ـ

ـ

ـ

السبت 22/10/2011

ألمانيا / سوريا – الانتفاضة البائسة – 

فلتسقط الجامعة العربية

محمد هيثم عياش

برلين /‏19‏/10‏/2011

أعرب اعضاء شئون السياسة الخارجية بكتلة الخضر بالبرلمان الالماني عن ترحيبهم لانذار وزراء خارجية الدول العربية للنظام السوري الذي يتضمن وقف آلية قتل الذين يطالبون بالاصلاحات السياسة والحريات العامة في سوريا وقبول اقتراح الوزراء المذكورين بعقد مؤتمر للحوار بين المعارضة والنظام السوري في مبنى الجامعة بالقاهرة هذا الانذار الذي أعلنه الوزراء يوم السبت المنصرم في القاهرة من المقرر أن ينتهي بعد حوالي 10 ايام من  دعوة الوزراء المذكورين – أي ان المدة المحددة لانتهاء الانذار هي 15 يوما والا فان عضوية سوريا في الجامعة ستتوقف .

الا ان هؤلاء الاعضاء أعربوا بندوة دعوا اليها بالعاصمة برلين يوم الاربعاء من 19 تشرين أول/اكتوبر الحالي عن اسفهم عدم اتخاذ الدول العربية وخاصة دول منطقة الخليج العربي التي تعتبر الدول المستقرة سياسيا واقتصاديا وامنيا من بين الدول العربية قرارا حاسما لوقف نزيف دماء الشعب السوري فحكومات الدول العربية تعرف تماما عدم اصغاء النظام السوري لتهديدهم وتهديدات اعضاء مجلس الامن الدولي في نيويورك .

ووصفت وزيرة الدولة السابقة في وزارة الخارجية الالمانية كرستين مولر  انتفاضة الشعب السوري ضد نظامه بالانتفاضة اليتيمة والبائسة اذ ان المجتمع الدولي عاجز ان اتخاذ قرار حاسم ضد النظام السوري بينما يعاني زعماء الدول العربية من ضعف لمواجهة ذلك النظام الامر الذي جعل من الشعب السوري يائس من نصرة الغرب والعرب على حد سواء اذ ان الغرب لا يريد ابراز عضلاته في سوريا ضد نظام بشار اسد مثل ابراز عضلاته في وجه زعيم ليبيا السابق معمر القذافي ، فسوريا تختلف عن ليبيا وتستطيع زعزعة منطقة الشرق الاوسط باسرها  جراء علاقتها مع اطراف مناوئة للكيان الصهيوني ومناوئة للدول العربية الاخرى وخاصة زعماء منطقة الخليج العربي اضافة الى علاقتها القوية مع ايران وحزب الله ، فايران تنتظر اي خطأ يرتكبه الغرب ضد النظام السوري لاشعال نار حرب جديدة مع الكيان الصهيوني بالشرق الاوسط وذلك من خلال تشجيعها لحزب الله الذي يعتبر حليفا قويا لبشار اسد .

ورأى خبير منطقة الشرق الاوسط بمعهد هاينريش بول للدراسات الدولية بيرند السباخ ان حقن دماء الشعب السوري يتطلب موقفا حاسما ليس من الدول العربية واعضاء المجتمع الدولي فقط بل بمشاركة جميع الدول الاسلامية  باستثناء تلك الدول التي تعاني من حروب ونزاعات داخلية مثل الباكستان وافغانستان وبمشاركة مستقلة لايران بالرغم من موقفها المريب بعلاقتها مع النظام السوري .

اولريخ لايتهولدت خبير سوريا بمعهد السياسة الدولية أكد الى سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل ووصول عدد المعتقلين الى اكثر من عشرة آلاف والدم السوري لن يتوقف الا بتدخل دولي شبه عسكري فالمجلس الوطني السوري الذي يعتقد استمرار سلمية المظاهرات لا يمثل الا  اقلية  من الشعب السوري وانه اذا ما  لجأ المنتفضون ضد ذلك النظام الى قوة السلاح فان منطقة الشرق الاوسط ستلتهب ويسفر عنها نتائج تعتبر خطيرة على اوروبا والدول العربية الاخرى اذ سيعتقد حاملو السلاح بأن الدول العربية  واوروبا والولايات المتحدة الامريكية تركوهم فريسة سائغة للنظام السوري .

وأعرب هؤلاء الخبراء عن انتعاضهم لموقف الغرب من النظام السوري وتغافلهم عن ماساة الشعب السوري ، اذ ان ذلك الشعب يعاني من احكام عرفية وحالة الطوارئ منذ اكثر من ثمانية واربعين عاما  فالنظام السوري  بربري يمارس القتل لاقل شبهة وهو عثرة في وجه السلام بمنطقة الشرق الاوسط وعلى الغرب  اتخاذ سياسة حاسمة ضده مثل سياسته الحاسمة التي اتخذها ضد  معمر القذافي  فالمجتمع الدولي اتخذ قرار الحظر الجوي فوق ليبيا بالرغم من معرضة روسيا والصين  وشارك حلف شمال الاطلسي / الناتو / بانقاذ الشعب الليبي من خلال تدخله العسكري ويمكن للمجتمع الدولي اتخاذ سياسة حاسمة ضد بشار اسد ونظامه بالرغم من امتناع موسكو وبكين.

وحول الفرق بين القذافي واسد ، فقد أكد السباخ بان القذافي معروف بسياسته الهوجاء كما انه لم يكن يملك سياسة حازمة فهو قد أنفق مال الشعب الليبي بدعم حركات ارهابية في اوروبا وهو مع الوحدة العربية ويوما ضدها ولم يكن على مدى الاربعين عاما التي حكم فيها ليبيا صادقا مع شعبه ومع نفسه ايضا  وأنه لم يكن موضع ثقة لشعبه والغرب والعالم الاسلامي فقد قام بالاساء للاسلام اكثر من اساءة الغرب لذلك الدين . أما رئيس النظام السوري بشار اسد  فلا أحد يثق بسياسته جراء الطيش الذي يعاني منه هو ونظامه . وأعربت وزيرة الدولة السابقة في وزارة الخارجية مولر عن أملها قيام لجنة مستقلة بالتحقيق بوجود السجون السرية للمخابرات الامريكية في ليبيا وسوريا على حد أقوالهم .

وبعد فقد قرأتم ما أوردته لكم ايها السوريون عن ما قيل وقال حول انتفاضتكم المباركة وموقف جامعة الدول العربية فلتسقط هذه الجامعة التي لم يكن القائمون عليها في يوم من الايام ومنذ قيامها من اهل العزم والحزم فهم باعوا فلسطين ووقفوا موقف المتفرج على الصراع بين الفلسطينيين وطالبوا المصريين والتوانسة بالكف عن مطالبهم بالاصلاح ، فهل تعتقدون انهم صادقون بانذارهم النظام السوري ؟ كونوا واقعيين وما عليكم الا الاستمرار بانتفاضتكم ضد الطاغية فالسلاح آخر الامر لان آخر الدواء الكي .

-----------------------

التقارير المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ