ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 23/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مستقبل إسرائيل إلى أين ؟

بقلم عادل زعرب*

مستقبل إسرائيل السياسي والامنى والاستراتيجي والعسكري وفي كافة المجالات يتجه إلى أين ؟ سؤال مهم يطرح نفسه ويلقى بظلاله في المرحلة الحساسة التي تمر بها دولة الكيان الإسرائيلي،  والجواب يحتاج إلى شرح وتفسير ودراسات متعمقة تدلل على حجم التحلل في كافة الاصعدة وان الامبراطورية التي يخشاها الكثير قد بدأت بالفعل بالتراخي والتحلل.

وحول مستقبل "إسرائيل" الإستراتيجي صدر كتاب بعنوان مستقبل إسرائيل الاستراتيجي من تأليف و ترجمة وإصدار: مركز "باحث للدراسات لبنان يعالج هذا الكتاب  الشامل الصادر عن مركز آرييل للبحوث السياسية ما سمّاه الأخطار الوجودية التي تهدد الكيان الإسرائيلي، بسبب امتلاك بعض دول المنطقة المعادية لـ"إسرائيل" لأسلحة دمار شامل - وهي دول شريرة وغير عاقلة يمكن أن تقرر في أي وقت ضرب "إسرائيل" والقضاء عليها إذا ما استشعرت ضعفاً في وسائل دفاعها أو ردعها الاستراتيجي! حسب زعمهم

دراسة أخرى عنوانها  "دولة تل أبيب تهديد لإسرائيل" تستعرض دراسة أكاديمية صادرة عن جامعة حيفا ما سمته مخاطر السياسات الخاطئة وعوامل الانهيار الذاتي. وأشارت الدراسة التي أنجزها الجغرافي البروفسور أرنون سوفير إلى الظاهرة الكونية الراهنة المتمثلة بازدياد حجم المدن الكبرى وتعاظمها ديمغرافيا واقتصاديا على حساب الأطراف، جراء الهجرة لها وتركيز الموارد العامة فيها.

ويشير سوفير لخصوصية الحالة في إسرائيل وخطورتها نظرا لكون سكان مركزها -تل أبيب ومحيطها- من اليهود، بينما يتركز فلسطينيو الداخل في أطرافها. ويوضح أن الكيان الإسرائيلي يتقلص يوما بعد يوم وينحصر في منطقة تل أبيب، حيث تتركز الموارد الجوهرية المختلفة ويتزايد عدد اليهود فيها، بينما يستمر ضعف "الأطراف اليهودية" نتيجة التمييز في الخدمات والفرص، والاحتكاك المتواصل مع فلسطينيي 48.

ويستعرض الباحث استئثار مركز البلاد الذي يسميه "دولة تل أبيب" بالموارد والقدرات المرتبطة بالمال والعمل والتربية والصحافة والثقافة، مقابل ضعف الضواحي. وتوجه الدراسة انتقادات لاذعة للصحافة الإسرائيلية لتقوقعها في "دولة تل أبيب وتغطية شؤون حياة الأغنياء وإهمال الأطراف وتشكيل رؤية مشوهة للواقع الإسرائيلي".

و صدر مؤخراً كتاب ، ألفه رجل المخابرات (متاي شتاينبرغ)، وعنوانه (يقفون أمام مصيرهم). والمؤلف مستشار سابق لأربعة رؤساء لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهو بدأ عمله مع الشاباك عام 1991. ويتحدث المؤلف عن إدارة "إسرائيل" لعملية المفاوضات والتسوية مع الفلسطينيين ومع العرب، وينطلق من فكرة أساسية مؤداها أن على "إسرائيل" لكي تنجز تسوية ما تضمن مصالحها على المدى الطويل، أن تنسحب إلى حدود 4 حزيران/ يونيو 1967.

وهو لذلك ينتقد بشدة الحل الذي اقترحه إيهود باراك على الرئيس الراحل ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد 2000، وينتقد بشدة الرفض الإسرائيلي لمبادرة السلام العربية التي أعلنت في قمة بيروت عام 2002.

و تزامنًا مع احتفال اسرائيل بذكرى مرور ستين عامًا على قيامها نشر “مركز ادفا عن المساواة والعدالة الاجتماعية في اسرائيل” تقريرًا جديدًا بعنوان “ثمن الاحتلال... عبء النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني: صورة ومعطيات شاملة، وقد تمثلت الخلاصة الابرز، التي يتوصل اليها، في ان استمرار الاستثمار في الامن على خلفية النزاع مع الفلسطينيين “هو اشبه بحجر الرحى على عنق اسرائيل... فهو يقوّض نموها الاقتصادي، ويثقل كاهل ميزانيتها العامة، ويحدّ من تطورها الاجتماعي، ويشوّش رؤيتها، ويضر بمكانتها الدولية، ويستنزف جيشها، ويفتت ساحتها السياسية، ويهدد مستقبل وجودها كدولة قومية يهودية، بالاضافة الى انه يقتل ويجرح آلاف الاسرائيليين. ان اسرائيل تدفع اذن ثمناً باهظاً جراء استمرار النزاع، وجراء التلكؤ في تطبيق حل يستند الى تقسيم عادل ومتفق عليه”.

وبالاستناد الى ما يؤكد التقرير عليه في امكاننا ان نستنتج ان مشكلة اتساع الفجوات الاجتماعية داخل المجتمع الاسرائيلي تبقى اكثر مشكلات اسرائيل الاقتصادية- الاجتماعية اهمية، على الرغم من بعض المعطيات الاقتصادية الايجابية خلال الاعوام القليلة الفائتة (ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي ومعدل الناتج القومي للفرد، وتحسن ميزان المدفوعات)،

و بالتزامن مع تقرير “مركز ادفا” هذا، نشر “مركز طاوب لدراسة السياسة الاجتماعية في اسرائيل” نتائج المؤشر السنوي بشأن “شعور الامن الاجتماعي” لدى الجمهور الاسرائيلي. واظهرت هذه النتائج ان مجموع النقاط، التي سجلها شعور الامن الاجتماعي، هو 58.2 نقطة، في حين ان مجموع النقاط في المؤشر السنوي السابق (لسنة 2007) بلغ 62 نقطة. وانعكس انخفاض الشعور بالامن الاجتماعي، اكثر شيء، في اجابات المستطلعين، التي اعربت عن الخشية البالغة من البطالة والتدهور نحو الفقر. وعلى نحو خاص فان الشعور بالامن الاجتماعي تقلص لدى اصحاب المدخولات المنخفضة، وذلك من 50.5 نقطة في مؤشر 2007 الى 48.4 نقطة في مؤشر 2008.

كما ابان هذا المؤشر عن وجود اجماع اسرائيلي عام على كون قضية الفجوات الاجتماعية تُعدّ مشكلة مركزية في المجتمع الاسرائيلي الستينيّ السنوات، وعلى ان معظم الجمهور الاسرائيلي يعتقد ان مواجهة هذه المشكلة ينبغي ان تحتل مكانًا متقدمًا في سلم الاولويات الوطنية. وقال اكثر من 75 بالمئة، من الذين استطلع المؤشر آراءهم، ان الفجوات الاقتصادية- الاجتماعية ازدادت حدّة خلال العام الفائت، فيما قال 90 بالمئة منهم ان تقليص الفجوات هو احدى اهم المهمات التي يتعين على الحكومة الاسرائيلية ان تضطلع بها.

وبحسب المؤشر، يعتقد معظم الجمهور الاسرائيلي ان الدولة ومؤسساتها المختلفة لا تبذلان الجهد الكافي لتقليص الفجوات، بل وتساهمان في تفاقمها. كما ابان عن وجود ميل متزايد لدى الجمهور العريض لعدم التوجه الى المؤسسات الرسمية، الحكومية او البلدية، لدى الوقوع في براثن ضائقة اقتصادية او اجتماعية، فيما قال 85 بالمئة ان ما يقوم به متبرعون خصوصيون اصحاب ثروة وجاه من تمويل وتوفير لخدمات الرفاه الاجتماعية يعتبر عملاً مباركًا، مع انه لا يُعدّ مهمًا على المدى البعيد، لناحية محاربة الظاهرة العامة.

يذكر ايضًا ان البروفسور يحزقئيل درور، المتخصص في شؤون التخطيط الاستراتيجي وعضو لجنة تقصي وقائع حرب تموز 2006  لجنة فينوغراد ، سبق ان اعتبر، في سياق دراسة مهمة بعنوان “نحو استراتيجية سياسية- امنية كبرى دافعة لدولة اسرائيل” (صدرت عن “مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية” في جامعة بار ايلان)، ان اسرائيل تعاني من انعدام سياسة اجتماعية واضحة (باستثناء وجود خدمات رفاه اجتماعي ذات مستوى متوسط)، من شأنها ان تدفع قدمًا قيم العدالة الاجتماعية، والتنافس الاقتصاديّ الحرّ في عصر العولمة.

و في ذروة الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل على خلفية مجزرة أسطول الحرية ، و كشفت صحيفة "معاريف" أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أصبح يشعر في الفترة الأخيرة بالقلق والخطر على مستقبل إسرائيل بسبب تدهور الوضع السياسي وتدنى منزلتها في المجتمع الدولي.

وأضافت أن بيريز يشعر بالقلق أيضا من إمكانية أن تتحول المقاطعة التلقائية لإسرائيل إلى مقاطعة اقتصادية منتظمة ولذلك يسعى لتشكيل حكومة موسعة لإنقاذ الوضع من خلال ضم حزب "كاديما" المعارض للائتلاف الحكومي.

وتابعت الصحيفة " خلال الأسابيع الأخيرة ناقش بيريز مع 3 وزراء من حزب الليكود هذه القضية والحاجة إلى توسيع الائتلاف رغم أن زعيمة المعارضة تسيبي ليفنى ترفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو في وضعها الحالي ".

واستطردت " الرئيس الإسرائيلي في وضع كئيب جدا في الفترة الأخيرة بسبب التدهور السريع في مكانة إسرائيل بين دول العالم ، حيث ينتقد بشدة التحركات السياسية بسبب إدراكه أنه لا يوجد مفاوضات سلام حقيقية وخطة سياسية جادة وهذا الوضع يتسبب بضرر كبير في صورة إسرائيل عالميا".

ـــــــــ

*صحفي وكاتب وباحث مختص بالشأن الإسرائيلي من غزة

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

   

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ