ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مشاهدتي
لمخيمات اللاجئين السورين في
تركيا غزوان مصري* جاءني شاب في مخيم الريحانية للاجئين
وقال لي عمو: أنا طالب بكلوريا
" توجيهي " كان قد بقي لي
شهران وأكمل تعليمي الثانوي،
وكان لي أمال وأحلام للدراسة
الجامعية، أما الآن فقد انتهى
كل شيء ، أصبحت لاجئا في مخيم
اللاجئين ، أرجوك ساعدني دلني
على حل !. زيارتي شملت خمسة مخيمات للاجئين السورين
في أنطاكية , فيما كان المخيم
السادس فارغا على أهبة
الاستعداد لاستقبال زوار جدد ...
عندما سألت المسؤول عنه قال :
قبل أسبوعين دخل الحدود أكثر من
ثلاثة ألاف لاجئ دفعة واحدة
ولمدة يومين متتاليين رغم
الأمطار الغزيرة لذلك يجب أن
نكون مستعدين دائما . من خلال لقائي بالمسؤولين الأتراك
القائمين على رعاية المخيمات
وعدد كبير من
اللاجئين السورين من سكان
المخيمات ، وجدت نفسي أمام
مأساة إنسانية حقيقية .. كان لكل
إنسان في هذه المخيمات قصة
وحكاية ,, كل منهم يريد أن يسمع
العالم حجم الظلم الذي تعرضوا
له . حديث اللاجئين كان يبدأ بشكر الحكومة
والشعب التركي الكريم المضياف
وخاصة لرئيس وزراءه السيد رجب
طيب أردوغان، و التقدير
والامتنان اللامحدود لهذه
الضيافة .. رأيت ما قامت به جمعية الهلال الأحمر
التركي من إعداد للمخيمات خلال
فترة قصيرة جدا وتجهيزها
بالاحتياجات
الأساسية للاجئين من ملاعب
للأطفال , وخيام خاصة للترفيه
ومشاهدة التلفزيون ، وخيام
لنشاطات الأولاد ، . المسجد
والحمامات وملعب كرة قدم ،. خيام
مجهزة لغسيل الملابس ، وخيام
لاستقبال الضيوف ، كما قمت
بزيارة المستشفى الميداني الذي
أقامته وزارة الصحة وشاهدت هناك
غرف الاستراحة والمعاينة
والمختبر الطبي، وهناك تحسن
يومي بالخدمات والترتيبات
اللازمة ، هذا ما قاله لي
اللاجئون وما لمسته من خلال
مقارنة زيارتي بسابقاتها . يمكن تلخيص طلبات اللاجئين في النقاط
التالية : أولاً : يطالبون السماح للمؤسسات
الإنسانية الدولية بزيارتهم
وتفقد أحوالهم . ثانيا : يطالبون السماح لمنظمات حقوق
الإنسان التابعة للأمم المتحدة
وغيرها دخول المخيمات
ومقابلتهم لكي ينقلوا لها
معاناتهم . ثالثا : يطالبون السماح
لوسائل الإعلام المحلية
والعالمية للقاء بهم من أجل نقل
معاناتهم للعالم . رابعا : يطالبون السماح لهم بالخروج خارج
المخيمات وزيارة المخيمات
الأخرى وزيارة أقاربهم في القرى
المجاورة والتجوال في المدينة . هذه الطلبات نقلتها للمسؤلين الأتراك
وأخبروني أنهم نقلوا هذه
الطلبات لوزارة الخارجية
المسؤولة الأولى عن الضيوف
السورين وأخبروني بأنه سيتم
دعوة قنوات التلفاز لزيارة
المخيمات خلال الأيام القليلة
القادمة . كما كان هناك طلبات خاصة سجلتها في بعض
المخيمات تتعلق بتحسين الطعام
وتوفر المياه والحمامات وبعض
النواقص الأخرى، وفي أسلوب
المعاملة من بعض القائمين على
المخيم والخدمات الصحية ،
ومشاكل خاصة تتعلق ببعض العوائل
المتفرقة بين المخيمات وطلب جمع
شملهم . البعض يشتكي من نقص في الملابس الخارجية
والداخلية وبعض الحاجات
الخاصة، وطلبوا تأمينها لهم أو
السماح بالخروج
لتأمينها من الأسواق، وعندما
نقلت هذا الطلب للمسؤولين
أخبروني بأنه اعتبارا من الغد
سيتم اختيار ممثلين من المخيمات
وسيخرجون معهم يوميا للتسوق و
لأفراد المخيم من سوق المدينة . الشعب السوري مولع بشرب الشاي والقهوة
على طريقته التي تختلف عن الشاي
الذي يقدم لهم، فطلب مني بعض
السورين أن نأمن لهم مستلزمات
الشاي والقهوة ليصنعها بيده،
نقلت هذا الطلب للهلال الأحمر
التركي فأخبروني أنهم وضعوا خطة
لتأمين مستلزمات مطبخ كاملة لكل
خيمة وستوزع بالقريب العاجل على
الخيام، وسيقام ماركت لكل مخيم . الملاحظات والمقترحات
: المتواجدين بالمخيمات هم شعب ترك وطنه
وماله وبيته وزرعه ، والمستقبل
غامض بالنسبة لهم ، لا يرون قرب
الانفراج، الضغوط عليهم كبيرة
والتهديد والخوف من العودة
لوطنهم أشد المعاناة ، طول
المدة في المخيمات ليست بالسهلة
والتأقلم معها صعب ، مهما كانت
الخدمات متوفرة تبقى حياة
المخيمات حياة مؤقتة وشاقة ،
ودرجة الحرارة بازدياد والعدد
كبير ، حسب مشاهداتي هذا هو أهم
أسباب الاحتقان والتضايق
الحاصل بالمخيمات وينتج عن ذلك
توتر يؤدي إشكالات ببعض الأحيان
. حاجز اللغة بين الضيوف والقائمين على
المخيمات هو عامل يسبب بعض سوء
التفاهم رغم وجود المترجمين،
وأيضا اختلاف العادات وأنواع
الطعام كلها عوامل مع طول الزمن
تظهر بشكل من أشكال المعانات
والصعوبات . النساء والأطفال يمثلون السواد الأعظم في
المخيمات، نقطة تزيد من
المعانات وبحاجة لدقة بالتعامل
الخاص وبتأمين خدمات إضافية،
وخاصة للحوامل والرضع . زيارة بعض الضيوف والممثلين من دول
العالم إلى المخيمات بدون
الحصول على إذن مسبق ، يسبب
إحراج كبير للسلطات التركية
الراعية للمخيمات ، ويسبب
انزعاج كبير للزائر الذي ينتج
عنه توتر للطرفين . المشكلة الكبيرة بالمعلومات المغلوطة
التي تصل للمخيمات التي تسبب
توتر عند اللاجئين، هذه الأخبار
في الأغلب مقصودة لتوتير سكان
المخيم وللضغط عليهم للعودة إلى
بيوتهم ، كثيرون ذكروا لي أن
هناك أشخاص محددون يقوموا بهذا
العمل ، مما يؤدي لأنعكاسات
سلبية على أهل المخيم . مثال على الأخبار المغلوطة ما تواتر من
عدد من اللاجئين وطلبوا مني
التدخل السريع عند الجندرمة
التركية التي تمنع دخول
النازحين السورين على الحدود
ومنهم جرحى وأخبروني ب 21 نازح
بينهم الأطفال والنساء والجرحى
وأن لهم أربعة أيام عالقين على
الحدود ، اتصلت بالمسؤولين
الأتراك، وأُرسلت الجندرمة
مباشرة للأسلاك الشائكة وجاء
التقرير أنه لا يوجد أحد على
الحدود ، وعندما أخبرتهم
بالمخيم بذلك وطلبت منهم تحديد
مكانهم بالضبط لم يأتي الجواب ،
و هذا مثال واحد لمثل هذه
الأخبار التي تُبث بين اللاجئين
لزيادة الضغط عليهم ، مع العلم
أن هناك تعليمات صريحة من رئيس
الوزراء باستقبال كل ضيف من
سوريا . في مقابلة المسؤولين الأتراك وجدت عندهم
إدراك لحجم المأساة الإنسانية
وعندهم رغبة شديدة لتقديم كل
الإمكانات لتوفير سبل الراحة
للاجئين ( لم أسمع كلمة لاجئ من
أي مسؤول تركي وإنما الجميع
يقولون الضيوف ) ولمست حرص كبير
وتفاني في إكرام ضيوفهم رغم
الصعوبات التي يدركونها، ورضاء
الله مبتغاهم . أخيرا شهر رمضان المبارك على الأبواب
وإذا طالت المحنة فدخول فصل
الشتاء والأمطار ومدارس
الأولاد يشكلوا عبء إضافي وتحدي
جديد لسكان المخيمات ، ممكن
التخفيف من هذه الأوضاع بتطوير
وسائل اجتماعية ورياضية
وفعاليات ثقافية فهي تقلل من
عناء عيش المخيمات . 7/7/2011 ـــــــ *ناشط بالعمل الطوعي
----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |