ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 10/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مفتي صربيا: الصرب يخططون لشيطنة 

المسلمين تبريراً للعدوان عليهم

مجلة الأمان 7/1/2011

واحدٌ من أعلام المسلمين في صربيا، يشغل منصب رئيس المشيخَة الإسلاميَّة والمفتي العام للبلاد، وهو أحد القيادات البوشناقيَّة التي تتمتع بالشجاعة والمثابرة والنشاط الدؤوب من أجل انتزاع حقوق المسلمين, ليعيشوا بعزة وكرامة على الأرض. تمكَّن في وقتٍ وجيز من قيادة المشيخة في أصعب الظروف، مساهماً في بقاء البوشناق في السنجق، ومؤسساً جامعة إسلاميَّة عالميَّة، كما تمكَّن من انتزاع المجلس القومي البوشناقي، الذي يعتبر أحد أعمدة الوجود الإسلامي في صربيا حالياً. إنه الشيخ الدكتور معمر زوكورليتش، الذي كانت دعوته للحصول على حكمٍ ذاتي في السنجق مؤخراً قد أثارت الكثير من ردود الفعل. من أجل ذلك التقت به شبكة «الإسلام اليوم» وأجرت معه الحوار التالي حول آخر المستجدات في السنجق خصوصاً وصربيا عموماً وقضايا أخرى مهمة، فإلى نص الحوار:

- بدايةً كان نجاحكم في مجلس الأقليَّات قد أثار الكثير من ردود الأفعال، ماذا يمثِّل لكم هذا النجاح، وكيف تقيِّمون ذلك؟

* هذا النجاح ثمرة نضال وتضحية ومعاناة، ومحاولات لنَيْل حقوق المسلمين البوشناق في السنجق وفي صربيا عموماً بعد مائة سنة من المعاناة تحت الحكم الصربي الظالم، وقد استطاعوا في هذه الظروف الصعبة أن يحافظوا على الطاقة للاستمرار في النضال، والتمسُّك بهويتهم الإسلاميَّة، وثقافتهم البوشناقيَّة السنجقيَّة، وهذا بالنسبة إلى المسلمين في المنطقة يعتبر نجاحاً كبيراً، كما يدلُّ على نوعيَّة من المسلمين جيدة وأصيلة، تقود المسلمين وتحضُّهم على أن يواصلوا المسيرة في المنطقة، والالتزام بالمعايير التي تؤهِّلُهم للتمسك بحقوقِهم ومبادئهم، وتحاشي الاصطدام قدْر المستطاع مع محيطهم والأجواء السائدة في أوروبا.

وما جعل هذه الانتخابات مميزةً عما سبقها هو وجود المفتي على رأس قائمة المسلمين، وهذا لم يحدث في المنطقة كلها، خاصةً أن القوائم الأخرى المنافسة تضمُّ جميع الأحزاب السياسيَّة الموجودة في المنطقة، وهي أحزاب تشارك في السلطة على مستوى الوزارات. وفي هذه الانتخابات تدخَّلت شبكات الدولة والسلطة، وسخَّرت إمكاناتها لمنعنا من الفوز، حاولت السلطة في بلغراد بكل الوسائل منعنا من الفوز وإبعادنا من السباق، وعندما عجزت عملت على أن لا يكون فوزنا كبيراً، وإنجازنا تاريخيّاً، بإبعاد أكثر من 20 ألف بطاقة انتخابيَّة، وإبعاد ممثلي الجمعيَّة الثقافيَّة البوشناقيَّة، كما تَمَّ منع الممثلين التابعين لنا في المجالس الرقابيَّة. وفي يوم الانتخابات أرسلت السلطة الحاكمة في بلغراد قوات الشرطة الخاصة إلى نوفي بازارا (عاصمة السنجق)، كان هناك أكثر من 1500 شرطي من القوات الخاصة الصربيَّة جاءت لتضغط على الناخبين، ورغم ذلك حققنا نجاحاً كبيراً، وهو مهمّ للمجلس القومي البوشناقي، للتمثيل الحقيقي للمسلمين

- هل كانت ردود الفعل متوقَّعة؟

* السلطة في بلغراد لا تريد حلّ مشاكل المسلمين، ولا تريد الاعتراف بحقوقِهم، وهذا ما نلمسه من سلوك وممارسات وتعاطي السلطة بما فيها وزارات التعليم العالي والأديان وحقوق الإنسان، وتقوم بالتمييز العنصري والديني ضد المسلمين، وتروّج للاتّهامات ضدهم، ومن بين ذلك استغرابها ممارسة المسلمين للسياسة للدفاع عن حقوقِهم، ووقوف المفتي في صفهم، متسائلةً عن كيف يتدخَّل المفتي في السياسة. هناك معايير مزدوجة في صربيا، فالقساوسة يمارسون السياسة ويشجّعون على ذلك، لاعتقادهم بأن قوَّة الإسلام تكمن في الخلط بين الدين والسياسة، أما إذا تعلَّق الأمر بالمسلمين فهناك معايير أخرى، نحن مستهدفون، وعلينا مواصلة المسير بالعزَّة والكرامة، دون التنازل عن حقوقنا الفرديَّة والجماعيَّة على كل الأصعدة.

- في الفترة الماضية طالبتم الرئيس الصربي بوريس طاديتش، ورئيس الوزراء ميركو سفيتكوفيتش بالتدخل لحلّ قضية البوشناق في صربيا، هل حدثت أي استجابة؟

* رغم كل ما نواجهه من اضطهاد، نبقى ملتزمين بالحوار، وحلّ المشاكل بشكلٍ سلمي، وندعو الشخصيَّات والمؤسَّسات على مستوى الدولة لمنع هذا الظلم المنظَّم الذي يمارس علينا من قِبل وزارات التعليم العالي، والأديان، وحقوق الإنسان. هذا العدوان لا نستطيع أن نسكت عنه، ولكن للأسف هناك سكوتٌ من أعلى هرم السلطة والدولة، ونحن قلنا للرئيس الصربي بوريس طاديتش إن المشاكل تتراكم وهناك ضغط علينا يهدِّد الاستقرار، وإذا ما استمرَّ فإنه سيخرج عن السيطرة.

- قضية حرق مسجد البيرق سنة 2004 م على يد الصرب، دون قيام أجهزة الدولة الصربيَّة الأمنيَّة بتوفير الحماية له، وقد تَمَّ تقديم مجموعة من المجرمين الجناة للمحاكمة، ولكن مع مرور كل هذا الوقت لم يصدرْ أي حكم على أيٍّ من الجناة؟

* لقد تم إشعال النيران في المسجد الوحيد المتبقي في بلغراد، وهو مسجد البيرق، نحن نعرف أنه قبل 150 سنة كان هناك أكثر من 250 مسجداً، دمِّرت جميعها في هذا الجزء من أوروبا، ولم يبقَ سوى مسجد وحيد. وفي عام 2004 م لم يحرقوا مسجد البيرق فقط، بل أحرقوا أيضاً مسجد نيش، فعلوا ذلك بسبب بعض صراع الصرب مع الألبان في كوسوفا، وهذا يدل على أنهم يضعون كلَّ من له علاقة بالإسلام في صفوف خصومِهم، كما يدل على كراهية صربيَّة منظَّمَة ضد المسلمين، رغم أن القضية في كوسوفا قوميَّة في بعدها السياسي، وليست دينيَّة بالضرورة، ولكنهم يخلطون بين هذا وذاك.. بلغراد أكبر مدينة في المنطقة، وفيها يقوم الصرب بإشعال النار في المسجد دون أن تكون هناك سلطة تمنعهم من ذلك، وهذه المحاكمة لم تتمّ، وهذا دليل على التواطؤ، هناك في السنجق أكثر من 20 ألف حالة تعذيب وقعت سنة 1994 في عهد ميلوشيفيتش، ولم يحلّ هذا الملف.. وكان هناك تعذيب، الذين مارسوا التعذيب والاضطهاد وخرق حقوق الإنسان، تمت تبرئتهم بعد إدانتهم، وهذا يوضح حال المسلمين تحت هذا الحكم الظالم. أقول إن هناك إرهاباً منظماً ضد المسلمين من قبل الشرطة، طال أكثر من 20 ألف شخص أمام كل العالم، ثم يغضُّ عنه الطرف، والجناة يعملون حتى الآن في الشرطة والاستخبارات وغيرها من المؤسسات الرسميَّة، وهذه أمور خطيرة جدّاً تتهدد المسلمين.

- من مظاهر العدوان المنظم ضد المسلمين، في السنجق ومنطقة غرب البلقان، رفض إعادة الأوقاف الإسلاميَّة المصادرة إلى المشيخة، وطرد العشرات من معلمي التربية الإسلاميَّة في المدارس الحكوميَّة، وقد دفع ذلك المسلمين لتنظيم مظاهرات، مطالبين بحق أبنائهم في تعلم مبادئ دينهم؟

* هناك ثلاثة أعمدة للاستقرار وبقاء المسلمين في السنجق، هي المشيخة الإسلامية، والمجلس القومي البوشناقي، والجامعة العالميَّة في نوفي بازار. وللأسف الشديد يتمُّ الهجوم على هذه المعالم الاستراتيجيَّة من قبل الجهات الرسميَّة في صربيا، من خلال العمل على تمزيق صفوف المسلمين وصنع مشيخة لعبة من عرائس الكراكوز، ومن خلال إبعاد 93 من المعلمين التابعين للمشيخة الذين كانوا يدرّسون التعليم الديني في المدارس العامة للمسلمين، وذلك لإفساح المجال أمام التنصير المنظَّم في المدارس الحكوميَّة، وكان المعلمون يقومون بعملهم الدعوي، وهناك مخاوف من طرد المزيد من المعلمين، ونحتاج لمن يقف إلى جانبنا في هذه المحنة، فالفتنة أشد من القتل، كما تعمل السلطات الصربيَّة على منع إعادة الأوقاف التي تمت مصادرتها في العهد الشيوعي، وهناك قانون لإعادة الأوقاف، ولكنه يطبَّق فقط على الكنيسة، وليس الأوقاف الإسلاميَّة، وهي إحدى صور التمييز ضد المسلمين، وأحد مظاهر المعايير المزدوجَة. وهناك محاولات صربيَّة لعرقلة عمل المجلس القومي البوشناقي ومنع تطورِه، كما تستهدف الجامعة العالميَّة من خلال رفض منحها التراخيص اللازمة، وفق القانون الجديد، الذي يوجِب على الجامعات الحصول على تراخيص العمل، ويبدو أنَّ سنَّه كان لهذا الغرض، فمنذ 19 شهراً ونحن ننتظر التراخيص، بينما حصلت الجامعة التابعة على جميع التراخيص خلال ثلاثة أسابيع.

- في أيلول الماضي أكَّد مفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي، أولي رين، بأن صربيا لا يمكنها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بدون حلِّ قضيَّة كوسوفا، لماذا لا تعملون على أن يكون حلّ قضية السنجق من شروط انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز وجودكم بتنسيق الجهود مع البوشناق في العالم؟

* لقد تمكَّنا بعون الله من وضع السنجق على لائحة هذه الشروط، فمن بين عشرة شروط لانضمام صربيا الى الاتحاد الأوروبي، تحسين الأوضاع في السنجق، وهي النقطة التاسعة من بين النقاط العشر.

أما بخصوص تنسيق الجهود، فنحن نحاول العمل في هذا المجال، وكما تعلم فإن الشعوب الصغيرة داخل الأراضي المحتلَّة تكون ضحيَّة للعبة الاستخبارات. وفي السنجق استطاعتْ سلطة بلغراد أن تسيطر على أكبر حزبين سياسيين، ونحن نحاول أن نقوي صفوفنا، وقد أسَّسنا لجنة مناصرة السنجق ورئيسها وزير الداخليَّة البوسني الأسبق عبدو حبيب، ومن أعضائها نائب الرئيس البوسني ورئيس الفيدراليَّة البوسنيَّة الأسبق، أيوب غانيتش، والجنرال السابق في الجيش البوسني، رامز ريكوفيتش، وشخصيَّات أخرى، هذه خطوة مهمَّة على صعيد النضال من أجل كسب حقوقنا، ولكن مشكلتنا تكمن في تأخر تحركنا حتى الآن، وبعون الله يمكننا التدارك، فلدينا مؤسَّسات، وكوادرنا شابة، رغم أن عددنا ليس كبيراً، ونحتاج للدعم والكوادر.

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ