ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حلقة
نقاش العرب
والفاتيكان، تحديات وآفاق في
ضوء زيارة البابا للمنطقة الاثنين
25/5/2009م التقرير
العلمي في
حلقة نقاش عقدها مركز دراسات
الشرق الأوسط/ عمان (الفاتيكان يقدم مصلحة إسرائيل على التوازن
في علاقاته مع العرب) عقد
مركز دراسات الشرق الأوسط –
عمان / الأردن في مقره في عمان
وسط الأسبوع الماضي حلقة نقاشية
تحت عنوان "الفاتيكان
والعرب، تحديات وآفاق، في ضوء
زيارة البابا للمنطقة" شارك
فيها نخبة سياسية وفكرية
وأكاديمية متخصصة، وأدار
الحلقة الأستاذ جواد الحمد مدير
المركز . افتتح
الحمد الحلقة بالتأكيد على أن
العلاقة بين الفاتيكان والعرب
ينتظمها الناظم السياسي
والدبلوماسي وليس الديني، وأن
بُعد العلاقة تاريخياً يركز على
الموقف من الصراع العربي-
الإسرائيلي، حيث لم يكن هناك
خطوط علاقات بين العرب
والفاتيكان إلاّ فيما يصدر عن
الفاتيكان من مواقف تؤيد
المشروع الصهيوني أو لا تؤيده. وقد
تناولت الحلقة أربعة محاور،
قدّم فيها الزملاء المشاركون
أوراق عمل مركّزة في كل محور،
وكان المحور الأول بعنوان "تاريخ
العلاقة وتحدياتها ومستوياتها،
قراءة نقدية" قدّم فيها كل من
الدكتور عامر الحافي أستاذ
الأديان في جامعة آل البيت،
والأستاذ سمير سمعان باحث في
التاريخ والآثار القديمة ورقة
في هذا المحور. فقد ركز
الدكتور الحافي في ورقته على
معطيات أساسية صوب علاقة العرب
بالفاتيكان، أهمها: إدراك أهمية
الفاتيكان الروحية والأدبية
التي يحظى بها عند أكثر من مليار
مسيحي كاثوليكي في العالم،
والتداخلات بين الجانبين
السياسي والديني لا بد من
الاعتراف بوجودها وتأثيرها في
طبيعة علاقات الفاتيكان مع
غيره، وأهمية قراءة مواقف
الفاتيكان ضمن طبيعة بيئته
الأوروبية المحيطة لا سيما عند
النظر في استغلال إسرائيل
للنفوذ الصهيوني في الدول
الغربية. وأشار
الحافي إلى خطورة التسليم بفكرة
أن إسرائيل تمثل يهود العالم،
حيث يرى أن إسرائيل ليست هي
الجهة المستحقة للاعتذار عن
مظلمة اليهود السابقة في أوروبا. كما أكد
على أن ثمة ضعفاً في الجهود
العربية في التأثير على مواقف
الفاتيكان مقارنة بجهود الطرف
الصهيوني المتغلغل والنشط في
السياسة الأوروبية وأطرافها. أما عن
محطات التحول في العلاقات
العربية- الفاتيكانية فقد أشار
الحافي إلى أن الوجود المسيحي
في العالم العربي والقضية
الفلسطينية هما أهم خطيّ تماس
بين العرب والفاتيكان، وعند
قراءة التاريخ نلحظ أن مواقف
الفاتيكان تأرجحت في بدايات
القرن العشرين بين معارضته
للحركة الصهيونية ثم التوازن في
تأييده لقرار التقسيم عام 1947م
مع اعترافه بحقوق الشعب
الفلسطيني، ثم بدء المسار
باتجاه إقامة علاقات دبلوماسية
مع أقطاب إسرائيليين في
السبعينيات من القرن الماضي عن
طريق البابوات: بيوس السادس
وبولوس الثاني، ثم انتهى القرن
عام 1998م باعتراف الفاتيكان
بالمسؤولية تجاه المحرقة (الهولوكوست)،
وبدأ القرن الحادي والعشرين عام
2003م بانطلاق مبادرة الحوار
الكاثوليكي- اليهودي بين
الفاتيكان والحاخامية الكبرى
لإسرائيل، والتي تمثل المؤسسة
اليهودية الرسمية للدولة
الصهيونية، وما يزال الحوار إلى
يومنا هذا. وفي
التحديات التي تواجه العلاقة
العربية- الفاتيكانية ركّز
الحافي على أبرزها: التحديات
السياسية في الموقف من القضية
الفلسطينية والقدس، والتحديات
الاجتماعية، وتتمثل في الموقف
من هجرة العرب المسلمين إلى
أوروبا وزواج مسيحيات من
مسلمين، والتحديات الدينية في
موضوع التبشير في الدول
الإسلامية، والتحديات
المشتركة، مثل المخاطر التي
تواجه الأسرة (المسلمة أو
المسيحية). أما
الأستاذ سمعان فقد أشار في
ورقته إلى الاستقبال الكبير
الذي حظيت به زيارة البابا في كل
من الأردن وفلسطين، في مقابل
التعامل البارد وغير المبالي من
قبل الكيان الصهيوني معها، حيث
يلاحظ البابا ويدرك الفارق
بينهما، بالإضافة إلى إدراكه أن
الشعب العربي هنا بمسلميه
ومسيحييه يرتبط بعلاقات
إنسانية سادت منذ مئات السنين،
في ظل الحضارات المسيحية
والإسلامية المتعاقبة. وركز
سمعان على أن زيارة البابا يجب
أن تستثمر الأجواء الطيبة بين
الناس وتزيد في العلاقة بينهم
وأن تحترم حقوق الشعب الفلسطيني
وقضيته العادلة في وجه دولة
البغي والعدوان المتمثلة
بالكيان الصهيوني. وكان
المحور الثاني بعنوان "الأبعاد
السياسية لزيارة البابا
للمنطقة وإشكالاتها السياسية
الدينية والمحلية الاقليمية"
والذي قدّمت فيه ورقتا عمل من كل
من الأستاذ عاطف الجولاني رئيس
تحرير جريدة السبيل، والدكتور
عودة قواس عضو مجلس الكنائس
العالمي والنائب الأردني
السابق. طرح
الأستاذ الجولاني في ورقته
التساؤل حول إمكانية الفصل بين
الديني والسياسي في الزيارة؟
فقد كانت الكنيسة الكاثوليكية
حريصة على أن تكون الزيارة
دينية، إلاّ أنها لم تكن كذلك،
حيث كانت سياسية في المقام
الأول. أما عن
توقيتها فقد أشار الجولاني إلى
أن الزيارة جاءت بعد أسابيع من
العدوان الإسرائيلي الغاشم على
قطاع غزة، وجاءت متزامنة مع
ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني،
وقبيل احتفالات إسرائيل بذكرى
اغتصابها لفلسطين، وبعد أيام من
تشكيل الائتلاف الحكومي
الإسرائيلي الأكثر تشدداً أو
تطرفاً بين الحكومات
الإسرائيلية. كما جاءت الزيارة
بعد أيام من عرض برنامج
تلفزيوني إسرائيلي ينتهك حرمة
السيد المسيح عليه السلام
والسيدة مريم عليها السلام. من
جهة أخرى فقد زار البابا أماكن
تحمل بُعداً سياسياً في
إسرائيل؛ حيث زار متحف المحرقة،
وحائط البراق، ومنزل عائلة
الجندي شاليط، ومخيم عايدة
للاجئين، ولم يزر قطاع غزة رغم
توجيه دعوة رسمية له من رئيس
الحكومة الفلسطينية في غزة
إسماعيل هنية ومن أوساط مسيحية
في القطاع، ولم يزر منزل أي
عائلة أسير فلسطيني معتقل في
سجون إسرائيل. وذكر
الجولاني وجهتي نظر فلسطينيتين
مسيحيتين في تقييم الزيارة،
الأولى لأمين سر الكنيسة
الأرثوذكسية في غزة "حسام
الطويل" الذي عدّ الزيارة "سياسية
بامتياز"، ودعا البابا إلى
العدول عن زيارة المحارق، فإذا
كان قد زار المتحف التاريخي
لمحرقة اليهود التي وقعت قبل
عشرات السنين، فعليه أن يزور
المتحف الطبيعي لمحرقة غزة التي
وقعت قبل عشرات الأيام. والثانية
لرئيس بلدية بيت لحم "فيكتور
بطارسة" الذي أصرّ على أنه
رغم الطابع الديني للزيارة إلاّ
أن زيارته لأحد مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين تعد بياناً
سياسياً. وأبدى
الجولاني عدة ملاحظات سياسية
على الزيارة، منها رفض البابا
خلال زيارته للأردن تقديم أي
اعتذار عن إساءته للإسلام
ورسوله الكريم، ومنها حديث
البابا من فوق جبل نبو في الأردن
عن العلاقة العميقة بين
المسيحية واليهودية، وتجنب
البابا توجيه أي انتقادات
لممارسات إسرائيل العدوانية
تجاه الشعب الفلسطيني
وانتهاكاتها للأماكن المسيحية
والإسلامية في القدس. ورغم
هذا كله إلاّ أن الجانب
الإسرائيلي لم يرض من الزيارة
وأصر على ابتزاز البابا وموكبه،
وهذا ما عُرف من موقف الحاخامين
الأكبرين، ومن موقف رئيس
الكنيست. من هنا
لا يُتوقع أن يكون للزيارة دور
مهم في تطوير العلاقة بين
الفاتيكان والعرب أو الفاتيكان
وإسرائيل. أما
الدكتور قواس فقد قدّم لورقته
بالإشارة إلى رغبة الفاتيكان
بالسيطرة على الأماكن المقدسة
في القدس عبر موافقته على فكرة
تدويل القدس، إذ يسعى الفاتيكان
كغيره من الدول إلى تحقيق
مصالحه الخاصة متأثراً بالنظام
الدولي والضغط الصهيوني، ولذلك
دعا قواس إلى ضرورة إجراء حوار
إسلامي- مسيحي عام شامل، وليس
حواراً مع المذهب الكاثوليكي
وحده الذي يعتبر نفسه ممثلاً
للمسيحية. وأشار
قواس إلى أن التأثير الأردني
الرسمي، أو تأثير الكنيسة
الأردنية بكل مسمياتها
وعناوينها، في موقف الفاتيكان
غير ممكن، وذلك لاعتبارات
الفاتيكان السابقة من رغبته في
تحقيق مصالحه هو، وبسبب تماشي
سياسته مع السياسات العالمية
والرضوخ للضغوط الصهيونية
بعيداً عن العقيدة المسيحية
المتعارضة جوهرياً مع العقيدة
اليهودية، ولذلك يرى قواس أن
العرب الأرثوذكس يختلفون كل
الاختلاف عن المسيحية الغربية
التي انشقت عن الأصل المستقيم
لمصالح غربية سياسية، بالإضافة
إلى عدم وجود مركز بطريرك في
التسلسل الإداري الكنسي
الكاثوليكي في منطقتنا، وهم
يهدفون من ذلك إلى التخلص من ضغط
ترسيم كرادلة عرب لمنعهم من
التأثير في الجسم الانتخابي
للفاتيكان أو مراكز صنع القرار،
ولمحاولة مساواة رئيس كنيستها
في المناطق العربية برؤساء
الكنائس الأصلية في المنطقة
الأرثوذكسية. من هنا
فلا يمكن التأثير في موقف
الفاتيكان على المستوى السياسي
والديني، أما اقتصادياً فيمكن
الإفادة في الجانب السياحي فيه،
وحتى نصل إلى تأثير إيجابي فلا
بد من إجراء حوار مسيحي- مسيحي
جاد حول كافة المواضيع
الخلافية، وإجراء حوار مسيحي-
إسلامي شامل حول التلاحم وليس
التعايش فقط، وبيان موقف
الفاتيكان من القضية
الفلسطينية بوضوح ودون غموض،
وزرع الفاتيكان للثقة بأبناء
هذه المنطقة بإعلان عدم نيته أو
رغبته في السيطرة على الأماكن
المقدسة في القدس الشريف، وعدم
لعب أي دور في موضوع الحل
النهائي لمدينة القدس،
بالإضافة إلى التعهد بالمحافظة
على العهدة العمرية وعلى الواقع
القائم بين كنائس الأراضي
المقدسة والمنطقة. وفي
المحور الثالث "كيف استثمرت
الزيارة عربياً وإسرائيلياً
وما المكاسب والمخاسر عند كل
طرف" قدَّم كل من الأستاذ
الدكتور إسحاق الفرحان وزير
التربية والتعليم الأسبق،
والدكتور رؤوف أبو جابر رئيس
المجلس المركزي الأرثوذكسي في
الأردن وفلسطين ورقة في هذا
المحور. أكّد
الدكتور الفرحان بداية على أن
خسائر الزيارة كانت أكثر من
منافعها عربياً برغم أن العرب
واليهود قد تهيأوا للزيارة،
وأعد كل من جانبه ما يهمه دينياً
وسياسياً. وقد كانت الأجواء
العربية والإسلامية مشحونة
ومنزعجة من موقف البابا ضد
الإسلام ورسوله الكريم، خاصة
أنه لم يقدّم أي اعتذار عن
مواقفه أو كلامه أو نقله لكلام
أحد أباطرة اليونان بهذا الخصوص. وأشار
الفرحان إلى أن هذه الزيارة هي
الأولى للبابا الحالي للمنطقة،
وأول زيارة منذ عقود للمنطقة
والديار المقدسة، وقد جاءت في
ظل أعمال صهيونية ظالمة تجاه
الشعب الفلسطيني وقضيته وأرضه،
مثل الجدار الفاصل، ومحرقة غزة،
والاستيطان، وتهويد القدس،
وهذا كله خلق أجواءً عربيةً غير
إيجابية في وجه هذه الزيارة. أما عن
كيفية استثمار الزيارة عربياً
فقد كسب البابا استقبالا رسمياً
وشعبياً أردنياً مبالغاً فيه،
وزار المغطس، وأرسى حجر الأساس
لكنيستين كاثوليكيتين، وأرسى
حجر الأساس لجامعة لاتينية
كاثوليكية في مأدبا، وفي
المقابل خسر الأردن من الزيارة
أن البابا لم يصرّح شيئاً ضد
الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م
لجزء من المملكة الأردنية
الهاشمية- الضفة الغربية- ، ولم
يزر أي كنيسة أرثوذكسية رغم أن
الطائفة الأرثوذكسية تُكوّن
الأغلبية المسيحية في الأردن،
علما أن زيارته لها تعني وحدة
الصف المسيحي، وأنه يمثل الجميع
لكنه لم يفعل، كما أن البابا زار
جبل نبو بحجة أن سيدنا موسى عليه
السلام دفن فيه، وهذا غير معتمد
تاريخياً، وصرّح البابا أن
لليهود مقامات وآثاراً في
الأردن، وهذا ميل واضح لاسترضاء
اليهود وإساءة بالغة للأردن لا
تُقابِل حفاوة الاستقبال. أما على
المستوى الفلسطيني فقد ذكر
الفرحان أن المكاسب الفلسطينية
محدودة، وكانت الخسارة أكبر؛ إذ
لم يتطرق البابا إلى جذر
المشكلة الفلسطينية وهو
الاحتلال وانتهاكاته، وزار
متحف الهولوكوست وندّد
بالنازية الباغية، ولم يقارن
ذلك بما صنعه الكيان الصهيوني
في غزة قبل أيام، ولم يستنكر
تهويد القدس، ولم يشجب بناء
المستوطنات. ولذلك
يرى الفرحان أن زيارة البابا لم
تكن بالمستوى المقبول عربياً
وأردنياً وفلسطينياً ولم تضف
شيئاً ذا أهمية للقضية
الفلسطينية، بل إنها كانت أقرب
لتحقيق مصالح الاحتلال
الصهيوني. أما
الدكتور أبو جابر فقد شدّد في
ورقته على أن على العرب أن
يعملوا على تغيير صورتهم
السلبية أمام الغرب، وأنه يرى
أن الزيارة في أساسها كانت
روحية. وأكد
أبو جابر أن هناك إشارات مهمة من
جانب البابا لصالح الشعب
الفلسطيني ومنها زيارة مخيم
عايدة للاجئين الفلسطينيين،
وذِكر لفظ الدولة الفلسطينية،
وطلب رفع المعاناة عن الشعب
الفلسطيني. وانتهى
أبو جابر بالمطالبة لتشجيع
الحوار الذي يدعو إلى العيش
المشترك خاصة أن البلاد المقدسة
هي أم الدينين الموجودين (المسيحية
والإسلام). وقدم
الدكتور أمجد قورشة أستاذ علم
الأديان في الجامعة الأردنية
مداخلة أشار فيها إلى أن
تصريحات البابا في جبل نبو تمثل
إهانة للأردن بكل مستوياته،
وتمثل إهانة للمسلمين،
بالإضافة إلى الإساءة التي صدرت
من عريف الصلاة التي قادها
البابا أقيمت في ستاد عمان. وقال
قورشة إن الزيارة تمثل نقطة
جديدة في زرع بذور العنف في
المنطقة، حيث لم تزرع بذور
الودّ والمحبة بين مسيحيي
المنطقة والفاتيكان أو بين
مسيحيي المنطقة ومسلميها،
ولذلك وجه قورشة دعوة للمسيحيين
العرب للتبرؤ من مقولات البابا
المسيئة للإسلام، والتي تنحاز
لإسرائيل. وعقّب
الدكتور قواس بقوله إن البابا
حقّر السلطة الفلسطينية عندما
لم يزر رام الله، بل أجبر محمود
عباس على المجيء إليه في بيت
لحم، بالإضافة إلى أن الفاتيكان
صوّر البابا بأنه نائب المسيح
على الأرض، وهذه المقولة خطيرة
لخطورة الاعتقاد بأن للفاتيكان
عصمة! كما أن زيارته لحائط
البراق ووضع ورقة فيه تمثل
تناقضاً عقدياً مع المسيحية،
وأنه خلع القبعة الحمراء ووضع
البيضاء مثل الكرادلة، وهذه
طقوس يهودية وليست مسيحية. أما
المحور الرابع فكان بعنوان "إمكانيات
دور الأردن في رسم ملامح
العلاقة المستقبلية بين العرب
والفاتيكان، والتأثير على
توجهاته إزاء قضاياهم". وقدّم
فيها كل من الدكتور خالد عبيدات
أستاذ العلوم السياسية
ودبلوماسي سابق، والأستاذ
الدكتور هُمام غصيب نائب الأمين
العام لمنتدى الفكر العربي
وأستاذ الفيزياء ورقة في هذا
المحور. ركّز
الدكتور عبيدات في ورقته على
أهمية الأردن في لعب دور
المبادر في بناء علاقات مسيحية-
إسلامية من جهة وفي بناء علاقات
عربية- غربية من جهة أخرى، وذكر
أن تاريخ الأردن الديني
والحضاري الممتد عبر قرون
وجغرافيته وسياسته وقيادته
تساعد على أخذ هذا الدور بقوة،
وإدارة علاقات مع الفاتيكان. وقدّم
الدكتور غصيب ورقته بالإشارة
إلى أن دور الأردن في إدارة
العلاقات مهم جداً لأسباب
متعددة: تاريخية عبر العقود
الستة الماضية من حيث العلاقة
الدافئة بين الفاتيكان
والأردن، وجغرافية بالأماكن
المقدسة التي تَعُجّ بها الأردن
وبجانبها فلسطين. وسياسية، حيث
يمتاز الأردن بالاعتدال
واعتماد نهج الحوار الحضاري في
التعامل مع الأحداث. وتعليمياً،
حيث يقبل الشعب الأردني على
التعليم بكل قوة وتنتشر فيه
مدارس مسيحية منذ زمن ويتعلم
فيها التلاميذ الحضارة العربية
والإسلامية كغيرهم، ومجتمعاً
تعيش فيه الفئة المسيحية بسلام،
وتشارك في بناء الدولة والمجتمع
كغيرها من المسلمين تماماً دون
أدنى فرق. ورأى
الدكتور غصيب أن الأردن مؤهل
ومخوّل للقيام بدور حلقة الوصل
بين الوطن العربي والفاتيكان. وفي
نهاية الحلقة قدّم الأستاذ جواد
الحمد مدير الندوة مداخلة ركّز
فيها على أهمية العلاقة التي
تربط أبناء الأردن والمنطقة
جميعاً مسلمين ومسيحيين، وتميز
هذه العلاقة عبر قرون مضت، دون
أن يكون هناك تأثير إيجابي من
الفاتيكان في زيادة العلاقة، أو
تأثير سلبي في تراجع العلاقة،
ومن هنا رأى الحمد أن زيارة
البابا لم تكن موفقة في زرع بذور
الحب والمودة بين المسيحيين
معاًَ أو بين المسيحيين
والمسلمين في المنطقة أو بين
العرب والفاتيكان، ورأى أن
الواجب يملي علينا أخذ هذا
الدور بالمحافظة على العلاقات
القائمة بيننا نحن العرب، وأننا
نحن المسؤولون عن الانتصار
لقضايانا والتأثير في الآخرين
لتبنيها. وقدّم
الحمد شكره للزملاء المشاركين
في الحلقة مؤكدا أن الحلقة قد
حققت أهدافها تماماً كما رسم
لها بسبب ما تقدم به الزملاء من
معلومات وتحليلات ورؤى تمثل
عمقاً في هذا الموضوع، وتُغني
الرؤية العربية لعلاقات العرب
والفاتيكان، وتستفيد من الفرص
في ما تواجه من تحديات. وطالب
بأن يكون التعامل العربي
مستقبلا مع مثل هذه الزيارات
أكثر حزما ووضوحا في الترتيبات
وفي الجوهر، وفي ما يخدم مصالح
الأمة وقضاياها. ـــــــــ مركز
دراسات الشرق الأوسط هاتف
4613451- فاكس 4613452 ص.ب 20543 -
عمان (11118) الأردن ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |