ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العالم ينفق 322 مليار دولار سنويا علي المخدرات:

أفريقيا، معبر مخدرات آسيا وأمريكا اللاتينية إلي أوروبا

بقلم دانييل كورتزليبين

وكالة انتر بريس سيرفس

واشنطن, يونيو (آي بي إس)

لسنوات طويلة، ساد الإعتقاد بأن تجارة المخدرات العالمية هي مشكلة أمريكية لاتينية أساسا. ومع ذلك، فقد أدار الخبراء أنظارهم مؤخرا تجاه القارة الأفريقية التي تحولت إلي معبر متنامي الأهمية لتجارة المخدرات في العالم، التي تقدر الأمم المتحدة حجمها بنحو 322 مليار دولار سنويا.

فقد أشارت دراسات عرضت علي إجتماع لخبراء تجارة المخدرات بمركز "وودرو ويلسون إنترنشانيول" في واشنطن، إلي أن ما بين 40 و 50 طنا من الكوكايين وحده، تسوق سنويا عبر أفريقيا وخاصة غربها.

لكن الخبراء لفتوا الإنتباه أيضا إلي أن هذه التقديرات تقريبية لكونها مبنية علي كمية المخدرات التي تم إحرازها بالفعل، وهو ما يفتقد للدقة بدوره. وبالتالي يقدر الخبراء أنت تجاوز هذه الكميات إلي حد بعيد التقديرات المطروحة.

وصرح المسئول بمكتب الأمم المتحدة المعني بشئون المخدرات والجرائم، أنطونيو مايثيتللي أن "معدل إحراز الكوكايين في العالم يقدر بنحو 50 في المائة (من الإجمالي المتدوال). وأعتقد أن هذه النسبة تقارب 2 في المائة فقط في غرب أفريقيا".

وأضاف مايثيتللي أنه حتي في حالة العمل بأدني التقديرات، أي بحجم تجارة كوكايين عبر القارة الأفريقية يتراوح بين مجرد 40 إلي 50 طنا سنويا، وهو ما تعادل قيمته 1,8 مليار دولارا، فإن غرب أفريقيا وحده يصبح ثاني "مصدّر" للكوكايين في العالم.

ونظرا لعدم دقة البيانات المتوفرة، يقدر العديد من الخبراء أن كميات الكوكايين التي تباع عبر أفريقيا تفوق التقديرات المتاحة بمراحل بعيدة.

فعلي سبيل المثال قدر بيتير بورجيس، المسئول بإدارة مكافحة المخدرات التابعة للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، أن ما يزيد علي 240 طنا من الكوكايين تعبر القارة الأفريقية سنويا.

وبدورها، أشارت زميلته بنفس الإدارة، كانديز روس، إلي أن تجارة المخدرات في غرب أفريقيا كبيرة الحجم بالمقارنة بإقتصاديات دول المنطقة. وذكرت مثال غينيا بيساو التي بلغ ناتجها القومي الإجمالي 384 مليار دولار في عام 2006، ما يعادل مجرد 50 في المائة من قيمة بيع الكوكايين في الشوارع طيلة ستة أشهر.

ومن الجدير بالذكر أن تجارة المخدرات في أفريقيا عامة وغربها خاصة، تأتي علي قائمة إهتمامات القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا -التي أسستها وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2008- علما بأن الولايات المتحدة تعتمد علي أن يوفر غرب أفريقيا 25 في المائة من النفط الذي ستحتاجه بحلول عام 2020.

هذا ويرجع السبب الرئيسي وراء ظاهرة تصاعد الدور الأفريقي في تجارة المخدرات العالمية، إلي موقع أفريقيا الجغرافي وخاصة قربها من أوروبا حيث إرتفع الطلب علي الكوكايين بصورة ضخمة في السنوات الأخيرة.

فقد بلغ عدد متعاطي الكوكايين في أوروبا 5,5 مليون شخصا في عام 2008، بالمقارنة ب 4,5 مليونا في 2007، و3,5 مليونا في سنة 2006.

كما يجعل موقع أفريقيا الجغرافي منها معبرا ممكنا لتجارة الكوكايين من كولومبيا وفنزويلا، وكذلك لتجارة الهيروين والأفيون من أفغانستان، باكستان، تايلاند وغيرها من الدول الأسيوية.

هذا الموقع الجغرافي، مضافا إليه إنعدام الأمن والرقابة والبنية التحتية، يجعل من أفريقيا قارة ملائمة لتجارة المخدرات العالمية. فتفتقر دول أفريقية غربية إلي قوات بحرية أو قوات حراسة السواحل، ما يترك شواطئها مفتوحة أمام تجار المخدرات الذين ينقلونها بحرا من أمريكا اللاتينية.

كما أن حدود الدول الأفريقية غير مأمونة، ما يسهل مرور الهرويين الآتي من جنوب شرق آسيا، لعبور القارة برا من كينيا ورواندا. كذلك فمن السهل أن تهبط طائرات صغيرة محملة بالمخدرات في الأراضي الأفريقية المفتوحة دون الحاجة إلي مطارات وبالتالي دون أي رقابة.

وأخيرا، يتجاوز القلق المتصاعد تجاه ظاهرة دور أفريقيا في تجارة المخدرات العالمية، مجرد الإعتبارات الصحية والإدمان رغم أهمينها، لتدخل في إطار المخاوف الأمنية الإقليمية والعالمية، حسب بعض الخبراء.

فقد صرح مايكل براون، مدير العمليات السابق بوكالة مكافحة المخدرات الأمريكية، أن هذه الظاهرة تتزامن مع التطور المتواصل "للمنظمات الإرهابية المختلطة" أي تلك التي تجمع بين مصالح التنظيمات الإرهابي وعصابات تجارة المخدرات.

هذا الجمع بين مصالح هذين النوعين من التنظميات يعتبر مناسبا ومفيدا لكل من الطرفين الذين يعملان فيما أسماه براون "الفضاء الخارج عن التحكم".

فتحتاج المنظمات الإرهابية إلي كميات ضخمة من الأموال لتمويل عملياتها، فيما تحقق عصابات تجارة المخدرات إرباحا هائلة، تقدرها الأمم المتحدة بنحو 322 مليار سنويا، وتستفيد في المقابل من "الأمن" الذي يمكن أن توفره لها المنظمات الإرهابية.

(آي بي إس / 2009)

------------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

    

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ