ـ

ـ

ـ

الأربعاء 03/08/2011

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير إعلامي أسبوعي حول الأوضاع في سورية

من يوم الثلاثاء في 26 تموز 2011م إلى يوم الاثنين في 1 آب 2011م

إعداد: (مركز شام) للمعلومات والدراسات

SHAMISC

ما تزال الثورة في سورية مستعرة، وقد تأكّد فشل الحملات العسكرية في تحجيم فعاليات الثورة في المحافظات السورية وبلداتها، وقد حاول النظام -بشكلٍ محموم- إيقاف تصاعد الحراك الشعبيّ قبل حلول شهر رمضان المبارك، لأنه يتوقع تصاعداً كبيراً ونوعياً لفعاليات الثورة، لما لهذا الشهر الكريم من دورٍ كبيرٍ في تجمّع الناس وبذلهم وتضحيتهم وتعاضدهم.. وقد تميّز الأسبوع الفائت بميزاتٍ عدة، أهمها:

1- صدور قانون الأحزاب الجديد: في محاولةٍ يائسةٍ من قبل النظام السوريّ لتطويق الثورة ومحاولة إقناع المجتمع الدوليّ الضاغط، بأنه يقوم بالإصلاحات.. لكنّ محاولته هذه باءت بالفشل التام، إذ تصاعد زخم الثورة الشعبية، واستمرت المظاهرات في كل مكان، لاسيما في حماة ودير الزور والحسكة والقامشلي، فضلاً عن المناطق المحاصَرة، كحمص واللاذقية ودمشق وريفها وتلكلخ والقصير وتلبيسة والرستن وإدلب.. وبدأت تتصاعد في حلب وريفها. فيما نجح الدمشقيون بتوسيع مظاهراتهم إلى منطقة البزورية وسط دمشق، التي تعتبر أحد المعالم التجارية والسياحية القريبة من المسجد الأموي.

2- اعتصامات المحامين السوريين في القصور العدلية: في بعض المدن الرئيسية، من مثل: دمشق وحلب وحماة والرقة. في إشارةٍ واضحةٍ على بدء انقلاب السلطة القضائية على النظام.

3- الجمعة العاصفة (جمعة: صمتكم يقتلنا): إذ اتسعت المظاهرات، فشملت أكثر من مئتين وسبعين مدينةٍ وبلدةٍ ومنطقة، والكل يردّد: الشعب يريد إسقاط النظام. لقد خرج المتظاهرون في معظم أنحاء سورية، لاسيما في المناطق المحاصرة، كاللاذقية وجبلة وبانياس وريف دمشق والبوكمال وإدلب وبلداتها وجسر الشغور. وقد خرجت بلدة (كناكر) بريف دمشق في أكبر مظاهرةٍ لها منذ اندلاع الثورة، رداً على أكبر عمليةٍ عسكريةٍ تعرّضت لها البلدة يوم الخميس في 28/7/2011م. كما أصبح واضحاً أنّ ضغط النظام واشتداد قمعه يزيد من عزيمة المتظاهرين، ويُؤجِّج أوار الثورة.

لقد شهدت دمشق مظاهراتٍ عديدةً هذا اليوم (الجمعة)، على الرغم من أنها كانت ضحية عملياتٍ عسكريةٍ مكثفةٍ للنظام خلال الأسبوع السابق، فقد قام النظام بحملات تفتيشٍ تعسفيةٍ أسفرت عن مئات حالات الاعتقال، التي طالت كثيراً من بيوت أحياء: القدم والميدان والحجر الأسود وركن الدين وبرزة. معظم هذه المناطق حالياً محاطة بنقاط تفتيشٍ وحاملات جنود. والنظام يستفرد بهذه المناطق واحدةً تلو الأخرى، كما يفعل بمحافظاتٍ سوريةٍ الأخرى.

وقد كانت مظاهرات حلب مفاجئة لقوات النظام هذا اليوم (الجمعة)، إذ خرجت المظاهرات في مناطق عدة، بأعدادٍ كبيرة، ما دفع قواته للهرب، بسبب قلة أعدادها أمام أعداد المتظاهرين غير المتوقَّع.

لقد بلغ عدد الشهداء في يوم الجمعة هذا، اثنين وعشرين شهيداً، معظمهم من دير الزور وريف دمشق.

4- الانشقاقات في الجيش: تعدّدت الانشقاقات داخل الجيش السوري، لاسيما في المناطق المحاصَرة، ويمكننا تسمية يوم الجمعة الفائت (جمعة صمتكم يقتلنا) بجمعة الانشقاقات والمجابهات بين قطعات الجيش السوريّ. وقد امتدت هذه الانشقاقات، من الزبداني ومضايا بريف دمشق، إلى دير الزور وحماة. وكان الانشقاق الأكبر حتى الآن في دير الزور، إذ انشقت الكتيبة المدرعة 137 من الفرقة السابعة، وهاجمت المحافظ وشبيحته، ووردت أنباء عن مقتله ومقتل مدير الأمن السياسي في المحافظة. وبهذا الخصوص، تم الإعلان عن انطلاقة (جيش سورية الحرّ) بقيادة العقيد المنشق (رياض الأسعد).

5- إعلام الثورة: سجل هذا الأسبوع تطوراً في إعلام الثورة، إذ استُخدِم البث المباشر للمظاهرات عبر التلفاز وشبكة الإنترنت في مناطق عديدةٍ جديدة، من مثل: درعا والكسوة وحمص وحماة.

6- اجتياح تصعيدي خطير من قِبَل النظام: إذ اجتاحت قواته -في وقتٍ واحدٍ- مدن حماة ودير الزور والبوكمال ودوما والمعضمية وبعض أحياء حمص ومناطق إدلب ودرعا.. وذلك في خطوةٍ طائشةٍ يحاول النظام بواسطتها أن ينهي الثورة قبل حلول شهر رمضان، ما أسفر عن وقوع أكثر من مئتي شهيد، بعضهم من الأطفال، ومئات الجرحى والمعتقلين، وذلك خلال أقل من أربعةٍ وعشرين ساعة، وقُصِفَت المساجد والمستشفيات والبيوت، واقتُحِمَت الأحياء بالدبابات وقوات الشبيحة والأجهزة المخابراتية، واستخدِمَت القنابل المسمارية أول مرةٍ ضد المتظاهرين. وما تزال الحملة المسعورة هذه مستمرةً حتى ساعة إعداد هذا التقرير. وفي خطوةٍ تصعيديةٍ أخرى، اعتقل النظام شيخَ عشيرة البقّارة الكبيرة: نواف البشير، في محاولةٍ لجرّ الثورة إلى شراك الطائفية والحرب الأهلية المسلّحة.

8- إحصائيات نتائج جرائم النظام حتى هذا اليوم:

- ضحايا التظاهرات: تجاوزت (2161) شخصاً.

- ضحايا التظاهرات من المدنييّن: (1776) شخصاً.

- الضحايا من الأطفال دون سن الخامسة عشرة: أكثر من مئة طفل.

- ضحايا التظاهرات من العسكرييّن: (385) عسكرياً، قتلتهم الأجهزة المخابراتية والشبيحة.

- المفقودون: أكثر من (3000) مفقوداً.

- الممنوعون من السفر: أكثر من (650) معارِضاً.

- ضحايا التظاهرات الذين استشهدوا في السجون تحت التعذيب: ( 53) معتَقَلاً.

- المعتقلون: أكثر من (15000) معتَقَلاً.

- اللاجئون منذ بداية الثورة: (12577) لاجئاً.

- اللاجئون في تركية: (10227) لاجئاً.

- اللاجئون في لبنان: (2350) لاجئاً.

9- ردود الفعل الدولية وتصريحات عديدة في الشأن السوريّ:

- الرئيس الأميركي أوباما: [التقارير القادمة من مدينة حماة مرعبة، وتبين حقيقة النظام السوري. مرة أخرى، أظهر الرئيس الأسد أنه غير قادر -على الإطلاق- وغير راغب بقبول المطالب الشرعية للشعب السوري].

- الخارجية الأميركية: [تلاحظ الولايات المتحدة أنّ الهجمات العسكرية، قد وصلت إلى مرحلة حربٍ شاملةٍ ضد الشعب السوري، وتراها دليلاً على أنّ يأس الحكومة السورية وصل إلى مدىً بعيد. وهذه جريمة لا تغتفر، أن ترسل حكومة دباباتها لإبادة شعبها].

- وزارة الخارجية التركية: [إنّ تركية تكرّر دعوتها الحكومةَ السورية، إلى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية، للتوصّل إلى حل. وإنّ هذه العمليات (العسكرية) لن تؤدي إلى حل. وفيما تتوقع تركية من سورية العمل لإحلال جوٍّ سلميٍّ خلال شهر رمضان المبارك، فإنها وكل العالم، الإسلامي تشعر بالحزن الشديد وخيبة الأمل جرّاء التطورات الحالية عشية شهر رمضان. وإنّ عمليات القمع الدموية للمدنيين تُلقي بالشك على تصميم الحكومة (السورية) ومصداقيتها في حل الأزمة بالوسائل السلمية].

- وزير الخارجية البريطاني: [أشعر بالاستياء الشديد للتقارير التي تفيد بأنّ قوات الأمن السورية اقتحمت مدينة حماة بالدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى مقتل العشرات. إنّ مثل هذه الأعمال ضد المدنيين الذين يحتجّون سلمياً بأعدادٍ ضخمةٍ في المدينة منذ أسابيع، غير مبرَّرة. إنّ الرئيس الأسد مخطئ إذا اعتقد أنّ القمع والقوة العسكرية سينهيان الأزمة في البلاد. يجب أن يوقِف هذا الهجوم على شعبه].

- وزير الخارجية الفرنسي: [على المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السوريين، أن يعلموا أكثر من أي وقتٍ مضى، أنهم سيحاسبون على أفعالهم].

- وزير الخارجية الإيطالي: [لقد وقع فعل بشع من أفعال القمع العنيف ضد المحتجين السوريين].

- وزير الخارجية الألماني: [إنّ الذي نشهده في سورية اليوم صدمني بشدة، وإنّ الحكومة الألمانية تطالب الرئيس الأسد بوضع حدٍّ فوريٍّ لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين. وفي حال لم يبد الرئيس الأسد استعداده لتغيير أساليبه، سنفرض عليه عقوباتٍ جديدةً مع شركائنا الأوروبيين].

- خبير روسي مقرّب من الحكومة الروسية، قال في تصريحٍ غير مسبوق: [إنّ روسية قد تضطر إلى تغيير موقفها من القضية السورية. وإنّ الأحداث الجارية في مدينة حماة، تعيد إلى الذهن ما شهدته هذه المدينة في عام 1982م، عندما قام الرئيس حافظ الأسد والد الرئيس السوري الحالي بإخضاع المدينة بالقوة].

- الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري: [إننا في لبنان لا يمكن -تحت أي ظرفٍ من الظروف- أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن، لتمكين الشعب السوري من تحديد خياراته بنفسه، بحريةٍ وفي إطار حقوقه الإنسانية، وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها في أسرع وقتٍ ممكن].

- الإخوان المسلمون في سورية، في بيانٍ خاص: [إنّ ما يجري في سورية اليوم، هو حرب تطهيرٍ عرقيّ، على خلفياتٍ واضحة المضامين والعناوين. إنّه مع حرب الإبادة المفتوحة التي ربطها نظام العار بهلال رمضان المبارك، أصبحت هذه الحرب التي يشنّها النظام على هويّة الأمّة وعقيدتها وشعائرها، لا تحتاج إلى التعريف والتحديد. إنّ ما يجري في سورية اليوم هو جريمة ضدّ الإنسانية بالمعنى الإنساني والحقوقي، وإن صمت عليها أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو جريمة ضدّ الإسلام وعقائده وشعائره وأبنائه، حرب تطهيرٍ دينيّ، مايزال هذا النظام يمارسها على الهويّة، ضدّ أبناء سورية العربية المسلمة، على مدى أربعة عقود، استئصالاً واعتقالاً وإقصاءً وتشريداً].

- المعارض السوري هيثم المالح: [النظام السوري فقد شرعيته فعلياً، ولا نحتاج لتصريحاتٍ خارجيةٍ لتأكيد ذلك].

- المعارض السوري رياض الترك: [فقط رحيل الأسد، سيؤسِّس لنظامٍ ديمقراطيٍّ في سورية].

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ