ـ

ـ

ـ

الأربعاء 11/05/2011

مقابلة مع عالم الإقتصاد البيئي المعروف روبرت ريبيتو

قطاع الطاقة ينفق الملايين لشراء الساسة لتضليل الأمريكيين

بقلم ستيفين لييهي

وكالة انتر بريس سيرفس

أوكسبريدج، كندا, مارس (آي بي إس)

حذر روبرت ريبيتو، أحد أبرز علماء الإقتصاد البيئي الأمريكيين، من أن قطاع الطاقة الأحفورية (النفط والفحم والغاز الطبيعي) ينفق مئات الملايين من الدولارات سنويا للضغط علي الكونغرس وتمويل جماعات تضليل الرأي العام وتغطية الساسة الذين يمولهم، بغية التشكيك في مدي خطورة التغيير المناخي.

وشرح العالم في مقابلة مع وكالة انتر بريس سيرفس، أن كتابه "مشكلة أميركا المناخية: الطريق إلى الأمام" الذي نشرته "إيرثسكان"، يكشف النقاب عن واقع إنفاق قطاع الطاقة الأحفورية هذه المئات من الملايين لزرع الشك وعدم اليقين بل وتضليل المواطنين بشأن المخاطر المناخية الجادة القائمة بالفعل.

وشدد ريبيتو أن "الوقت ينفد. فتدل أحدث البيانات العلمية على أن التغيير المناخي يجري بوتيرة أسرع ويشكل مخاطرا أكبر مما كان يعتقد سابقا”. ونبه إلي أن العالم يجازف بمواجهة "مخاطر لا يمكن السيطرة عليها”.

وقال أن الولايات المتحدة تقع سجينة السياسات المتبعة تجاه التغيير المناخي، وأن نسبة ضئيلة جدا من المواطنين تدرك حقيقة مخاطره. "الغالبية لا يفهمون أن التغيير المناخي يحدث فعلا الآن. ولا يرون الصلة بين هذا التغيير والظواهر المناخية المتطرفة التي يشهدها العالم. والنتيجة أنهم لا يطالبون الساسة بإتخاذ الإجراءات اللازمة”.

وبسؤاله عن الأسباب الكامنة وراء عدم إدراك معظم الأمريكيين لمخاطر التغيير المناخي، أجاب لوكالة انتر بريس سيرفس أن "هناك جهدا منسقا للغاية من جانب قطاع الطاقة الأحفورية، لتمويل مراكز البحوث السياسية الأمريكية اليمينية والليبرالية، لخلق جو من التشكيك (في هذه المخاطر)، تماما مثلما تفعل شركات التبغ بشأن الآثار الصحية للتدخين".

هذا وقد أكد العالم روبرت ريبيتو في كتابه أن "فشل الكونجرس الامريكي للتصدي للتغيير المناخي -وهو أخطر مشكلة بيئية في التاريخ- إنما يبلور أكبر فشل للديمقراطية الأمريكية التي أفسدها المال".

وبسؤال انتر بريس سيرفس له عما إذا كان من الممكن ليس فقط شراء الدعم السياسي، بل وشراؤه بثمن بخس، أجاب "لقد بينت الدراسات أن الإنفاق السياسي من قبل الشركات يتمتع بأعلى عائد إستثماري لتلك الشركات والمنظمات التي يمكن أن تتأثر مصالحها بقرارات الكونغرس”.

وأفاد علي سبيل المثال، أن "السناتور جيمس إنهوف (الجمهوري من ولاية أوكلاهوما) وهو المعارض القوي وصاحب الخبرة الطويلة في وقف التصرف ضد التغيير المناخي، قد تلقي 768،000 دولارا علي شكل مساهمات من قطاع الطاقة الأحفورية والتعدين".

وبسؤاله لماذا ينتخب المواطنون ممثلين عنهم لا يمثلون مصالحهم الحقيقية، قال لوكالة انتر بريس سيرفس أن "الجمهور لا يعلم حقا ما يحدث في واشنطن. لقد إبتعدوا عن العملية السياسية وهناك استياء واسع الانتشار تجاه السياسيين. الناس يشعرون بأن ممثليهم لا يعملون للصالح العام، وهم علي حق في ذلك. ليس من السهل تغيير" هذا الوضع.

"فخلال الانتخابات، ينفق أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ثلاثة أضعاف منافسيهم الإنتخابيين من أجل ضمان إعادة إنتخابهم. كل سناتور ينفق ما يزيد عن خمسة ملايين دولار لضمان إعادة انتخابه”، وفقا للعالم الأمريكي روبرت ريبيتو.

هذا ولقد أكدت إدارة الرئيس باراك أوباما أن التغيير المناخي "يمثل خطرا واضحا وقائما"، لكنها لم تفعل شيئا يذكر في العامي الأخيرين منذ توليها السلطة.

فسألت انتر بريس سيرفس العالم الأمريكي ماذا يمكن للإدارة القيام به في وقت صوت فيه مجلس النواب مؤخرا للصالح إلغاء جميع أشكال التمويل للفريق الحكومي الدولي المعني بالتغيير المناخي؟.

فأجاب روبرت ريبيتو أنه "من المستبعد جدا أن يكون هناك قانون مناخي في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإذا كانت إدارة أوباما تختار التصرف، فيمكنها أن تفعل الكثير قانونيا، كإنفاذ القوانين البيئية المتعلقة بتعدين الفحم التي إتسمت بالتراخي بشكل لا يصدق في ظل إدارة جورج بوش".

وعن زعم معارضي إتخاذ التدابير الواجبة ضد التغيير المناخي بأنها سوف تضر بالعمالة والإقتصاد، أكد لوكالة انتر بريس سيرفس "هذا هو ادعاء كاذب. فقد أظهرت كافة التحاليل الإقتصادية ذات المصداقية أن العكس صحيح. فالتحول إلى مصادر الطاقة الخضراء يعني المزيد من فرص العمل والمزيد من الإقتصاد السليم".

(آي بي إس / 2011)

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ