ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إستفتاء
جنوب السودان العالم
يركز علي السياسة والنفط، فماذا
عن البشر؟ بقلم
وانغاري ماتاي* وكالة
انتر بريس سيرفس نيويورك,
يناير (آي بي إس) يتوجه
مواطنو جنوب السودان هذه الأيام
إلي صناديق الاقتراع ليقرروا ما
إذا كانوا يريدون البقاء كجزء
من سودان الموحد أو الانفصال
لإقامة دولة جديدة في أفريقيا. وعلي
الرغم من أن الإستفتاء يشمل
الفترة من 9 إلي 15 يناير، إلا أنه
من المتوقع الإعلان رسميا عن
نتائجه في فبراير المقبل.
وسيكون لهذه النتائج، التي يقدر
إلى حد كبير أن تسفر عن قيام
جنوب مستقل، تأثيرا هائلا سواء
في الجنوب أو الشمال. وللأسف،
لا يتجاوز الإهتمام الدولي بهذه
القضية نطاق موارد النفط في
السودان وإحتمالات وقوع المزيد
من الصراعات، فيما لا يكاد أحد
يبالي في هذه اللحظة بما تعنيه
بالنسبة لمواطني السودان وخاصة
النساء. فثمة
أسباب حقيقية للقلق حول مستقبل
المرأة في السودان سواء في
الشمال أو الجنوب. وهناك شريط
فيديو علي "يوتيوب" صدر في
الشهر الماضي وحظي بمتابعة
واسعة، ينذر بشر مستطير لما
يمكن أن ينتهي إليه مستقبل
المرأة بعد الاستفتاء. هذا
الشريط يظهر رجال شرطة سودانيين
في الشمال وهم يضحكون أمام
عملية وحشية لجلد امرأة تتوسل
إليهم طلبا للرحمة. القوانين
التي تسمح بمثل هذه الإنتهاكات
لحقوق الإنسان هذه الانتهاكات
موجودة وسارية وتثير تساؤلات
خطيرة حول حقوق المرأة
السودانية. وأتي ذلك في أعقاب
حالة أخرى، حالة لبني حسين التي
أدينت بتهمة مخالفة القوانين
العامة بسبب إرتدائها سروال في
الأماكن العامة، حالة تضاف إلي
مثيلاتها من سوء معاملة الشرطة
لنساء جنوب السودان بإتهامات
مشابهة. وردا
على فيديو "يوتيوب"، خرجت
مئات من النساء السودانيات وبعض
الرجال السودانيين إلى شوارع
الخرطوم للاحتجاج على مثل هذه
القوانين القمعية التي تسمح
بعقوبة الجلد العلني. وجري
إعتقال بعض المشاركين في
المظاهرة خارج وزارة العدل في 14
ديسمبر الأخير. فتجزم
زينب الصاوي، الناشطة الحقوقية
البارزة وإحدي من أُلقي القبض
عليهم، بأن الجلد العلني
"دليل على القمع المتزايد
للمرأة، ونخشى أن يتنامي هذا
القمع في سودان مجزأ". وعلاوة
على ذلك، أكد الرئيس السوداني
في خطاب ألقاه في منطقة القضارف
في شرق السودان في 19 ديسمبر
الأخير، تأييده لحكم إدانة
المرأة المصورة في شريط
"يوتيوب"، فضلا عن عزمه على
دفع السودان نحو الأصولية
الإسلامية في حال إنفصال
الجنوب. كما
أعرب الرئيس، متجاهلا التنوع
القائم في شمال السودان بما فيه
دارفور وجنوب كردفان ومناطق
أخرى، أعرب بوضوح عن نواياه
لسودان يكون للمسلمين فقط،
وناطقا باللغة العربية، والعمل
بموجب تفسير الشريعة الإسلامية
الأصولية. هذه هي
مؤشرات التخوف بالنسبة لمستقبل
المرأة السودانية التي ناضلت
لعقود طويلة من أجل كسب حيز جديد
تتمكن من شغله بفضل إتفاقية
السلام الشامل بين شمال وجنوب
السودان في عام 2005. ومن بين
هذه المكاسب الحصول علي حصص
تمثيل بنسبة 25 في المئة لنساء
جنوب السودان في السلطتين
التشريعية والتنفيذية ومن
المستوى الوطني إلى المستوى
المحلي، وحد أدنى بنسبة 25 في
المئة من مقاعد الجمعية الوطنية
ومجالس الولايات التشريعية في
شمال السودان . نساء السودان
يريدن مواصلة التحرك نحو تكافؤ
الفرص. حتى
الآن، تم استبعاد النساء إلى حد
كبير من عمليات التفاوض في
مرحلة ما بعد الاستفتاء. وكلف
الاتحاد الأفريقي رئيس جنوب
افريقيا السابق ثابو مبيكي
بأداء دور قيادي في تسهيل
عمليات التفاوض هذه، لكن
مبادرته لم تشمل النساء على
محمل الجد. نحن
نؤيد النساء السودانيات اللاتي
تطالبن بأن تتسم هياكل ما بعد
الاستفتاء بالديمقراطية
والشمول والمشاركة وتعزيز
إحترام حقوق المرأة والطفل.
وشجعتني الجهود الدؤوبة التي
تبذلها النساء السودانيات
الملتزمات بإستمرار التعاون
بين الشمال والجنوب في عملهن من
أجل السلام بغض النظر عن الحدود.
المرأة
بحاجة إلى مواصلة العمل معا
لضمان حماية حقوق الإنسان
لممارسة حقهن كمواطنين
سودانيين فعالين ومسؤولين.وعلي
شركاء الحكومة السودانية في
التنمية، بما فيهم الاتحاد
الأفريقي، ضمان إحترام حكومات
السودان لحقوق المرأة. ومع بدء
عقد الاتحاد الأفريقي للنساء في
عام 2010، أصبح من المتحتم أن يظهر
قادتنا في الاتحاد الأفريقي
التضامن مع نساء السودان. نتطلع
إلى زعماء أفريقيا لضمان أن
تواصل المرأة في السودان سعيها
لتحقيق المساواة والعدالة. ــــــــــ *وانغاري
ماتاي، كينيا، جائزة نوبل
للسلام لعام 2004، والعضوة
المؤسسة بمجلس "مبادرة نساء
نوبل" بالإشتراك مع خمس
حائزات على جائزة نوبل للسلام. (آي
بي إس / 2011) ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |