ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مخاوف
في سورية من وصول «خماسين» مصر صحيفة
الشرق الأوسط 31/01/2011 يبدو أن
الأمور في سورية للناظر إليها
للوهلة الأولى تجري على ما
يرام، على السطح فقط يبدو أن
الهدوء سيد الموقف في بلد يحكم
بالحزب الواحد منذ نصف قرن. تبدو
دمشق جزيرة من الهدوء في محيط
عربي متلاطم من حولها، تبدو
هادئة ولكنها قلقة إلى حد بعيد. يراقب
المواطنون السوريون بشغف فيما
يبدو ما يدور حولهم في تونس ومصر
وغيرهما من البلدان العربية. على
المستوى الرسمي، لم يصدر عن
القيادة السورية أي موقف واضح
تجاه الأحداث الدائرة في مصر
منذ ستة أيام. لم يلمح السوريون
إلى أي لوم لمبارك وتحاشوا
التعرض بالتأييد أو الشجب لحركة
الاحتجاجات المتزايدة في
القاهرة ضد نظام الرئيس المصري
حسني مبارك.. يلزم السوريون
الصمت إزاء هذه الأحداث الكبرى. يبدو أن
إحكام النظام السوري سيطرته على
وسائل الإعلام، وتحكمه في وسائط
الميديا بكل أنواعها قد قلل من
احتمال تعرض دمشق - حتى الآن على
الأقل - لما تتعرض له عواصم
عربية عدة من حولها، على الرغم
من تشابه الظروف التي أنتجت
حركة الاحتجاجات العربية في مصر
وتونس لتلك الظروف التي يعيشها
المواطن السوري من فقر وبطالة
وانعدام للحريات السياسية
والعامة. ولكن وعلى الرغم من
سطوة النظام الأمني السوري وعلى
الرغم من الخوف الذي يتملك
المواطنين عندما تناقش
الموضوعات السياسية، إلا أن
السوريين يشعرونك أنهم يتطلعون
لتطبيق النموذجين المصري
والتونسي على سورية، إنهم
ينظرون بشغف لما يحدث من حولهم.
يقول أحد المواطنين السوريين
وهو ينتظر دوره في صالون
للحلاقة: «ماذا ينتظر المسؤولون
هنا؟ هل ينتظرون أن تصل موجة
الاضطرابات إلى سورية؟ لماذا لا
ينفتحون بالبلد ويتصرفون بسرعة
قبل أن يصلهم الزلزال»! ما صدر
عن السوريين يوحي بقلقهم مما
يجري حولهم. تشديد المراقبة
لوسائل الإعلام ومواقع
الانترنت وبخاصة المواقع
الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر،
كل ذلك يوحي بخشية من تكرار
النموذج التونسي في دمشق. وفوق
هذا فإن الحكم على معارض يساري
يبلغ من العمر التاسعة والستين
بالسجن لمدة سبع سنوات هذا
الشهر لمجرد أنه دعا إلى مناقشة
فكرة وجود بدائل لحكم البعث في
سورية، كل ذلك يوحي بأن النظام
يعيش على حافة قلق كبير إزاء
الأحداث على الرغم من الهدوء
الظاهري الذي يتعمد السوريون
إظهاره ليكون سمة ما يخرج من
المطبخ السياسي هناك. وعلى
الرغم من أن اختلاف السياستين
السورية والمصرية وعلى الرغم من
أن السوريين والمصريين يدعم كل
منهم فرقاء مختلفين في كل من
فلسطين ولبنان، فإن كلا البلدين
يشتركان في عدة أمور؛ حيث يعيش
البلدان تحت وطأة قوانين
الطوارئ، ويعانيان من الفجوة
الهائلة بين الأغنياء والفقراء
والفساد المستشري بدرجة كبيرة
والبطالة التي تقدر بمعدلات
مقلقة. كذلك
فإن البلدين لديهما تقارب في
معدلات الدخل بالنسبة للفرد،
حيث يبلغ دخل الفرد السنوي في كل
منهما ما يعادل 2500 دولار، وفي كل
منهما نهر كبير (النيل في مصر
والفرات في سورية). وعلى
ذكر الفرات فإن مفارقة عجيبة
حدثت وما زالت تحدث في سورية،
حيث إن سوء إدارة الموارد
المائية قد حول الأجزاء الشرقية
من سورية المحاذية للعراق
وتركيا إلى قفار تجول فيها
الأعاصير والزوابع الترابية. الأزمة
المائية التي تعصف بمناطق الشرق
السوري حدت بمئات آلاف السوريين
إلى الرحيل عن مناطقهم التي
ضربها الجفاف خلال الخمس سنوات
الماضية. كما أن الاضطرابات
التي شهدتها المناطق الكردية في
سورية في عام 2004 التي نشأ عنها
العديد من الضحايا قد خلفت هذه
المناطق منطوية على كم كبير من
الغضب المكبوت. ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |