ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإنترنت
وسيط أساسي معاصر للنشر
الإعلامي: زلزال
الانترنت !! المنشاوي
الورداني* مع
تنامي الثورة الرقمية في العالم
تتزايد التساؤلات حول مستقبل
وسائل الإعلام بكل أنواعها في
العصر الرقمي، وفي زمن تدفق
المعلومات وإتاحتها عبر الفضاء.
وبسبب
زلزال الانترنت أصبحت الصحف
اليومية Newspapers
تعاني من إشكالية التوزيع
مقارنة بالمطبوع، وذلك لتفشي
ظاهرة الانحدار في عدد قراء
الصحف اليومية على مستوى
العالم، وقد شهد توزيع الصحف
تراجعا بنسبة 11% منذ العام 1990 أي
منذ ظهور شبكة الإنترنت بشكل
واسع. كما
يعتبر تدني الرغبة في القراءة
لدى الجيل الجديد من الشباب من
الجنسين ظاهرة جعلت الكثير من
دور النشر لا تعتمد على حجم
مبيعات مطبوعاتها كوسيلة
للبقاء بل اتجهت إلى الدعاية
والإعلان بحثا عن الدخل. من هنا
نجد ان الكثير من الصحف اليومية
الناجحة (اقتصاديا) ليس بسبب
كثرة عدد القراء بل بسبب حجم
الإعلان الذي أصبح المعيار الذي
يقيس مدى نجاح وفشل المطبوعة!
على الرغم من أن الدعاية
والإعلان يستهدفان شريحة معينة
من المجتمع في وقت معين ومنطقة
جغرافية معينة. وقدعانت الكثير
من الصحف اليومية من مصاعب
مالية في عام 2001 ولكن هذه
المعاناة قلت بعض الشيء في عام
2002 ليس بسبب تغير في عدد القراء
أو نجاحات إدارية بل بسبب تدني
تكاليف الطباعة بسب التقدم
التقني في هذا المجال. وفي
دراسة أجريت في الولايات
المتحدة الأمريكية اتضح أنه
يصدر حوالي 1457 صحيفة يومية،
وهذا الرقم اقل بحوالي 154 عن
العام 1990 مما يعني ان ظاهرة عدم
الرغبة في القراءة أدت إلى
اختفاء العديد من الصحف اليومية.
وفي
الدراسة نفسها وجدت ان تدني
مستوى الرغبة في القراءة ظاهرة
متفشية بين الأقليات الأسبانية
بنسبة 35% والآسيوية 46%، هذه
الدراسة وجدت أيضا ان 41% ممن تقل
أعمارهم عن 35 سنة يقرءون الصحف
اليومية، وان 54% من 35 إلى 54 سنة
يقرءون الصحف اليومية، و68% من
الناس وأعمارهم بين 55 سنة أو
اكبر يقرءون الصحف اليومية
بصورة منتظمة. ولقد
شهد قطاع الصحافة اليومية على
المستوى العالمي تحولا كبيرا في
مجال الملكية من الملكية
الفردية إلى الشركات حيث نجد
اليوم ان الكثير منها حوالي 22
شركة تمتلك قرابة 40% من تلك
الصحف والتي تعد أكثر الصحف
اليومية توزيعا على المستوى
العالمي، كذلك نجد على المستوى
العالمي ان اكبر 10 شركات تمتلك
20% من تلك الصحف و51% من التوزيع. وبسبب
الصعوبات التي تواجهها الصحف
اليومية شهد العالم تحولا كبيرا
في المحتوى والطرح، حيث تحاول
الصحف اليوم إجراء الكثير من
التغييرات على ما تقدمه من مواد
رغبة في جذب المزيد من المعلنين
في الدرجة الأولى والقراء في
الدرجة الثانية، كما تركز الصحف
اليومية على المحليات والأخبار
الحكومية أكثر من ذي قبل، كما أن
طبيعة هذه الوسيلة جعلتها تعتمد
على بعض الوسائل الإعلامية
الأخرى الأكثر ديناميكية مثل
القنوات الفضائية. كذلك
بدأت الصحف اليومية، في محاولة
منها للبقاء، الابتعاد عن
المواضيع الدولية التي لا تهم
الكثير من شرائح المجتمع،
وأصبحت المقالات قصيرة كما هو
حال الموضوعات التي تطرح في صدر
الصفحات الأولى لتصل عدد
كلماتها إلى 600 كلمة في المتوسط. كما
توسعت الموضوعات التي تتطرق لها
الصحف اليومية وأصبحت تصدر
بملاحق تغطي موضوعات متخصصة
كالأدب والشعر والأسرة والجمال
والطب والحاسب الآلي وغير ذلك،
وتتطرق الصحف اليومية للاحداث
المحلية حيث نراها تطرح مواضيع
مثل المخدرات والجريمة في
محاولة منها لمنافسة وسائل
الإعلام الأخرى. هذا
ولا يمكن بأي حال من الأحوال
إنكار ما نسميه زلزال الانترنت
على الرغم من عدم وضوح الرؤية من
الناحية الاقتصادية لها ، إلا
إنها دون ادني شك أصبحت من وسائل
الإعلام الهامة والتي تمثل
المصدر الأساسي للكثير من
الأخبار. ففي سبتمبر 2003 كان أكثر
من نصف سكان الولايات المتحدة
الأمريكية على اتصال بالانترنت.
وفي
السنوات الماضية أجريت العديد
من الدراسات حول الانترنت والتي
اتضح من خلالها ان نصف إلى ثلثي
ممن يستخدمون الانترنت يبحثون
عن الأخبار. يضاف الى ذلك ،أن
الفئات العمرية ممن يستخدمون
الانترنت هم من الشباب :أي إنها
تشكل جذبا للفئات العمرية من 18
الى 34. وأوضحت الدراسات على تلك
الفئات أن 55 % من الشباب يتصلون
بالإنترنت بحثا عن الأخبار من
مصادرها. وبعيدا
عن الجوانب الأخلاقية
والمصداقية المصاحبة للكثير من
الأخبار التي مصدرها مواقع
الانترنت، تشكل مواقع شبكة
الانترنت تهديدا كبيرا للصحافة
وبقية وسائل الإعلام ولعل
الدراسات التي أجريت على أفضل
المواقع والتي اتضح أنها مواقع
إخبارية تؤكد أهمية الانترنت
كوسيلة إعلامية إخبارية. ومنذ
أحداث الحادي عشر من سبتمبر
أصبح الإنترنت مهما للكثير منا
كمصدر إخباري وكان ذلك على حساب
التلفزيون التقليدي والصحافة
المقروءة. فاحتل الإنترنت
المرتبة الأولى على مستوى
العالم كمصدر إخباري ثم القنوات
الفضائية ثم الصحف اليومية،
وجاء هذا نتيجة دراسة مسحية
أجرتها شركة Pew Project.
ولكن
يعاب على الإنترنت كمصدر أخبار
ضعف المحتوى وعدم التأصيل
فالكثير من الأخبار لا تزال
تستقى من مصادرها القديمة مثل
وكالات الأنباء وشبكات الأخبار
وغير ذلك. وتشير الدراسات التي
أجريت على شبكة الانترنت إن
قرابة 78% من الأخبار مصدرها قديم
و32% فقط تحمل الأصالة مصدرها نفس
المواقع الإخبارية. كذلك
التحديث حيث نرى أن أحد عيوب
الخبر عبر الانترنت عدم القدرة
على التحديث المستمر والمتابعة
للخبر مقارنة بما يحدث في
وكالات الأنباء والشبكات
الإخبارية. حيث اتضح من خلال
الدراسات على موضوع التحديث ان
ما نسبته 14% فقط من الأخبار يتم
تحديثه بينما الجزء الأكبر لا
تطاله عمليات التحديث. كما ان
ضعف البنى التحتية للاتصالات في
الكثير من الدول يجعل الاستفادة
من الأخبار المصورة محدودا جدا
ويحصرها في الأخبار النصية.
كذلك ارتفاع تكلفة استخدام
الانترنت في الدول الفقيرة يجعل
عدد المستفيدين منها محدودا. نعم
هناك الكثير من الميزات التي
يوفرها الانترنت كوسيلة
إعلامية جديدة مثل التفاعل
وإمكانية التعليق على الأخبار
ولكن لا يزال الوقت مبكرا لكي
نطلق الأحكام بحقها ولكن ما
يمكن قوله الآن هو إن الانترنت
جعل وسائل الإعلام الأخرى تحسب
له الف حساب وتهتم بموضوع جودة
الخبر والتواصل المستمر مع
المستفيدين كعوامل لم تكن في
يوم من الأيام في بال القائمين
على وسائل الإعلام المختلفة. هذا
الاتجاه المتنامي في الإعلام
العام ووسائطه للتعامل مع شبكة الإنترنت
كوسيط أساسي معاصر للنشر
الإعلامي يعتبر ظاهرة ايجابية
خاصة إذا علمنا أن عدد مستخدمي
الـ «ويب» يزيد على بليوني شخص.
وقد أصبح إنشاء مواقع إلكترونية
للصحف المطبوعة ممارسة سائدة،
إضافة الى ظهور صحف إلكترونية
ليس لها أصل ورقي، ومواقع
إخبارية متخصّصة وغيرها. وفي
سياق مماثل، تفرد المؤسسات
الإعلامية التقليدية الإذاعية
والتلفزيونية مساحات لها على
الإنترنت تتيح لمستخدمي الشبكة
العنكبوتية متابعة البث
المباشر لقنواتها، فضلاً عن
مواقع إعلامية تقدّم خدمات
متنوعة. وفي
مقابل ذلك أتاح الإنترنت الفرصة
للمواطن العادي كي يعبّر عن
رأيه، ما جعله صحافياً وناشراً
وأحياناً مخرج أفلام، مثل حال
الملايين التي تضع أشرطة مرئية -
مسموعة على موقع «يوتيوب».
ويشار إلى ذلك بمصطلح «صحافة
المواطن» Citizen
Journalism.
وراهناً، تشهد الإنترنت رواجاً
ضخماً لمواقع الشبكات
الاجتماعية، مثل «فايس بوك»
الذي تجاوز عدد مستخدميه 400
مليون، إضافة إلى المواقع
الاجتماعية المرتكزة على
تقنيات المحاكاة الافتراضية
مثل «سكند لايف»Second
Life. هذا
التحوّل المعلوماتي أكثر من
الإعلام الجماهيري Mass
Media والذي بات
سائداً فيه الحديث عن انخفاض
أرقام توزيع الصحف خاصة في غرب
أوروبا وأميركا شغل أعمال «الملتقى
العربي الأول للصحافة
الالكترونية»، الذي استضافته
القاهرة أخيراً. وناقش الملتقى
هذه القضايا تحت عنوان عريض هو «مستقبل
وسائل الإعلام في العصر الرقمي».
ونُظّم الملتقى بالتعاون بين «المنظمة
العربية للتنمية الإدارية» في
القاهرة، ودار «أخبار اليوم»،
ودار «النهضة العربية» في بيروت.
وشارك فيه باحثون وأكاديميون من
11 دولة عربية، هي لبنان ومصر
والأردن والعراق والكويت
والسعودية وليبيا والمغرب
وسلطنة عمان والسودان والبحرين. حيث
أكد الباحثون أن «الصحافة
الرقمية هي المستقبل لتميّزها
بأنها تحافظ على البيئة عبر عدم
استخدامها خامات ومعدّات قد
تساهم في زيادة التلوث البيئي».
ولعل البعض يتذكّر النقاش
المرير عن مسألة النفايات
الإلكترونية electronic
wastes، التي باتت
مصدراً مؤرقاً لنمط من التلوّث
يضرب البيئة والبشر سوية. ورأى
البعض ان العالم العربي ما زال
مستهلكاً للتكنولوجيا وللنتاج
الثقافي والإعلامي المتطوّر.
وذكرت تقديرات تقول ان عدد
الكتب المتوافرة على الإنترنت
يفوق سبعة ملايين كتاب، لا يزيد
الجديد بينها على 5 في المئة،
وتندرج البقية ضمن إعادة نشر
كتب ورقية صدرت منذ سنوات. وبيّن
أن الإنترنت تضم قرابة 4 آلاف من
الجرائد و30 ألف مجلة عامة
ومتخصصة، مع ملاحظة أن 10 في
المائة منها ليست إصداراً
رقمياً لمطبوعات ورقية، فيما
تصدر البقية ورقياً
وإلكترونياً. كما
عرضت توقّعات ذكرتها دراسة
لشركة مايكروسوفت العملاقة، أن
يشهد العالم المتقدم اختفاء
الصحافة الورقية بحلول العام
2018. وتبدو
الدراسة متوافقة مع ما جاء في
دراسة اخرى بيّنت أن قراء الصحف
الالكترونية يقبلون عليها
لأنها متوافرة على مدار الساعة،
ولا تتطلب قراءتها دفع أموال،
وهي قادرة على متابعة الأخبار
والمعلومات من أي مكان، إضافة
إلى تحديثها المستمر للمادة
الصحافية، وإمكان متابعتها في
شكل مرئي ومباشر في بعض الأحيان...
وتُضاف إلى ذلك ميزة التفاعل مع
القارئ ومشاركته في تحرير مادة
الصحيفة». وأوردت أوراق الملتقى
شواهد تؤكّد تنامي الصحافة
الالكترونية، مثل قول أحد كبار
مالكي الصحف ان الشركات التي
تتوقع من ماضيها المزدهر أن
يحميها من التيار الالكتروني
الجارف، ستندثر وتختفي عما قريب.
وأشار إلى أن هذا المالك عينه
أنفق قرابة 400 مليون دولار على
موقع الكتروني خاص به، فنجح في
اجتذاب 35 مليون متصفح يومياً! كما
تناول الملتقى موضوع «التكنولوجيا
الرقمية وأثرها على الوسائل
السمع بصرية». ولفت إلى دراسة
أُعدت في جامعة كامبردج، بيّنت
وجود 1100 قناة تلفزيونية ناطقة
بالعربية، تصل كلفة تشغيلها إلى
نحو 6.5 بليون دولار سنوياً،
وتتنافس على قرابة بليون دولار
من حجم الإعلانات، وبالتالي
تبلغ خسائر هذه القنوات نحو 5.5
بليون دولار سنوياً. وتشير
الدراسة إلى أن 85 في المئة من
المشاهدين العرب يتابعون 25 قناة
عربية، وتستحوذ 12 قناة منها على
85 في المئة من عائد الإعلانات،
كما تستأثر شبكة «إم بي سي» MBC بأكثر من نصف هذه
النسبة من الإعلان. وأشارت
الدراسة إلى أن عدد العاملين في
الفضائيات العربية يقارب 800 ألف
موظف، مع ملاحظة أن 95 في المئة
منهم ليسوا ممن درس الإعلام
المتلفز ولا ممن تخصّص فيه. ـــــــــ *مترجم
بالتليفزيون المصري ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |