ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تقرير
يرصد «مجازر وجرائم ضد
الإنسانية» بحق الأطفال وجه انتقادات للمنظمات الدولية و«اليونيسيف» لـ«تفرجها
على ما يحصل من دون التحرك» بيروت:
ليال أبو رحال الشرق
الأوسط 9/2/2012 طالبت
مجموعة من الناشطين والخبراء
الحقوقيين السوريين «بتفعيل
القوانين الدولية ودور منظمات
الأمم المتحدة من أجل حماية
الأطفال في سوريا»، وانتقدت
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)
التي «تكتفي فقط بإصدار
البيانات والتصريحات التي
تخبرنا فيها عن عدد الشهداء من
الأطفال من دون أن تحرك ساكنا»،
مشددة على أن دورها هو «حماية
الأطفال. وسأل
الخبراء السوريون، الذين
يعملون بصفة استشارية لدى
منظمات دولية، في تقرير أصدروه
بعنوان: «مجازر وجرائم ضد
الإنسانية ترتكب بحق أطفال
سوريا اليوم»، «أين أنتم يا
منظمة اليونيسيف من شعاراتكم
وكلامكم على الورق، لقد آن
الأوان لأن تأخذ اليونيسيف
دورها الحقيقي في الدفاع عن
حقوق الطفل وحمايته خلال
الانتفاضة في سوريا». ودعا
التقرير «منظمة اليونيسيف إلى
أن تمارس دورها الإنساني الفعلي
على الأرض، لا مجرد إصدار
بيانات استنكار وإحصاء عدد
الأطفال الذين قتلوا، فهذه أمور
لا تقدّم أو تؤخر شيئا في حماية
أطفال سوريا». وأضاف: «إنه
واجبكم الإنساني والدولي، لذا
يطالبكم خبراء سوريا والشعب
السوري بأن تحترموا شعاراتكم
ودوركم، وإن لم تفعلوا فإن
مصداقية منظمتكم اليونيسيف
ستكون موضع تساؤل وشكوك في
دورها في العالم، خصوصا عندما
تكتفون بالتفرج على الأطفال
الذين يقتلون ويتعرضون للتجارب
النفسية والبدنية المؤلمة
وتنشغلون أنتم بإصدار البيانات».
وقالت الناشطة غالية قباني، وهي
إحدى المساهمات في إعداد
التقرير لـ«الشرق الأوسط»، إنه
«منذ اندلاع الثورة السورية حتى
اليوم، لا نجد أي دور تقوم به (اليونيسيف)
وكل منظمات الأمم المتحدة على
الأرض»، مشددة على أن «وضع
الأطفال مزر في سوريا مع مقتل ما
لا يقل عن 400 طفل وجرح عدد لا
يحصى منهم، فضلا عن عدم التمكن
من حصولهم على الرعاية الطبية
اللازمة والمواد الغذائية». وتحدثت
قباني عن «علاقة وثيقة نسجتها
زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد
في السنوات الفائتة مع المنظمات
الدولية في سوريا إلى حد
السيطرة عليها»، معتبرة أن «المنظمات
الدولية لم تتمكن بعد من أن تفصل
ما بين هذه العلاقة والواجبات
المترتبة عليها في سوريا اليوم».
ورأت قباني أن «العالم يكتفي
بالتفرج على ما يحصل في سوريا
بما يفوق الخيال، ولم يحصل في
التاريخ الحديث أن اكتفى العالم
بالوقوف صامتا أمام مشاهد القتل
اليومي»، وقالت: «ليس بمستغرب
أن يرفع الناس في المظاهرات
لافتات كتبوا عليها (ما إلنا
غيرك يا الله)، لأنه فعلا لا أحد
يحميهم إلا الله». وذكر
التقرير، الذي توقف عند أبرز
المجازر التي راح ضحيتها أطفال
سوريون، أن «أطفال سوريا
يتعرضون منذ بداية الثورة
السورية إلى مخاطر تتعلق بصحتهم
وسلامتهم وأمنهم، إلا أنهم
اليوم يواجهون خطرا أكبر بسبب
العنف المتزايد الذي يقوم به
النظام الأمني من خلال المجازر
التي يرتكبها بقصف المدن
بالدبابات والصواريخ وهدم
البيوت على سكانها، واستعمال
كافة أنواع الأسلحة الحربية
الثقيلة، والاعتداء على البيوت
الآمنة وقتل وذبح الأطفال
والنساء، حتى تحولت أفعاله إلى
ما يرقى لجرائم حرب ضد
الإنسانية». وفي
إطار المجازر التي يذكرها
بالاستناد إلى وكالات أنباء
عالمية وشهادات من سوريا
وتقارير دولية، أفاد التقرير
بأن 50 طفلا قضوا في مجزرة
الخالدية في مدينة حمص في
الثالث من الشهر الحالي، بينما
«تم ذبح ثمانية أطفال تتراوح
أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسعة
أعوام في كرم الزيتون في حمص في
السابع والعشرين من الشهر
الفائت». وفي
مدينة اللاذقية، أوضح التقرير
أنه «تم مؤخرا تصفية عائلة
الدكتور معد الطايع، المعتقل
منذ شهور، قبل الإفراج عنه
بثلاثة أيام، وتتألف العائلة من
أربعة أطفال، أكبرهم في سن
العاشرة، ووالدتهم، إضافة إلى
قتل وتشريد آلاف العائلات
وغالبية أفرادها من الأطفال،
عندما اقتحم الجيش النظامي
وقوات الأمن حي الرمل الجنوبي
في المدينة، الذي تم قصفه من
البحر بالزوارق الحربية، وقتل
حينها عدد كبير من الأطفال على
الحواجز وفي الشوارع خلال
محاولات العائلات الهروب من
المدينة». ويؤكد التقرير، نقلا
عن ناشطين سوريين، أن «مدينة
تلبيسة تعرضت لتدمير كبير،
وتكررت المجازر أكثر من مرة منذ
اقتحام المدينة بتاريخ 29 مايو (أيار)
2011 قتل خلالها عدد من سكان
المدينة منهم ثماني نساء،
وثمانية أطفال تتراوح أعمارهم
بين الثامنة والسادسة عشرة»،
كما يذكر أن «عشرين طفلا كانوا
قد أعدموا إعدامات جماعية أمام
ذويهم في أول اقتحامات للمدينة». ----------------------- التقارير
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |