراء في شهر مارس من العام الجاري، كمحاولة لإلقاء الضوء على ضرورة صياغة نهج جديد للعلاقات الأمريكية - التركية سعيًا لتعظيم مصالحهما المشتركة.

وفى هذا السياق سوف تركز هذه المقالة بالأساس على المصالح الاستراتجية لكل من الولايات المتحدة وتركيا في منطقة الشرق الأوسط، على أن تتضمن المقالة الثانية مصالحهما المشتركة في كل من منطقة البحر الأسود، بحر قزوين ووسط آسيا.

 

الشرق الأوسط في الاستراتيجية التركية

يُؤكد الكتاب على أنه بالرغم من السعي التركي نحو مستقبل أوروبي، إلا أنها لا تزال تربطها بمنطقة الشرق الأوسط عديدٌ من الروابط والمصالح. وقد ظهرت الحاجة الماسة لهذا الدور بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة لاسيما بعد الغزو الأمريكي للعراق في مارس من عام 2003. وعن الاستراتجية التركية في الشرق الأوسط، يُؤكد الكتاب على أن تركيا تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة عن طريق ما أطلق عليه التأثير وليس التفاعل في التطورات والتفاعلات الإقليمية.

كما يشير إلى وجود عدة عوامل تُسهم بشكل كبير في تزايد ذلك الدور لعل أبرزها؛ قابلية الدول التي تنتمي لمنطقة الشرق الأوسط لتقبل الاقتراحات التركية، واتجاهها نحو زيادة مستوى التعاون معها في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية منها. فضلاً عن تميز تركيا بأنها قوة جديدة جاذبة تستطيع أن تقدم بديلاً في المنطقة عن كل من واشنطن وطهران.

ولهذا، نصح الكتاب الولايات المتحدة بضرورة مراجعة سياساتها إزاء منطقة الشرق الأوسط، وذلك بإفساح المجال للدبلوماسية التركية في المنطقة مما يسهم في توفير حالة من الاستقرار في العراق، وتقنين السعي الإيراني نحو امتلاك تكنولوجيا نووية، وبذل مزيدٍ من الجهد لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

 

تركيا والمعضلة الأمنية العراقية

تُعد مسألة الحفاظ على الأوضاع الأمنية في العراق أحد الشواغل الرئيسة للسياسة الخارجية التركية لاسيما الحفاظ على وحدة الأرض والإقليم؛ وذلك خوفًا من انتقال النزعة الاستقلالية للأكراد في تركيا في حالة ما إذا حصل أكراد العراق على الاستقلال الرسمي، ذلك فضلاً عن الأهمية الاقتصادية والتجارية للعراق بالنسبة لتركيا.

وعلى هذا المنوال، يُؤكد الكتاب على أن أنقرة في السنوات القليلة الماضية قد اتخذت عددًا من الخطوات الحثيثة التي تسهم بشكل أو بآخر في تحقيق تلك الأهداف سالفة الذكر لعل أبرزها؛ قيام تركيا بدور إيجابي ونشط في العراق من خلال زيادة مستوى التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وتقديم اقتراحات مؤقتة لإدماج أكراد العراق في النظام السياسي العراقي.

أما على الجانب الآخر، ترى العراق أن تركيا تمثل حليفًا وشريكًا سياسيًّا قادرًا على إعادة بناء الاقتصاد العراقي لاسيما البنية التحتية، ذلك فضلاً عن أهميتها فيما يتعلق بقدرتها على تأمين خطوط ومسارات تصدير الطاقة. وفى هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن التجارة والاستثمارات التركية في المنطقة الكردية في شمال العراق تمثل أحد أهم عوامل الاستقرار.

 

تركيا وإيران: نهج تعاوني جديد

على صعيد العلاقات التركية ـ الإيرانية، يُؤكد الكتاب أنه على الرغم من العقود الطويلة من العداء الأيديولوجي بين الإمبراطوريتين السابقتين، إلا أنه في السنوات القليلة الماضية انخرطت كل من أنقرة وطهران في علاقات اقتصادية وسياسية قوية. بالإضافة إلى تطويرهما لآليات جديدة لمكافحة الإرهاب.

تنظر تركيا إلى أن إقامة علاقات جيدة مع إيران وزيادة مستوى التبادل التجاري بينهما على أنهما عنصران هامان لتدعيم استراتيجيتها الإقليمية الواسعة، التي تمنحها القدرة على أن تكون جسرًا لتصدير الطاقة للقارة الأوروبية. كما يُؤكد الكتاب على ترحيب طهران بالمحاولات التركية لكسر عزلتها الدولية، ودعمها اقتصاديًّا من جانب. وأن تقوية العلاقات بينهما سوف تُثني تركيا عن المشاركة في أي أعمال عدائية يمكن أن تقوم بها القوى الغربية ضدها في المستقبل من جانب آخر.

وفيما يخص البرنامج النووي الإيراني، يُشير الكتاب إلى أنه على الرغم من اقتناع تركيا بعدم خطورة برنامج طهران النووي إلا أنها تعارضه على اعتبار أنه سوف يُهدد توازن القوى. فضلاً عن زعزعة الاستقرار في المنطقة. وفى سياق متصل تُؤكد تركيا على وجود عقبتين رئستين أمام سعي طهران لامتلاك التكنولوجيا النووية؛ الأولى: المعارضة الدولية للبرنامج، ثانيًا: العقبات التكنولوجية التي قد تحول دون إمكانية تطوير الأسلحة النووية.

وفى الإطار ذاته، تُؤكد تركيا وفقًا للكاتب على ضرورة انتهاج السبل الدبلوماسية مع طهران لمنع الانتشار النووي، مع استبعاد الحلول أو الجهود العسكرية، لكن هذا الاتجاه لا يمنع وجود بعض الأصوات من الخبراء والنخبة العسكرية الذين ينادون بضرورة بنية تحية وأنظمة مضادة للأسلحة النووية.

 

تقارب تركي ـ سوري جديد

أما على المسار التركي ـ السوري، يُؤكد الكتاب على أن النهج التقاربي بين تركيا وسوريا أضحى أحد المكونات الرئيسة للاستراتيجية التركية في الشرق الأوسط. ولعل أبرز دلالات ذلك التقارب استجابة سوريا للنداءات التركية والتعاون الثنائي بينهما في استئصال حزب العمال الكردستاني، وتزايد مستوى التجارة والاستثمارات بينهما، وتخفيف حده المشكلات المشتركة بينهما لاسيما حيال قضية المياه، فضلاً عن المحاولات التركية لفتح قنوات اتصال جديدة بين سوريا وأوروبا، بالإضافة إلى قيام تركيا بدور الوساطة غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.

وفى سياق ليس ببعيد، أشار الكتاب إلى ترحيب دمشق بالانخراط في علاقة صداقة مع تركيا، بحيث يُسهم ذلك بشكل كبير في القضاء على أي تهديدات عسكرية على حدودها لاسيما في الوقت التي تُمارس فيه الولايات المتحدة كثيرًا من الضغوط على دول جوارها بخاصة العراق، ذلك بالإضافة إلى تدعيم وتقوية موقفها الدولي والإقليمي. أما على مستوى الأهداف متوسطة المدى تسعى تركيا لإقصاء سوريا عن تحالفها وانحيازها لإيران وتقربها للغرب.

 

تركيا وإسرائيل: علاقات معقدة

أما بالنسبة للعلاقات التركية ـ الإسرائيلية، يشير الكتاب إلى أن كافة الشواهد والدلالات، لعل أبرزها ارتفاع مستوى التعاون في كافة المجالات سواء اقتصادية أو عسكرية أو صناعية، تُؤكد أن العلاقات التركية – الإسرائيلية لا تزال تتسم بالقوة، ذلك على الرغم من تعكير صفوها وتعقيدها في الآونة الأخيرة نتيجة تعميق أنقرة لعلاقتها مع خصوم إسرائيل لاسيما سوريا وإيران وحركة حماس، بالإضافة إلى التعاطف التركي مع الفلسطينيين وإدانة ونقد السياسات إسرائيل، وتأكيدها على ضرورة التضامن الإسلامي.

 

ماذا تريد أمريكا من تركيا في الشرق الأوسط؟

وفى إطار الحديث عن المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ينصح الكتاب الولايات المتحدة بضرورة التركيز في علاقتها الثنائية مع تركيا على ضرورة الاستفادة من الدور التركي في العراق، والمتمثل في تسهيل انسحابها من العراق وتدعيم الاقتصاد والطاقة على المدى البعيد.

كما أن على الولايات المتحدة أن تسعى في إطار مبادراتها الدبلوماسية إلى محاولة تقريب وجهات النظر بين القادة الأكراد في كل من تركيا والعراق بهدف التوصل لاتفاق حول كيفية التعامل مع تهديدات حزب العمال الكردستاني؛ مما يضمن وحدة الأراضي التركية ويسهل تواجد الاستثمارات التركية بالمناطق الكردية في العراق.

وفى السياق ذاته، ينصح الكتاب بضرورة عدم اعتبار التقارب التركي ـ الإيراني عائقًا أمام توطيد العلاقات الأمريكية – التركية على اعتبار أن هذا التقارب سوف يكون له تداعيات جيدة على مستقبل الحوار الأمريكي – الإيراني حول القضايا المختلفة.

كما أكد على أن ضرورة مساندة الولايات المتحدة للدبلوماسية التركية، والتي تسهم بشكل كبير في تحقيق مصالحهما وأهدافهما المشتركة، فضلاً عن دورها في تحقيق حالة من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مما يخدم مصالح الولايات المتحدة.

واستمرارًا لإمكانية الاستفادة من تركيا، يُؤكد الكتاب على أن أي خطوات ملموسة من قبل إدارة الرئيس أوباما تنطوي على ترحيب أمريكي بالدور التركي في القيام بالوساطة في الشرق الأوسط سوف تُستقبل بترحاب شديد في أنقرة مما سيصب بالأساس في مصلحة الولايات المتحدة لاسيما في حالتي الحوار مع سوريا وإيران.

وفى إطار إصلاح العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، نصح الكتاب الولايات المتحدة بالاستمرار في دورها التي كانت قد بدأته منذ سنوات في تعزيز العلاقات بينهما، الأمر الذي يُسهم بشكل ملحوظ في إقرار الأمن الإقليمي وتحقيق أمن إسرائيل، وأن على إدارة الرئيس أوباما أن تستغل كل الفرص المتاحة لإصلاح تلك العلاقات التي توترت في الآونة الأخيرة وإعادتها إلى نصابها.

تقرير واشنطن ـ العدد 210 ، 16 مايو 2009

------------------

أمريكا وتركيا: مصالح استراتيجية مشتركة

(2ـ2)

تقرير واشنطن – أحمد زكريا الباسوسي

تناولنا في المقال السابق أهم القضايا الرئيسة التي تربط الولايات المتحدة بتركيا في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في العراق، إيران، سوريا، وإسرائيل، فضلاً عمَّا يُمكن أن يُقدمه الدور التركي في المنطقة لتحقيق المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. على الجانب الآخر يرصد الكتاب العلاقات والمصالح الاستراتيجية المشتركة لكل من تركيا والولايات المتحدة في مناطق ساخنة أخرى لعل أبرزها العلاقات التركية – الروسية وانعكاساتها على علاقتها مع الولايات المتحدة، البحر الأسود، بحر قزوين، القوقاز، ومنطقة وسط آسيا لاسيما أفغانستان وباكستان.

 

تركيا وروسيا: علاقات وطيدة

يُؤكد الكتاب على أن مسألة التقارب التركي ـ الروسي ليست بالجديدة، ولكن قد تم إلقاء الضوء عليها في أغسطس 2008 إبان الحرب الروسية – الجورجية. وتتمثل أهم تجليات ذلك التعاون في نمو التجارة والاستثمارات بينهم في شتى المجالات لاسيما في مجال الطاقة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين الدولتين بحلول عام 2008 ما يقرب من 40 بليون دولار. كما أرجع الكتاب تطوير العلاقات التركية – الروسية إلى العلاقات الشخصية الوطيدة بين كل من رئيس الوزراء الروسي "فلاديمير بوتن" ونظيره التركي "رجب طيب أوردغان".

وفى معرض تحليله للنهج التركي يُؤكد الكتاب على أن تركيا تقوم بعمل توازن واضح بين حلف شمال الأطلنطي باعتبارها عضوًا فاعلاً فيه وبين حليفتها روسيا وذلك تحقيقًا لسياستها المعروفة باسم strategy of zero problems.

 

الاستراتيجية التركية في البحر الأسود، القوقاز، ووسط آسيا.

بالنسبة لمنطقة البحر الأسود، يُؤكد الكتاب على أن تركيا تسعى لتوطيد علاقتها الاقتصادية والأمنية مع دول المنطقة لاسيما روسيا والدول الساحلية الأخرى المطلة على البحر الأسود، وفى هذا الإطار تقاوم تركيا بشده فكرة توسيع عمليات حلف شمال الأطلنطي هناك، وذلك لعدة أسباب لعل أبرزها؛ عدم تغذية التخوفات الروسية، تلافي حدوث التداعيات الوخيمة التي قد تنتج من جراء توسيعها على سبيل المثال وليس الحصر زعزعة الاستقرار في المنطقة.

أما فيما يتعلق بمنطقتي القوقاز وبحر قزوين، يُشير الكتاب إلى أن المصلحة التركية الرئيسة في المنطقة هي الحفاظ على الاستقرار ، مما يسمح لها توسيع تجارتها الإقليمية ويعزز دورها كمركز رئيسٍ لتوريد وتصدير الطاقة.

 

على العكس من ذلك في وسط آسيا، فالتدخل التركي في تلك المنطقة لا يزال محدودًا ويتمثل في تقديم دعم لقوات حفظ الأمن الدولي في أفغانستان وتشجيع استخدام القوة الناعمة بهدف إقرار إيجاد حالة من الاستقرار ودفع عجلة التنمية في أفغانستان، ذلك فضلاً عن المبادرات التي تتبناها التركية لدفع كل من الحكومة الباكستانية ونظيرتها الأفغانية نحو مزيدٍ من التعاون وإقامة علاقات جيدة بما يتضمن ذلك من إجراء مباحثات بين البرلمان التركي والبرلمانات الأفغانية والباكستانية.

وفى هذا الإطار ينصح الكتاب الولايات المتحدة بضرورة دعم الجهود التركية في المنطقة من خلال ما يلي:

أولاً: المساعدة في كبح جماح الهجمات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني في المنطقة.

ثانيًا: على إدارة أوباما العمل على مساعدة تركيا لإقرار الاستقرار والتعاون في منطقة القوقاز.

ثالثًا: تقديم الدعم للجهود التركية لاسيما في المجالات الاقتصادية والأمنية في منطقة البحر الأسود.

 

تركيا: جسرٌ للطاقة

يلعب الموقع الجغرافي لتركيا دورًا كبيرًا في كونها أحد أهم الممرات العالمية لعبور وتصدير مصادر الطاقة المختلفة ـ سواء أكانت نفطية أم غازيةـ، بحيث إنها تشترك في حدودها مع بعض دول منطقة الشرق لاسيما العراق وإيران، فضلاً عن جوارها لكل من روسيا ومنطقة بحر قزوين. وفى هذا السياق يستعرض الكتاب أهم خطوط الأنابيب النفطية والغازية التي تشترك فيها تركيا مع دول جوارها لعل أبرزها ما يلي:

الأول: خط أنابيب البترول كركوك ـ جيهان KirkukـCeyhan oil Pipeline ؛ ترجع أهمية هذا الخط لكونه ينتج حوالي 1.6 مليون برميل يوميًّا بحيث يتم من خلاله تصدير البترول العراقي عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

الثاني: خط أنابيب غاز إيران ـ تركيا IranـTurkey gas pipeline؛ حيث تم الانتهاء من إنشائه في عام 2002 بعد سنوات من التأخير، بحث يبلغ إنتاجه السنوي ما يربو من 10 بليون متر مكعب من الغاز.

الثالث: خط أنابيب غاز بلو ستريم Blue stream؛ يمر هذا الخط تحت مياه البحر الأسود والذي يربط مباشرة بين تركيا وروسيا، وقد بدأ في العمل من بدايات عام 2005 بعد سنوات من التأخير نتيجة أزمة تسعير الغاز بين كل من روسيا وتركيا.

الرابع: خط أنابيب بترول باكوـ تبيسلى – جيهان BakuـTbilisiـCeyhan oil pipeline؛ بدأ هذا الخط في العمل من بدايات عام2006 بطاقة إنتاجية قدرها 850 ألف برميل يوميًّا من الحقول الساحلية في أذربيجان إلى البحر المتوسط.

الخامس: خط أنابيب غاز جنوب القوقازSouth Caucasus gas pipeline؛ يربط هذا الخط الذي بدأ في العمل بحلول عام 2007 بين الحقول الساحلية للغاز في شاه دينزShah Deniz بأذريبجان إلى تركيا عبر جورجيا، بحيث يبلغ إنتاجه اليومي إلى ما يقرب من 8 مليون متر مكعب.

السادس: خط أنابيب غاز تركيا ـ اليونانTurkey – Greece؛ تم الانتهاء من إنشائه في نهاية عام 2007 بطاقة إنتاجية قدرها 7 مليون متر مكعب في العام مع إمكانية زيادة تلك الطاقة إلى 11 مليون بعد الانتهاء من إنشاء مرحلته الأخيرة بين كل من اليونان و إيطاليا.

السابع: مشروعات خطوط الأنابيب العابرة للمضايق التركيةTurkish straits bypass pipelines Projects ؛ الذي يربط بين منطقتي سامسونSamsun وجيهانCeyhan بحيث يشمل هذا المشروع خطين أنابيب رئيسين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع ليس الأول من نوعه فقد تم مناقشة عديدٍ من أمثال هذا المشروع طوال الخمسة عشر عامًا الماضية داخل تركيا دون وضع رؤية واضحة ولا قرارات رسمية تقضي بتنفيذيها.

 

الخيارات الأمريكية في المنطقة

يُؤكد الكتاب على أن الولايات المتحدة عليها أن تقوم بتعظيم مكاسبها من الطاقة في المنطقة عبر تقوية أواصر علاقتها مع تركيا من خلال ما يلي:

أولاً: دعم الدور التركي كجسر لتصدير للطاقة إلى الأسواق العالمية.

ثانيًا: زيادة ورادتها من الغاز لاسيما من منطقتي وسط آسياCentral Asia وبحر قزوين Caspian Sea وذلك اعتمادًا على السبل الدبلوماسية.

ثالثًا: على إدارة أوباما اختيار مبعوثين على قدر كاف من الخبرة يكونون مسئولين عن تعزيز وتنسيق الالتزامات الأمريكية مع حكومات دول وسط آسيا وبحر قزوين لاسيما في مجال الطاقة.

رابعًا: تطوير استراتيجية جديدة لدعم التطورات المتزايدة في المنطقة لاسيما الدعم الاقتصادي لمشروعات الأنابيب التي تربط عديدًا من الدول بعضها ببعضٍ بخاصة الخط الذي يربط بين كل من تركيا واليونان وإيطاليا.

 

خاتمة

إن النخبة الأكاديمية والسياسية في أمريكا قد أصبحت على يقين كامل وبشكل لا ريب فيه أن الدور التركي – سواء أكان في منطقة الشرق الأوسط أم خارجها ـ على درجة كبيرة من الأهمية والتأثير، وأن على الولايات المتحدة إذا أرادت تحقيق مصالحها الاستراتيجية أن تعمل على قدم وساق؛ لتدعم ذلك الدور وتسانده.

وفى هذا السياق جاء اختيار الرئيس أوباما المدروس لتركيا لتكون المحطة الإسلامية الأولى له لتدعيم ذلك الاتجاه باعتبار ما تمثله تركيا من أهمية استراتيجيه لاسيما مع تنامي دورها الإقليمي في الشرق الأوسط، وموقعها الاستراتيجي بين أوروبا ودول الجنوب، فضلاً عن علاقاتها الوطيدة بالقوى الإقليمية المختلفة خاصة الدول التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات مباشرة سواء كانت سلبية أو إيجابية. كما حملت تلك زيارة رسالة أمريكية مفادها أن الولايات المتحدة تدعم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مما أوسع صدر الأتراك، وبالتالي تجلت فكرة تبادل المصالح مع تركيا في حد ذاتها، وليس التقارب مع العالم الإسلامي كما يظن البعض.

تقرير واشنطن ـ العدد 210 ، 16 مايو 2009

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ