ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مؤتمر المعارضة السورية التشاوري بدمشق 27
حزيران 2011 اختتمت
المعارضة السورية جلسة أولى من
اجتماع تشاوري تعقده في دمشق
اليوم الاثنين، وشارك في
اللقاء، وهو الأول للمعارضة في
الداخل، أكثر من 200 شخصية من
المعارضة السورية في الداخل
ومثقفين سوريين، بينهم ميشيل
كيلو وفايز سارة ولؤي حسين
والشيخ جودت سعيد والروائي نبيل
سليمان، والمخرج السوري محمد
ملص ومأمون البني، إضافة الى
مشاركة عدد كبير من الاحزاب
الكردية. وتركزت غالبية نقاشات
التي تمت خلال اللقاء التركيز
على رفض الحل الأمني للازمة
والحق بالتظاهر السلمي
والاستماع الى مطالب الشعب. وقد
صرح كثير من المعارضين ومنهم
السيد شوقي بغدادي بأن السلطة
لم تثبت رواية العصابات المسلحة
فليس هناك إعلام مستقل يغطي
الحدث. كما أن التعاطي مع
المسلحين المفترضين يجب أن يتم
أمام المحاكم ولا يبرر إطلاق
النار على المتظاهرين. وأنه لا
يمكن الحوار مع السلطة قبل سحب
القوات الأمنية والعسكرية. من
جهته صرح المعارض فايز سارة بأن
الحل الأمني غير ممكن وأنه لا بد
من حل سياسي ينقل سورية إلى
الديمقراطية. ولم يقر بوجود
العصابات المسلحة بين
المتظاهرين رغم الضغوط "الصحفية"
عليه، حيث كانت الوقفة مع
الصحفيين أقرب إلى جلسة انتزاع
تصاريح ولو بأسلوب التزليق أو
التخجيل. كما أكد على حق
المتظاهرين بالتظاهر السلمي
حتى تحقيق المطالب. وقد
أكد الباحث لؤي حسين أن اللقاء
يمثل الشخصيات المشاركة فحسب
ولا يمتثل لا للسلطة ولا لغيرها
ويبحث في حلول للأزمة حسب آراء
المشاركين به. وأن الحوار مع
السلطة يحتاج لتحقيق الشروط
اللازمة للحوار. من
جهته انتقد الناشط الحقوقي
السوري ميشيل كيلو تعاطي
السلطات بـ”طريقة أمنية” مع
الأزمة التي تعيشها البلاد من
أكثر من ثلاثة اشهر. واعتبر
كيلو أن “على النظام ان يغير
تعاطيه مع الأزمة بهذا الشكل
الأمني لأنه بهذه الطريقة سوف
ينقل البلد الى كارثة وهذه ليس
نتيجة للمؤامرة التي يتحدث عنها
النظام بل نتيجة تعاطيه مع
الازمة بهذا الطريقة، التي تعني
دمار سورية”. ودعا
الى “سحب قوات الجيش والامن من
المدن وان بقي يجب ان لا يطلق
النار على المتظاهرين الذين يجب
ان يسمح لهم بالخروج بالتظاهرات
كما يسمح للمسيرات، ومحاورة
المعارضة والاعتراف بأن هناك
أزمة في البلد والاتكاء على
حلول نتائج الأزمة وليس الى حل
مسبباتها”. ورأى
أنه “حتى لو انتصر النظام على
الشعب ستكون دولة مفككة وليس
لها شرعية لأنها فقدت أساسها
الاجتماعي وبدأت أزمة ثقة بين
الدولة والمجتمع”. ودعا
كيلو الى ان زوال النظام القائم
“يجب ان يزول النظام على
المستوى الهيكلي لأنه أوجد سلطة
تخلق المجتمع لا مجتمع يخلق
السلطة وتستمد شرعيتها منه وحق
المواطنة للجميع دون التفريق
والتميز بحسن الدين او المعتقد
او العرق “. وختم
الناشط السوري “ستخرج سورية من
الشرق المغرق في الاستبداد
وستخرج الى رحاب العالم الحديث
وتصبح جزء منه “. من
جانبه، قال منسق اللقاء
التشاوري لؤي حسين “النظام
الاستبدادي الذي يحكم البلاد
لابد له من الزوال وإقامة نظام
ديموقراطي مدني على أسس
المواطنة وحقوق الإنسان ليحقق
العدالة والمساواة لجميع
السوريين دون تمييز بينهم على
أساس العرق أو الدين أو الجنس أو
اللون أو أي أساس آخر”. وأكد
حسين “إننا نجتمع هنا اليوم في
محاولة لتحديد أسباب إعاقة
انتقالنا إلى دولة ديموقراطية
مدنية ولنحاول استناداً لقراءة
واقعنا الراهن وما ينذرنا به من
مخاطر مدمرة أن نضع تصورا عن
كيفية انهاء حالة الاستبداد
والانتقال السلمي والآمن إلى
الدولة المنشودة، دولة الحرية
والعدالة والمساواة”. وأضاف
“نحن نجتمع هنا ليس لندافع عن
أنفسنا أمام سلطات تتهمنا بأبشع
التهم، وليس لندافع عن أنفسنا
أمام من يتهمنا بطيش أو لا
مسؤولية بأننا نخون مطامح شعبنا
أو نساوم على دماء شهداء
الحرية، وليس لنقدم صك براءة أو
شفاعة”. وأوضح
أن سبب الاجتماع هو “لنقول
قولاً حراً، لا سقف له ولا حدود
له سوى ما يمليه علينا ضميرنا من
مسؤلية تجاه شعبنا، الذي ينتظر
منا أن نساهم في تبديد هواجسه من
قادم أيامه، الذي يبدو له
مجهولاً بكل ما يحمل المجهول من
مخاوف”. واعتبر
أن “من الخطأ التاريخي اختزال
الحراك التظاهري والاحتجاجي
الذي انطلق في سوريا منذ حوالي
الثلاثة أشهر والنصف إلى مجرد
صراع على السلطة، وبالتالي فإن
ما قامت به السلطات السورية في
التعامل مع هذا الحراك ليس أكثر
من فعل يعاكس مسار التطور
واتجاه التاريخ”. وبشأن
عدم مشاركة أطراف من المعارضة
السورية في الخارج في هذا
اللقاء قال المعارض السوري
المحامي حبيب عيسى “لم نتمكن من
الحصول على ضمانات من السلطة ان
لا تعتقل اي شخص من المعارضة في
الخارج في حال حضوره الملتقى”. وخلال
انعقاد اللقاء إنضم العشرات من
مؤيدي السلطة تظاهرة امام
الفندق الذي يعقد فيه اللقاء
متهمين المشاركين بأنهم عملاء
للولايات المتحدة ونائب الرئيس
السوري المنشق عبد الحليم خدام
ورئيس وزراء لبنان السابق سعد
الحريري. كما
لجأ إعلام السلطة من جهة لكسب
اللقاء لتلميع صورة النظام
خارجياً، ومن جهة أخرى لانتزاع
اعتراف بشرعية الإجراءات
الأمنية دون جدوى. كما لجأ إلى
السخرية من المعارضين في حرب
مفتوحة على أطياف المعارضة بدأت
بشقها إلى جزء خارجي (حاول
تخوينه) وجزء داخلي، ثم انتقل
إلى تخوين الجزء الداخلي في هذه
المرحلة. ورغم
اعتراض أطياف واسعة من المعارضة
على المؤتمر يبقى جهداً مشكوراً
لمناضلين يضع السلطة أمام
مسؤولياتها ويثبت النوايا
الحسنة للإصلاح من جانب
المعارضة. ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |