ـ

ـ

ـ

الثلاثاء 13/09/2011

المانيا / تداعيات جريمة النرويج

هيثم عياش

برلين /‏26‏/07‏/11

يرى خبراء سياسيون واجتماعيون  ومعهم اعلاميون ان الجريمة التي وقعت في العاصمة النرويجية اوسلو وجزيرة اوتويا التي وقعت يوم الجمعة من 22 تموز /يوليو الحالي  وحصدت اكثر من 76 شخصا / كانت السلطات النرويجية قد اعلنت خفض عدد القتلى من 93 الى 76 شخصا / وتأكيد المعتدي ان عمله كان من اجل انقاذ اوروبا من الاسلام والماركسية ورسالة قام بتوجيهها الى احرار اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بضرورة شحذ الهمم بمحاربة المسلمين للحيلولة دون حكمهم لاوروبا والعالم من جديد ،  بمثابة تهديد خطير بإشعال حرب صليبية جديدة تحت غطاء وقف المد الاسلامي وبالتالي انتصار للجماعات المسيحية المتطرفة التي تتخذ من الولايات المتحدة الامريكية قاعدة رئيسية لها .

ويؤكد  السياسي الالماني يورجين تودينهوفر الذي كان يشغل عضوية البرلمان الالماني عن الحزب المسيحي الديموقراطي  في ندوة دعا اليها معهد هاينريش بول للدراسات الدولية ببرلين ان ظهور الاصولية المسيحية يعود الى الجهل بالاسلام وشغف المعتصبين المسيحيين لشرب الدماء واراقتها وان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / يعتبر ابا روحيا للمنظمات المسيحية الاوروبية في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا هذه المنظمات التي تسعى لنشر افكارها الشاذة في عقول الشباب الاوروبي والشباب المسيحي بدول الشرق الاوسط فحادثة الاعتداء على احدى كنائس الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية الحلية لها اسبابها الخلفية مؤكدا ان بوش قتل الكثير من البشر اكثر من تنظيم القاعدة واسامة بن لادن مطالبا الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي سعى للمصالحة بين المسلمين والغرب بخطابه الذي القاه في جامعة القاهرة قبل عامين ان يضع حدا للتعصب الديني في بلاده مؤكدا ضرورة محاربة اولئك المسيحيين الذين يبثون حقدهم على الاسلام والمسلمين عبر شبكات المعلومات الدولية / الانترنت / مؤكدا احترامه لحرية الرأي الا أنه يعارضها اذا تجاوزت حدودها .

ومن خلال شبه  اعتذار للمسلمين اكد رئيس تحرير اخبار المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني الشبه رسمي بيتر فراي ان العالم يعيش في خضم النزاعات الفكرية فالاصولية المسيحية لا تقل خطرا عن الفكر الاسلامي الذي يدعو لمحاربة الغرب وان ما وقع في النرويج ضربة موجعة لاوروبا التي تدعو الى الانفتاح الثقافي وحماية الاعتقاد الديني ورسالة وخز الى ضمائر المجتمع الاوروبي من اجل الانتباه الى الخطر الذي يحدق باوروبا من التعصب للقومية وغيرها مطالبا الرأي العام السعي لتوعية ابنائهم  على خطر القومية الاوروبية التي كادت ان تهلك الحرث والنسل بحربين عالميتين .

وطالبت زعيمة الخضر كلاوديا روت الحكومة الالمانية بذل جهودها لمحاربة القومية الالمانية والاوروبية المتمثلة باليمين المتطرف مشيرة ان جريمة مشابهة لجريمة النرويج ستقع في المانيا لا محالة فهناك من يدعو اليها جهرا وسرا . وعزت روت تكهناتها الى احتمال وقوع مثل هذه الجريمة في المانيا الى الكتب التي تحث القراء على مواجهة الاسلام والتي تدعو الى معاداة الاجانب فكتاب / المانيا تقضي على نفسها / لعضو رئاسة البنك الالماني الاتحادي السابق تيو ساراتسين لا تزال حديث الساعة بالرغم من الكاتب يسعى حاليا للاعتذار من الاجانب والمسلمين وان عناصر اليمين المتطرف في المانيا اتخذوا هذا الكتاب ذريعة لشن حملاتهم الاعلامية واعتداءاتهم على المساجد بحجة الدفاع عن المانيا والمسيحية كما ان الحزب القومي الهولندي الذي يقوده جيرت فيلدريز اضافة الى الحزاب القومية في النمسا وبلجيكا وفرنسا تعتبر عامل تهديد للاستقرار الاوروبي والعالمي ومكافحة اليمين المتطرف مسئولية المانيا واوروبا والاسلام ايضا على حد اقوالهم .

يذكر ان السياسي الالماني يورجين تودينهوفر كان قد زار ليبيا مؤخرا وقام بتقديم مساعدات الى ضحايا همجية الزعيم الليبي معمر القذافي ونجا من موت محتم عندما اطلقت ميلشيات للقذافي قذيفة صاروخ على سيارته وكان احد الذين طالبوا الحكومة الالمانية والاوروبيين بضرورة تسليح المنتفضين الليبيين .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ