ـ

ـ

ـ

الخميس 28/04/2011

بسم الله الرحمن الرحيم

المانيا : آراء حول الوضع في سوريا

محمد هيثم عياش

برلين /‏26‏/04‏/11

تطرق بعض السياسيين والصحف في المانيا هذا اليوم الثلاثاء حول الاحتجاجات في سوريا ومحاصرة ومداهمة وحدات من الجيش السوري لبعض لمدن درعا وجبلة وبانياس ودمشق التي تعتبر في مقدمة المدن السورية التي اشعلت الاحتجاجات ضد نظام تلك الدولة تطالب بعضها بالاصلاحات السياسية والاقتصادية وارساء الحريات العامة بينما تطالب احتجاجات اخرى بضرورة اعتزال رئيس سوريا بشار اسد الرئاسة وانهاء سيطرة حزب البعث .

ففي حين رأى مدير عام معهد السياسة والعلوم البرليني فولكر بيرتيس الذي درس العربية في دمشق ان النظام السوري يسير الى النهاية وان عهد الاسدية والنصيرية الى زوال الا انها لن تكون على مدى الايام والاسابيع القليلة المقبلة وبدون ان تكون هناك مجازر واراقة دماء  ترتكب  ضد الشعب السوري مؤكدا بأن النظام غير مستقر مستبعدا في الوقت نفسه عدم تدخل الغرب بالوضع السوري لأن الملل اصابه من انشغاله بالتغييرات السياسية  التي طرأت في مصر وتونس  جراء انتفاضة شعبي تلك الدولتين اضافة الى الحرب في ليبيا  ومتابعته لتطورات الاوضاع السياسية في اليمن الا انه اشار الى احتمال تدخل عسكري امريكي في سوريا على غرار تدخله في العراق اذ ان سوريا لا تزال موضوعة على اللائحة الامريكية  لدول الشر . كما طالبت زعيمة الخضر كلاوديا روت الغرب وفي مقدمتهم الحكومة الالمانية عدم التزام الصمت أزاء قمع السلطات السورية للمظاهرات السلمية   واستمرار انتهاك النظام السوري لحقوق الانسان واراقة دماء شعب تلك الدولة معتبرة ان اي نظام  يسفك دماء شعبه   غير جدير بأن يكون شريك سلام في العالم وعلى الغرب معاقبة النظام السوري اسوة بمعاقبته النظام الليبي واذا ما استمر بانتهاج العنف فعلى المجتمع الدولي تقديم زعماء تلك الدولة الى محكمة عدل دولية لنيل جزاء ما اقترفته ايديهم ضد الشعب السوري ، بينما رأى ناطق شئون السياسة الخارجية في الحزب المسيحي الديموقراطي فيليب ميسفيلدر بمنظمة الامم المتحدة الجهة الرئيسية الاولى في العالم التي  يجب ان تتخذ قرارات حاسمة ضد النظام السوري وان عقوبات اقتصادية ضد ذلك النظام اصبح ضرورة ملحة .

الا أن صحيفة / سوددويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / عزت الاحتجاجات في سوريا الى ان نظام تلك الدولة غير صالح للاصلاحات وغير مستعد لتنفيذ وعوده فبدل ان يقوم بشار اسد بتطبيق قرار الغاء الاحكام العرفية ارسل جيشه لمحاصرة المدن السورية وشن حملة اعتقالات ومداهمات  اضافة الى قتل المحتجين وذلك على امل قطع ايدي وارجل المحتجين لتثبيت نظام حكمه  والاحتجاجات جاءت جراء الوعود الكاذبة وعدم المبالاة بشعور الشعب السوري الذي ينظر الى الاقلية العلوية بانها تستهدف مع ايران الاغلبية الساحقة من اهل السنة في ذلك البلد يعتبر شعبه متدينا اضافة الى انه كان اكثر الشعوب العربية غنى وافتقر وانقسم مجتمعه منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في عام 1963 .

واستبعدت صحيفة  / راينيشيه بوست / التي تصدر في مدينة دوسلدورف اي تدخل للغرب في الشأن السوري فنظام تلك الدولة يعتبر هاما للغرب جراء علاقات النظام السوري مع جميع اطراف النزاع في الشرق الاوسط اضافة الى علاقتها الاستراتيجية مع ايران فاذا ما تدخل الغرب في دمشق فانه من المحتمل ازدياد الاعتداءات ضد مصالح الغرب في الشرق الاوسط وازدياد الخطر على الكيان الصهيوني مشيرة ان عقوبات اقتصادية ضد النزام السوري للتخفيف عن شعب سوريا ضرورة ملحة .

ووصفت صحيفة /برلينر تسايتونغ / انتهاج النظام السوري العنف والقسوة ضد المتظاهرين المطالبين بالاصلاحات واقتحام بعض المدن دليل واضح على غباء النظام السوري اذ سيؤدي العنف ضد الشعب السوري الى بروز ظاهرة التظرف  لدى الشباب ومؤيديهم ضد نظام بلادهم اذ سيرغم العنف الشعب السوري مواجهة العنف بالعنف ووقوع حرب شبه اهلية بين الاقلية النصيرية / العلويين / والاغلبية الساحقة من اهل السنة وبتضامن ودعم قوي من نصارى سوريا ضد نظام بلادهم منتقدة المجتمع الدولي متابعته للاحداث بصمت دون اتخاذ اي اجراءات لوقف حمام الدماء ضد الشعب     السوري على أيدي نظامه على حسب هذه الاراء .

وكانت المستشارة انجيلا ميركيل ومعها وزير خارجيتها جويدو فيسترفيليه قد انتقدا قبل يوم أمس الاحد  24 نيسان /ابريل الحالي النظام السوري ولكن بحياء .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ